مرافعة قطر أمام العدل الدولية.. إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا في غزة
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
تواصل محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم الخميس، ولليوم الرابع على التوالي، عقد الجلسات العلنية لاستماع للمرافعات الشفوية المتعلقة بالرأي الاستشاري بشأن التزامات دولة الاحتلال الإسرائيلي تجاه أنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول الأخرى، بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي السياق نفسه، أبرز وفد قطر أمام محكمة العدل الدولية، أنّ: "إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية سلاحا ضد المدنيين وتبتز بها شعبا كاملا"، مضيفا أنها: "مُلزمة فورا بإلغاء قانونها ضد الأونروا الصادر في 28 أكتوبر 2024".
وتابع الوفد القطري، بالقول: "نشهد جنازات جديدة في الضفة الغربية كل يوم كمرآة لما يحدث في غزة"، مردفا: "إسرائيل لم تنه احتلالها بل واصلت الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين خاصة بغزة".
"ممارسات الحرب الإسرائيلية تظهر استهتارا تاما بالحياة البشرية" استرسل الوفد القطري نفسه، أمام محكمة العدل الدولية، مؤكدا أنّ: "التجويع سياسة إسرائيلية ممنهجة وهو جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي".
وأفاد أنّ: "وساطة قطر ومصر وأميركا فتحت شريان حياة لقطاع غزة قبل أن تغلقه إسرائيل مجددا"، موضّحا كيف أنّ: "إسرائيل تدمر جيلا كاملا من الفلسطينيين، وإنّها مُلزمة بضمان التغذية الكافية للأطفال بموجب اتفاقية حقوق الطفل".
إلى ذلك، أشار الوفد القطري إلى أنّ: "القطاع الصحي قد انهار بشكل شبه كامل في غزة بسبب الانتهاكات الإسرائيلية. أقل من ثلث المرافق الصحية التابعة للأونروا يعمل في غزة".
تجدر الإشارة إلى أنّه اليوم الخميس، يشارك في جلسات محكمة العدل الدولية، كل من: جزر المالديف، المكسيك، ناميبيا، النرويج، باكستان، بنما، بولونيا، قطر والمملكة المتحدة.
وستركز الجلسات على عدة قضايا تتعلق بالتزامات دولة الاحتلال الإسرائيلي القانونية تجاه الأمم المتحدة ووكالاتها، بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ومسؤولية الاحتلال عن ضمان الإمداد من دون عوائق بالمواد الأساسية للسكان المدنيين الفلسطينيين.
وكانت جلسات الأيام الثلاث الأولى، قد اتّسمت بجُملة إدانات تم توجيهها من الدول لانتهاك دولة الاحتلال الإسرائيلي القانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما طالب ممثلو الدول قضاة محكمة العدل الدولية بقبول طلب الأمم المتحدة بأن تقدم رأيا استشاريا حول عواقب منع عمل وكالة "أونروا".
أيضا، استندت العديد من المداخلات القانونية إلى قرارات سابقة للمحكمة نفسها في ما يتعلق بالرأي الاستشاري الذي أصدرته المحكمة في تموز/ يوليو الماضي حول العواقب القانونية للاحتلال الصهيوني، والذي دعا إلى إنهاء الاحتلال والانسحاب من الأراضي الفلسطينية خلال عام واحد بعدما تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي الاثنين الماضي، انطلقت محكمة العدل الدولية، أسبوعا من جلسات الاستماع المخصصة لالتزامات دولة الاحتلال الإسرائيلي، الإنسانية تجاه الفلسطينيين، عقب أكثر من 50 يوما على فرضها حصارا شاملا على دخول المساعدات إلى قطاع غزة الذي مزقته حرب الإبادة.
ويأتي هذا التحرك بناء على قرار تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال كانون الأول/ ديسمبر الماضي، استنادا لاقتراح من النرويج، حيث دعت محكمة العدل الدولية لإصدار رأي استشاري يحدّد التزامات دولة الاحتلال الإسرائيلي لتسهيل وصول الإمدادات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين وضمان عدم عرقلتها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات الأمم المتحدة الفلسطينية قطر غزة الأمم المتحدة فلسطين غزة قطر المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الإسرائیلی محکمة العدل الدولیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف واجه الغزيون التجويع وسوء التغذية بالأغذية البديلة؟
خان يونس – في غزة، لم يكن الجوع مجرد شعور في المعدة، بل معركة يومية خاضها المُحاصرون ببطون خاوية وأجساد أنهكها الحصار والقصف والنزوح، فبين الركام والخيام لم يعد السؤال: ماذا نأكل؟ بل كيف نعيش بما تبقى من غذاء؟
يقول خبير التغذية العلاجية والعلاج بالأعشاب الدكتور موسى عمارة إن "قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخه الغذائي، إذ أدى النقص الحاد في الغذاء وحليب الأطفال والمكملات الغذائية إلى وفاة العديد من الأشخاص، لاسيما الأطفال، في حين ظهرت على آخرين أعراض سوء تغذية حاد".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جمعية غراس اللبنانية تقود الأسر من العوز إلى التمكينlist 2 of 2الأغذية العالمي: سنوسع نطاق المساعدات الغذائية المنقذة للحياة بغزةend of listويضيف للجزيرة نت أن "إغلاق الاحتلال للمعابر ومنع إدخال الغذاء، إضافة إلى النزوح والتهجير القسري، جعلت العائلات تعيش في ظروف قاسية، انعكست على نمو الأطفال وتطورهم الجسدي والعقلي، وأضعفت الجهاز المناعي لديهم ولدى كبار السن، فازدادت معدلات الإصابة بالأمراض المعدية والمزمنة".
ويشير عمارة إلى أن "الاكتظاظ الشديد في مراكز الإيواء وتلوث المياه وغياب الرعاية الصحية، أسهمت أيضا في انتشار اضطرابات وأمراض نفسية وجسدية تحمل وجوه الأطفال آثارها قبل أن تنطق بها ألسنتهم".
يوضح أن نقص المغذيات الأساسية في قطاع غزة أدى إلى فقدان الوزن بشكل ملحوظ وضعف عام في العضلات وجفاف الجلد وتساقط الشعر وهشاشة العظام وتدهور المناعة.
ورغم ذلك، يرى عمارة أن "الغزيين لم يستسلموا للجوع، بل لجؤوا إلى بدائل غذائية بسيطة لكنها غنية بالعناصر الطبيعية، فحين اختفى الدواء والغذاء، عادوا إلى الطبيعة الأم إلى الأعشاب والثمار المحلية".
دواء الأرض للمُجوّعين
يتابع عمارة "اعتمدت بعض العائلات على العديد من النباتات والأعشاب الطازجة التي تعد دواء الأرض للمُجوّعين والتي تشتهر زراعتها في قطاع غزة مثل الزعتر الذي يحتوي على مادة الثيمول الموسّعة للأوعية الدموية، والجرجير والملوخية والبقدونس والسبانخ لاحتوائها على الفيتامينات والمعادن الضرورية".
إعلانأما على صعيد الفواكه، فقال "البلح والرطب المتوفران موسميا مصدران طبيعيان للطاقة والحديد والألياف، ولدينا في قطاع غزة مدينة دير البلح التي تشتهر بوجود وفرة في أشجار النخيل، إلى جانب بعض المدن الأخرى الصغيرة داخل القطاع، في حين تشكل الأسماك الصغيرة -إن وجدت- مثل السردين كنزا غذائيا لاحتوائها على أوميغا-3 والفيتامينات الذائبة في الدهون".
ويضيف "حتى الشمس أصبحت وسيلة علاجية، فالتعرض لأشعتها في الصباح يُحفّز الجسم على إنتاج فيتامين (د) الضروري للعظام ولتقوية المناعة، خاصة لدى النساء الحوامل والأطفال، كما بات زيت الزيتون، الذي يملأ ذاكرة المطبخ الفلسطيني، أحد أهم مصادر التغذية اليومية لقدرته على مقاومة تصلّب الشرايين وحماية العظام".
من جانبها، تقول هديل بطاح، وهي أم نزحت مرتين من شمال القطاع إلى محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، "عشنا أياما لا تُحتمل، فلم نجد طعاما ولا ماء ولا منظفات، وانتشرت في أجساد أطفالنا الديدان والتلوث المعوي، حتى كنا نرى المرض يزحف إلينا مع كل وجبة ملوثة أو ماء غير صالح للشرب، لقد اضطررنا إلى أكل المعلبات رغم ضررها لأنها الخيار الوحيد".
وتضيف هديل بصوت يختنق بالدموع "صرنا نخاف من كل لقمة، رغم ندرتها، كان الأطفال يمرضون واحدا تلو الآخر، لا دواء، لا طبيب، لا نظافة، كل شيء صار ناقصا".
عودة الحياة
أما منار الفصيح، الحامل التي نزحت سيرا على الأقدام من الشمال إلى الجنوب، فتروي قصتها وهي تتنفس ببطء "مشيت كيلومترات طويلة وأنا أحمل جنيني، لم يكن هناك طعام كاف ولا حليب ولا لحوم، كنت أعيش على فتات الخبز والماء، حتى إننا لم نجد مكانا نلجأ إليه، الخيام كانت ممتلئة، والشوارع مليئة بالركام والنفايات، والخوف كان يلاحقنا مع الجوع".
وتختم منار بعبارة تفيض رجاء "نريد فقط أن تعود الحياة كما كانت، وأن نأكل طعاما نظيفا وننعم بالطمأنينة".
وليس رجاء منار وحدها، بل رجاء جارتها في المخيم فاتن غباين التي تجلس أمام خيمتها في مواصي خان يونس، تحدق في قطعة خبز يابسة كأنها كنز، تقول "مررنا بمجاعة حقيقية، نأكل الخبز مرة في الأسبوع، وأحيانا صحن عدس أو معكرونة، كثير من العائلات لم تجد شيئا لتأكله، حلمنا أن نرى سمكة أو تفاحة أو قطعة لحم، اشتقنا حتى لرائحة الطعام".
تتابع فاتن بصوت مبحوح "الجوع لا يتركك تفكر، لأنه يلتهمك ببطء، إلا أننا رغم كل شيء ما زلنا نحاول أن نعيش".
في غزة اليوم، لم تعد التغذية مسألة طعام، بل معادلة حياة بين الجسد والصمود.
فالأم الفلسطينية تخبز على الحطب رغم شح الأخشاب، وفقدان غاز الطهي الذي يمنع الاحتلال دخوله إلى قطاع غزة منذ أشهر طويلة بفعل الحصار، والطفل يقتسم حبة تمر مع شقيقه، وبين هذا وذاك يتجول خبير الأعشاب بين الخيام، يشرح للناس كيف يصنعون الدواء من الأعشاب.
إنها عبقرية البقاء في أقسى الظروف، حين تتحول الفاقة إلى اختراع، والمعاناة إلى مدرسة في الإصرار على الحياة، فقطاع غزة دمر الاحتلال أراضيه الزراعية، حتى لم يبقَ منها سوى أقل من 5% فقط صالحا للزراعة، طبقا لآخر الإحصائيات.
إعلانفي حين فاقم إغلاق الاحتلال للمعابر من تفاقم المجاعة التي أنهكت أجساد المحاصرين، لا سيما الأطفال منهم، فوفق برنامج الغذاء العالمي أكثر من 320 ألف طفل في قطاع غزة تحت سن 5 أعوام باتوا عرضة لسوء التغذية الحاد، وسط انهيار الخدمات الغذائية الأساسية حتى إعداد هذا التقرير.
لقد أدت المجاعة إلى وفاة 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا، إلى جانب أكثر من 67 ألف شهيد و169 ألف جريح في غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق بيانات الأمم المتحدة.