لماذا اتسعت الهوة بين ترامب ونتنياهو؟ محللون يجيبون
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
يتصاعد التوتر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ظل تباين مصالحهما في المنطقة، وقرارات أميركية تبتعد أكثر عن رؤية متشددة تتبناها الحكومة الإسرائيلية الحالية.
وفي هذا السياق، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مقربين من ترامب أبلغوا وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أن الرئيس الأميركي قرر قطع الاتصال مع نتنياهو، وأن الأخير يتلاعب بترامب، وأن أكثر ما يكرهه ترامب هو أن يظهر كشخص يتم التلاعب به.
ونقلت الإذاعة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن حديث ديرمر مع كبار المسؤولين الجمهوريين بغطرسته المعهودة لم يجد نفعا.
4 ملفات إقليميةوتعليقا على ذلك، قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن هناك خيبة أمل إسرائيلية من ولاية ترامب الثانية، إذ كانت حكومة نتنياهو تعتقد أن الرئيس الأميركي سيتماهى كليا مع المصالح الإسرائيلية.
وأكد مصطفى -في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- أن ترامب يتصرف في 4 ملفات إقليمية بعكس المصالح الإسرائيلية، مشيرا إلى توقيع إدارة ترامب اتفاقا مع الحوثيين بشأن سفن البحر الأحمر، وانخرطت أيضا في مباحثات مع إيران بشأن برنامجها النووي.
إضافة إلى ذلك، قال ترامب لنتنياهو خلال استقباله في البيت الأبيض -وفق مصطفى- إن سوريا ضمن "منطقة نفوذ تركية"، في حين يلوح اتفاق أميركي سعودي بشأن مشروع نووي من دون تطبيع الرياض مع تل أبيب.
إعلانوأقر الخبير بالشؤون الإسرائيلية بأن العلاقات بين البلدين إستراتيجية، لكنه لفت إلى توقعات عالية رفعتها الحكومة الإسرائيلية بشأن ولاية ترامب الثانية.
وخلص مصطفى إلى أن "ترامب يرى المصالح الأميركية في المنطقة أهم من نظيرتها الإسرائيلية"، في حين يبدو نتنياهو عاجزا عن التأثير على ترامب في ملفات المنطقة، خاصة بعدما تحول الحزب الجمهوري الأميركي إلى ما سمّاه "حزب ترامب".
علاقات قوية ولكن
بدوره، يقول مسؤول الاتصالات السابق في البيت الأبيض مايكل فايفل إن العلاقات الأميركية الإسرائيلية قوية جدا خاصة بين ترامب ونتنياهو، مستدلا بإجراء الأخير زيارتين إلى واشنطن منذ بداية ولاية ترامب الثانية أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
وأقر فايفل بأن جزءا من الساسة الأميركيين ليسوا سعداء بما يقوم به نتنياهو، إذ يودون رؤية وقف إطلاق نار ثانٍ في غزة، وهو ما يريده ترامب بشكل أسرع مما يتمناه نتنياهو.
ويحاول نتنياهو إلحاق أكبر قدر من الألم والضرر بحركة حماس -حسب فايفل- قبل إعادتها لطاولة المفاوضات والتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد.
واعترف المسؤول الأميركي السابق أيضا بأن كثيرين في حكومة نتنياهو ليسوا متفائلين بالمفاوضات التي تجري بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني.
توتر محدود لا إستراتيجي
من جانبه، قلل ألون أفيتار، وهو مستشار سابق للشؤون العربية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، من تصاعد التوتر بين ترامب ونتنياهو، مؤكدا أن العلاقات بين بلديهما قوية وإستراتيجية.
وأكد أفيتار أن ما يهم إسرائيل هو استمرار التحالف الدفاع الأمني الإستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب، وعدم التأثير على المصالح الإستراتيجية الإسرائيلية في الساحة الفلسطينية.
وما دون ذلك، يبقى أي توتر أميركي إسرائيلي -حسب هذا المتحدث- محدودا وليس ذا طابع إستراتيجي، لافتا إلى أن التوقعات الإسرائيلية كانت تظن أن ترامب سيكون مع نتنياهو في كل تصرفاته وإجراءاته.
إعلانوكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" قد أفادت بأن ترامب يشعر "بخيبة أمل" من نتنياهو، ويعتزم اتخاذ "خطوات" في الشرق الأوسط "بدون انتظاره".
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن "ثمة انخفاضا في العلاقات الشخصية وخيبة أمل متبادلة بين نتنياهو وترامب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
رامافوزا يندد بـالتضليل الأميركي بحق جنوب أفريقيا
اتهم رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، الإدارة الأميركية بنشر "معلومات مضللة وسافرة" بزعمها أن بلاده تقتل البيض، مجددا رفضه تهديد ترامب بمنع بلاده من حضور قمة مجموعة الـ20 المقررة العام المقبل في مدينة ميامي بولاية فلوريدا.
وفي خطاب متلفز له الليلة الماضية، قال رامافوزا إن الأسباب التي ساقتها الولايات المتحدة لعدم مشاركتها في قمة مجموعة الـ20 التي استضافتها بلاده تستند إلى "مزاعم لا أساس لها وكاذبة بأن جنوب أفريقيا ترتكب إبادة جماعية للأفريكانز (أحفاد المستوطنين الهولنديين) وتصادر الأراضي من المواطنين البيض"، معتبرا ذلك "تضليلا صارخا".
وأضاف رامافوزا: "دولة جنوب أفريقيا تدرك أن موقف الإدارة الأميركية قد تأثر بحملة تضليل متواصلة شنّتها جماعات وأفراد داخل بلدنا، وفي الولايات المتحدة، وفي أماكن أخرى".
واعتبر أن هؤلاء الأشخاص "الذين ينشرون المعلومات المضللة يعرضون المصالح الوطنية لجنوب أفريقيا للخطر ويقوّضونها، ويدمرون وظائف جنوب أفريقيا، ويُضعفون علاقات بلدنا مع أحد أهم شركائنا".
ورفض رامافوزا تهديد نظيره الأميركي دونالد ترامب باستبعاد بريتوريا من قمة مجموعة الـ20 التي ستنعقد العام المقبل في فلوريدا، مؤكدا من جديد مكانة جنوب أفريقيا بصفتها عضوا مؤسسا للمجموعة.
وأشار إلى أن شركات وجماعات من المجتمع المدني الأميركي شاركت بفاعلية في فعاليات متعلقة بمجموعة الـ20 في جوهانسبورغ في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، رغم الخلاف الدبلوماسي.
وقال "نقدر تلك العلاقات البناءة وسنواصل العمل في إطار مجموعة الـ20″، كما أكد أن جنوب أفريقيا مستعدة "لمواصلة الحوار مع حكومة الولايات المتحدة، والقيام بذلك باحترام وكرامة كدول ذات سيادة متساوية".
وقاطعت واشنطن قمة قادة مجموعة الـ20 التي انعقدت تحت رئاسة جنوب أفريقيا في جوهانسبورغ يومي 22 و23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إذ كرر ترامب مزاعم فقدت مصداقيتها على نطاق واسع بأن حكومة البلد المضيف ذي الأغلبية السوداء تضطهد الأقلية البيضاء.
إعلانوأعلن ترامب الأربعاء الماضي أنه لن يدعو جنوب أفريقيا إلى قمة مجموعة الـ20، التجمع القادم لأكبر اقتصادات العالم، الذي يعتزم استضافته في ملعب غولف في ميامي تملكه عائلته.
وانتقد المستشار الألماني فريدريش ميرتس إعلان ترامب عدم دعوة جنوب أفريقيا إلى قمة مجموعة الـ20 العام المقبل، معتبرا أن الإدارة الأميركية "تتخلى بلا داع عن نفوذها، بما في ذلك نفوذها في منطقة من العالم تزداد أهميتها".
وقال ميرتس إنه سيحث الرئيس الأميركي، خلال محادثاته معه قبل القمة المقرر عقدها في ديسمبر/كانون الأول 2026، على إلغاء قرار الاستبعاد.
واعتبر ميرتس أن مجموعة الـ20، التي تضم الدول الصناعية والناشئة الرائدة، تعد من أهم الصيغ المتعددة الأطراف، ولا ينبغي تقليصها دون داعٍ.
وأضاف: "إنها مهمة، وسأقبل بالطبع دعوة الرئيس الأميركي، ولكن إلى ذلك الحين سأحاول إقناعه بدعوة حكومة جنوب أفريقيا أيضا".
يذكر أن مجموعة الـ20 تضم 19 دولة صناعية وناشئة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. وتضم الدول الأعضاء ديمقراطيات غربية رئيسية مثل الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى روسيا والصين.