جلسة ثقافية توثّق ريادة الكتّاب العُمانيين في مجلة “صوت البحرين”
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
احتضن جناح النادي الثقافي بالتعاون مع بيت الزبير جلسة ثقافية تحت عنوان "كتاب عمانيون في مجلة صوت البحرين" قدمها الدكتور حسن مدن كاتب و مفكر بحريني و أدارها الدكتور أحمد المعمري. تناولت الجلسة عدة محاور أساسية حول كتاب “كُتّاب عُمانيون في مجلة صوت البحرين”، الذي يُعدّ مساهمة قيّمة في توثيق التفاعل الثقافي بين سلطنة عُمان والبحرين خلال خمسينيات القرن العشرين، ويسلط الضوء على دور مجلة “صوت البحرين” كمنبر للتعبير عن الفكر الوطني والثقافي في الخليج.
و في سياق ذلك، أوضح الدكتور حسن أن فكرة الكتاب لم تكن مُخططًا لها سلفًا، بل نشأت أثناء عمله على مشروع بحثي مختلف حول التحولات الثقافية في الخليج العربي. وخلال تصفّحه لأرشيف “صوت البحرين”، لفتت انتباهه أربعة أسماء عُمانية أثارت فضوله بسبب تميز كتاباتهم وغزارتها وامتدادها خارج الحدود الجغرافية العُمانية، وهو ما دفعه إلى التوسع في البحث وتوثيق هذه التجربة في كتاب. وحول تفرّد المجلة، أشار الدكتور حسن إلى أنها لم تكن فقط صوتًا ثقافيًا للبحرين، بل كانت منبرًا خليجيًا وعربيًا جامعًا، احتضن مقالات وكتابات من السعودية والكويت وقطر وعُمان، فضلًا عن مساهمات فكرية من كتّاب عرب معروفين. المجلة، التي صدرت في ظرف سياسي دقيق وتحت هيمنة بريطانية مشددة على المنطقة، استطاعت أن تشكل منصة حوار ثقافي وسياسي وتقدمي تجاوز البعد المحلي إلى الإقليمي والعالمي.
واستعرض أربعة من أبرز الكتّاب العُمانيين الذين كتبوا في “صوت البحرين”، وهم عبدالله الطائي، حسين حيدر درويش، محمد أمين البسطي، وأحمد الجمالي. لكل منهم خصوصيته وتجربته، لكن ما جمعهم هو وعي مشترك بروح المرحلة. فعبدالله الطائي، الذي عاش في البحرين والكويت والإمارات، شكّل نموذجًا للمثقف الخليجي العابر للحدود. تميز بنقده الأدبي ذي الطابع الإقليمي، حيث كتب عن شعراء وأدباء من الخليج والجزيرة العربية، ما يجعله من أوائل من بادروا إلى تشكيل وعي أدبي خليجي شامل.و تميز حسين حيدر درويش، انه رائد من رواد أدب الرحلات الخليجي، وقدّم سلسلة بعنوان “أوروبا كما رأيتها”، تناول فيها مشاهداته من رحلاته إلى مختلف الدول الأوروبية، متأملًا في مظاهر العمران، والثقافة، والاجتماع، والسياسة الغربية. كان يحاكي في تجربته مثقفين عربًا من أمثال رفاعة الطهطاوي، لكن من موقع خليجي خالص. بينما تميز محمد أمين وأحمد الجمالي بمقالاتهما الفكرية ذات الطابع اليساري، التي ناقشت التحولات العالمية ما بعد الحرب العالمية الثانية، وأسهمت في إدخال مفردات ومفاهيم جديدة إلى الخطاب السياسي الخليجي.
و حول كيفية إعادة تقديم هذه التجارب إلى الأجيال الجديدة، خاصة في ظل انصراف الشباب عن القراءة المطولة، اكد الدكتور حسن على ضرورة تحويل هذه المقالات إلى وسائط معاصرة قصص، روايات، مقاطع مرئية، و منشورات رقمية حتى تُستعاد هذه التجارب برؤية حديثة. إلى جانب انه دعا الكُتّاب الشباب إلى استلهام هذه السير وتحويلها إلى أعمال إبداعية قريبة من ذائقة الجيل الجديد. و اختتم الدكتور حسن حديثه بالتأكيد على أهمية التوثيق، مشيرًا إلى أن الذاكرة الصحفية قصيرة، بينما الكتب تحفظ الذاكرة الثقافية للأمم. وقال عن ذلك : “علينا ألّا ننسى أن معرفة الحاضر لا تكتمل إلا بفهم التاريخ الثقافي، وهؤلاء الكُتّاب العُمانيون الأربعة كانوا من أوائل من وضعوا اللبنات الأولى لحداثة فكرية وأدبية في الخليج العربي
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدکتور حسن ت اب الع
إقرأ أيضاً:
دور النشر القطرية.. منصات ثقافية تضيء أروقة معرض الدوحة الدولي للكتاب
تحضر دور النشر القطرية بقوة في النسخة الرابعة والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب المقام في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات تحت شعار "من النقش إلى الكتابة"، لتؤكد مجددًا دورها المحوري في المشهد الثقافي الوطني، من خلال إسهاماتها في رفد الساحة المحلية والعربية بإصدارات متنوعة تثري المحتوى المعرفي والأدبي.
وفي هذا السياق، قالت الرئيسة التنفيذية لدار "روزا للنشر" الدكتورة عائشة جاسم الكواري، في حديث لوكالة الأنباء القطرية، إن الدار تستعد لإطلاق مجموعة من الإصدارات الجديدة التي تتنوع في موضوعاتها وتواصل النجاحات التي حققتها خلال عام 2024. وأشارت إلى أن "روزا للنشر" تتطلع في عام 2025 إلى إطلاق مبادرات تدعم المؤلفين القطريين والعرب، وتوسيع نطاق النشر الرقمي، بما يعزز مكانة الدار كمنصة شاملة للنشر، فضلًا عن التوجه للمشاركة في معارض دولية بهدف التعريف بالثقافة القطرية.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة دار روزا للنشر (@dar.roza)
وأوضحت الكواري أن جناح الدار سيشهد تدشين 15 إصدارًا جديدًا، تمثل باقة من الأعمال الأدبية والفكرية والمعرفية، تعكس توجه الدار في دعم الإبداع العربي وتعزيز الحراك الثقافي.
إعلانمن جهتها، أكدت مديرة "دار كتارا للنشر" أميرة أحمد المهندي، في تصريح مماثل، أن جناح الدار يضم أكثر من 350 عنوانًا تشمل مجالات متنوعة من الأدب والتراث والعلوم والدراسات والمخطوطات المحققة. وأضافت أن "كتارا للنشر" تحرص على المشاركة في جميع دورات المعرض لما يوفره من فرص للتواصل مع القراء والناشرين العرب والدوليين، فضلًا عن التعرف على أحدث الإصدارات واستقطاب مؤلفين جدد يمكن أن يكونوا إضافة نوعية للمكتبة العربية.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Kataraph دار كتارا للنشر (@kataraph)
كما نوهت المهندي إلى تنظيم حفلات توقيع يومية لعدد من الإصدارات المميزة التي شهد عام 2025 إصدارها، إضافة إلى عرض الروايات الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية في دوراتها السابقة، وأحدث أعداد مجلة "سرديات"، وسلسلة "مقدمات قصيرة" في نقد الرواية.
من جانبها، أشارت مديرة إدارة التواصل في "دار جامعة حمد بن خليفة للنشر" منيرة الرميحي إلى أن الدار تشارك هذا العام بـ21 إصدارًا جديدًا، تتنوع بين كتب الأطفال واليافعين والكتب الأكاديمية، فضلًا عن الأعمال المترجمة بين العربية والإنجليزية. وأضافت "نحرص على تقديم تجربة تفاعلية لزوار المعرض من خلال تدشين كتب يومية ولقاءات مباشرة مع المؤلفين، مما يسهم في تعزيز الحوار الثقافي ودعم المشهد المعرفي في قطر".
View this post on InstagramA post shared by SIRAJ SHOW مسلسل سراج (@sirajshow)
أما رئيس قسم التسويق والمبيعات بالإنابة في "دار نشر جامعة قطر" علي محمد فأوضح أن مشاركة الدار في المعرض هذا العام تشمل 15 عنوانًا جديدًا سيتم تدشينها خلال الفعاليات، وتشمل كتبًا علمية وثقافية وأعمالًا أكاديمية متخصصة وأخرى موجهة للقراء من مختلف الخلفيات. وقال إن المشاركة تأتي في إطار إستراتيجية الدار لتوسيع نطاق انتشارها وتعزيز دورها في نشر المعرفة محليا وإقليميا ودوليا.
يحدثنا السيد علي محمد رئيس قسم التسويق والمبيعات بالإنابة بدار نشر جامعة قطر عن مشاركة الدار في #معرض_الدوحة_الدولي_للكتاب34 وأحدث إصدارات الدار وإنجازاتها.
#من_النقش_إلى_الكتابة#وزارة_الثقافة pic.twitter.com/rn8I9nfYv5
— وزارة الثقافة (@MOCQatar) May 9, 2025
وتعكس هذه المشاركات من دور النشر القطرية التزامًا راسخًا بتعزيز الحضور الثقافي المحلي، وتقديم محتوى معرفي متنوع يلبّي تطلعات القراء ويدعم مكانة قطر كمنصة ثقافية رائدة في العالم العربي.
إعلان