هل تدفع إسرائيل ثمن سياستها بعد قصف رمزها السيادي؟
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
تثار تساؤلات بشأن مدى إدراك الإسرائيليين فداحة الثمن الذي يدفعونه جراء إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على مواصلة حربها على قطاع غزة، بعدما وصلت صواريخ اليمن إلى مطار بن غوريون رمز إسرائيل السيادي.
وتوعد نتنياهو -في ختام مشاورات عقب الهجوم الحوثي- برد عسكري قاسٍ على اليمن، في حين سارعت كبريات شركات الطيران العالمية إلى إلغاء رحلاتها من وإلى إسرائيل، كما طالب بعضها السلطات الإسرائيلية بتوضيح طبيعة المشهد، قبل أن تقرر بشأن جدول رحلاتها إليها.
وفي هذا السياق، وصف الكاتب والباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر الاستهداف اليمني لمطار بن غوريون بأنه مؤلم ومحرج لإسرائيل وأميركا، مؤكدا أن الحرب التي يخوضها الاحتلال مكلفة.
ووفق حديث شاكر لبرنامج "ما وراء الخبر"، فإن نتنياهو مُطالب بإدراك حقيقة أن ما يجري في اليمن مرتبط بغزة، وبالتالي عليه وقف حرب الإبادة والتجويع على القطاع، لكنه يبرمج مواقفه بناء على الانتخابات المقبلة.
بدوره، أعرب أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية حسن أيوب عن قناعته بأن الضغط الشعبي لن يجبر حكومة نتنياهو على إعادة الحسابات، إذ أقصت هذه الحكومة كل معارضيها في المؤسستين الأمنية والعسكرية وأحكمت قبضتها على الجهاز القضائي.
إعلانلكنه استدرك بالقول إن هناك مسألتين قد تجبران إسرائيل على إعادة حساباتها وهي:
الإدارة الأميركية قد تضيق ذرعا بتوسيع إسرائيل حربها في الإقليم. تغيرات معينة في المنطقة خاصة الدول المعنية.ورجح الأكاديمي الفلسطيني أن الشارع الإسرائيلي لن يتحرك سوى بتكبد خسائر مباشرة، مع إقراره بأن الخسائر الاقتصادية قد تعوضها إسرائيل عبر الدعم الغربي أو القروض الأميركية.
ما المتوقع؟
يرى شاكر أن نتنياهو يريد "رد اعتبار رمزيا"، إذ لن يتغير شيء على المستوى الإستراتيجي باستمرار الضربات الحوثية، فضلا عن أن ما قامت به الولايات المتحدة في اليمن غير مجدٍ.
ووصف حكومة نتنياهو بأنها إدارة أدمنت الحرب، وبالتالي ليس بإمكانها ببساطة إيقاف الحرب، إضافة إلى أن الخطاب الإسرائيلي الموجه للداخل تمت صياغته بحيث تفصل الجبهة اليمنية عن غزة.
أما أيوب فأقر أن ضربات الحوثيين لا تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل، لكن ما أرادته تل أبيب وواشنطن بوجود هيمنة إسرائيلية كاملة على الإقليم غير قابل للتحقيق والاستدامة.
وحسب الأكاديمي الفلسطيني، فإن المعادلة التي فرضتها هجمات الحوثيين يصعب كسرها إسرائيليا وأميركيا، لافتا إلى أن صاروخا أو مسيّرة واحدة كفيلة بنقل رسالة مفادها أن "المنطقة لن تستقر طالما تستمر تل أبيب في حربها ضد الأطراف الإقليمية".
ونبه إلى أن إسرائيل روجت تاريخيا على أنها الملاذ الآمن ليهود العالم، لكنها في الوقت ذاته تمتلك الرقم القياسي في عدد الحروب التي شنتها في المنطقة.
معادلة جديدة؟
من جانبه، يقول الكاتب والباحث السياسي الإسرائيلي يوآف شتيرن إن نتنياهو يدرك أن الأمر أكبر من رد فعل إسرائيلي، لأن جبهة الحرب الرئيسية ليست اليمن وإنما غزة.
وأكد شتيرن أن الحوثيين سيتوقفون عن استهداف إسرائيل عندما تتوقف الحرب على غزة، معربا عن قناعته بأنه "لا إمكانية لخلق معادلة جديدة مختلفة تماما عن الواقع الحالي، لا عن طريق أميركا ولا إسرائيل".
إعلانوبينما لم يستبعد أن تشن ضربات قوية ضد الحوثيين، أشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن الصورة لن يتم تغييرها بالكامل إلا عبر التفاوض مع إيران.
وفي هذا الإطار، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن "إسرائيل هاجمت اليمن 5 مرات، ومخطئ من يعتقد أن هجوما آخر سيغلق الجبهة الحوثية".
ووفق هؤلاء المسؤولين، فإن إسرائيل تريد أن يتكبد الحوثيون ثمنا باهظا، عبر نقل رسالة لدول المحور خاصة إيران بأن هناك ثمنا باهظا لقصف مطار بن غوريون.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
من صنعاء إلى تل أبيب.. العمق الإسرائيلي تحت مرمى صواريخ الحوثيين
عواصم - الوكالات
في تصعيد جديد للتوترات الإقليمية، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، عن اعتراضه صاروخين باليستيين أُطلقا من اليمن خلال أقل من ثلاث ساعات. وذكر الجيش أن صفارات الإنذار دوت في عدة مناطق، بما في ذلك وسط إسرائيل وشمالي الضفة الغربية، تحسبًا لأي تهديد محتمل.
والأحد الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، مما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في مناطق القدس والضفة الغربية، وتعليق حركة الطيران في مطار بن غوريون لفترة مؤقتة.
وفي يوم الخميس 22 مايو، أعلن الناطق العسكري باسم جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) عن استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي، بالإضافة إلى تنفيذ "عملية مزدوجة بطائرتين مسيرتين على هدفين جويين في يافا وحيفا المحتلتين" .الجزيرة نت
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، حيث تُظهر جماعة الحوثي قدرتها على استهداف العمق الإسرائيلي، مما يضيف بُعدًا جديدًا للصراع في المنطقة.