عواصم " وكالات": قال المسؤول الأمني الروسي دميتري ميدفيديف اليوم الخميس إن توقيع اتفاق المعادن بين أوكرانيا والولايات المتحدة يعني أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجبر كييف أخيرا على دفع ثمن المساعدات الأمريكية.

وكتب ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، على تطبيق تيليجرام "الآن يتحتم عليهم دفع ثمن الإمدادات العسكرية من الثروة الوطنية لبلد يتلاشى".

ولم يعلق الكرملين بعد على الاتفاق الذي أبرم أمس بعد أن دعمه ترامب بشدة، وسيمنح الولايات المتحدة مزايا تفضيلية للحصول على صفقات معادن جديدة من أوكرانيا وتمويل الاستثمار في إعادة إعمار أوكرانيا.

ووقّعت واشنطن وكييف اتفاقا اقتصاديا واسعا يقضي بإنشاء صندوق استثماري لإعمار أوكرانيا التي تمزّقها الحرب ويمنح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية.

وأتى هذا الاتفاق بالتوازي مع مباحثات دبلوماسية لإيجاد حلّ للنزاع المتواصل بين موسكو وكييف منذ ثلاث سنوات مع غزو روسيا لأوكرانيا.

وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في رسالة مصورة "يسعدني أن أعلن اليوم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية التاريخية" مع أوكرانيا.

اما وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها فأكد اليوم الخميس إن صفقة المعادن التي جرى توقيعها مع الولايات المتحدة "تمثل علامة فارقة مهمة في الشراكة الاستراتيجية بين أوكرانيا والولايات المتحدة والتي تهدف إلى تعزيز اقتصاد أوكرانيا وأمنها".

من جهتها، قالت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو إثر توقيعها الاتفاق في واشنطن إنّه "بالتعاون مع الولايات المتّحدة، ننشئ هذا الصندوق الذي سيجذب استثمارات عالمية إلى بلدنا".

وأضافت في منشور على فيسبوك أنّ الاتفاق سيتيح تمويل "مشاريع لاستخراج معادن ونفط وغاز" في أوكرانيا.

لكنها شددت على أنّ أوكرانيا "تحتفظ بالملكية والسيطرة الكاملة على هذه الموارد" وعلى أنّ "الدولة الأوكرانية ستكون هي من يحدّد ما الذي يستخرج وأين".

من جانبها، قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنّ الولايات المتّحدة وأوكرانيا وقّعتا اتفاقية لإنشاء "صندوق استثماري لإعادة الإعمار".

وأضافت الوزارة في بيان "اعترافا بالدعم المالي والمادّي الكبير الذي قدّمه شعب الولايات المتّحدة لأوكرانيا منذ الغزو الروسي الواسع النطاق، تضع هذه الشراكة الاقتصادية بلدينا في وضع يسمح لهما بالتعاون والاستثمار معا لضمان أنّ أصولنا ومواهبنا وقدراتنا يمكن أن تعمل على تسريع إعادة بناء الاقتصاد في أوكرانيا"، من دون تقديم تفاصيل عن فحوى الاتفاق.

ووفرت الولايات المتّحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن مساعدات لأوكرانيا بعشرات مليارات الدولارات.

وروى دونالد ترامب مساء الاول خلال مقابلة تلفزيونية مع محطة "نيوز نايشن" أنه قال لزيلينسكي خلال لقائهما في الفاتيكان على هامش جنازة البابا فرنسيس "إنه من الجيد جدا" أن يُوقع الاتفاق "لأن روسيا أكبر بكثير وأقوى بكثير".

وقال سكوت بيسنت عبر "فوكس نيوز" إن الرئيس الأمريكي "يريد أن يجلس الطرفان على الطاولة الآن، بإظهاره أن للولايات المتّحدة مصلحة اقتصادية في أوكرانيا".

وأضاف "هذه إشارة إلى القادة الروس وهذه إشارة أيضا إلى الشعب الأمريكي بأن لدينا فرصة للمشاركة وللحصول على تعويض" عن الأموال والأسلحة التي وفرت لأوكرانيا.

وكان مشروع الاتفاق منذ أسابيع محور توتر بين كييف وواشنطن التي يعتبر دعمها لأوكرانيا حيويا.

وكان من المفترض توقيع صيغة سابقة له خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض نهاية فبراير، إلا أنّ مشادته غير المسبوقة مع نظيره الأمريكي أمام الكاميرات أدت إلى مغادرته من دون التوقيع.

وعرضت واشنطن صيغة جديدة للاتفاق في مارس اعتبر نواب أوكرانيون ووسائل إعلام أنها مجحفة في حق أوكرانيا.

وقال مسؤولون أوكرانيون إنه عبر التفاوض عدل نص الاتفاق ليكون مقبولا من كييف.

لكن عضو الكونجرس الأمريكي الديموقراطي غريغوري ميكس ندد به مساء الأربعاء معتبرا أنه "ابتزاز" من جانب ترامب.

من جهته، رحب رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال بالاتفاق قبل توقيعه قائلا عبر التلفزيون الوطني "هو فعلا اتفاق دولي جميل بين الحكومتين الأمريكية والأوكرانية بشأن استثمارات مشتركة لتطوير أوكرانيا وإعادة بنائها".

وأكد شميغال أن "لا ديون ولا مساعدة" ممنوحة قبل التوقيع "تندرج في إطار هذا الاتفاق".

ويبقى أن يقر البرلمان الأوكراني الاتفاق.

ويبدو أنه لا يتضمن ضمانات أمنية أمريكية في وجه روسيا رغم مطالبة أوكرانيا بها وإصرار زيلينسكي عليها.

وقال وزير الخزانة الأمريكي "هذا الاتفاق يظهر بوضوح لروسيا أن إدارة ترامب منخرطة في عملية سلام تستند إلى أوكرانيا حرة تنعم بالسيادة والازدهار على المدى الطويل".

وينشئ الاتفاق "صندوقا للاستثمار في إعادة بناء" أوكرانيا يموله ويديره بالتساوي الأوكرانيون والأمريكيون.

ولا يعرف حجم الثروات المنجمية الموجودة في باطن الأرض الأوكرانية إذ إن غالبية هذه الموارد لم يتم استغلالها بعد ويصعب استخراجها أو أنها تحت السيطرة الروسية لأنها تقع في مناطق يسيطر عليها الجيش الروسي.

وفي المانيا،لاقت خطط تقليص الإعانات الحكومية المقدمة للوافدين الجدد من أوكرانيا تأييدا بين غالبية الألمان.

فقد أظهر استطلاع أجراه معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية أن 77% من الألمان يؤيدون عدم حصول لاجئي الحرب الجدد من أوكرانيا على الإعانات المخصصة للألمان المعروفة باسم "أموال المواطن"، بل أن يحصلوا بدلا من ذلك على إعانات أقل مخصصة لطالبي اللجوء. في المقابل يرى 11% من المشاركين في الاستطلاع أن هذا القرار الذي اتخذه الائتلاف الحاكم المرتقب خطأ. ولم تقيم نسبة الـ12% المتبقية القرار.

وتنص اتفاقية الائتلاف بين التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي على ما يلي: "يجب أن يتلقى اللاجئون الذين يتمتعون بحق الإقامة بموجب قواعد التدفق الجماعي، والذين دخلوا البلاد بعد الأول من أبريل 2025، إعانات بموجب قانون إعانات طالبي اللجوء مرة أخرى، بشرط أن يكونوا في حاجة إليها". كما ينص الاتفاق على أنه يجب أيضا إثبات الحاجة من خلال تحقق دقيق وموحد على مستوى ألمانيا من الممتلكات.

وعلى الارض، أطلق الجيش الروسي مسيرة على منطقة سكنية في أوديسا في جنوب أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين على ما أعلن اليوم الخميس حاكم المنطقة عبر تلغرام.

وبموازاة ذلك سمع دوي انفجارات في حي في مدينة سومي وأطلقت صافرات الإنذار محذرة من هجوم جوي في مناطق مختلفة منها كييف وخاركيف وتشرنيغيف وسومي ودونيتسك ودنيبروبيتروفسك وزابوريجيا.

في الاثناء، بدأت كوريا الشمالية وروسيا في بناء أول رابط بري بينهما، حسبما أعلنت الدولتان، ووصفتا عملية بناء جسر فوق نهر حدودي بأنه تطور كبير من شأنه تعزيز علاقاتهما المزدهرة.

وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن طول الجسر سيبلغ كيلومترا، ومن المتوقع أن يستغرق بناؤه عاما ونصف عام.

كما قالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية المركزية إن الجسر سوف يعزز سفر المواطنين والسياحة وتبادل السلع عبر الحدود.

وشهدت العلاقات وتبادل البرامج بين الدولتين انتعاشا خلال الأعوام الأخيرة، كما تمد كوريا الشمالية روسيا بالذخيرة والقوات في حربها ضد أوكرانيا.

وأقامت كوريا الشمالية وروسيا اليوم الخميس مراسم وضع حجر الاساس بمناسبة بدء بناء الجسر في مدينتيهما الحدوديتين، وفقا لوكالات الانباء بالدولتين. وقالت الوكالات إن رئيس وزراء كوريا الشمالية باك ثاي سونج ورئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين حضرا المراسم عبر تقنية الفيديو.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية المركزية أن باك قال إن بناء الجسر يمثل " لحظة تاريخية" في العلاقات الثنائية.

ونقلت وكالة تاس عن ميشوستين القول " هذا الجسر يمثل حجز زاوية للعلاقات الروسية-الكورية". وأضاف" نحن نضع أساسا يعتمد عليه لتعاون أوثق بين دولتينا، طريق من أجل حوار صريح ومثمر".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المت حدة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی کوریا الشمالیة الیوم الخمیس

إقرأ أيضاً:

الكونغو الديمقراطية ورواندا توقعان اتفاقا للتعاون الاقتصادي

وقعت جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا إطار اتفاق للتعاون الاقتصادي خلال محادثاتهما الأولى منذ توقيع اتفاق سلام، حسبما أعلنت الولايات المتحدة.
يهدف اتفاق السلام، الذي تم التوصل إليه في يونيو الماضي، إلى إنهاء عقود من النزاع في شرق الكونغو، وأشرفت عليه الولايات المتحدة التي تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة الغنية بالمعادن.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن "إطار الاندماج الاقتصادي" الذي وُقع عليه بالأحرف الأولى هو جزء من اتفاق السلام.
والهدف منه، بحسب اتفاق السلام، إضفاء مزيد من الشفافية على سلاسل الإمداد الخاصة بالمعادن المهمة مثل الكولتان والليثيوم، ويفترض أن يدخل حيز التنفيذ بنهاية شهر سبتمبر.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن البلدين اتفقا على التنسيق "في مجالات تشمل الطاقة والبنى التحتية والتعدين وإدارة الحدائق الوطنية والسياحة والصحة العامة" دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وشهد شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية المنطقة المحاذية لرواندا والغنية بالموارد الطبيعية، تصاعدا جديدا في أعمال العنف هذا العام.
وبعد أشهر من إعلان أكثر من وقف لإطلاق النار وانهيارها، وقعت جمهورية الكونغو الديمقراطية ومجموعة إم23 إعلان مبادئ في 19 يونيو الماضي تعيدان فيه تأكيد التزامهما بوفق دائم لإطلاق النار.
وقبل يومين على ذلك، وقعت حكومة كينشاسا اتفاقية مع مجموعة "كوبولد ميتالز" الأميركية المتخصصة في التنقيب عن معادن حيوية.
وقال رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي في أبريل إنه التقى الموفد الأميركي مسعد بولس لمناقشة اتفاق للوصول إلى الثروة المعدنية.
- معادن حيوية
وجمهورية الكونغو الديمقراطية أكبر منتج في العالم للكوبالت. وتمتلك أيضا احتياطيات ضخمة من الذهب والمعادن الحيوية مثل الكولتان وهو خام معدني نادر يُستخدم بشكل رئيسي في صناعة الهواتف والحواسيب المحمولة، والليثيوم وهو عنصر أساسي في صناعة بطاريات المركبات الكهربائية.
ويومي الخميس والجمعة عقد ممثلون عن جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، إلى جانب مراقبين من الولايات المتحدة وقطر والاتحاد الأفريقي، أول اجتماعاتهم في واشنطن منذ توقيع اتفاق السلام.
وذكرت الولايات المتحدة أن الإطار الاقتصادي واجتماعا عقد الخميس للجنة مراقبة اتفاق السلام يُمثلان "خطوة مهمة"، مشيرة إلى أن الدولتين الأفريقيتين المتجاورتين "تتخذان إجراءات جادة لتعزيز الأمن والتعاون الاقتصادي".

أخبار ذات صلة الإمارات تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة في الكونغو شيخة النويس تكشف عن مبادرة «القرى الموسيقية عبر القارات» المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • أوروبا تُسرّع بناء منظومة بيانات مستقلة وسط تراجع الدعم الأمريكي للبحث العلمي
  • الكونغو الديمقراطية ورواندا توقعان اتفاقا للتعاون الاقتصادي
  • شخصيات فرنسية: اتفاق الرسوم مع واشنطن استسلام وتبعية جديدة لأوروبا
  • شراكة تنموية بين البنك الأوروبي ومستثمري جمصة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة
  • تسارع تقدم الجيش الروسي في أوكرانيا للشهر الرابع .. وكييف تعلن الحداد بعد هجوم أسفر عن مقتل 31 شخصا
  • «نزاهة» تباشر قضايا جنائية وإدارية في يوليو وتعلن إيقاف 142 شخصًا باتهامات الرشوة واستغلال النفوذ
  • مبعوث ترامب يزور موسكو وكييف تنفي سقوط تشاسيف يار
  • واشنطن: ترامب يريد اتفاق سلام في أوكرانيا قبل 8 أغسطس
  • الوزير الشيباني: نحن في مرحلة إعادة الإعمار بحاجة لجميع الشركاء ونعمل على الاستفادة من دروس الماضي لبناء المستقبل، وشكلنا لجنة لإعادة النظر بالاتفاقات السابقة مع روسيا بما يضمن مصلحة الشعب السوري
  • وزير الخارجية يلتقي نظيره الأمريكي في واشنطن