جامعة القاهرة تمتلك تجربة إنسانية رائدة في دعم طلاب الدمج والحالات الخاصة.

في وقتٍ تتسابق فيه بعض المؤسسات التعليمية نحو الأضواء تحت لافتات براقة عن دعم ذوي الهمم، تتقدّم كلية الآداب بجامعة القاهرة بشكل أعمق بخطى واثقة، هادئة، ولكن ثابتة، في تجربة إنسانية حقيقية تترجم التوجه الوطني إلى واقع ملموس. دعم طلاب الدمج والحالات الخاصة في الكلية لا يُعلن في مؤتمرات، بل يُمارس في القاعات والممرات، في تعامل يومي إنساني، يجعل الطالب يشعر أنه ليس "مختلفًا"، بل "منتميًا".

تتبنى الكلية مفهومًا عميقًا للدمج، يتجاوز ما يُكتب على الورق إلى ما يُحسّ في القلب. فالأساتذة لا يتعاملون مع طلاب الدمج بوصفهم حالة تحتاج إلى "عطف"، بل كعقول لها حقها الكامل في التعلُّم والمشاركة والإبداع.

وتعكس التجربة حرص الكلية على تقديم: مواد علمية مهيّأة لذوي الإعاقة البصرية والسمعية، بتنسيقات مناسبة (برايل، كتب صوتية، شروحات مبسطة).

دعم نفسي وتربوي راقٍ، عبر لقاءات فردية أو مجموعات مساندة يشرف عليها أساتذة متخصصون.

دمج فعلي في الأنشطة الطلابية، الثقافية والفنية، دون تمييز أو استثناء.

بينما بدأت كثير من المؤسسات في استجابة لاحقة لتوجيهات القيادة السياسية نحو الدمج، كانت كلية الآداب بجامعة القاهرة قد سبقت بالفعل، وأرست نموذجًا يُحتذى. تجربة الكلية تأتي متسقة مع توجّه الدولة المصرية نحو ترسيخ مفهوم "الجامعة الدامجة"، لكنها تختلف في كونها نابعة من ثقافة مؤسسية صادقة لا من تعليمات فوقية.

الفرق بين الصورة والجوهر
بالمقارنة، قد تجد في جامعات أخرى مباني مبهرة وتجهيزات تقنية متقدمة، لكنها تفتقر إلى الجوهر الإنساني. بينما في آداب القاهرة، قد تكون الإمكانات محدودة، لكن الدفء الإنساني والتفهم الحقيقي للاختلاف هما ما يصنعان الفارق. من هنا جاء لقب "الحضن الدافئ" للكلية، ليس مجازًا، بل توصيفًا دقيقًا لتجربة يعيشها مئات الطلاب.

نحو نموذج وطني يحتذى
جامعة القاهرة لا تدّعي التفوق، لكنها تقدم نموذجًا وطنيًا ناضجًا في احتواء الطلاب من ذوي القدرات، وتجسيد فلسفة الدمج كحق لا كفضل. ومن هذه الزاوية، تستحق التجربة أن تُعمم، لا لتُقلد شكليًا، بل لتُستوعب روحيًا.

طباعة شارك جامعة القاهرة طلاب الدمج الحالات الخاصة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جامعة القاهرة طلاب الدمج الحالات الخاصة طلاب الدمج

إقرأ أيضاً:

إعلانات واتساب خطوة مُربحة لكنها محفوفة بالمخاطر

#سواليف

يُمثل قرار بدء #طرح_الإعلانات في #تطبيق_واتساب نقلة نوعية لخدمة مراسلة لطالما رسّخت نفسها على أنها تختلف عن منصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

وعندما اشترت شركة ميتا -وكانت آنذاك تُعرف باسم فيسبوك- “واتساب” في عام 2014 مقابل 19 مليار دولار، كان نموذج عمل التطبيق بسيطًا وغير مألوف، إذ كان يُطلب من المستخدمين دفع رسوم سنوية زهيدة جدًا وهي دولار واحد مقابل تجربة استخدام بسيطة وخالية من الإعلانات.

وأُلغيت هذه الرسوم عام 2016، وأصبح “واتساب” مجانيًا بالكامل. ومنذ ذلك الحين، اتخذ “واتساب” خطوات تدريجية ومدروسة نحو تحقيق الربح، بالاعتماد على الشركات التي دفعت مقابل استخدام “واتساب” كوسيلة للتواصل مع عملائها، بحسب تقرير لموقع “ذا كونفرزيشن”، اطلعت عليه “العربية Business”.

مقالات ذات صلة ابتكار ثوري يحوّل الوقود الأحفوري إلى بلاستيك وأدوية باستخدام الضوء فقط 2025/06/23

وبحلول عام 2024، كان أكثر من 700 مليون شركة تستخدم إصدارًا منفصلًا من التطبيق يُسمى واتساب للأعمال (WhatsApp Business) لردود خدمة العملاء أو التحديثات الترويجية.

وتستخدم علامات تجارية، مثل “زارا” و”أديداس”، “واتساب” لإرسال تحديثات الطلبات والرد على الاستفسارات وتقديم مساعدة تسوق شخصية للمستخدمين.

لكن هذا لا يزال مصدر دخل محدودًا مقارنةً بالأرباح الهائلة التي تحققها “ميتا” من الإعلانات عبر منصاتها الأخرى.

وتشير التقديرات إلى أن “واتساب” يحقق جزءًا ضئيلًا فقط من إيرادات “ميتا” السنوية البالغة 160 مليار دولار، والتي يأتي معظمها من “فيسبوك” و”إنستغرام”.

لذا، ليس غريبًا أن تتجه الشركة الآن نحو قاعدة مستخدمي “واتساب”، البالغة حوالي 3 مليارات مستخدم حول العالم. ففي النهاية، يعكس هذا القرار اتجاهًا أوسع في الصناعة، حيث تستكشف تطبيقات أخرى مثل “سناب شات” و”تيليغرام” سبل تحقيق الربح بشكل أكثر نشاطًا.

لماذا تبدو خطوة “واتساب” مختلفة؟
ترتبط هوية “واتسب” ارتباطًا وثيقًا بالخصوصية والبساطة والألفة، وهو ليست مجرد موجز لمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، بل أداة تواصل، يستخدمها الكثيرون لمشاركة المعلومات الشخصية أو الحساسة.

وحتى لو لم تعتمد الإعلانات على محتوى الرسائل، فقد تظل شخصية جدًا للمستخدمين نظرًا لجميع البيانات الأخرى التي تصل إليها “ميتا” عبر “فيسبوك” و”إنستغرام”. فلا تزال معلومات من تتحدث إليه، ومدى تكرار التواصل، متاحة، ويمكن استخدامها في الإعلانات الموجهة.

لذا، إذا كانت “ميتا” تعرف فريقك الرياضي المفضل أو وجهة عطلتك المفضلة، على سبيل المثال، فقد تُعرض إعلانات مرتبطة بهذه المعلومات.

وإذا كنت تتحدث مع أصدقائك على “واتساب” حول مباراة أخيرة أو رحلة مخطط لها، فقد تشعر بالغرابة إذا بدأت بعد ذلك برؤية إعلانات حول هذه الموضوعات.

قرار محفوف بالمخاطر
واجه “واتساب” انتقادات شديدة في عام 2021 بسبب تحديث في سياسة الخصوصية اقترح مشاركة المزيد من البيانات مع “فيسبوك”. ومضت الشركة قدمًا في تطبيق التحديث، لكن ملايين المستخدمين حمّلوا بدائل مثل “سيغنال” و”تيليغرام” احتجاجًا على ذلك.

وحتى لو أشارت الأبحاث إلى أن الأجيال الشابة أكثر تقبلًا للمحتوى المخصص، تظل الثقة هشة، وقابلة للتآكل بسرعة.

فإذا رأى المستخدمون أن “واتساب” لم يعد يحمي خصوصيتهم أو أصبح تجاريًا للغاية، فقد ينتقل الكثيرون إلى منصات منافسة، دون أي تكلفة، خاصة إذا كانت دوائرهم الاجتماعية نشطة بالفعل على منصات منافسة.

ومن المخاوف الأخرى أنه مع ازدياد ظهور الإعلانات في مساحات التواصل الخاصة، يزداد خطر تعرض المستخدمين، وخاصة الشباب، لمحتوى غير لائق.

ويُعدّ هذا الأمر شائكًا بشكل خاص في المساحات التي يشعر فيها الناس بالأمان النفسي. فبينما يكون المستخدمون حذرين عادةً من الإعلانات التلفزيونية، قد يكون حذرهم أقل على المنصات التي يتبادلون فيها الرسائل مع أحبائهم.

ولا تُعتبر إضافة “واتساب” للإعلانات مجرد قرار تجاري، بل هو تحول ثقافي يعكس فكرًا اقتصاديًا، ولكنه في الوقت نفسه يتحدى أيضًا افتراضات العديد من المستخدمين حول خصوصية مساحاتهم الرقمية.

وإذا نُفذ ذلك القرار بعناية، فقد يحقق “واتساب” التوازن الدقيق بين تحقيق الربح والحفاظ على الثقة، لكن إذا شعر المستخدمون بأن مساحتهم الخاص أصبحت سلعة تُستغل تجاريًا، فقد تكون ردة الفعل سلبية وسريعة، حيث لا يعتمد نجاح منصات مثل “واتساب” فقط على ما تفعله، بل على الطريقة التي يدرك بها المستخدمون أنها تفعله بها.

مقالات مشابهة

  • إلهام علي تخرج عن صمتها بشأن خلافها مع ريم عبدالله
  • مدبولي يستعرض النتائج الخاصة بالتعاون بين جامعة أكسفورد لتطوير العلاج الجيني للسرطان
  • وزني وصل 70 كيلو.. سلمى أبو ضيف تكشف تفاصيل لأول مرة عن تجربة الحمل والولادة
  • نجاة أسرة من الغرق عقب انقلاب سيارتهم في ترعة الإبراهيمية ببني سويف
  • تحذير من عادة استحمام سيئة‎ يلجأ إليها الكثير
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: مصر.. القلب المحرّك لوقف إطلاق النار وضامن الأمن الإقليمي
  • "نداء للحياة من قصر العيني".. فعالية لنشر ثقافة التبرع بالأعضاء بـ "طب القاهرة"
  • جمعية ذوي الإعاقة بظفار توسّع شراكاتها المجتمعية وتعزز جهود الدمج
  • "الكلية الحديثة" تستضيف الإعلان عن التقرير العالمي حول «الإمكانات الهائلة للتعليم العالي في عُمان»
  • إعلانات واتساب خطوة مُربحة لكنها محفوفة بالمخاطر