السعودية والإمارات من بين دول أطلعتها الهند على الخطوات المتخذة ضد باكستان.. مسؤول هندي يكشف لـCNN
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
(CNN)-- شنّت الهند ضربات عسكرية على باكستان، الأربعاء، وزعمت باكستان أنها أسقطت خمس طائرات تابعة لسلاح الجو الهندي، في تصعيد دفع الدولتين إلى شفا الحرب.
ويضع هذا التصعيد الهند وباكستان، الجارتان اللتان لهما تاريخ طويل من الصراع، في منطقة خطرة، حيث تعهدت إسلام آباد بالرد على الضربات الهندية، ودعا المجتمع الدولي إلى ضبط النفس.
كيف يتفاعل العالم؟
أثارت الضربات قلقًا عالميًا ودعواتٍ للدولتين لمنع المزيد من التصعيد، إذ أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن "قلقه العميق" إزاء الضربات الهندية، محذرًا من أن العالم "لا يستطيع تحمل مواجهة عسكرية" بين الدولتين.
وقالت الولايات المتحدة - التي حثت كلا البلدين على ضبط النفس الأسبوع الماضي - إنها "تراقب التطورات عن كثب"، وفقًا لمتحدث باسم وزارة الخارجية، وقال المتحدث: "نحن على علم بالتقارير، ولكن ليس لدينا تقييم نقدمه في الوقت الحالي.. لا يزال هذا الوضع متطورًا، ونحن نراقب التطورات عن كثب".
كما دعت الإمارات العربية المتحدة والصين واليابان كلا الجانبين إلى خفض التصعيد.
وصرح مسؤول حكومي هندي رفيع لشبكة CNNأن نيودلهي أطلعت نظرائها الدوليين على الخطوات التي اتخذتها، بما في ذلك الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية وروسيا.
ماذا قد يحدث الآن؟
كانت الحروب الثلاث السابقة على كشمير دامية؛ إذ أودت الحرب الأخيرة عام 1999 بحياة أكثر من ألف جندي باكستاني، وفقًا لأكثر التقديرات تحفظًا.
وفي العقود التي تلت ذلك، خاضت الجماعات المسلحة معارك ضد قوات الأمن الهندية، وأسفرت أعمال العنف عن مقتل عشرات الآلاف، وقد اشتبك البلدان عدة مرات، كان آخرها عام 2019 عندما شنت الهند غارات جوية على باكستان بعد أن حمّلت إسلام آباد مسؤولية هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في المنطقة.
لكن تلك الاشتباكات الأخيرة لم تنفجر إلى حرب شاملة، إذ يدرك الجانبان المخاطر؛ فمنذ عام 1999، عمل البلدان على تعزيز جيشيهما، بما في ذلك تسليحهما بالأسلحة النووية.
ماذا يحدث على الأرض؟
الأربعاء، تبادل الجانبان أيضًا القصف وإطلاق النار عبر خط السيطرة، وهو الحدود الفعلية التي تقسم كشمير، وأدت الضربات إلى تعطيل الرحلات الجوية، حيث أغلقت باكستان أجزاءً من مجالها الجوي، وتتجنب العديد من شركات الطيران الدولية الكبرى التحليق فوق باكستان، بينما أفادت العديد من شركات الطيران الهندية بتعطيل رحلاتها وإغلاق مطارات في شمال البلاد.
في سياق متصل: شهد خط السيطرة تبادلًا منتظمًا لإطلاق النار في الأسابيع التي تلت مذبحة باهالغام.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: إطلاق نار إقليم كشمير الجيش الباكستاني الحكومة الهندية تفجير طائرات
إقرأ أيضاً:
هل أصبحت باكستان ضامن الأمن الجديد في الشرق الأوسط ؟
منة جيفري ليندمولدر
ترجمة - أحمد شافعي
كانت هجمة إسرائيل على الدوحة في التاسع من ديسمبر بادرة تغير في حرب إسرائيل وغزة، مفاده أن شركاء الولايات المتحدة أنفسهم ليسوا آمنين من أجندة إسرائيل المتنامية. وفي حين كانت الولايات المتحدة تواجه علامات استفهام تتعلق بمصداقيتها في المنطقة، كانت باكستان تتفاوض على ضمانات أمنية جديدة مع المملكة العربية السعودية لضمان وجود فاعلين آخرين مشاركين في الدفاع عن أمن دول الخليج.
طالما قامت بين باكستان والمملكة العربية السعودية علاقات وثيقة، لكنهما لم تتفقا قط على معاهدة دفاع أمني رسمي حتى الآن. ولباكستان تاريخ طويل في إرسال القوات إلى المملكة العربية السعودية من أجل التدريب والقتال، وأبرز حالات ذلك ما كان في عام 1979 خلال حصار مكة. ولإسلام أباد تجارب في نشر قواتها خارج حدودها بما يجعلها خيارا برجماتيا لمثل هذا الدور الإقليمي.
وبطبيعة الحال، ما كان يمكن أن تقوم قائمة لاتفاقية بهذا الحجم دونما موافقة ضمنية من إدارة ترامب. وفي ظل اتباع الولايات المتحدة لأجندة «أمريكا أولا»، فإن موقفها الراهن يظهر عدم اهتمامها بالبقاء حارسا في المنطقة، وبخاصة في ضوء دعمها القوي لمشروع إسرائيل التوسعي.
لقد تلقى رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ورئيس أركان الجيش المشير عاصم منير دعوة إلى البيت الأبيض للاحتفال بتعاونهما مع الولايات المتحدة، بما يشير إلى دفء في العلاقات يتجاوز ما كان قائما من قبل. وبالنسبة لباكستان، فإن هذا التحول في الأحداث يجعل باكستان في موضع طالما أرادته، وهو موضع الشريك المتداخل في العالم الإسلامي، والقوة العسكرية المنافسة للهند، والمستفيد من حسن النية والأسلحة الأمريكية من خلال المملكة العربية السعودية.
فضلا عن ذلك، توسِّع باكستان والولايات المتحدة شراكتهما في التنقيب عن المعادن المهمة. فقد شحنت باكستان الدفعة الأولى من المعادن الأرضية النادرة المخصبة إلى الولايات المتحدة في الثاني من أكتوبر، وتلك بداية مذكرة تفاهم طويلة المدى تبلغ قيمتها التجارية خمسمائة مليون دولار. كما أن إسلام أباد ترجو أن تستثمر واشنطن في ميناء جديد يقام في بانسي بولاية جوادار من شأنه أن ييسر على الولايات المتحدة الوصول إلى المعادن المهمة اللازمة لبقائها قادرة على التنافس في صناعة أشباه الموصلات.
بعد ولاية الرئيس ترامب الأولى بقيت باكستان تنتظر توثيق علاقتها بالولايات المتحدة. وخلال هذه الفترة، اتجهت إسلام أباد إلى بكين طلبا للاستثمار، والفرص الاقتصادية، والشراكة بعيدة المدى التي أدت إلى مشروع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان وتطوير البنية الأساسية.
وفي حين أن البلدين يبقيان شريكين استراتيجيين، فإن الصين لا تستطيع القيام بالمزيد من المبادرات الدبلوماسية والاقتصادية، لكنها تستفيد استفادة عظيمة من تنويع شركائها لخياراتهم الأمنية بعيدا عن الاعتماد المنفرد على الولايات المتحدة. ولقد وفرت المملكة العربية السعودية الدعم الاقتصادي لباكستان منذ عقود، وبخاصة بعد أن أنهت اختبار أسلحتها النووية لتعويض أي عقوبات. وتبدو آفاق باكستان الاقتصادية الراهنة مقبضة، وبخاصة بعد الفيضانات الكارثية التي وقعت هذا العام، ومن ثم فإن إسلام أباد في أمسّ الاحتياج إلى حليف يساعد في الخروج من هذه الأزمة الاقتصادية.
إضافة إلى ذلك، لم ترسل الصين قط قوات خارج حدودها ومن ثم فهي لا تستطيع أن تقوم بدور الضامن الإقليمي للأمن على الطريقة التي تستطيعها باكستان. وبعد الهجمة الإسرائيلية على الدوحة، بقي على دول الخليج العربية أن تجد شريكا استراتيجيا يكون مشاركا في المنطقة. ولقد تحرك مجلس التعاون الخليجي بشكل مشترك في الماضي من أجل توفير الأمن لأعضائه، ولكن ذلك التحرك ظل في حدود إنفاذ القانون والتمركز الدفاعي، مثلما حدث خلال أحداث الربيع العربي. ومن أجل مواجهة قوة مثل إسرائيل، سوف تحتاج الدول العربية إلى شريك لديه قدر أكبر كثير من القوة والخبرة في المجال العسكري.
على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بذل الوفد الباكستاني جهودا كبيرة للحفاظ على وضعه المتميز بعد الحرب مع الهند في مايو. وقد خرجت باكستان من هذا الصراع سالمة نسبيا، بعد أن أظهرت كلا من قوتها العسكرية وقوتها الدبلوماسية. والتقى رئيس الوزراء الباكستاني شريف بالأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني بعد هجمة التاسع من سبتمبر وأكد أن العالم الإسلامي لا بد أن يتوحد من أجل «مواجهة الاستفزازات الإسرائيلية» مشيرا إلى رغبة إسلام أباد في أن تكون لاعبا على المسرح الدولي، وبخاصة في ما يتعلق بالدفاع عن غزة.
وفي حين أن تفاصيل هذه المعاهدة الباكستانية السعودية لا تزال غير واضحة، فالمؤكد هو أن باكستان تقوم بخطوات دبلوماسية لإظهار أن وضعها غير الانحيازي يمكن أن يكون مفيدا لا للولايات المتحدة وحدها وإنما لفاعلين إقليميين أيضا. وباكستان تعمل منذ بعض الوقت على تقوية علاقاتها ببنجلاديش وسريلانكا أيضا، بما يشير إلى رغبة في طرق الحديد بينما هو ساخن بعد رفض الهند القاطع لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في مايو.
وفي حين أن المشكلات الاقتصادية والمالية قد تظل تعتري باكستان، فإن جهودها الدبلوماسية تشير إلى أن البلد قد يكون في موضع يؤهلها لدور جديد في العلاقة بين الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وفي حين يظل على إسلام باد أن تتحلى بالحذر لكي تبقى في مجال التنعم بمكانتها لدى إدارة ترامب وهي تخوض مجال الاتفاقات الثنائية والتعددية، فإن تنويعها في شركائها الاقتصاديين بعيدا عن شراكتها الأساسية مع الولايات المتحدة سوف يكون أمرا ذا نفع كبير لها.
منة جيفري ليندمولدر مديرة البرامج في معهد القانون الدولي وحقوق الإنسان. سبق لها العمل في معهد نيو لاينز، حيث ركزت أبحاثها على العلاقات بين جنوب آسيا والخليج العربي، والأيديولوجية الإرهابية، والأمن القومي الأمريكي.
عن ذي ناشونال إنتريست