شبكة انباء العراق:
2025-06-26@09:57:24 GMT

نحن في الواقع كومبارس في مسرح الضياع

تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

يقول شكسبير: (الدنيا مسرح كبير، والناس ما هم إلا ممثلون يؤدون أدوارهم على هذا المسرح). وقد شكّلت هذه العبارة الركيزة الأساسية لنظرية عالم الاجتماع الأميركي إرفنغ غوفمان الذي ينظر للتفاعلات اليومية في إطار المسرح. .
من هنا وحتى نفهم ما يجري في ديارنا وفوق أرضنا من مآسي ومجازر وزوابع وانتهاكات وتقلبات سياسية وعسكرية واقتصادية، ينبغي ان ندرك اننا في حقيقة الأمر عبارة عن كومبارس نعمل مجاناً في مسرح كبير مساحته الكلية مليوناً و 487 ألفا و 814 كيلومترا مربعا.

وهذا المسرح موزع بين قارتي آسيا بنسبة 22% وأفريقيا بنسبة 78%. يطل على سواحل طولها 22 ألفا و 828 كيلومترا. وان تعدادنا نحن الكومبارس يصل إلى 400 مليون من الرجال والنساء وبمختلف الأعمار. .
نتكلم لغة واحدة، ونرتبط بروابط كثيرة وعميقة، لكننا على خلاف دائم مع انفسنا ومع بعضنا البعض. .
اما الرويات التي يعرضها مسرحنا فتقتصر معظمها على الحروب والنزاعات والصراعات والدسائس والفتن والمكر والغدر والخيانة، وان أبواب مسرحنا ونوافذه مفتوحة في كل المواسم وفي كل الأوقات. .
نتخبط منذ سنوات بحثا عن القيام بدور يليق بنا على خشبة هذا المسرح الكبير. نعيش في حالة ذهول وضياع. لا قائد يقودنا، ولا منقذ ينقذنا، ولا مرشد يرشدنا. صار مسرحنا متاحا مباحا الآن للقوى الغربية، واحيانا لدول الجوار، اما نحن فنعيش بلا بوصلة. نرفع أشرعتنا في بحار الفراغ على متن سفن الأوهام والخرافات، وكأننا لا نمتلك مفاتيح اللعبة ولا أدواتها. .
الصراع في مسرحنا تتصاعد وتيرته منذ مدة بين روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، يرتمي بعضنا في احضان هذه المجموعة أو في احضان تلك المجموعة. واحيانا نختلق المشاكل الداخلية لنشغل انفسنا في صراعات قديمة ضاربة في اعماق التاريخ. .
احيانا يتحول مسرحنا إلى منصة لتصفية الحسابات بين القوى المتطفلة علينا، بينما نتحمل نحن آثار الدمار والحصار والترويع والتجويع. .
خلف هذا المسرح الكبير لا يوجد لدينا عباقرة يبينون لنا اسباب تدهورنا وتشرذمنا وتفرقنا. لكننا نمتلك مكبرات صوت ضخمة تخبرنا فيها الفضائيات ان ذنوبنا هي سبب تدهورنا. .
كلمة اخيرة: الوطن العربي مسرح كبير أسوأ ما فيه أولئك الكومبارس الذين يمثلون دور الاهتمام بنا في مواسم الانتخابات فقط. وفقط في مواسم الانتخابات. . .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

السيناريوهات المقبلة في ضوء الخلفية التاريخية ومعطيات الواقع

 

 

 

مسعود أحمد بيت سعيد

masoudahmed58@gmail.com

بادئ ذي بدء، لا يُمكن فَهم الحرب الإسرائيلية على إيران وتحليل دوافعها بشكل موضوعي ومنهجي، ولا التنبؤ بمآلاتها، بمعزلٍ عن سياقاتها التاريخية والسياسية الممتدة؛ فبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، دخل العالم مرحلة الحرب الباردة، وانقسم إلى معسكرين: اشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي، ورأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي هذا الإطار، برزت حركات التحرُّر الوطني في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية كرد فعل طبيعي على واقع الاستعمار، مدعومةً إلى حد كبير من المعسكر الاشتراكي، الذي وفَّر لها دعمًا سياسيًا واقتصاديًا. وأدى هذا الواقع إلى قدر من التوازن النسبي في النظام العالمي، مكَّن العديد من دول العالم الثالث، التي كانت ترزح تحت أشكال متعددة من السيطرة الاستعمارية، من نيل استقلالها السياسي. غير أن هذه المرحلة لم تبلغ مداها؛ إذ شهدت مسارات متأرجحة بين التقدم والتراجع، بفعل عوامل موضوعية مُتراكمة، انتهت بانهيار المنظومة الاشتراكية، وعلى ضوئه تبدَّلت خريطة الصراعات والتحالفات السياسية. وفي خضم هذه التحولات، شكَّلت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 نقطة مفصلية في تاريخ المنطقة؛ فقد أطاحت بنظام الشاه، الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة، والذي كان يُعرف بـ"شرطي الخليج"؛ نظرًا لدوره في حماية المصالح الغربية، وفي مقدمتها المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

كانت إيران في عهد الشاه تُقيم علاقات رسمية مع الكيان الصهيوني، وكان العلم الإسرائيلي يرفرف في سماء طهران، في مشهدٍ يُعبِّر بوضوح عن ارتهان النظام السابق للمحور الغربي. غير أن قيام الجمهورية الإسلامية غيَّر موازين القوى في المنطقة؛ إذ تبنَّت موقفًا مُعاديًا للهيمنة الإمبريالية والصهيونية، وهو ما منحها تأييدًا شعبيًا واسعًا في العالم العربي. هذا التحوُّل جعل إيران هدفًا مباشرًا لتحالف إمبريالي-صهيوني- رجعي، رأى في سقوط نظام الشاه تهديدًا مباشرًا لأحد أهم أركان المشروع الغربي في منطقة النفوذ التقليدي للغرب. وقد عُدَّ ذلك انتصارًا استراتيجيًا لكل القوى المُناهِضة للوجود الاستعماري. لكنَّ التطورات العالمية، وعلى رأسها انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط المنظومة الاشتراكية، منحت الولايات المتحدة فرصة التفرد بقيادة النظام العالمي وفرض هيمنتها على مناطق نفوذ المعسكر المُنهار، لا سيما في الشرق الأوسط. وسعت واشنطن إلى تفكيك ما تبقى من قوى المقاومة؛ سواء عبر الحروب المباشرة أو من خلال دعم قوى سياسية موالية لها.

وباستثناء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نجحت الولايات المتحدة إلى حدٍ كبيرٍ في تدمير معظم قوى المُمانَعة العربية الرسمية. وانطلاقًا من هذا الواقع، يُمكن فَهم الحرب الإسرائيلية الأخيرة؛ باعتبارها حلقة ضمن مشروع استراتيجي طويل الأمد، يسعى إلى فرض السيطرة الكاملة على شعوب المنطقة، وتصفية ما تبقى من قوى مُقاوِمة للمشروع الصهيوني- الأمريكي، باتت إيران تمثل الهدف الأبرز للمخططات الإمبريالية- الصهيونية. وهنا تتجلى أبعاد الحرب باعتبارها فصلًا جديدًا في صراع شامل، تتداخل فيه العوامل الجيوسياسية مع الرهانات العقائدية والاقتصادية.

وبناءً على هذا التحليل العام، يتضح أن المنطقة لا تتحرك في فراغ؛ بل تخضع لتوازنات وتحولات كبرى، ما تزال تؤثر في طبيعة الصراع، وإن تغيَّرت أشكال المواجهة وعناوينها السياسية. ويبقى السؤال الجوهري قائمًا: هل النصر حتمي للمشروع الإمبريالي- الصهيوني؟ الجواب، بموضوعية: لا؛ فهناك عوامل رئيسية تُضعِف هذا الاحتمال؛ أهمها: إرادة الصمود والمواجهة طويلة النفس، التي أثبتت حضورها في أكثر من ساحة، ومنها الفلسطينية رغم الكلفة الباهظة، والتي تُشكِّل نقيضًا واضحًا لمنطق الهيمنة الصهيونية- الأمريكية. وكذلك البُعد القِيَمِي والوجداني للصراع، القائم على مفاهيم الكرامة والهوية والقضية العادلة، وهي مُرتكزات لا يُمكن تقويضها أو استيرادها من مصانع الإمبريالية.

وعليه.. لا يُمكن فصل العدوان الإسرائيلي على إيران عن المسار التاريخي للصراع بين قوى الاستعمار والهيمنة من جهة، وقوى التحرُّر والاستقلال من جهة أخرى. وفي ظل المعطيات السياسية والعسكرية الراهنة، يُمكن توقُّع عدد من السيناريوهات المُقبلة. لكن قبل ذلك لا بُد من التوقُّف عند الضربة الأمريكية التي باتت حتمية في الأيام القليلة الماضية؛ وذلك استنادًا إلى 4 اعتبارات رئيسية؛ الاعتبار الأول: مؤشرات جِدَّية تفيد بأنَّ الكيان الصهيوني يمُر بأزمة وجودية عميقة. الاعتبار الثاني: تأكيد أمريكي على الالتزام بحماية الكيان الصهيوني. الاعتبار الثالث: توجيه الرأي العام نحو السردية التي فقدت مصداقيتها حول سعي إيران لامتلاك السلاح النووي. الاعتبار الرابع: تقدير أمريكي خاص بأن الضربة العسكرية قد تُشكِّل مدخلًا يفتح أفقًا للحوار السياسي. وهذه الاعتبارات وغيرها ستتضح من خلال الرد الإيراني.

أما السيناريوهات المقبلة، فتندرج ضمن مسارين بارزين؛ الأول: توسيع دائرة الصراع ودخول قوى جديدة على خط المواجهة. الثاني: استمرار حرب الاستنزاف الحالية أطول مدة مُمكنة، وإذا ما أُخضِع هذان السيناريوهان لقانون التناقض وصراع الأضداد، يمكن استخلاص سيناريو ثالث، وهو وقف مؤقت للحرب وقبول الطرفين بصيغة توازن مرحلي.

وبغض النظر عن تفوق القوة العسكرية والنتائج الآنية وكل التطورات اللاحقة، فإن معركة الإرادات ما تزال مفتوحة، ومشروعية الدفاع عن الكرامة الوطنية تبقى قائمة، وستُواصِل قوى التحرُّر والتقدُّم، التشكُّل بصور متعددة، ولن تتمكَّن قوى الظلم والعدوان من القضاء على إرادة الشعوب وحقها في الحرية والسيادة الوطنية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أنا كمال.. أنا قادم! أزمة المؤتمر تتصاعد في حزب الشعب الجمهوري
  • كاريكاتير كمال شرف
  • لهذا السبب.. تامر عبدالمنعم يتصدر تريند "جوجل"
  • مرشحان أساسيان في البترون والباقي كومبارس
  • ماذا ينتظر المسرحيون من المهرجان القومي؟ في العدد الجديد لجريدة مسرحنا
  • أسامة كمال: لم أقتنع بعدم امتلاك إيران دفاعًا جويًا
  • الفنانة سلوى محمد: عملت كومبارس لمدة تزيد عن العام في لندن
  • تضخم الثروة والكسب غير المشروع.. إعادة محاكمة ورثة كمال الشاذلي 13 يوليو
  • السيناريوهات المقبلة في ضوء الخلفية التاريخية ومعطيات الواقع
  • إعادة محاكمة ورثة كمال الشاذلى بتهم تضخم الثروة والكسب غير الشروع 13 يوليو