اليوم العالمي لحرية الصحافة.. دعوات عربية لحماية الصحفيين في غزة
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
غزة – طالبت دول ومنظمات وشخصيات عربية في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي صادف، امس السبت، بحماية الصحفيين في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ نحو 19 شهرا، فيما طالب آخرون بالتوعية في المجال الإعلامي.
جاء ذلك بحسب ما رصدته المصادر الصحفية امس السبت، نقلا عن مواقف صادرة عن 14 دولة ومنظمة عربية، تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق 3 مايو/ أيار كل عام، وهو موعد أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول 1993.
واستذكر مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين “الصحفيين الفلسطينيين الذين استُشهدوا في غزة وفلسطين المحتلة على يد الاحتلال الذي يشن حربًا استهدفت البشر والحجر منذ أكثر من ثمانية عشر شهرا على الأهل في قطاع عزة”.
وحيا المجلس في بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، “شجاعة الصحفيين بفلسطين وبطولاتهم في تغطية ذلك العدوان”، داعيًا إلى “محاسبة الاحتلال على جرائمه، وعدم إفلاته من العقاب”.
كما دعا المؤسسات العامة والأهلية في الأردن إلى “الانفتاح على وسائل الإعلام، وتيسير تدفق المعلومات للصحفيين”.
وأشار إلى أن “تحسين أوضاع الصحفيين يساهم في امتلاكهم الوسائل الكفيلة بمقاومة أعداء الصحافة، من صناع التضليل والمعلومات الزائفة”.
** الكويتوأكد رئيس تحرير جريدة “الجريدة” الكويتية ناصر العتيبي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية للبلاد امس السبت، أن “حرية الصحافة في هذه المهنة المرموقة تعني أن يقوم الصحفي دون خوف بدوره المنتظر في نقل الحقيقة وكشف مواطن الفساد”.
واعتبر أن “اليوم العالمي لحرية الصحافة يمثل فرصة لتقدير دور الصحفيين الذين قد يقف البعض منهم عند حافة الموت من أجل إيصال الحقيقة إلى الناس ممثلا لذلك بما نراه في حالة الصحفيين الذين يغطون أخبارا من بقاع ملتهبة عديدة من العالم وفي طليعتها غزة المذبوحة من الوريد إلى الوريد”.
وتابع أنه “لم يكن الصحفيون رغم حصانتهم المفترضة بمنأى عن نيران الاحتلال ومدافعه التي لا تعرف التفرقة بين محارب ومدني أو صحفي”.
** جامعة الدول العربيةعلى مستوى المنظمات ذكر السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، امس السبت، أن “إحياء هذا اليوم يأتي في ظرف استثنائي في ظل استمرار الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة”.
وأشاد خطابي في بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، بـ”الصحافة الحرة ذات المصداقية، التي وقفت في وجه الرواية الإسرائيلية الزائفة”.
ودعا إلى “ضرورة التفكير بجدية في إيجاد حلول وآليات كفيلة بتوفير الحماية اللازمة للصحفيين والإعلاميين في مواقع النزاعات والحروب”.
** فلسطينوبهذه المناسبة، أفادت مؤسسات فلسطينية بأن المرحلة الحالية هي “الأكثر دموية في تاريخ الصحافة الفلسطينية، حيث ارتقى أكثر من 210 صحفيين منذ بدء الإبادة، فيما سجلت مؤسسات الأسرى نحو 180 حالة اعتقال واحتجاز بين صفوفهم، منذ الإبادة”.
وذكر المؤسسات ومنها هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية)، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان (غير حكوميين)، أن “الاحتلال يواصل حتى اليوم، اعتقال 55 صحافيا، بينهم 19 معتقلون إداريا”.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن إسرائيل قتلت خلال الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حوالي 212 صحفيا وإعلاميا وأصابت نحو 409 واعتقلت قرابة 48 آخرين.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في 26 أبريل/ نيسان الماضي، إن عدد القتلى من الصحفيين في غزة هو “الأعلى في العالم منذ بدء عمليات إحصاء عدد القتلى الصحفيين في العام 1992”.
وبشكل عام، خلفت الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 في قطاع غزة، أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
** الاتحاد العام للصحفيين العربوجدد الاتحاد العام للصحفيين العرب في بيان امس السبت، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة التزامه القوي بالمبادئ الرئيسية الراسخة للاتحاد في الدفاع عن حرية الصحافة العربية وضمان أمن الصحفيين جميعا”، داعيا “الحكومات العربية إلى العمل على توفير أكبر قدر من ضمانات حرية الرأي والتعبير للصحفيين”.
وأعرب عن “تضامنه بكل قوة مع الصحفيين الفلسطينيين الذين تعرضوا للقتل من العصابات الإسرائيلية الذين ارتكبوا ضدهم مجازر لا يمكن السكوت عنها”، مشددا على “ضرورة تقديم مرتكبيها الى محكمة العدل الدولية وعدم إفلاتهم من العقاب”.
** سورياوفي سوريا أكد اتحاد الصحفيين في بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، “أهمية إتاحة فضاء حر ومستقل للصحافة في سوريا”.
وقال في بيان: “الإيمان بأن الصحافة الحرة والمسؤولة هي الضمانة الحقيقية لمستقبل سوريا”، متعهدا بـ”العمل بكل إصرار وعزيمة من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل، وتوفير البيئة الآمنة والممكنة لعمل الصحفيين والإعلاميين”.
** تونسأصدرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، تقريرها السنوي للحريات الصحفية امس السبت، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، مشيرة إلى أن “هذا التقرير يأتي في مرحلة تعيش فيها البلاد أزمة حادة على مستوى الحريات العامة وخاصة حرية الصحافة والتعبير”.
وأوضحت أن “الصحفيين يستقبلون سنة جديدة (بتقويم حرية الصحافة) وزملاؤهم يقبعون خلف القضبان بسبب ممارسة لمهنتهم، ولا يزال 4 صحفيين/ات وإعلاميين/ات هم شذى الحاج مبارك ومراد الزغيدي وسنية الدهماني وبرهان بسيس يقبعون في السجون”.
وأكدت أنها “ستواصل تحمل مسؤوليتها في الدفاع عن الحريات الأساسية لكل التونسيين والتونسيات وخاصة حرية الصحافة والتعبير وحقهم الدستوري في النفاذ إلى معلومات ذات جودة وذات مصداقية في ما يتعلق بالشأن العام بعيدا عن التضليل والتزييف والمغالطات”.
وشددت على استمرار مواصلة عملها من أجل “حق الصحفيات والصحفيين في العيش الكريم وفي العمل بمنأى عن الترهيب والضغوط عبر تشريعات تحميهم وتحمي حريتهم، وقضاء مستقل ونزيه، متشبع بقيم الحرية، يحترم هذه القوانين ويطبقها”.
** العراقوفي العراق استقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، امس السبت “مجموعة من أسر شهداء الصحافة العراقية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة”.
وبحسب بيان للحكومة، أشار السوداني خلال اللقاء إلى “مسؤولية الحكومة في توفير البيئة الملائمة لعمل الصحافة”، مؤكداً “الحاجة إلى رسالة إنسانية صحفية تشخص المتطلبات والسلبيات وتخدم التنمية، وتساهم في إيصال صوت المواطن إلى المسؤولين”.
** سلطنة عمانوأوضحت وزارة الإعلام في سلطنة عمان، امس السبت، في منشور عبر حسابها بمنصة إكس، أن “العالم يحتفل في الثالث من مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة لتجديد الالتزام بحرية التعبير وسلامة الصحفيين وحمايتهم، نحو صحافة حرة وآمنة”.
** البحرينمن جانبه، قال ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في رسالة: “يسرّنا أن نشارك المجتمع الدولي احتفاءه باليوم العالمي لحرية الصحافة، ونؤكد في هذه المناسبة حرصنا الدائم والتزامنا المستمر بدعم حرية الرأي والتعبير، وتعزيز الدور الوطني والبنّاء للصحافة”، وفق وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.
** الجزائروفي الجزائر نظمت وزارة الاتصال احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للصحافة تحت رعاية الرئيس عبد المجيد تبون بحضور أعضاء من الحكومة ومسؤولي مؤسسات إعلامية وصحفيين من مختلف وسائل الإعلام.
وقال وزير الاتصال محمد مزيان في كلمة بالمناسبة: “نلتقي للاحتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة لتقييم الوضع العام لقطاع الإعلام والاتصال ببلادنا والوقوف أمام التحديات المهنية والتفكير في إيجاد مخرجات عملية كفيلة بجعل النموذج الإعلامي الوطني يتجاوب مع الرهانات الحالية”، بحسب إعلام محلي
** الإماراتواحتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة نظمت جمعية الصحفيين الإماراتية جلسة حوارية بعنوان “الإعلام بين الحرية والمسؤولية”، بحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية.
وهدفت الفعالية، التي جاءت في إطار حرص الجمعية على التفاعل مع المحيطين الإقليمي والدولي ودعم قضايا الإعلام، إلى تناول أبرز التحديات والفرص التي تواجه العمل الإعلامي المعاصر وتعزيز مفاهيم حرية الصحافة ومبادئ المسؤولية المهنية.
وأكدت فضيلة المعيني رئيسة مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية، في تصريحات، أن الاحتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة يأتي في إطار حرص الجمعية على الانفتاح والتفاعل مع محيطها الإقليمي والدولي، وتعزيز الشراكة مع الاتحادات والمنظمات المعنية بتطوير مهنة الصحافة على مستوى العالم.
** ليبيابمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، دعت منظمات ليبية الجمعة، السلطات في البلاد إلى التعاون والتشاور والانخراط في حوار جاد مع المجتمع المدني والعاملين في مجال الإعلام من أجل تطوير واعتماد إصلاحات شاملة لقطاع الإعلام، تُراعى فيها التزامات ليبيا الدولية في مجال حقوق الإنسان.
ودعت المنظمات ومنها المنظمة الليبية للإعلام المستقل، والمركز الليبي لحرية الصحافة إلى مراجعة وتحديث الإطار القانوني المنطبق على حرية التعبير والإعلام، بما في ذلك إلغاء المواد الواردة في قانون العقوبات التي تُجرّم التعبير، واعتماد قانون يضمن الحق في الوصول إلى المعلومات، باعتباره حجر الأساس في الشفافية والمساءلة وتعزيز حرية التعبير.
** اتحاد الصحفيين الخلجيينأكد اتحاد الصحفيين الخليجيين في بيان امس السبت، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، “دعمه الكامل للمبادئ الداعية لحرية التعبير واستقلالية العمل الصحفي والإعلامي”.
ودعا المؤسسات الصحفية والإعلامية في دول الخليج إلى “إحياء هذه المناسبة، بما يعزز الوعي المجتمعي بأهمية حرية الصحافة ودورها الحيوي في بناء مجتمعات قائمة على الشفافية والمساءلة والتنمية المستدامة”.
وشدد على “ضرورة تكاتف جهود الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإبراز ما تحقق من منجزات حضارية وتنموية في دول الخليج الست السعودية وقطر والإمارات وسلطنة عمان والبحرين والكويت”.
وكالات
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: بمناسبة الیوم العالمی لحریة الصحافة بالیوم العالمی لحریة الصحافة حریة الصحافة حریة التعبیر الصحفیین فی امس السبت من أجل
إقرأ أيضاً:
في اليوم العالمي للسكان 2025.. كارثة ديموغرافية في غزة تُربك خطط الإغاثة وتُسقط كبار مسؤولي بوسطن للاستشارات
شهد قطاع غزة تدهوراً ديموغرافياً وإنسانياً حاداً بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر 2023، ما يجعله نموذجاً مروعاً لانهيار المجتمعات، وفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
منذ اندلاع الحرب، فقد أكثر من 57 ألف فلسطيني حياتهم، بينهم حوالي 18 ألف طفل و12 ألف امرأة، إضافة إلى نحو 11 ألف مفقود، وسط نزوح 100 ألف آخرين من القطاع. كما بلغ عدد الجرحى نحو 130 ألف شخص، 70% منهم من النساء والأطفال.
وسجل القطاع تراجعاً غير مسبوق في عدد السكان، حيث انخفض عددهم إلى نحو 2.1 مليون نسمة، بانخفاض يصل إلى 10% مقارنة بالتقديرات السابقة لنفس الفترة.
وأكد الجهاز أن الاستهداف المتعمد للفئات العمرية الشابة يشكل تهديداً لقاعدة الهرم السكاني، مما سيؤدي إلى فجوة ديموغرافية تمتد آثارها لعقود، مع توقعات بانخفاض كبير في معدلات المواليد مستقبلاً بسبب فقدان عدد كبير من النساء في سن الإنجاب.
يأتي هذا في ظل استمرار المعاناة الإنسانية من نقص الغذاء وسوء التغذية، مع احتمال وفاة آلاف الرضع نتيجة للأوضاع الصعبة.
الأمم المتحدة تحذر بعد إدخال أول شحنة وقود لغزة منذ 130 يوماً: “لا تكفي ليوم واحد”
أدخل فريق تابع للأمم المتحدة، الأربعاء، نحو 75 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة، وهي أول شحنة من نوعها منذ 130 يوماً، وسط أزمة وقود حادة تهدد استمرار الخدمات الأساسية في القطاع المحاصر. لكن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أكد أن هذه الكمية لا تكفي لتغطية احتياجات قطاع غزة ليوم واحد فقط.
وأوضح دوجاريك أن “الوقود ينفد بسرعة، والكمية التي وصلت أمس لا تكفي حتى لتشغيل البنى التحتية الأساسية ليوم واحد، وستتوقف الخدمات الحيوية ما لم يتم إدخال كميات أكبر وبشكل عاجل”. وأضاف أن المنظمة وشركاءها بحاجة إلى “مئات الآلاف من لترات الوقود يومياً” لضمان استمرار العمليات الإنسانية الأساسية.
وشدد على أن نقص الوقود يهدد بشكل مباشر وصول مياه الشرب النظيفة، حيث أشار أحد شركاء العمل الإنساني إلى أن انقطاع المياه قد يصيب نحو 44 ألف طفل، ما يزيد من خطر انتشار أمراض منقولة بالمياه مثل الكوليرا والإسهال والزحار.
في سياق متصل، أفادت الأمم المتحدة بأن قصف مكتب أحد شركاء العمل الإنساني في مدينة غزة أدى إلى مقتل ثلاثة من موظفيه، مما يفاقم من الأوضاع الإنسانية الصعبة.
وحذرت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أولجا تشيريفكو، من أن مخزون الوقود في القطاع “قارب على النفاد” وأن ذلك يهدد بانهيار الخدمات الأساسية، مضيفة أن “الوقود نفد فعلياً، وكل ما كان موجوداً تم توزيعه، وما لم تدخل كميات إضافية، ستتوقف العمليات الإنسانية تماماً”.
وأشارت تشيريفكو إلى توقف تدريجي لمنشآت المياه والصرف الصحي والمرافق الصحية، في حين تتعرض المستشفيات والنقاط الطبية القليلة المتبقية لخطر الإغلاق في أي لحظة.
من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن “آخر شرايين الحياة في غزة يتم قطعها”، مؤكداً أن غياب تدفق الوقود العاجل سيوقف عمل الحضانات وسيعرقل وصول سيارات الإسعاف إلى الجرحى، فضلاً عن تعطيل عمليات تنقية المياه.
على صعيد متصل، رفضت إسرائيل هذا الأسبوع طلباً من الأمم المتحدة لنقل ما تبقى من مخزون الوقود من جنوب غزة إلى شماله، ما يزيد من تفاقم الأزمة في المناطق الأكثر تضرراً من القصف والحصار.
بعد خطة “أورورا”.. أزمة مساعدات غزة تُربك بوسطن للاستشارات وتُطيح بقيادات عليا
تواجه مجموعة بوسطن للاستشارات (BCG) الأميركية واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخها، بعد انكشاف تورّطها في خطة مثيرة للجدل لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، تخللتها اتهامات بالتخطيط لإعادة توطين الفلسطينيين خارج القطاع، وتسببت في سقوط ضحايا بنيران إسرائيلية، ما أثار عاصفة من الانتقادات أدت لتنحي عدد من كبار مسؤوليها التنفيذيين.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن اثنين من أبرز الشركاء في الشركة، آدم فاربر (رئيس قسم إدارة المخاطر) وريتش هاتشينسون (رئيس وحدة التأثير الاجتماعي)، تنحّيا عن مناصبهما القيادية، في أحدث حلقة من تداعيات المشروع الذي حظي بدعم إسرائيلي وارتبط بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، التي تعرضت لانتقادات واسعة إثر مقتل مئات الفلسطينيين أثناء انتظار المساعدات.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس التنفيذي للشركة كريستوفر شفايتسر أن تورّط المجموعة في مشروع “أورورا”، الذي تضمن نماذج مالية لتهجير سكان غزة، كان “مؤذياً بشدة” لسمعة الشركة، مشيراً إلى أن الشريكين مات شلويتر ورايان أورادواي، اللذين أطلقا المشروع دون تفويض رسمي، تم فصلهما في يونيو الماضي.
وأفادت الشركة بأن المشروع بدأ كمبادرة مجانية لحل مشكلات الإمدادات الغذائية في غزة، قبل أن يتحول إلى عمل مدفوع الأجر لصالح شركة McNally Capital، ويخرج عن نطاق التفويض، متضمناً نماذج لإعادة التوطين أعدها الشريكان المفصولان. وقالت إن التحقيقات أظهرت “سلوكاً فردياً خاطئاً وإخفاقاً في الرقابة”، وإنها لم تتقاضَ أي أموال مقابل تلك النماذج.
تعود جذور الأزمة إلى خريف 2024، عندما بدأت BCG بإعداد دراسة جدوى لإنشاء منظمة مساعدات في غزة، بدعم من شركة الأمن الأميركية Orbis Operations التي تضم عناصر سابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، وأسفر التعاون عن إنشاء “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي الجهة التي أدارت توزيع المساعدات على الأرض، وسط اتهامات بتعريض المدنيين للخطر وإجبارهم على عبور مناطق قتال.
تقول الصحيفة إن شركة Safe Reach Solutions، المتخصصة بالخدمات اللوجستية، تولت تأمين مواقع التوزيع، إلا أن المشروع تطور لاحقاً إلى إعداد نماذج لإعادة توطين الفلسطينيين، وهو ما وصفته صحيفة فاينانشيال تايمز بأنه مخطط أُطلق عليه اسم “أورورا”، يهدف إلى تهجير سكان غزة، بدعم من جهات إسرائيلية.
وأثارت التسريبات غضباً داخل الشركة، ودفع منظمة Save the Children إلى تعليق شراكتها معها، فيما طالبت لجنة برلمانية بريطانية بإجابات مفصّلة من الشركة بحلول 22 يوليو، حول طبيعة المشروع ومن كلّف بتنفيذه.
في رسالة داخلية حصلت عليها وول ستريت جورنال، أقرّ المدير التنفيذي بضرر بالغ لسمعة الشركة، رغم تأكيده أن المشروع لم يكن رسمياً. وتشهد BCG حالياً مراجعة شاملة لأنظمة الحوكمة والمخاطر، وسط تساؤلات من موظفين سابقين وحاليين حول كيفية توريط شركة رائدة عالمياً في مشروع “يتعارض مع مبادئها الأخلاقية”.
وتحظى منطقة الشرق الأوسط بأهمية متزايدة لشركات الاستشارات، رغم أنها لا تمثل سوى 3.4% من السوق العالمية، إلا أن حجمها بلغ 8.72 مليار دولار في 2024، بنمو 11% عن العام السابق. وتستخدم الشركات مشاريع “خيرية” مجانية لتدريب موظفيها الجدد وبناء علاقات استراتيجية مع الحكومات وصنّاع القرار.
لكن مشروع “أورورا”، الذي تحول من مبادرة إنسانية إلى أزمة علاقات عامة وحقوقية، قد يكون درساً مكلفاً حول حدود دور شركات الاستشارات في مناطق النزاع، وأهمية ضبط المخاطر المؤسسية في زمن تصاعد الأزمات الجيوسياسية.