ميتا تبدد مخاوف وول ستريت بنتائج تفوق التوقعات
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
هدأت شركة "ميتا" مخاوف وول ستريت بشأن تأثير الحرب التجارية التي تخوضها إدارة ترمب على مبيعات الإعلانات، بعدما أعلنت عن إيرادات فصلية فاقت التوقعات، وتوقعت زيادة في الإنفاق.
وسجلت الشركة المالكة لـ"فيسبوك" و"إنستغرام" مبيعات بقيمة 42.3 مليار دولار في الربع الأول، متجاوزة تقديرات المحللين البالغة 41.4 مليار دولار للربع المنتهي في 31 مارس.
كما قالت الشركة يوم الأربعاء، إن إيرادات الربع الحالي ستكون متماشية مع توقعات المحللين، وإنها تستجيب للحرب التجارية من خلال إعادة التفكير في سلاسل التوريد، وتوقّع تكاليف أعلى للبنية التحتية.
وقال الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ في مكالمة الأرباح مع المستثمرين: "نحن في موقع جيد يسمح لنا بالتعامل مع حالة عدم اليقين الكلي".
الإعلانات تموّل سباق الذكاء الاصطناعي
تعتمد "ميتا" على أعمال الإعلانات، التي تمثل 98% من إيراداتها، في تمويل توسعها المكلف في الذكاء الاصطناعي. وحتى الآن، يُسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين استهداف الإعلانات وتخصيص المحتوى الذي يراه المستخدمون على الشبكات الاجتماعية.
وتستثمر "ميتا" بكثافة لمواكبة منافسين مثل "أوبن إيه آي" و"جوجل" التابعة لشركة "ألفابت" في تطوير نماذج اللغة الكبيرة وروبوتات المحادثة.
وعدّلت الشركة توقعاتها للإنفاق، وقالت إنها الآن تتوقع إنفاقاً يتراوح بين 64 و72 مليار دولار، ارتفاعاً من تقديرها السابق البالغ 60 إلى 65 مليار دولار، وعزت جزءاً من هذا الارتفاع إلى موجة الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب.
وقالت المديرة المالية سوزان لي في المكالمة مع المستثمرين: "الزيادة في تكاليف البنية التحتية هذا العام تأتي أساساً من الموردين الذين يحصلون على مكوناتهم من دول مختلفة، وهناك الكثير من عدم اليقين بسبب المحادثات التجارية الجارية".
وأضافت أن "ميتا" تعمل على تخفيف هذا الأثر من خلال تحسين سلسلة التوريد.
ارتفعت أسهم "ميتا" بأكثر من 4% في التداولات الممتدة، بعد أن أغلقت عند 549 دولاراً. وارتفعت أيضاً أسهم الشركات التي تصنّع معدات الحوسبة الخاصة بالذكاء الاصطناعي، مثل "إنفيديا" بعد إغلاق ساعات التداول الرسمية في نيويورك.
ورغم أن سهم "ميتا" كان منخفضاً بأكثر من 6% منذ بداية العام حتى إعلان النتائج، إلا أنه لا يزال أفضل أداءً من معظم أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى، في ظل موجة بيع في السوق أثارتها الرسوم.
إنفاق تصاعدي ورسالة تفاؤلية للمستثمرين
قال أندرو روكو، استراتيجي الأسهم لدى "زاكس إنفستمنت ريسرتش" (Zacks Investment Research): "بينما لم تُصدر العديد من الشركات أي توقعات مستقبلية بسبب المخاوف من الرسوم الجمركية والبيئة الاقتصادية غير المستقرة، فإن ميتا فعلت — وهي إشارة صاعدة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ميتا وول ستريت شركة ميتا ترمب الحرب التجارية ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
خلاف ترامب وماسك يفاقم خسائر تسلا لتصل إلى 380 مليار دولار
سجّلت شركة تسلا الأميركية واحدة من أكبر الخسائر السوقية في تاريخها، بعد أن فقدت نحو 380 مليار دولار من قيمتها منذ بداية عام 2025، في ظل تصاعد التوترات بين رئيسها التنفيذي إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وبحسب بيانات الأسواق، فقد تراجعت القيمة السوقية لتيسلا من 1.3 تريليون دولار مطلع يناير/كانون الثاني الماضي إلى 950.63 مليار دولار بحلول السادس من يونيو/حزيران الجاري، مسجلة انخفاضا بنسبة 29.3%، وهو الأسوأ أداءً بين كبرى الشركات العالمية هذا العام.
خسارة تاريخيةوجاء التراجع الأبرز بعد خلاف علني بين ماسك وترامب، على خلفية انتقادات ماسك لمشروع قانون ضرائب وإنفاق طرحه ترامب، يتضمن إلغاء الحوافز الضريبية المخصصة للمركبات الكهربائية في مشروع الموازنة الجديد.
وردّ ترامب بتصريحات تهدد بقطع العقود الحكومية مع شركات ماسك، ما أثار ذعر المستثمرين ودفع بأسهم تسلا للتراجع بنسبة 14% في يوم واحد، ما كلف الشركة خسارة سوقية تُقدّر بـ 152 مليار دولار، في أكبر هبوط يومي بتاريخها.
كما انعكس هذا التراجع على ثروة ماسك الشخصية، التي تقلصت بنحو 34 مليار دولار خلال اليوم نفسه، رغم احتفاظه بلقب أغنى رجل في العالم بثروة تقدر بنحو 334.5 مليار دولار.
إعلانوكان ماسك قد وصف مشروع الموازنة الذي أطلق عليه ترامب اسم "القانون الكبير الجميل" بأنه "رجس يثير الاشمئزاز"، محذراً من أنه سيؤدي إلى زيادة العجز الحكومي بنحو 2.5 تريليون دولار خلال العقد المقبل. ورد ترامب بوصف ماسك بأنه "الرجل الذي فقد عقله"، ملمحا إلى احتمال بيع أو التبرع بسيارة "تسلا" يمتلكها، كانت قد أصبحت رمزا لدعمه السابق لرئيس شركة "سبيس إكس".
إلى جانب التوتر السياسي، تواجه تسلا تحديات جوهرية في السوق، أبرزها تراجع الطلب على السيارات الكهربائية، واشتداد المنافسة من شركات ناشئة وتقليدية، فضلاً عن هبوط حاد في المبيعات الأوروبية.
وقد أدى ذلك إلى انخفاض أرباح الشركة بنسبة 71% حتى نهاية أبريل/نيسان الماضي، ما عمّق من قلق المستثمرين بشأن مستقبل الشركة.
ورغم هذا الأداء السلبي، لا تزال تيسلا تحتفظ بموقع متقدم بين أكبر الشركات العالمية، حيث تحتل المرتبة الـ11 عالميًا من حيث القيمة السوقية.
نظرة مستقبليةيرى محللون أن استمرار الصراع بين ماسك وترامب قد ينعكس على أداء السوق الأوسع، خاصة في ظل التأثير الكبير لتسلا على مؤشرات السوق واستثمارات الأفراد. وتشير التقديرات إلى احتمال حدوث تصحيح في الأسواق يتراوح بين 5% و10% إذا لم تُحتو الأزمة.
ويؤكد المراقبون أن هذا النموذج يُبرز بوضوح تأثير التوترات السياسية على أداء الشركات الكبرى، خصوصًا تلك المعتمدة على السياسات الحكومية والدعم التشريعي، مثل شركات التكنولوجيا والطاقة النظيفة.