شدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأربعاء، على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي بلغت ذروة مشروعها الاستعماري في قطاع غزة، لافتا إلى شروع الاحتلال بتهجير الفلسطينيين بشكل قسري خارج أرضهم تحت ذريعة "الهجرة الطوعية".

وقال المرصد في تقرير نشره عبر موقع الإلكتروني الرسمي، إن "المشروع الإسرائيلي في قطاع غزة بلغ ذروته الكاشفة، إذ لم تَعُد إسرائيل تُخفي نواياها بشأن خطتها لتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، بل باتت تعلنها بصراحة وبخطاب رسمي من أعلى المستويات".



وأضاف أن دولة الاحتلال تنفذ مشروعها "عبر سلسلة من الإجراءات الميدانية والمؤسسية التي تُعيد صياغة الجريمة وتُقدّمها على أنّها هجرة طوعية، مستغلة صمتا دوليا مطبقا وفر لها بيئة آمنة لمواصلة ارتكاب الجريمة، وبلوغ هذا المستوى من الإفلات من العقاب دون رادع أو مساءلة".


وحسب المرصد، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي "تمضي قدما في تنفيذ المرحلة النهائية من جريمتها وهدفها الأصلي؛ وهو الطرد الجماعي للفلسطينيين خارج فلسطين، تحديدا خارج قطاع غزة، بعدما أمضت عاما ونصف في ارتكاب جرائم إبادة جماعية".

وأشار المرصد إلى أن التهجير القسري يعد جريمة مستقلة بموجب القانون الدولي، وتتمثل في طرد الأشخاص من المناطق التي يوجدون فيها بشكل شرعي، باستخدام القوة أو التهديد بها، أو من خلال وسائل قسرية أخرى، دون مبررات قانونية معترف بها.

وقالت مديرة الدائرة القانونية في المرصد الأورومتوسطي، ليما بسطامي، إن "إسرائيل ارتكبت بالفعل جريمة التهجير القسري بحق سكان قطاع غزة، حين دفعتهم قسرا إلى النزوح داخل القطاع دون أي مسوغات قانونية، وفي ظروف تتعارض كليًا مع استثناءات القانون الدولي التي لا تُجيز الإخلاء إلا بصورة مؤقتة، ولأسباب عسكرية قاهرة، ومع ضمان مناطق آمنة تحفظ الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية، وهو ما لم يحدث على الإطلاق".

وأضافت أن "إسرائيل وظفت هذا النمط الوحشي، والمتكرر، وواسع النطاق من التهجير كإحدى أدوات الإبادة الجماعية، بهدف تدمير السكان وإخضاعهم لظروف معيشية قاتلة".

ولفتت بسطامي إلى أنه "رغم أن الجريمة اكتملت من الناحية القانونية، إلا أن إسرائيل ماضية في تصعيدها إلى مستوى أشد فتكا بالشعب الفلسطيني، يُجسّد منطقها الاستعماري الاستيطاني القائم على الطرد والإحلال، من خلال تنفيذ المرحلة الثانية من التهجير القسري خارج حدود الوطن".

وأوضحت أن دولة الاحتلال "تحاول تسويق هذه الجريمة على أنها هجرة طوعية، في خداع مكشوف لا ينطلي إلا على مجتمع دولي اختار التواطؤ بدلا من المواجهة، والصمت بدلا من المساءلة".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ في 25 كانون الثاني /يناير الماضي في الترويج لمخطط تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.


وفجر 18 آذار/ مارس الماضي، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، عبر شن سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع الفلسطيني، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.

وأثار استئناف العدوان الذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين في صفوف المدنيين الفلسطينيين، موجة من الاحتجاجات المناصرة للشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف فوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي في العديد من المدن حول العالم.

وتقول منظمات إغاثة إن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءا في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، وقد وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" القطاع بأنه مقبرة جماعية للفلسطينيين، في حين شددت منظمة العفو الدولية أن الحصار الإسرائيلي الشامل يعد جريمة ضد الإنسانية وانتهاك للقانون الإنساني الدولي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة الفلسطينيين فلسطين غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی دولة الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أسطول بحري دولي ينطلق نهاية أغسطس لكسر حصار غزة

#سواليف

ينطلق في 31 أغسطس/آب الجاري #أسطول_دولي جديد من #عشرات_القوارب من إسبانيا، على أن ينضم إليه أسطول آخر في 4 سبتمبر/أيلول من تونس ودول أخرى، في تحرك منسق يشارك فيه ناشطون من 44 دولة حول العالم، ويصفه المنظمون بأنه أكبر عمل تضامني دولي منذ فرض #الاحتلال_الإسرائيلي حصاره على قطاع #غزة قبل 18 عامًا.

ويهدف الأسطول إلى #كسر_الحصار البحري المفروض على القطاع وإيصال رسالة دعم للفلسطينيين، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.

وتشارك في هذا التحرك الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، إلى جانب عدد من الناشطين الدوليين. وظهرت ثونبرغ في مقطع فيديو برفقة مشاركين آخرين لتؤكد أنهم يعتزمون الإبحار مجددًا نحو غزة، مشيرة إلى أن هذه المرة ستكون مختلفة من حيث حجم المشاركة والتنسيق، حيث ستنطلق عشرات السفن في وقت واحد من عدة مواقع، بهدف لفت أنظار العالم إلى ما يتعرض له الفلسطينيون في القطاع.

مقالات ذات صلة الثلاثاء .. اشتداد الموجة الحارة 2025/08/12

وقالت ثونبرغ والنشطاء في الفيديو: “تتصاعد #الإبادة_الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة منذ 22 شهرًا. ألقت إسرائيل ما يعادل ثماني قنابل ذرية على الرجال والنساء والأطفال. دُمرت المستشفيات والملاجئ والمدارس والمنازل بالكامل. لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي”.

وكانت ثونبرغ قد شاركت في محاولة سابقة للوصول إلى غزة ضمن أسطول انطلق مطلع يونيو/حزيران الماضي برفقة ناشطين آخرين، لكن قوات الاحتلال اعترضت اليخت الذي كانت على متنه، وسيطرت عليه قبل وصوله إلى سواحل القطاع.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، عدوانه على قطاع غزة، في حملة وُصفت دوليًا بأنها إبادة جماعية، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، رغم أوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية والامتثال للقانون الدولي. وقد خلف العدوان أكثر من 213 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى ما يزيد على 9 آلاف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية كارثية.

مقالات مشابهة

  • بيان لـ24 دولة أوروبية: يجب وقف المجاعة بغزة عاجلا
  • الإعلامي الحكومي ينشر أسماء 238 صحفيًّا اغتالتهم إسرائيل بغزة
  • أسطول بحري دولي ينطلق نهاية أغسطس لكسر حصار غزة
  • فرنسا تندّد بخطة إسرائيل لاحتلال غزة.. وتقترح تشكيل تحالف دولي
  • مرصد الأزهر ينعى شهداء الصحافة في غزة.. ويؤكد: جرائم الاحتلال لن تنجح في طمس الحقيقة
  • «زاد العزة».. بدء دخول قافلة المساعدات الـ12 للفلسطينيين في غزة (فيديو)
  • الأورمتوسطي .. اغتيال 5 صحفيين في غزة يمهد لمذبحة كبرى تخطط لها إسرائيل
  • الإمارات تنفذ الإنزال الجوي الـ68 للمساعدات بغزة
  • منظمة حقوقية تحذر: اغتيال 5 صحفيين في غزة يمهد لمذبحة كبرى تخطط لها إسرائيل
  • ناشط حقوقي لـ عربي21: إسرائيل تستهدف الصحفيين في غزة لطمس الحقيقة