رأي الوطن : عالم متعدد الأقطاب يحترم الميثاق الأممي
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
يظلُّ الأمن والاستقرار والسَّلام العالَميُّ، المبنيُّ على العدل والمساواة، أحَدَ أهمِّ المطالبات والمناشدات التي يطالب بها معظم بُلدان العالَم، ويظلُّ هذا الهدف العائق الأكبر الذي يحُولُ بَيْنَ الدوَل وبَيْنَ مساعيها نَحْوَ تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتَّسم بالشمول، خصوصًا مع ما يشهده العالَم من صراعات في العديد من بقاعه، والتي تتزايد بفعل عدم التَّعاطي الجدِّيِّ مع الميثاق الأُمميِّ الذي يسعى وفق أهدافه المعلنة إلى الحفاظ على الأمن والسَّلام والاستقرار، وفقًا لمبادئ العدل والقانون الدوليِّ لحلِّ المنازعات الدوليَّة التي قَدْ تؤدِّي إلى الإخلال بالسِّلم، وتعمل على تسويتها، بالإضافة إلى السَّعيِ نَحْوَ تحقيق التَّعاون الدوليِّ في حلِّ المسائل الدوليَّة ذات الصبغة الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة والإنسانيَّة وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والحُريَّات.
ورغم هذا الميثاق وأهدافه ظلَّت البَشَريَّة رهينة صراعات نشأت في الأساس من عدم تطبيقه؛ نتيجة سياسات خاطئة أعطَتْ لبعض الدوَل شعور بأنَّها أعلى من أنْ تطبقَ هذا الميثاق على الوجْه الأكمل، ما أسْهمَ في ظهور صراعات أودت بمقدّرات التنمية في العديد من المناطق الملتهبة حَوْلَ العالَم، وهو ما دفع العديد من القوى الصَّاعدة إلى التكتُّل وإقامة كيانات تعمل على إقامة عالَم متعدِّد الأقطاب، يسعى إلى التطبيق الجدِّيِّ لميثاق الأُمم المُتَّحدة، وعلى رأس تلك الكيانات مجموعة (بريكس)، التي أكَّد قادتها على دعمهم لعالَمٍ متعدِّد الأقطاب مبنيٍّ على ميثاق الأُمم المُتَّحدة، داعين إلى تعزيز التَّعاون في المجالات الثقافيَّة والإنسانيَّة والاقتصاديَّة والتجاريَّة، التي تُسهم في عودة الأمن والاستقرار العالَميِّ المفقود.
ولعلَّ أهمَّ ما يميِّز تلك المجموعة الصَّاعدة التي تضمُّ كلًّا من: البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، أنَّها تُمثِّل (40) بالمائة من سكَّان العالَم، لذا عندما تخرج باقتراحات تسعى إلى انتقال (بريكس) إلى مستوى جديد من التَّعاون، فإنَّ صوتها يصبح مسموعًا وتصبح قوَّة مؤثِّرة في السِّياسة الدوليَّة والاقتصاد العالَمي، خصوصًا مع دعوة المجموعة إلى أهمِّية فتح الأسواق الإفريقيَّة أمام الاستثمارات الدوليَّة في الوقت الراهن، والعمل على تعزيز قاعدة الصِّناعات بها، وإيجاد إمكانات التَّنافس للدوَل الإفريقيَّة ودوَل (بريكس) على اعتبار أنَّها قاطرة للاقتصاد العالَمي في الوقت الحاليِّ، والدَّعوة إلى بذل الجهود للانتقال إلى المستقبل العادل الذي تؤخذ فيه بِعَيْنِ الاعتبار الظروف المختلفة للدوَل، في ظلِّ تنامي استخدام المؤسَّسات الاقتصاديَّة العالَميَّة الأخرى في المنافسات الجيوسياسيَّة.
إنَّ ما عبَّر عَنْه قادة المجموعة من مساعٍ إلى تطوير التَّعاون في قِطاعات التعليم، وتعزيز التَّعاون الاقتصادي، والعمل المشترك لتطوير وضمان سلاسل الإمدادات، وتطوير الاقتصاد الرَّقميِّ، والصِّناعة الخضراء، ودعم التبادل التجاريِّ والماليِّ، وتعزيز التَّعاون في المجالَيْنِ السِّياسيِّ والأمنيِّ لتوفير الاستقرار، سيؤدِّي إلى السَّير في طريق التطوُّر السِّلميِّ، الذي يعمل على تشكيل عالَم عادلٍ ومتعدِّد الأقطاب، خصوصًا مع ظهور بنك التنمية الجديد التَّابع للمجموعة الذي يتوقع أنْ يؤدِّيَ دَوْرًا أساسيًّا في تنمية جنوب العالَم، والذي تُعبِّر خطواته الدَّاعمة لشعار المجموعة الحاليِّ (أُسرة واحدة، ومستقبل واحد).
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: د الأقطاب العال م التی ت
إقرأ أيضاً:
جامعة حلوان تنظم ندوة علمية عن الميثاق الأخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الرياضي
نظمت كلية علوم الرياضة بجامعة حلوان، ندوة علمية بعنوان "الميثاق الأخلاقي لمستخدمي الذكاء الاصطناعي في المجال الرياضي، وذلك في إطار اهتمام جامعة حلوان بتعزيز الاستخدام الواعي والمسؤول للتكنولوجيا في المجالات المختلفة.
وأقيمت الفاعلية تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس الجامعة، والدكتورة أمل عبد الله عميد كلية علوم الرياضة بنات، وإشراف الدكتورة منار شاهين وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، والدكتورة غادة فاروق رئيس قسم العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية الرياضية.
ألقت الندوة الدكتورة منى مختار المرسي، أستاذ علم النفس الرياضي بالكلية، وناقشت مجموعة من المحاور الرئيسية التي أبرزت الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في المجال الرياضي، مثل اعتماد تقنية خط المرمى بعد هدف لامبارد غير المحتسب في مونديال 2010، مرورًا بتقنيات Hawk-Eye وVAR، وانتهاءً بتجارب غير ناجحة أكدت الحاجة لدمج الذكاء الاصطناعي مع مرونة القرار البشري، حيث يجب الاعتماد عليه كداعم وليس كبديل.
كما تناولت الندوة التأثيرات المختلفة للذكاء الاصطناعي على الأطراف الرياضية المختلفة، من لاعبين ومدربين إلى الأخصائيين النفسيين، مستعرضةً أبرز التحديات الأخلاقية مثل التحيز الخوارزمي، وغموض المسؤولية، واختراق الخصوصية النفسية للرياضيين.
وشهدت الندوة استعراضًا لأحدث التطبيقات الرياضية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة من أبرزها تحليل الأداء من خلال أنظمة Hawk-Eye لتتبع الكرة وCatapult للقياسات البدنية والوقاية من الإصابات باستخدام Zone7 للتنبؤ بالإصابات وWhoop لمراقبة المؤشرات الحيوية والتدريب الذهني عبر تطبيقات مثل NeuroTracker لتحسين التركيز وSense Arena لمحاكاة الضغط والصحة النفسية من خلال تطبيقات مثل Limbic للكشف عن الاكتئاب وFitMind لتقليل التوتر بنسبة تصل إلى 35 في المئة وذلك بدعم من إحصائيات حديثة توضح التوسع الكبير في استخدام هذه التقنيات داخل الأندية العالمية.
وفي ختام الندوة، تم عرض الميثاق الأخلاقي لمستخدمي الذكاء الاصطناعي في المجال الرياضي، والذى قام بإعداده الدكتورة منى مختار المرسي، والدكتورة سها محمد فكري، والدكتورة إسراء علاء الضو، ويهدف الميثاق إلى تحقيق توازن بين الاستفادة من التكنولوجيا والحفاظ على القيم الإنسانية والرياضية، بالاعتماد على المبادئ الأساسية منها العدالة من خلال منع التحيز في الخوارزميات، والشفافية بتوضيح استخدام البيانات، والخصوصية بحماية بيانات اللاعبين، والمساءلة عن طريق تحديد المسؤوليات عند الأخطاء، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع آليات تنفيذية منها تدريب الأخصائيين على أدوات الذكاء الاصطناعي، وعقد شراكات بين المطورين والاتحادات الرياضية، وتحديد عقود واضحة لتوزيع المسؤوليات.
وأكدت الدكتورة منى المرسي في ختام حديثها أن "الذكاء الاصطناعي يظل أداة مساعدة لا بد أن تُدمج مع الحكمة البشرية، وأن نجاحه مرهون بالالتزام بالحدود الأخلاقية والإنسانية."