البوابة نيوز:
2025-05-21@17:13:17 GMT

أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها

تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في الخطابات النارية التي يطلقها دونالد ترامب، لا تتجلّى أمريكا كأرض للفرص، بل كأرض مُهددة، يلوّح فيها الجنون بالخطر، وتُبنى الجدران بدل الجسور. يحدّق ترامب في مستقبل بلاده كمن يحدّق في مرآة خائفة، يرى فيها الأشباح تتنكر في وجوه المهاجرين، والخراب يتسرّب من أصوات النساء والفقراء والمهمّشين.


لكن ثمة أمريكا أخرى، لا تظهر في تغريداته، ولا تسكن خطبه ولا تتسرب إلى ابتسامته المنتفخة بالغرور. أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها، ليست أميركا الأبطال البيض ولا أبراج المال، بل أميركا "والت ويتمان" الذي كتب: "أنا من الناس، وأقول: دعوني أغني". إنها أمريكا التي كانت، قبل أن تُغتصب من قبل نزعة القوّة، تغني الحرية كما تُغنى الصلاة.
في شوارع هارلم، حيث كتب لانجستون هيوز أشعاره، ثمة أمريكا سوداء تئن من الظلم وتقاوم بالشِّعر. تلك أمريكا الملوّنة التي لطالما اعتبرها ترامب مجرد مشهد خلفي للوحة البيضاء التي يريد رسمها. لقد قال هيوز في واحدة من قصائده:
"أنا أيضًا، أغني أمريكا.
أنا الأخ الأسود،
يُرسلونني إلى المطبخ حين يأتي الضيوف،
ولكنني أضحك، وآكل جيدًا."
هذه أمريكا التي لا يحبها ترامب، لأنها لا تنصاع. لأنها تجرؤ على الضحك حتى وهي مرفوضة، وتجرؤ على الحلم حتى وهي تحت الحصار العاطفي.
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها هي أمريكا المهاجر الذي يعجن خبزه بأمل، ويزرع ابنته في مدرسة عامة، ويرتدي شتاءه من محلات التوفير، لكنه يحمل الوطن في قلبه لا في أوراقه الثبوتية. هي أمريكا من كتب عنها جون شتاينبك في "عناقيد الغضب"، حين جعل من كل فلاح مطرود من أرضه رمزًا للحقيقة التي لا تموت:
"إن الناس الذين يستطيعون أن يعيشوا بدون أمل، يموتون بصمت."
وترامب يريد هذه "الناس" أن تختفي، أن تصمت، أو على الأقل أن تكون في أماكن لا تراها كاميرات العالم الأول.
ترامب لا يحب أمريكا التي تُعلم أبناءها في المدارس العمومية أن العالم ليس بالضرورة أبيضًا ولا مستقيمًا، بل ملوّن كأقلام الأطفال. لا يحب أمريكا التي تكتب فيها تلميذة فقيرة من أصل لاتيني قصة عن أمها التي كانت تنظف البيوت، لأنها قصة تهز أسطورة الرجل الأبيض العصامي.
هو لا يحب أمريكا التي تقرأ، لأنه يعلم أن القارئ لا يُقاد. تلك البلاد التي يقرأ فيها العامل همنجواي في قطار منهك، وتُقرأ فيها توني موريسون في الأحياء التي خنقتها العنصرية. لقد كتبت موريسون: "لو أنك تستطيع أن تحطّم شعور شخص ما بالكرامة، فأنت بذلك تجعل منه عبدًا." لكن أمريكا الحقيقية تقاوم هذا التحطيم، حتى ولو لم يبقَ لها سوى قصائدها.
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها، لا تعيش في البيت الأبيض، بل في البيوت البيضاء المهددة بالهدم، في مراكز اللجوء، في الفصول الدراسية التي تدرّس التاريخ الحقيقي لا الرواية المنتصرة. هي أمريكا "السكاكين التي لا تصدأ"، أمريكا الفقراء الذين يكتبون بدمهم سيرة البلاد.
هو يحب أمريكا المنتصرة، أما أمريكا الجرحى فهي تؤذيه.
هو يحب أمريكا التي تقصف، أما أمريكا التي تُقصف فتقلقه.
هو يحب أمريكا الشركات، لا أمريكا الشعراء.
يحب أمريكا التي تُصدر، لا التي تستورد أحلامًا.
لكنه، في نهاية المطاف، لا يستطيع أن يراها. لا يستطيع أن يرى أمريكا التي لا ترفع يدها في التحية، بل ترفع صوتها في وجهه.
لأن أمريكا، التي أنجبت مالكوم إكس، و"بروس سبرينجستين"، و"جوان ديديون"، و"آني إيرنو" حين كتبت عنها، و"سوزان سونتاج" حين عرّتها، و"إلينور روزفلت" حين وقفت ضد الظلم، لا يمكن أن تنحني لظله.
ربما يحب ترامب أن تكون أمريكا مرآة تعكس صورته هو، أن تكون تمثاله هو، لكن أمريكا الحقيقية، كما قال ويتمان، "تحتوي التناقضات". وهذا ما لا يستطيع فهمه.
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها، هي أمريكا التي لا تزال تحلم بالحرية للعالم ولو بدون تمثال.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أمريكا ترامب أمريكا العنصرية هی أمریکا

إقرأ أيضاً:

هكذا علق ترامب بعد تشخيص أكبر رؤساء أمريكا عمرًا بسرطان البروستاتا

قال مكتب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن يوم الأحد إنه تم تشخيص إصابته بدرجة متقدمة من سرطان البروستاتا الذي انتشر إلى عظامه، وأنه يراجع خيارات العلاج.

مصرع شخصين تحت قطار بولاية أمريكيةإسرائيل تسمح بإدخال الغذاء إلى غزة تحت مزاعم الحد من الجوع

تم تشخيص إصابة الرئيس الديمقراطي السابق البالغ من العمر 82 عامًا - والذي توفي ابنه بو بايدن بالسرطان في عام 2015 - بالمرض يوم الجمعة بعد أن عانى من أعراض في المسالك البولية، وفقًا لبيان من مكتبه.

 ويُراجع الرئيس وعائلته خيارات العلاج مع أطبائه، وفقًا للبيان.

رد فعل ترامب

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لطالما سخر من منافسه السياسي بايدن بسبب قدراته المعرفية، إنه "حزن" بسبب هذه الأخبار.

وقال الجمهوري ترامب على منصة"تروث سوشيال" في إشارة إلى زوجة بايدن، جيل بايدن: "نقدم أطيب تمنياتنا لجيل والعائلة، ونتمنى لجو الشفاء العاجل والناجح".

وقالت كامالا هاريس، نائبة الرئيس بايدن، التي تولت منصب المرشحة الديمقراطية في المعركة ضد ترامب بعد انسحاب بايدن من الانتخابات الرئاسية العام الماضي، في منشور على موقع إكس: "جو مقاتل".

كما أضافت:"أعلم أنه سيواجه هذا التحدي بنفس القوة والمرونة والتفاؤل الذي لطالما ميّز حياته وقيادته ونأمل أن يتعافى تمامًا وبسرعة".

يعد سرطان البروستاتا  الشكل الأكثر شيوعا من السرطان لدى الرجال، حيث أفادت الجمعية الأمريكية للسرطان أن واحدا من كل ثمانية رجال في الولايات المتحدة يتم تشخيص إصابتهم بهذا السرطان طوال حياتهم.

ورغم إمكانية علاجه بشكل كبير إذا تم اكتشافه مبكرا، فإنه يعد ثاني أكثر أسباب الوفاة بالسرطان بين الرجال.

كما ويعد العلاج الهرموني علاج شائع يمكن أن يقلل من حجم الأورام ويبطئ نمو السرطان، لكنه ليس علاجًا.

وبحسب البيان، وجد أن سرطان بايدن يحمل "درجة جليسون 9 (المجموعة الخامسة)".

غادر بايدن منصبه في يناير من هذا العام باعتباره أكبر رئيس أمريكي في الخدمة في التاريخ، وكان يواجه أسئلة، بما في ذلك من الناخبين الديمقراطيين، حول صحته وعمره خلال معظم فترة ولايته - وما إذا كان قادرًا على التعامل مع متطلبات المنصب.

في يوليو من العام الماضي، اضطر إلى التخلي عن ترشحه لإعادة انتخابه بعد مناظرة كارثية ضد ترامب، حيث تصاعدت المخاوف بشأن تدهور قدراته المعرفية.

طباعة شارك العالم بايدن ترامب عظامه الرئيس الديمقراطي

مقالات مشابهة

  • الصين تدعو أمريكا إلى التخلي عن مشروع القبة الذهبية
  • ترامب يكشف عن خطة القبة الذهبية لحماية أمريكا.. ماذا نعرف عنها؟
  • وزير الزراعة: لتمكين التعاونيات الزراعية لأنها السبيل الأمثل لحماية صغار المزارعين
  • ترامب يعلن بناء القبة الذهبية لحماية أمريكا.. فيديو
  • ترامب يعلن عن القبة الذهبية.. وهذه أبرز التحديات التي تواجهها
  • ترامب يريد إعادة المصانع لأميركا لكن من سيعمل فيها؟
  • تفاصيل مثيرة حول الطائرة القطرية التي قد تكلف ترامب رئاسته.. أثارت غضب الكونغرس
  • جانين فارس بيرو المدعية العامة التي حققت حلم طفولتها في واشنطن
  • صحيفة: أمريكا ستتخلى عن إسرائيل إن لم توقف "حرب غزة"
  • هكذا علق ترامب بعد تشخيص أكبر رؤساء أمريكا عمرًا بسرطان البروستاتا