لجريدة عمان:
2025-06-10@11:49:35 GMT

القراءة في زمن التشتت

تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT

رغم كل المحاولات التي بذلتها فـي السنوات الماضية للانغماس فـي القراءة الإلكترونية، والاشتراك فـي عدد من منصات الكتب الإلكترونية التي تزخر بآلاف الكتب بمختلف العناوين والإصدارات الحديثة والقديمة، إلا أن الحنين بدأ يراودني إلى زمن الكتاب الورقي بعدما وصلت إلى قناعة تامة من أنني لن أستطيع إنهاء كتاب واحد مكون من مائتي صفحة ولأسباب سأتطرق إلى ذكرها لاحقا.

تجربتي الشخصية فـي القراءة الإلكترونية تبدأ بحماسة مفطرة، أقوم بتحميل الكتاب وأبدأ فـي تصفح أول عشرين أو ثلاثين صفحة، أجد نفسي بعدها، وقد تسرب الملل إلى عقلي، ثم ما يلبث أن يتسلل إغراء آخر أكثر حلاوة من إغراء القراءة كالانتقال إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي أو الانشغال بتحميل كتب أخرى حتى ينكسر شغف القراءة بسبب المشتتات الإلكترونية.

لا أدري إن كانت الشاشة هي ما يصنع هذا التشتت، أم أن وفرة المحتوى أصبحت نقمة على التركيز فبدلا من أن تسهم التقنية فـي زيادة القراءة إلا أنها استطاعت الإجهاز عليها، فالقراءة العميقة والطويلة المتمثلة فـي قراءة الكتب والملخصات العلمية المتعمقة حتى قراءة المقالات والأعمدة باتت صعبة بعض الشيء أن كان عدد كلماتها يربو على الخمسة آلاف صفحة أي بتقدير عشر إلى خمس عشرة صفحة وهذا ما جعل معظم القراءات الإلكترونية سطحية بعض الشيء.

فـي كتابه السطحيون: ما تفعله شبكة الإنترنت بأدمغتنا، يقدّم نيكولاس كار تشخيصًا دقيقًا للتحولات الذهنية والسلوكية التي طرأت على الإنسان المعاصر بفعل الاعتماد المتزايد على شبكة الإنترنت. وينطلق الكتاب من فرضية أن التقنية وعلى رأسها الإنترنت لا تكتفـي بتغيير طريقة وصولنا إلى المعرفة بل تعيد تشكيل بنية التفكير والإدراك والذاكرة لدينا.

يرى المؤلف أن القراءة لم تعد كما كانت، فبدلًا من الانغماس فـي النصوص بتأنٍ وتركيز، أصبحنا نميل إلى القراءة السريعة، والمسح البصري، والقفز من فقرة إلى أخرى، ومن نص إلى رابط، مما يفقدنا القدرة على الفهم العميق والاستيعاب المتأني. وهذا النمط من القراءة لا يؤثر فقط على طريقة استهلاكنا للمعلومة، بل يعيد برمجة أدمغتنا بحيث يصبح أكثر تشتتًا وأقل قدرة على التركيز الممتد.

وكأن هذا الكتاب وكاتبه يتحدثان عن الكثير منا ممن فقدوا متعة التركيز فـي القراءة، والتأمل فـي ما بين السطور، والإحساس بشعور الملامسة والارتباط الحسي مع الكتاب. تلك اللحظات التي كان فـيها القارئ يغوص فـي النص بلا انقطاع، يستشعر دفء الورق بين يديه، ويصغي إلى صوت الصفحات وهي تتقلب كأنها نبضات من حوار داخلي عميق. القراءة، كما يصورها كار، لم تكن يومًا مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة، بل طقسًا من طقوس التأمل الذهني والوجداني، تجربة تنمو ببطء وتؤتي ثمارها مع الزمن. واليوم، فـي ظل هيمنة العالم الرقمي، يبدو أن هذه التجربة قد بدأت تتلاشى، لتحل محلها حالة من الاستهلاك السريع والسطحي للمعلومة، تفقدنا عمق الفهم، وتبعدنا عن جوهر القراءة الحقيقي.

بعد كل تلك التجارب مع القراءة الإلكترونية ومحاولة إرغام النفس على التحول اللوحي فـي القراءة، أدركت أنني افتقدت الإحساس الذي تمنحه القراءة الورقية؛ ذلك الهدوء الذي يرافق تقليب الصفحات، ورائحة الحبر التي تُشعرني بأنني فـي حضرة شيء حقيقي لا يذوب فـي زحمة الإشعارات والتنبيهات فقررت أن أعود إلى الكتاب الورقي، لا هربًا من التقنية ، بل بحثًا عن عمق افتقدته.

زرت مكتبة عامة بعد انقطاع طويل، وبين الرفوف، شعرت وكأنني أتنفس من جديد. اخترت كتابًا يميل إلى الفلسفة، يضم مجموعة مقالات متصلة منفصلة. لم أكن أبحث عن تسلسل روائي أو حبكة مشوّقة، بل عن مدخل بسيط لإعادة تدريب نفسي على القراءة المركّزة، وإن كانت متقطعة.

الكتاب كان خيارًا موفقًا فمع كل صفحة من صفحاته كنت أستعيد شيئًا من علاقتي القديمة بالقراءة، وأتذوق مجددًا لذة التأمل فـي المعاني، بعيدًا عن سرعة التمرير والإلهاء البصري. أعتقد أنني بدأت بالفعل أجد طريقي نحو الورق، حيث لا يعلو صوت على صوت الكاتب، ولا يُزاحم الفكرة إلا صمت القارئ.

ومع كل هذا الحنين إلى القراءة الورقية، يأتي توقيت الدورة التاسعة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب كأنما ليعزز هذا الشعور، ويعيد إلينا شيئًا من دفء العلاقة بالكتب. ينطلق المعرض يوم غد الخميس فـي مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، لا كمناسبة ثقافـية عابرة، بل كطقس سنوي ينتظره عشاق القراءة بشغف، ففـي أروقته تتناثر الكتب ككنوز صامتة وفـي زواياه يتقاطع السرد مع الفكر وتنسج حوارات بين القارئ والنص بعيدًا عن التشتت والصخب الإلكتروني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فـی القراءة

إقرأ أيضاً:

عبر بوابة الأزهر الإلكترونية.. كيف تحصل على نتيجة الشهادة الابتدائية؟

بوابة الأزهر الإلكترونية.. يبحث العديد من الطلاب وأولياء الأمور عن طريقة الحصول على نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية للفصل الدراسي الثاني عبر بوابة الأزهر الإلكترونية.

كيف تحصل على نتيجة الشهادة الابتدائية؟

يُتيح قطاع المعاهد الأزهرية لكافة الطلاب الحصول والاستعلام عن نتائجهم من خلا بوابة الأزهر الإلكترونية، لذا يمكن للطلاب الحصول على نتيجة الشهادة الابتدائية فور إعلانها من خلال زيارة بوابة الأزهر الإلكترونية.

نتيجة الشهادة الابتدائية عبر بوابة الأزهر متى تعلن نتيجة الشهادة الابتدائية على بوابة الأزهر الإلكترونية؟

ومن المقرر أن يتم إعلان نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية عبر بوابة الأزهر الإلكترونية، عقب إعلانها رسميًا من قطاع المعاهد الأزهرية وذلك عقب انتهاء أعمال التصحيح ورصد الدرجات والمراجعة، ومن المتوقع أن يتم إعلانها خلال الأيام المقبلة.

كيف تحصل على النتيجة عبر بوابة الأزهر الإلكترونية؟

ويمكن للطلاب وأولياء الأمور الاستعلام والحصول على نتيجة الشهادة الابتدائية فور إعلانها رسميًا، من خلال زيارة بوابة الأزهر الإلكترونية، واتباع الخطوات التالية:

1- الضغط على أيقونة خدمات الأزهر الشريف.

2- اختيار نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية.

3- اختيار المرحلة الإعدادية.

4- كتابة رقم الجلوس.

5- تسجيل المنطقة التابع لها الطالب.

6- الضغط على استعلام.

7- تظهر النتيجة الخاصة بالطالب.

نتيجة الشهادة الابتدائية عبر بوابة الأزهر ما هو مجموع درجات المواد في نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية 2025؟

- درجة مادة اللغة العربية في نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية 2025 نحو 50 درجة.

- درجة مادة العلوم في نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية 2025 نحو 25 درجة.

- درجة مادة الرياضيات في نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية 2025 نحو 50 درجة.

- درجة مادة القرآن الكريم في نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية 2025 نحو 50 درجة.

- درجة مادة اللغة الإنجليزية في نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية 2025 نحو 25 درجة.

- درجة مادة التربية الإسلامية في نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية 2025 نحو 50 درجة.

- درجة مادة الدراسات الاجتماعية في نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية 2025 نحو 25 درجة.

- المجموع الكلي للمواد في نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية الترم الثاني 2025 هو 275 درجة.

اقرأ أيضاًبوابة الأزهر الإلكترونية.. رابط نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية 2025 الآن

لينك نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية 2025 الترم الثاني برقم الجلوس

بوابة الأزهر الشريف.. رابط الاستعلام عن نتيجة الشهادتين الابتدائية والإعدادية الأزهرية 2025

مقالات مشابهة

  • عبر بوابة الأزهر الإلكترونية.. كيف تحصل على نتيجة الشهادة الابتدائية؟
  • دراسة تكشف مادة مدمرة للأمعاء ضمن نكهات السجائر الإلكترونية
  • حزب الجيل عن بطل واقعة حريق العاشر من رمضان: سطر صفحة مضيئة
  • أحلى من السكر بـ13 ألف مرة.. مادة خطيرة تتسلل إلى رئتيك عبر السجائر الإلكترونية
  • تحدي القراءة العربي في ليبيا يدخل مرحلة الحسم.. نحو تكريم النخبة وتحفيز الإبداع
  • العكاري: على المواطنين والتجار الانخراط في الخدمات الإلكترونية حتى نحقق المطلوب بسرعة
  • "الجوازات" تتحقق من هوية التائهين والمنوَّمين من خلال الخدمات الإلكترونية المتنقلة
  • بالأبيض.. حنان مطاوع تخطف الأنظار في العرض الخاص لفيلم «habby birth day»
  • الإعلام السوري: طي صفحة شاهد على فصول مأساة النزوح
  • إغلاق مخيم الركبان يطوي صفحة نزوح مؤلم في سوريا