محللون: أزمة غزة سببها عدم تنفيذ الدول لقرارات الجنائية والعدل الدوليتين
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
يعتقد خبراء أن المؤسسات القانونية الدولية فعلت ما يجب عليها فعله تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة، وأن العالم لا يريد السير في طريق العدالة، في حين يقول آخرون إن كل المؤسسات والدول متواطئة في إبادة الفلسطينيين.
فبعد أكثر من عام على إصدار محكمة العدل الدولية حكمها بخصوص التدابير المؤقتة لتطبيق اتفاقية الإبادة الجماعية في قطاع غزّة، تواصل إسرائيل انتهاكها لقواعد القانون الدولي الإنساني عبر استخدام المساعدات الإنسانية ورقة ضغط وتربط دخولها إلى غزة بمسار المفاوضات والشروط الجديدة التي تفرضها.
وقد أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) -في بيان أصدره الاثنين الماضي- أن قطاع غزة يشهد أسوأ وضع إنساني منذ بدء الحرب قبل 18 شهرا، مشيرا إلى أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل هو السبب في الوضع الإنساني السيئ الذي تعيشه غزة.
لكن المدعى العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية، لويس أوكامبو، يرى أن محكمتي العدل والجنائية الدوليتين ليستا مسؤولتين عن وصول الأمور إلى هذه الدرجة من السوء لأنهما طالبتا بوقف ما يجري ضد المدنيين.
الدول هي المسؤولة
وبناء على ذلك، فإن الدول هي التي يجب عليها تطبيق هذه القرارات، حسب ما قاله أوكامبو خلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، لأن الوضع في غزة لم يعد بحاجة لتوصيف قانوني وإنما لتطبيق القرارات القانونية التي صدرت بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.
إعلانفمن غير المعقول -برأي أوكامبو- أن يسمح العالم لنتنياهو بمنع الغذاء والوقود عن المدنيين دون عقاب، بل ويوفر له حماية دولية رغم أنه لم يعد قادرا على السفر لبعض الدول الأوروبية.
ورغم حديث أوكامبو عن إمكانية دفع مجلس الأمن الدولي لسحب مذكرة الاعتقال الصادرة بحق نتنياهو لو توصلت الولايات المتحدة وإيران لاتفاق سلام أوسع، فإنه شدد في الوقت نفسه على "أهمية عدم التقليل من أهمية القانون الدولي، والقرارات التي صدرت عن الجنائية الدولية لأنها قرارات خطيرة وغير مسبوقة".
لكن الأستاذ بجامعة السوربون محمد هنيد، يختلف مع حديث أوكامبو، متهما كافة الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية بالمشاركة في إبادة الفلسطينيين، بما في ذلك الدول العربية.
واعتبر هنيد أن القانون الدولي "ليس إلا نوعا من مساحيق تجميل الوجه القبيح للمجتمع الدولي، بدليل أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قال إنه تلقى تهديدات أميركية صريحة بالتعرض لعقوبات".
ليس هذا فقط، فقد أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخان أن القانون الدولي "جُعل للأفارقة والعرب وروسيا وليس للولايات المتحدة وحلفائها"، كما قال هنيد الذي أشار أيضا إلى حديث ترامب الذي قال فيه "نحن من صنعنا القانون الدولي".
ومن هذا المنطلق، ذهب هنيد للقول إن القانون الدولي "لم يفعل شيئا في البوسنة ولا سوريا ولا العراق ولا أفغانستان، لأنه لا يطبق من أجل المسلمين والعرب وإنما عليهم فقط".
وحتى العرب ليسوا بمنأى عن المشاركة في إبادة الفلسطينيين، وفق هنيد الذي قال "إن مسألة الأسرى الإسرائيليين ليست إلا ذريعة لقتل الفلسطينيين ونزع سلاحهم بتواطؤ أميركي غربي عربي".
العرب يشاركون في إبادة الفلسطينيين، وأكثر من يريد قتل الأسرى هو نتنياهو بدليل أنه فعّل قانون هانيبال لقصف الأسرى، والهدف هو نزع سلاح المقاومة بتواطؤ أميركي غربي عربي.
إعلانوحتى فيما يتعلق بإصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، يعتبره هنيد نوعا من التواطؤ لأن إسرائيل كلها متورطة فيما يحدث ومن ثم فإن حصر الإدانة في شخصين اثنين يجعل البقية تفعل ما تريد وهي تعلم أنها آمنة من العقاب دوليا وعربيا، وفق تعبيره.
وعن اتهام إسرائيل لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالاستيلاء على المساعدات وتخزينها، قال الكاتب الصحفي الفلسطيني وسام عفيفة إنها تتناقض مع تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم الذين يتباهون بتجويع سكان القطاع.
ليس هذا وحسب، بل إن المسؤولين الإسرائيليين أعلنوا أنهم حصلوا على موافقة أميركية بتجويع السكان من أجل دفع حماس لإعادة الأسرى. فضلا عن مطالبة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بقصف ما تبقى من ألواح طاقة شمسية في القطاع عندما عرف أنها تسهم في توفير بعض الطاقة.
تجويع بمباركة أميركية
وبعيدا عن كل هذه التصريحات، فإن ما يدخل للقطاع من مساعدات يتم من خلال المنظمات الدولية والإقليمية بشكل كامل لأن حكومة القطاع لم تعد موجودة بسبب الحرب، مما يعني أنها خاضعة لرقابة شديدة، كما يقول عفيفة الذي أشار إلى أن إسرائيل تحسب هذه المساعدات بالسعرة الحرارية الواحدة قبل إدخالها.
وقد أكد الصحفي الفلسطيني أن غالبية أنواع الطعام لم تعد متوافرة وأن المتوافر منها أصبح سعره يفوق قدرة الناس على شرائه مما جعلهم يعتمدون على التكايا التي تقدم طعاما مجانيا في الوقت الراهن، وفق قوله.
ويمنع الجيش الإسرائيلي دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء لقطاع غزة عقب إغلاقه للمعابر مما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة، في تناقض صارخ مع القانون الدولي الذي يلزم إسرائيل بتحمل مسؤولياتها تجاه المدنيين بوصفها دولة احتلال.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد أن إسرائيل تتحمل التزامات لا يمكن التنصل منها بموجب اتفاقيات جنيف.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی إبادة الفلسطینیین الجنائیة الدولیة القانون الدولی
إقرأ أيضاً:
فلسطين والسعودية تبحثان ترتيبات المؤتمر الدولي للسلام
فلسطين – بحث رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، امس الجمعة، مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ترتيبات المؤتمر الدولي للسلام والمزمع عقده في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، خلال الفترة من 17 إلى 20 يونيو/ حزيران الجاري.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بينهما، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وقالت الوكالة إن الطرفين بحثا جهود وقف حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وسياسة التجويع التي تنتهجها تل أبيب بمنع إدخال المساعدات للقطاع منذ 2 مارس/ آذار الماضي وأهمية “وقف المجاعة”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 183 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
وأوضحت الوكالة أن الجانبين بحثا مواصلة التنسيق مع مختلف الشركاء الدوليين، لتهيئة الظروف المناسبة لعقد المؤتمر الدولي للسلام، في ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة.
وفي وقت سابق الجمعة، ذكر تقرير نشرته وكالة أنباء غربية، أن مؤتمر الأمم المتحدة، الذي كان من المقرر أن تترأسه فرنسا والسعودية لصياغة خارطة طريق بشأن حل الدولتين، جرى تأجيله بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، دون تأكيد رسمي من الرياض أو باريس.
وفجر الجمعة، أطلقت إسرائيل هجوما واسعا على إيران بأكثر من 200 مقاتلة، أسمته “الأسد الصاعد”، وقصفت خلاله منشآت نووية بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين وعلماء نوويين.
في المقابل، بدأت إيران مساء الجمعة ردها على العدوان الإسرائيلي بإطلاق صواريخ على عدة مدن منها تل أبيب، بعد ساعات من توعد مرشدها الأعلى علي خامنئي إسرائيل بـ”عقاب صارم”.
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى لحل الدولتين، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، خلال الفترة من 17 إلى 20 يونيو/ حزيران الجاري، برئاسة مشتركة من السعودية وفرنسا.
ويتطلع الفلسطينيون إلى أن يكون المؤتمر “نقطة تحول في إنهاء هذا الاحتلال غير الشرعي”، وفق تصريحات سابقة لمندوب فلسطين الدائم بالأمم المتحدة رياض منصور.
وفي 3 يونيو الجاري، قال منصور في مؤتمر صحفي بالأمم المتحدة:” نتوقع من الدول الأعضاء الإعلان قبل المؤتمر وخلاله عن عدد من الخطوات العملية، بما فيها الاعتراف بدولة فلسطين من الدول التي لم تقم بذلك”.
وشدد على ضرورة أن “تلتزم الدول ذات الإمكانات المالية بتخصيص دعم مالي لتعزيز مؤسسات دولة فلسطين في السنوات المقبلة بشكل ملموس، من خلال دعم برامج مالية تُعزز قوة هذه الدولة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال”.
وتعترف 149 دولة بفلسطين من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة.
الأناضول