شبكة انباء العراق:
2025-06-14@03:21:41 GMT

نحن في الواقع كومبارس في مسرح الضياع

تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

يقول شكسبير: (الدنيا مسرح كبير، والناس ما هم إلا ممثلون يؤدون أدوارهم على هذا المسرح). وقد شكّلت هذه العبارة الركيزة الأساسية لنظرية عالم الاجتماع الأميركي إرفنغ غوفمان الذي ينظر للتفاعلات اليومية في إطار المسرح. .
من هنا وحتى نفهم ما يجري في ديارنا وفوق أرضنا من مآسي ومجازر وزوابع وانتهاكات وتقلبات سياسية وعسكرية واقتصادية، ينبغي ان ندرك اننا في حقيقة الأمر عبارة عن كومبارس نعمل مجاناً في مسرح كبير مساحته الكلية مليوناً و 487 ألفا و 814 كيلومترا مربعا.

وهذا المسرح موزع بين قارتي آسيا بنسبة 22% وأفريقيا بنسبة 78%. يطل على سواحل طولها 22 ألفا و 828 كيلومترا. وان تعدادنا نحن الكومبارس يصل إلى 400 مليون من الرجال والنساء وبمختلف الأعمار. .
نتكلم لغة واحدة، ونرتبط بروابط كثيرة وعميقة، لكننا على خلاف دائم مع انفسنا ومع بعضنا البعض. .
اما الرويات التي يعرضها مسرحنا فتقتصر معظمها على الحروب والنزاعات والصراعات والدسائس والفتن والمكر والغدر والخيانة، وان أبواب مسرحنا ونوافذه مفتوحة في كل المواسم وفي كل الأوقات. .
نتخبط منذ سنوات بحثا عن القيام بدور يليق بنا على خشبة هذا المسرح الكبير. نعيش في حالة ذهول وضياع. لا قائد يقودنا، ولا منقذ ينقذنا، ولا مرشد يرشدنا. صار مسرحنا متاحا مباحا الآن للقوى الغربية، واحيانا لدول الجوار، اما نحن فنعيش بلا بوصلة. نرفع أشرعتنا في بحار الفراغ على متن سفن الأوهام والخرافات، وكأننا لا نمتلك مفاتيح اللعبة ولا أدواتها. .
الصراع في مسرحنا تتصاعد وتيرته منذ مدة بين روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، يرتمي بعضنا في احضان هذه المجموعة أو في احضان تلك المجموعة. واحيانا نختلق المشاكل الداخلية لنشغل انفسنا في صراعات قديمة ضاربة في اعماق التاريخ. .
احيانا يتحول مسرحنا إلى منصة لتصفية الحسابات بين القوى المتطفلة علينا، بينما نتحمل نحن آثار الدمار والحصار والترويع والتجويع. .
خلف هذا المسرح الكبير لا يوجد لدينا عباقرة يبينون لنا اسباب تدهورنا وتشرذمنا وتفرقنا. لكننا نمتلك مكبرات صوت ضخمة تخبرنا فيها الفضائيات ان ذنوبنا هي سبب تدهورنا. .
كلمة اخيرة: الوطن العربي مسرح كبير أسوأ ما فيه أولئك الكومبارس الذين يمثلون دور الاهتمام بنا في مواسم الانتخابات فقط. وفقط في مواسم الانتخابات. . .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

حريق يلتهم محالاً تجارية وشققاً سكنية وسط مأرب

الجديد برس| اندلع حريق عنيف، أمس، في أحد المحلات التجارية بشارع عدن التجاري، الواقع في قلب مدينة مأرب، عاصمة المحافظة التي تخضع لسيطرة حزب الإصلاح، سلطة الأمر الواقع الموالية للتحالف. ووفقًا لمصادر محلية، فقد التهمت النيران صيدلية “أنسام” بالكامل، كما امتد الحريق ليطال جزءًا من محل مواد غذائية وشقة سكنية تقع في ذات المبنى، دون تسجيل أي إصابات بشرية. ويأتي هذا الحريق في سياق سلسلة من الحرائق المتكررة التي شهدتها محافظة مأرب خلال الأشهر الماضية، والتي أسفرت عن خسائر مادية فادحة، وسط غياب واضح لخطط الحماية المدنية أو أنظمة الاستجابة السريعة. وتزايدت أصوات المواطنين المطالبة بفتح تحقيق شفاف في أسباب هذه الحرائق المتكررة، ومحاسبة الجهات المقصرة، وتفعيل إجراءات الوقاية والسلامة، لا سيما في الأسواق والمباني التجارية، للحد من تكرار هذه الكوارث التي تهدد أرواح وممتلكات المدنيين.

مقالات مشابهة

  • حزب الوعي: مصر دولة عظيمة لا تقبل فرض سياسة الأمر الواقع
  • تكريم مجد القصص تحت الأضواء بعد ٥٠ عامًا من المسرح
  • حريق يلتهم محالاً تجارية وشققاً سكنية وسط مأرب
  • مداد الفكر
  • افتتاح منفذ البو كمال الحدودي بين العراق وسوريا
  • كاريكاتير كمال شرف
  • إبنتي على حافة الضياع بسبب زيف المشاعر
  • مناهج التعليم بين الواقع والتاريخ.. نحن والآخر
  • الحب في زمن التوباكو (12)
  • العيد والامتحانات وجدول منفصل عن الواقع