تحفة بيزنطية خالدة.. جدارية «القيامة» في كنيسة خورا بإسطنبول
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قلب الكنيسة الصغيرة “الباركليسيون” الملحقة بكنيسة “تشورا” (Χώρα)، الواقعة في ضواحي القسطنطينية (إسطنبول اليوم)، تتربع إحدى أعظم الجداريات البيزنطية في التاريخ: جدارية “الأناسطاسيس” (Ανάστασης)، أي “القيامة” باليونانية، والتي تعود إلى نحو عام 1320م.
“الوقوف مرة أخرى”: المعنى الأعمق للقيامةتحمل الجدارية اسم “أناسطاسيس”، وهي كلمة يونانية تعني “القيامة” أو “الإحياء” أو “الوقوف مرة أخرى”، في إشارة إلى المفهوم الروحي لقيامة المسيح من الموت، وانتصاره على الجحيم والموت الأبدي.
المسيح في بهاء القيامة
تُظهر اللوحة في مركزها السيد المسيح محاطًا بثلاث طبقات من الهالة البيضاوية “الماندورلا”، المزيّنة بالنجوم المدببة، مرتديًا ثيابًا بيضاء ناصعة ترمز إلى النقاء والقداسة. ويمد المسيح يديه ممسكًا بمعصمي آدم وحواء، رافعًا إياهما من القبور، في مشهد درامي يعبّر عن تحرير البشرية من عبودية الموت.
أبواب الجحيم تتحطمتحت أقدام المسيح، تتناثر رموز الجحيم: أبواب محطمة، سلاسل وأقفال مهشّمة، وشيطان الجحيم نفسه ملقى أرضًا مكبّل اليدين والرجلين والرقبة، في مشهد يجسّد الهزيمة المطلقة لقوى الظلام أمام نور القيامة.
شهود القيامة: الأنبياء والملوك الصالحونعلى جانبي المشهد، تصطف نفوس الأنبياء الذين بشّروا بمجيء المسيح، إلى جانب أرواح الملك داود والملك سليمان، وملوك إسرائيل الصالحين، جميعهم في انتظار لحظة التحرير والخلاص.
حواء ترتدي ثوبًا أحمر يرمز إلى الإنسانية، ويقف داخل تابوتها ابنها هابيل، أول شهداء البرّ. وضعية آدم وحواء في اللوحة تشير إلى اعتماد الإنسان الكامل على قوة المسيح، بينما تبرز هيئة المسيح سلطانه الإلهي على الموت والجحيم.
كنيسة خورا.. متحف للروح والجمال
تعد هذه الجدارية جزءًا من الزينة الداخلية لكنيسة “تشورا”، التي تعتبر واحدة من أجمل الكنائس البيزنطية الباقية حتى اليوم، وتزخر بروائع الفسيفساء واللوحات الجدارية التي تمزج بين اللاهوت العميق والفن الرفيع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس
إقرأ أيضاً:
أيادٍ تستحق التقبيل ..إن سَمَحت لنا بذلك…
صراحة نيوز – بقلم / مدحت الخطيب
في مشهدٍ أبهر العالم وخربط كافة قواعد الاشتباك والحروب وتجاوز أقوى كليات الأركان ، تابع الملايين بالأمس مقاومًا فلسطينيًا من غزة، يتجه بثبات وإصرار وإيمان نحو دبابةٍ صهيونية تحاول الفرار من أرض المعركة هي وطاقمها ، كما يفرُّ الذليل من مواجهة الحق. لم يكن يحمل سلاحًا ثقيلًا، ولا يختبئ خلف متاريس أو جدران مُحَصَّنَةٍ ، بل واجه آلة الموت بيديه العاريتين، وبقلبٍ لا يعرف الخوف ولا الانكسار ..
اقترب منها كما يقترب أصحاب الأرض من أرضهم لزراعتها … وكأنه لا يرى أمامه آلة قتل، بل بابًا يجب أن يُفتح، مهما كلّف الأمر، مدّ يده إلى مقبضها وهي تهرب منه وبمن فيها ، وحاول فتحها ، في مشهدٍ بدا كأنه يرغب في انتزاع آخر أوهام “الجيش الذي لا يُقهَر”..
ذلك المقاوم لم يكن فردًا… كان رمزًا. كان صوتًا من تحت الركام يقول: نحن هنا، لا نهابكم، لا نصدق خرافات تفوقكم، ولا نعترف بقصصكم المصنوعة في مصانع الإعلام المضلل. كان صوته صامتًا لكنه مدوٍّ، يقول للعالم: “نحن لا نركع” ولن نركع حتى النصر القريب أو الشهادة ..
المشهد وحده كافٍ ليهز صورة جيشٍ طالما تغنّى بأنه لا يُهزم، فإذا بجنديته ترتجف داخل حديد دبابة مصفحة، وجنديّها يلوذ بالفرار من شابٍ لا يرتدي سترة واقية، ولا يمتلك غطاءً جويًا… لكن قلبه ممتلئ بالإيمان.
أيادٍ كهذه التي امتدت نحو مقبض الدبابة لا تُصافَح فقط … بل تُقبّل. إن سمحت لنا كرامتها بذلك.
أيادٍ نقية، تمثل شرف الأمة، وعنفوان المقهورين، وثبات المظلومين. هي أيادٍ لا تكتب البيانات ولا تُلقي الخُطب… بل تصنع التاريخ.
في زمنٍ تُشترى فيه المواقف وتُباع فيه المبادئ، نعم عندما يتسلل اليأس إلى قلوبنا يخرج لنا من بين الركام من يذكّرنا أن الكرامة لا تُفاوض، وأن الشجاعة لا تُورّث… بل تُولد مع الصادقين.
تحية لك أيها البطل… فقد فضحت جبنهم كما فَضحت غزة خذلان الكثيرين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية