ارتداداته السلبية على أمريكا أولاً.. تسونامي الرسوم يهز الاقتصاد العالمي
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
البلاد – عواصم – متابعات
بوتيرة متسارعة ومتصاعدة ، تتوالى ارتدادات الرسوم الجمركية التي أقرها الرئيس ترمب على نحو 180 دولة ، وسط مخاوف متزايدة من نذر حرب تجارية ، وتداعيات سلبية كبرى تتصاعد على الاقتصاد العالمي ، وعلى الأمريكي أولا.
فقد أعلنت الصين فرض رسوم جمركية بنسبة 34 % على كافة وارداتها من الولايات المتحدة اعتبارًا من 10 أبريل الحالي، ووقف استيراد منتجات الدواجن من شركتين أمريكيتين.
وفي ظل تسونامي تداعيات الرسوم الجمركية ، انخفضت أسهم شركات صناعة الرقائق والبنوك وشركات النفط الكبرى في الولايات المتحدة بشدة ، وتكبدت الأسواق الأميركية خسائر صادمة تجاوزت 6 تريليونات دولار في يومين فقط، في أسوأ موجة نزيف منذ أزمة 2008 ، وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 6 % ، وخسرت الشركات التقنية الكبرى مجتمعة ما قيمته 1.8 تريليون دولار من قيمتها السوقية ، وكانت شركة آبل الأكثر تضررًا، حيث فقدت أكثر من 533 مليار دولار.
في هذا السياق ، توقع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، أن تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب إلى أزمة اقتصادية ، ومن أبرز تحذيرات باول:
– الرسوم أكبر بكثير من المتوقع.
– نواجه حالة مرتفعة من عدم اليقين.
– نتوقع ارتفاع التضخم وتراجع النمو.
عالميا ، انخفضت أسعار النفط بنسبة 7 % مسجلة أدنى مستوى منذ ثلاث سنوات، بعد إعلان الصين رفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية بنسبة 34 % ، وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 65.58 دولار للبرميل ، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 61.99 دولار..
الكونغرس:
تشريعات مقيدة للرئيس
أعلن النائب الجمهوري دون بيكون، أمس السبت، عزمَه تقديمَ مشروع قانون في مجلس النواب يُقيّد سلطات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فرض الرسوم الجمركية، ووقّع أربعةُ جمهوريين آخرين على مشروع القانون، بحسب موقع “بولتيكو”.
ويقترح المشروع إنهاء أي رسوم جمركية من خلال تصويت الكونغرس في أي وقت. ويُلزم أيضا المشروع الرئيسَ ترامب بإخطارِ الكونغرس في غضون 48 ساعة من فرض أي رسوم جمركية. كما يشترط موافقةَ الكونغرس على أي رسوم مقترحة خلال 60 يومًا ،
تراجع التجارة العالمية
توقعت منظمة التجارة العالمية، أن تؤدي الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأمريكي إلى تقليص تجارة البضائع حول العالم بنسبة 1% هذا العام.
وأعربت المديرة العامة للمنظمة نغوزي أوكونجو إيويالا، عن قلقها البالغ إزاء هذا الانخفاض واحتمالات التصعيد نحو حرب جمركية مع دورة تدابير انتقامية من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الانخفاض في تجارة السلع ، محذرة من قرارات ترامب ستكون لها آثار سلبية كبيرة على التجارة العالمية وآفاق النمو الاقتصادي، داعيةً دول العالم إلى التصرف بشكل مسؤول لمنع انتشار التوترات التجارية.
صندوق النقد يحذر
حذرت مديرة صندوق النقد الدولي “كريستالينا جورجيفا” من أن حملة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بفرض رسوم جمركية شاملة تشكل خطرًا كبيرًا على التوقعات العالمية في ظل تباطؤ النمو ، مشيرة في بيانها إلى أن المسؤولين ما زالوا يقيمون الآثار الاقتصادية الكلية لقرارات “ترامب”،حسبما نقلت “بلومبرج”. وأضافت: من المهم تجنب الخطوات التي قد تلحق المزيد من الضرر بالاقتصاد العالمي، ونناشد الولايات المتحدة وشركاءها التجاريين بالعمل بشكل بناء لحل التوترات التجارية والحد من حالة عدم اليقين.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الرسوم الجمرکیة رسوم جمرکیة
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد العالمي و الضربة العسكرية الأمريكية على المفاعلات النووية الإيرانية
#الاقتصاد_العالمي و #الضربة_العسكرية_الأمريكية على #المفاعلات_النووية_الإيرانية
خوله كامل الكردي
الهجوم الإسرائيلي الأرعن على الأراضي الإيرانية أصاب العالم الحر بحالة من الصدمة والذهول، أثار قلق الاقتصاديين من موجة انكماش ترتد على حركة الأسواق العالمية، فبعد التخبط الذي شاب الاقتصاد العالمي وأسواق البورصة والأسهم العالمية، على إثر رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الرسوم الجمركية على البضائع الواردة إلى الولايات المتحدة من الخارج، جاءت أزمة مفاوضات برنامج إيران النووي، لتعيد الاقتصاد العالمي إلى حالة من التذبذب وعدم الاستقرار.
لا يفهم المغزى من المسلك الذي سلكته الولايات المتحدة الأمريكية، بإعطاء الضوء الأخضر للكيان الصهيوني في ضرب أهداف عسكرية ونووية في عمق الأراضي الإيرانية وهي في غمرة المفاوضات النووية مع الجانب الإيراني، فمهلة الستين يوماً التي حددها الرئيس الأمريكي ترمب لإيران لتسليم ملفها النووي والتراجع عن تخصيب اليورانيوم، قد انتهت رغم التوافق على إعادة جولة المفاوضات ليوم الأحد الماضي، انتهت بضربات جوية وجهها الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع عسكرية و مفاعلات نووية إيرانية، وتنفيذ عمليات اغتيال بحق علماء نووين و قادة وضباط في الحرس الثوري الإيراني، واكتملت الصورة بالهجوم الأمريكي المباغت على منشآت إيرانية نووية فجر الأحد الموافق 22 من هذا الشهر وزاد الأمر تعقيدا والأزمة تشابكا.
لا يستطيع الاقتصاد العالمي أن يحتمل أزمة في منطقة الشرق الأوسط قد تودي به إلى تدهور خطير في الأسواق العالمية، وارتفاع أسعار النفط ومشتقاته، مما يؤثر سلباً على اقتصاديات الدول وحكوماتها، وبالتالي التأثير الكبير على معيشة الفرد البسيط، ومعظم تلك الأزمات تكون فيها الولايات المتحدة الأمريكية الركيزة الأساسية، فدعمها للكيان المحتل في العدوان على غزة والضفة الغربية والتمادي الإسرائيلي في بناء المستوطنات الغير شرعية، واعتراف إدارة ترمب بالقدس عاصمة للكيان المحتل في ولايته الأولى تحت شعار صفقة القرن، لا يمكن أن يأتي بأي أمن وسلام لمنطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، بل يضفي تعقيداً على المشهد السياسي والعسكري.
يقرأ التدخل العسكري الأمريكي في برنامج إيران النووي، إلا حماقة قد تجرها إلى حرب إقليمية لا طاقة لها بها، ومع تصاعد الهجمات الإسرائيلية الجوية المدعومة سياسياً وعسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ومواقع استراتيجية وحيوية للعاصمة طهران، تنحدر المنطقة نحو صراع طويل الأمد غير محسوب العواقب، لكنه في النهاية يرسم خطوطاً عريضة لطموح أمريكي في تواجد عسكري على الأراضي الإيرانية الخالية من أي قواعد عسكرية أمريكية، فكل تلك الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية، تحفز الكيان المحتل التمادي في الاعتداء على إيران، هدفها في النهاية الهيمنة على المقدرات الطبيعية لإيران، وتلك هي قصة من قصص التدخلات الأمريكية المستمرة في منطقتنا العربية والإسلامية.