كاتب إسرائيلي: وزراء نتنياهو يثيرون السخرية لكأننا أمام روضة أطفال
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
في مقال ساخر نشرته صحيفة "زمن إسرائيل" العبرية شبّه الكاتب تومر بيليج واقع حكومة بنيامين نتنياهو بـ"روضة أطفال صاخبة"، تتخبّط بين تصريحات عبثية، وقرارات تفتقر للنضج والمسؤولية، وممارسات تُظهر انفصالا تاما عن الواقع السياسي والعسكري الحرج الذي تعيشه إسرائيل.
وأوضح الكاتب أن أولى مشاهد هذا العبث كانت من وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي صرح علنا بأنه سيغادر اجتماع اللقاء الأمني حين يتحدث رئيس جهاز الشاباك رونين بار، مفضلا "الذهاب إلى الحمام أو تناول القهوة"، وهي تصريحات اعتُبرت مسيئة وغير لائقة.
وطالب حلفاء نتنياهو بإقالة رونين بار بسبب خلافات معه، غير أن الحكومة قالت -في وثيقة قدمتها إلى المحكمة العليا- إنها "قررت إلغاء قرارها الصادر في 20 مارس/آذار 2025″، في إشارة إلى قرار إقالة بار.
العائلاتأما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فقد تجاوز الخطوط حين أكد أن مسؤولين أميركيين أيّدوا قصف مخازن الغذاء في قطاع غزة، وهي تصريحات سارعت الخارجية الأميركية إلى نفيها، يؤكد بيليج.
وأضاف الكاتب أن المهزلة لم تتوقف عند الوزراء، بل وصلت إلى العائلات، فقد كتبت إيالا بن غفير، زوجة الوزير، مقالة تعبر فيها عن شوقها لزوجها الذي "لم يخدم في الجيش"، وتدعي أنها "تشعر وكأنها زوجة جندي احتياط"، مما أثار ردود فعل ساخرة.
إعلان تخبط دبلوماسيوأشار الكاتب إلى أن الحكومة الإسرائيلية قررت عدم إرسال ممثل رسمي لجنازة البابا فرانشيسكو، باستثناء السفير لدى الفاتيكان. كما حُذفت تغريدات تعزية نشرتها وزارة الخارجية دون تفسير، في موقف فسره المراقبون بأنه استمرار لحالة الانفصال عن الدبلوماسية والمسؤولية الدولية.
وتابع الكاتب حديثه عما وصفه بمقاعد "الصفوف الخلفية" في "روضة الأطفال"، والتي لم تكن أكثر رشدا، حيث سخر عضو الكنيست عن حزب الليكود أوشير شكاليم من رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت بعد خضوعه لقسطرة قلبية، متسائلا كيف سيكون هذا الرجل قادرا على إدارة 7 جبهات قتالية وهو ينهار خلال تدريب بدني.
وانتقد الكاتب الحكومة الحالية بشدة، وقال إنها لم توفّر للإسرائيليين لحظة عقلانية واحدة منذ تشكيلها، في إشارة إلى عمق الأزمة السياسية والقيادية التي تعيشها البلاد.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
من الميت الحي الذي تحدث نتنياهو عن القضاء عليه؟
غزة- قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي عقده مساء الأربعاء "إن الجيش على ما يبدو قضى على محمد السنوار" القائد البارز في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
ويأتي حديث نتنياهو بعد مرور أسبوع على محاولة إسرائيلية لاغتيال السنوار عندما شنت الطائرات الحربية سلسلة غارات متزامنة على محيط مستشفى غزة الأوروبي شرق محافظة خان يونس مساء 13 مايو/أيار الجاري، وأعلن الجيش حينئذ أنها تستهدف نفقا كان السنوار بداخله.
ورغم منع جيش الاحتلال طواقم الإنقاذ من الوصول إلى المكان، واستهداف الطائرات المسيرة كل من يحاول الاقتراب منه بهدف القضاء على فرص النجاة لأي مصاب، فإن ذلك لم يؤكد نجاح إسرائيل في تحقيق هدفها بقتل السنوار.
مهندس الطوفان
ويعتبر محمد السنوار (50 عاما) أحد مهندسي عملية طوفان الأقصى، فقد كان يتبنى قبلها استمرار الهجمات على الجيش الإسرائيلي وإفقاده الدافعية للقتال.
كان السنوار ممن أشرف على اقتحام مستوطنات غلاف غزة صبيحة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتتهمه إسرائيل بأنه أحد "العقول الرئيسية" للعملية.
وفي هذا الإطار، يقول رئيس سابق لمكافحة الإرهاب في جهاز الموساد الإسرائيلي لصحيفة التلغراف "إن مجموعة تتكون من 4 أشخاص تقف وراء الهجوم المميت، بنسبة 100% كان محمد السنوار أحد هؤلاء الأربعة".
إعلانفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت عن مُلاحقة إسرائيل لمحمد السنوار إلى جانب شقيقه يحيى السنوار، وذلك خلال مؤتمر له في تل أبيب ظهرت فيه صورتا محمد ويحيى.
كذلك أعلن الجيش الإسرائيلي في الشهر ذاته أنه دهم مكتب السنوار في قطاع غزة وصادر منه ما ادعى أنها "كراسات قتال تابعة لمنظمة حماس".
يعتبر محمد السنوار من أصحاب المواقف الصلبة وله علاقة بمتابعة عملية التفاوض خلال الحرب على صفقات الأسرى.
وترجح إسرائيل أنه تولى قيادة كتائب القسام خلال الحرب بعد اغتيال محمد الضيف ومن قبله مروان عيسى والعديد من القيادات العسكرية.
ارتبط اسم السنوار بشقيقه يحيى قائد حركة حماس في قطاع غزة الذي استشهد خلال اشتباكه المباشر مع الجيش الإسرائيلي في حي تل السلطان غرب مدينة رفح في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وجمعته علاقة قوية بمحمد الضيف القائد العام لكتائب القسام نظرا لنشأتهم في مخيم خان يونس، وقيادات كتائب القسام في جنوب القطاع رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم الذين اغتالتهم إسرائيل في حربها على غزة عام 2014.
وضعت إسرائيل محمد السنوار على قائمة المطلوبين لديها مبكرا، إذ اتهمته بأنه من ضمن العقول المدبرة لعملية الوهم المتبددة في 25 يونيو/حزيران 2006 التي استهدفت موقعًا عسكريا إسرائيليا على الحدود الشرقية لمدينة رفح وأسفرت عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، والاحتفاظ به على مدار 5 سنوات حتى الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار في أكتوبر/تشرين الأول 2011، مما زاد من وضعه تحت الأنظار الإسرائيلية.
ولد محمد إبراهيم السنوار في سبتمبر/أيلول من عام 1975 بمخيم خان يونس للاجئين جنوبي قطاع غزة، لأسرة فلسطينية لاجئة من بلدة المجدل، وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس "الأونروا"، وانضم إلى حركة حماس منذ السنوات الأولى لانطلاقتها.
إعلانبرز نشاط السنوار في انتفاضة الأقصى التي اندلعت في سبتمبر/أيلول من عام 2000، وشكل مجموعات لاستهداف المستوطنات الإسرائيلية التي كانت مقامة على أراضي خان يونس، من خلال عمليات إطلاق النار وقذائف الهاون والتصدي للاجتياحات المحدودة آنذاك، وأسهم في إعادة تشكيل المجموعات المسلحة لكتائب القسام.
تدرّج السنوار في مواقع العمل العسكري داخل كتائب القسام، وتولى منصب قائد لواء خان يونس، وأصبح عضوًا بارزًا في المجلس العسكري على مستوى قطاع غزة.
قلب المعادلة “كل حرف وكل كلمة لها رصيد ميداني على الأرض”
محمد السنوار القائد في كتائب القسام لـ برنامج #ما_خفي_أعظم#عملية_طوفان_الأقصى #فلسطين pic.twitter.com/uKk1gGH6kF
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 17, 2023
رجل الظليعرف محمد السنوار بشخصيته الجدية الحادة، وهو صارم في العمل العسكري، لا يظهر إعلاميا إلا نادرا من دون الكشف عن ملامحه الحقيقية، ويطلق عليه "رجل الظل".
ظهر في تسجيل نادر بثته كتائب القسام عقب الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005، ثم ظهر إعلاميا لأول مرة خلال برنامج "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة في مايو/أيار 2022، ولم يشارك في تشييع والده الذي تُوفي في يناير/كانون الثاني 2022.
في السنوات الأخيرة تولى السنوار مسؤولية مركزية على مستوى هيئة أركان كتائب القسام، وأشرف بعد عام 2012 على ملف التجهيز والإمداد والدعم اللوجستي الموكل إليه توفير عناصر القسام بالعتاد العسكري والسلاح والمعدات المخصصة للصناعات العسكرية ومراكز التدريب والتأهيل.
وتولى السنوار هذا الملف تحت قيادة شقيقه يحيى الذي كان على رأس الدائرة العسكرية في المكتب السياسي لحماس بعد الإفراج عنه من المعتقلات الإسرائيلية عام 2011 وقبل انتخابه رئيسا لها في غزة عام 2017.
يذكر أن السنوار نجا من أكثر من محاولة اغتيال إسرائيلية، منها زرع جسم ملغم في جدار منزله بمدينة خان يونس عام 2003، وقصف منزله خلال الحرب عام 2014، واستهدافه في معركة سيف القدس في مايو/أيار 2021، لذا يطلق عليه لقب "الميت الحي".
إعلان