أبوظبي (الاتحاد)
أكد خلف عبد الله رحمه الحمادي، المدير العام لصندوق أبوظبي للتقاعد، أن استثمار الصندوق المبكر في الأنظمة الرقمية، أسهم بشكل كبير في تعزيز امتثال جهات العمل للقانون، وضمان استدامة نظام التقاعد وحماية حقوق المواطنين وأسرهم، مشيراً إلى أن نظام الخصم المباشر -الذي بدأ الصندوق تطبيقه خلال السنوات الماضية كأحد ثمار التحول الرقمي، نجح في رفع نسبة تحصيل الاشتراكات التقاعدية إلى 99.

93 %. 
ذكر الحمادي أن خدمة الخصم المباشر تخدم حالياً أكثر من 6000 جهة عمل، حيث تتيح لهم خصم الاشتراكات تلقائياً من حساباتهم المصرفية في بداية كل شهر.

أخبار ذات صلة قائد عام «شرطة أبوظبي»: ذكرى ستظل خالدة في قلوبنا تعزيز الخدمات اللوجستية للرعاية الصحية في أفريقيا

وهو ما أسهم في ضمان سداد الاشتراكات في الوقت المحدد، وتفادي تراكم أي مبالغ إضافية نتيجة التأخير، مما عزز امتثالهم لمتطلبات قانون التقاعد في إمارة أبوظبي. ولفت الحمادي إلى أن «خدمة الخصم المباشر يتم تطبيقها أيضاً على سداد تكلفة ضم مُدد الخدمة السابقة، ويستفيد منها ما يقارب 5000 مؤمّن عليه.
وأوضح مدير عام الصندوق أن المشروع أسهم في إعادة تصميم طريقة سداد الاشتراكات التقليدية المتبعة في أغلب صناديق التقاعد العالمية، إذ طورها ليرسم رحلة شاملة وواضحة سواء للجهات أو للمؤمن عليهم، إذ أصبحت عملية السداد تسير تلقائياً، وفقاً لمعايير تضمن أمن البيانات الشخصية من خلال استخدام الهوية الرقمية UAEPASS، كم، تخدم أهداف الصندوق لتعزيز الشفافية وضمان الحقوق التقاعدية للمواطنين.
وأشار الحمادي إلى أن إدارة الاشتراكات التقاعدية تعتبر واحدة من أهم مهام الصندوق، حيث يرتبط نجاحها وكفاءتها بشكل مباشر بضمان استقرار دخل المواطنين بعد التقاعد وتحقيق الأمان المالي لهم ولأسرهم على المدى الطويل، لافتاً إلى أن الصندوق، في إطار خططه الرقمية، ابتكر أنظمة رقمية متطورة لإدارة الاشتراكات بكفاءة وتسهيل عملية السداد على جهات العمل.
وذكر الحمادي أن من أهم الأنظمة التي ابتكرها الصندوق -بجانب خدمة الخصم المباشر- لإدارة الاشتراكات التقاعدية، نظام «الاشتراكات الذكية»، الذي يوفر قاعدة بيانات شاملة لجهات العمل، ويتيح إعداد الفاتورة المبدئية للاشتراكات الشهرية المستحقة عليها دون الحاجة لتحديث الجهة للبيانات بشكل دوري أو بذل جهد إضافي، لافتاً إلى أن النظام يوفر للجهات منصة بيانات متكاملة مشتركة مع الصندوق، تضمن دقة البيانات وتدعم اتخاذ القرارات.
تسهيل سداد الاشتراكات
لفت الحمادي إلى أهمية الحلول التي ابتكرها فريق عمل الصندوق لتسهيل عملية سداد الاشتراكات، إذ أسهمت في زيادة ثقة الشركاء في النظام وجودته. وتغلبت على التحديات والمعوقات التي كانت تواجههم، لافتاً إلى أن الحلول الرقمية لم تقتصر فقط على تسريع الإجراءات، بل أسهمت أيضاً في تقليل البيروقراطية وتخفيف الأعباء الإدارية عن كاهل الموظفين في جهات العمل، مما أتاح لهم التركيز على مهام استراتيجية أخرى ترفع من كفاءة الأداء المؤسسي. ونَوه الحمادي بأهمية تكامل الجهود الحكومية والخاصة في تسهيل الإجراءات على المواطنين وتقديمهم تجربة متعاملين متميزة، مثمناً دور مصرف الإمارات المركزي وبنك أبوظبي الأول لتعاونهما مع الصندوق فيما يخص تسهيل تطبيق خدمة الخصم المباشر. وأكد مواصلة الصندوق لجهوده في الاستثمار في التكنولوجيا والالتزام بالتطوير المستمر، تماشياً مع توجهات حكومة أبوظبي في تطوير الخدمات الحكومية وتعزيز تجربة المتعاملين، بما يعزّز سمعة أبوظبي جهة رائدة في مجال خدمات التقاعد.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: صندوق أبوظبي للتقاعد أبوظبي الاشتراکات التقاعدیة سداد الاشتراکات إلى أن

إقرأ أيضاً:

"مبادرة السويق".. نموذج للتواصل الحكومي الفعَّال

 

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

في ظل التطور المُتسارع الذي تشهده سلطنة عُمان في مختلف المجالات، تبرز الحاجة إلى تعزيز التواصل بين المؤسسات الحكومية والمواطنين، لضمان تقديم الخدمات بأعلى مستويات الكفاءة والشفافية، وفي خطوة تحسب لمكتب محافظ شمال الباطنة، أطلعت وعن قرب على اللقاء المباشر بين المواطنين ورؤساء المصالح الحكومية في ولاية السويق، بهدف تخليص المعاملات المتعثرة وتلقي المقترحات والشكاوى مباشرة من أصحابها.

هذه المبادرة التي تعد نموذجًا للعمل الحكومي القائم على المشاركة المجتمعية، تعكس رؤية القيادة الحكيمة لمحافظ شمال الباطنة بضرورة تقريب المسافة بين الجهات الخدمية والجمهور، وتذليل العقبات التي قد تعترض سير معاملات المواطنين.

لا يخفى على أحد أن تعقيد الإجراءات الحكومية خاصة تلك المشتركة بين أكثر من مؤسسة يُعد أحد أبرز التحديات التي تواجه المواطنين في مختلف ولايات السلطنة، فكثيرا ما يتطلب إنهاء معاملة واحدة مراجعة عدة دوائر؛ مما يهدر الوقت والجهد، ويولد شعورا بالإحباط لدى المراجعين. هنا تأتي مبادرة "تحت سقف واحد" كحل عملي يختصر الطريق، ويوفر منصة تلتقي فيها كافة الجهات المعنية بالخدمات في مكان واحد، مما يسهل عملية المتابعة ويسرع إنهاء الإجراءات.

وحضور سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة وسعادة عيسى بن أحمد المعشني والي السويق إلى جانب مديري العموم بالمؤسسات الخدمية، أضفى على اللقاء أهمية كبرى، وبعث برسالة واضحة بأن صوت المواطن مسموع، وأن هناك إرادة سياسية حقيقية لمعالجة أي تعقيدات تواجهه. كما إن تخصيص وقت كافٍ للحوار المباشر من الثامنة والنصف صباحاً حتى الثانية والنصف ظهرا يظهر جدية الجهات المنظمة في استيعاب أكبر عدد ممكن من المراجعين، وضمان تحقيق الفائدة المرجوة.

ورغم أنَّ الهدف المباشر للقاء هو تسريع إنجاز المعاملات، إلّا أن فلسفته تتجاوز ذلك إلى أبعاد أعمق، تتمثل في تعزيز الثقة بين المواطن والمسؤول؛ فالحوار المباشر يزيل الحواجز النفسية، ويظهر أن المسؤولين ليسوا مجرد موظفين خلف المكاتب؛ بل شركاء في تحقيق التنمية ورفاهية المجتمع، كما إن رصد التحديات على أرض الواقع يكون تأثيره أعمق فما يُطرح في الاجتماعات الرسمية قد لا يعكس دائمًا التفاصيل الدقيقة لمشكلات المواطنين، بينما اللقاءات المباشرة تتيح فهم أبعاد المشكلات بشكل أدق، كما أن هذه الفكرة تعمل على تحفيز الابتكار في الخدمات الحكومية؛ حيث إنَّ ملاحظات المواطنين قد تُلهِم مسؤولي الجهات الحكومية إلى تبني أفكار جديدة تحسن جودة الخدمات، سواء عبر تبسيط الإجراءات أو توظيف التقنية، وتعزز هذه الخطوة الشفافية والمحاسبة فوجود المسؤولين في مكان واحد أمام الملأ يشجع على النقاش الصريح، ويقلل من احتمالية التعتيم على أي تقصير.

ورغم الإشادة بهذه الخطوة، إلّا أن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستبقى مثل هذه المبادرات مناسبات استثنائية، أم أنها ستصبح نهجًا دائمًا في العمل الحكومي؟

الأكيد أن المواطنين يتمنون أن تكون هذه اللقاءات بدايةً لآلية دائمة، ربما عبر إنشاء "منصات خدمية شهرية" في مختلف ولايات المحافظة، أو تعميم الفكرة على مستوى جميع الولايات، كما إن توظيف التكنولوجيا مثل تطبيقات الهاتف المحمول أو المنصات الإلكترونية يمكن أن يكمل هذه الجهود، ويجعل التواصل مع المسؤولين مُمكنًا في أي وقت.

شكرًا لسعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة على هذه المبادرة التي ستُحقق قيمةً مضافةً للعمل الكبير الذي يُبذل في المحافظة؛ فهذه المبادرة تُثبت أن الحلول البسيطة- كالجمع بين المواطن والمسؤولين تحت سقف واحد- قد تكون الأكثر فعالية، وهي خطوة تذكرنا بأنَّ جوهر العمل الحكومي الناجح ليس في التعقيد الإداري؛ بل في الاقتراب من الناس، وفهم احتياجاتهم، والعمل بروح الفريق الواحد لخدمة الوطن وأبنائه.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • حقيقة تحصيل رسوم قناة السويس بالجنيه.. الحكومة تكشف التفاصيل
  • عاجل- الحكومة تنفي تحصيل رسوم عبور قناة السويس بالجنيه المصري
  • سادكوب تعيد تشغيل الضخ المباشر بين مستودعاتها في بانياس واللاذقية
  • طلحة: قواتكم في “متحرك الصياد” بعد هزيمة وكسر شوكة العدو تحرر منطقة الحمادي
  • "مبادرة السويق".. نموذج للتواصل الحكومي الفعَّال
  • المالية توقع عقود خدمة تحصيل وسداد إلكتروني مع بنوك جديدة
  • السفارة التركية تبدأ في تحصيل رسوم التأشيرة على الليبيين بالدولار الأمريكي
  • 25 سنة خدمة أبرز شروط التقاعد المبكر بأبوظبي
  • “ضمان الشارقة” يدعو للاستفادة من شراء المدة الاعتبارية لرفع معاش التقاعد
  • إعلام عبري: ترمب صفع نتنياهو بالاتفاق المباشر ومنح حماس شرعية وانتصارًا لا مثيل لهما