موقع النيلين:
2025-06-24@08:51:22 GMT

شعبٌ عظيم .. وخونة إستثنائيون !!

تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT

بينما يتجادل موظف حكومي مع أحد الجوكية حول أداء مهمة غير شرعية ، ارتفع صوت الموظف بالقول : أنا ؟؟ أبيع ذمتي ب خمسة مليار ؟؟ فصمت الجوكي واندهش الحاضرون من سيولة أخلاق الموظف ..
يعلق الحكيم فخرالدين الطامح على هذه الحالة بالقول :

أن 70% من شاغلي الوظيفة العامة في السودان لديهم قابلية لبيع الذمة إذا توفر شرطين ، الشرط الأول السعر المجزي للبيع، والشرط الثاني شرط السرية التامة .

.

في أيام القحت السياسي حدث (تطبيع) غير منطقي مع الخيانة وبيع الذمة، تم تغليف السلوك المشين بمبررات سياسية وأخلاقية ووطنية أيضا، ومن باع مرة سيبيع ألف مرة، ومن باع في المواقف الصغيرة سيبيع في المواقف العظيمة ومن باع بأغلى ثمن سيبيع بالثمن البخس، المهم هو كسر حاجز الولاء، وبعدها سيدافع الخائن عن خيانته بكل إخلاص وحماس، أما استجابة للإبتزاز أو لمناعة اكتسبها في مدافعة (الإخلاص والوطنية ) حتى أن الخونة في بعض الأحيان يتضايقون من وجود الوطنيين ويتعاملون بقاعدة (أخرجوا آل لوط من قريتكم انهم أناس يتطهرون)، وقصة الدكتور عبد الله الطيب عن المعلمين السودانيين في العهد الانجليزي وتقسيمهم بين المعلم العادي والمعلم (المخلص) شاهد على تاريخ الآباء المؤسسين للخيانة في السودان ..

احيانا الخائن يتجاوز شرطي السرية والسعر المجزي، فيخون على الملأ، ويخون مجاناً طمعا في مكافأة أو ثناء أو حتى بقاء في وضع اعتاده، وقد قابلت قبل سنوات سيدة خانت زوجها في الغربة بعد تعثر أحواله المالية وتركته يعود للسودان بعد سنين قضاها مضحيا من أجل حياة كريمة، والسبب أنها لا تريد لأبنائها أن يعيشوا في مستوى أقل من الذي أعتادوه (والذي أعتادوه صنعه والدهم المنكوب) ، حكت السيدة قصتها لي ومبررها الأقوى أنها فعلت ذلك (تضحية) منها من أجل أبنائها وبناتها ..

والسفير الخائن عبد الرحمن شرفي سفير السودان بدولة العدوان، والذي أصدر بيانه بشجب دولته والتنديد بموقفها والوقوف مع قتلة شعبه، حرصا على الإقامة الذهبية، ولأنه لا يريد لأبنائه العيش في مستوى أقل من الذي أعتادوه، وقد أعتاد أبناء السفير على مستوى كان يدفع ثمنه الشعب السوداني الذي يدفع الآن ثمن خيانة سفيره وممثله في دولة العدوان ..
اننا شعب كريم وأبي وجبار، لكن فينا خونة جبارون إستثنائيون، خونة يبيعون أوطانهم متى أتيحت لهم الفرصة، لا يستحون ولا تتمعر وجوههم خجلاً من فعلهم المشين، يبررون أفعالهم بمبررات أوهى من بيت العنكبوت، يساندهم خونة صغار رخيصون أو مغفلون يخونون مجاناً، هؤلاء هم أزمة بلادنا الدائمة ووجهها المخزي وجانبها الأسود..

لكن مع ذلك هناك وطنيون إستثنائيون، وطنيون يفضلون الموت جوعاً وبكرامة على العيش متخمين في ذُل وفي الجانب الخاطئ من التاريخ ، وطنيون يبيعون كل شئ ويشترون أوطانهم ، فأبناء وبنات بلادي (يشترون المجد بأغلى ثمن) فعلا لا قولا، ويمكنك أن تطلع على تجربة رائدة الأعمال شفق محمد التي صفّت عملها في دولة العدوان استجابة لنداء الدولة ونداء الحق، وفي رسالتها تكمن روح الولاء الصادق والغير مشروط لشعبها ومصالحه وأمنه ..
يوسف عمارة أبوسن

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

شرعية بلامنصب!!

صباح محمد الحسن طيف أول: ثمة خطوة تقضي على كل ارتباك فاض على كل شيء دون أن ترتخي له أهداب الحياة !! ولا قيمة لتمثيل دبلوماسي لايساعد في عملية السعي للسلام والإستقرار الدوليين ولايعمل لأجل خلق ارضية للحوار والتفاوض، و كذلك لا يسهم حتى في تطوير العلاقات الخارجية للدولة مع الدول الأخرى عليه تكون الجهود الوطنية للأفراد والجماعات والكيانات من أجل تحقيق هذه الأهداف عمل يؤكد أن أواصر الصلات بين الدول قد تفشل في وصلها الحكومات ، لكن تظل ترجمتها ممكنة، كلما علت وسمت قيمة هذه المعاني عند غير الناطقين بإسم الحكومة. وجنوب أفريقا كشفت صراحة عن ميولها السياسي في دعم عملية الإنتقال الديمقراطي في السودان وعدم إعترافها بشرعية الحكومة الإنقلابية ، لم يأت ذلك لأن رئيسها سيريل رامافوزا إلتقى بالأمس الدكتور عبد الله حمدوك الذي قاد وفد من تحالف القوى المدنية الديمقراطية “صمود” وكان اللقاء بحضور زير خارجيته رونالد لامولا، في القصر الرئاسي في بريتوريا، ولكن لأن جنوب افريقيا من قبل تعاملت بحالة من “البرود” السياسي والدبلوماسي ، وعبرت عن تباعد المسافات بينها والسلطة الإنقلابية، الأمر الذي كشف أنها غير معترفة بحكومة البرهان. فعندما رشحت حكومة الإنقلاب سفيرها الي جنوب أفريقيا لبناء جسور للتواصل بين الدولتين لم ترد الأخيرة على ترشيح السفير وتجاهلته ، ومعلوم في العرف الدبلوماسي انه وبعد مرور ثلاثة أشهر علي إرسال ترشيح سفير إن لم ترد الدولة المعنية فهذا يعني أنه مرفوض !! و لعبت بالأمس “صمود” ، الدور الدبلوماسي المفقود بين الدولتين وتخطته الي دور اكبر اذ قالت إن وفدها استعرض تطورات الأوضاع في السودان، وسلط الضوء على الحرب وما تسببت فيه من كارثة إنسانية تُعد الأكبر في العالم ودعا الوفد رئيس جنوب أفريقيا إلى لعب دور فاعل في جهود إحلال السلام، واستثمار ثقل بلاده لدعم مسار إنهاء الحرب في السودان واستعادة المسار الديمقراطي وعبّر الرئيس رامافوزا، خلال اللقاء، عن اهتمام بلاده بتطورات الوضع في السودان، مؤكّدًا “التزامه بالتواصل مع الأطراف الفاعلة في الإقليم لدراسة السبل الممكنة لبلاده في الإسهام في دعم جهود وقف الحرب، والمشاركة في عمليات إعادة الإعمار،اسوة بالتجربة الجنوب أفريقية في بناء السلام والتنمية بعد النزاعات) وهذا جهد مقدرلصمود ولرئيسها الدكتور عبد الله حمدوك بإعتباره شخصية وطنية استقالت عن منصبها في الحكومة وظلت تحظى بإحترام كبير في كل زياراتها من رؤساء الدول، في الوقت الذي تعيش فيه حكومة الإنقلاب عزلة سياسية جعلت زياراتها احيانا تخيم عليها السرية التامة. وبالوقوف على الحصاد السياسي والدبلوماسي بالخارج نجد أن القوى المدنية الثورية أصبح لها تأثير أكبر من الحكومة وسفاراتها بالخارج مما يعني أن الثورة خارجيا تفرض نفسها بقوة دبلوماسيا وسياسيا أكبر من قوة الانقلاب وسفاراته التي تعاني الآن من حصار التهميش وعدم التقيم الذي جعل دورها يتلاشى !! كما أن دبلوماسية الإنقلاب تعاني من وضع خطير يجعل اغلب السفراء الذين من المفترض أن يلعبوا دور تحسين صورة الإنقلاب بالخارج ، فشلوا في مهمتهم ليس لأنهم لم يقوموا بمهاهم على أكمل وجه ، ولكن لأن أغلبهم وبعد قرار تعيينهم وجدوا أنفسهم بلا مهام، وذلك لأن عدد من الدول حتى التي قبلت ببعضهم لم تعرهم اهتماما واصبحت سفاراتهم عبارة عن مكاتب تفتح ابوابها بلا عمل الأمر الذي ادركته السلطة الإنقلابية موخرا ً، والتي رأت أنها تهدر امولاً طائلة على السفارات بالخارج في الوقت الذي تعاني فيه من نفور الدول منها ، هذا بجانب زيادة الخطر بسبب غسق العزلة و الشعور بالوحدة المفرطة، لذلك قامت بإنهاء فترة عمل السفراء الذين فشلوا في تسويق الإنقلاب منذ ٣١ مارس الماضي ، و لكن لكي تتجلى الفوضى في صورة أوضح فالسفراء منذ ذلك التاريخ لم يعودوا الي بورتسودان حتى الآن ولا ادري ما السبب الذي يجعلهم في مواقعهم بعد إنتهاء التكليف، ومنهم سفير السودان في باريس والسفير في روما وسفيرة السودان في مدريد وبالأمس أنهت الحكومة فترة عمل سفيرة السودان بالجزائر!!! والدليل على فشل السفراء أنهم لم يكملوا فترة عملهم المقررة ب ٤ سنوات حتى أن قرار الإنهاء جاء بحجة ضعف الأداء اما سفير السودان لدي الإتحاد الأوروبي فإنجازه طيلة ثلاث سنوات في بروكسيل انه فقط رافق مبعوث البرهان الخاص في السعودية، فترة منبر جدةً وبإنهاء الحكومة الإنقلابية لعمل عدد من السفراء “القرار الذي جاء قبل تعيين رئيس مجلس الوزراء” لذلك هو ليست حالة “إنهاء وتكليف” خاصة بحكومة ادريس الجديدة،مايعني أن السلطة الإنقلابية تعود مرغمة الي ماتحدثنا عنه من قبل أن الدبلوماسية السودانية لن تنجح في عملها لأنها تمثل حكومة غير شرعية وغير معترف!! لذلك أن تحالف القوى السياسية والثورية يلعب دورا دبلوماسيا جيداً بالرغم من نزع السلطة الإنقلابية حكومته ومنصبه بالسلاح ، فمايقوم به يمنحه “شرعية بلا منصب” في الوقت الذي تفشل فيه السلطة الإنقلابية التي تشغل “مناصب بلاشرعية ” . !! طيف أخير: أفادت وزارة الصحة بولاية شمال كردفان بتسجيل 82 حالة إصابة جديدة بالكوليرا خلال الـ24 ساعة الماضية، ما رفع العدد التراكمي للإصابات إلى 6075 حالة. غمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ نقلاً عن صحيفة الجريدة السودانية الوسومصباح محمد الحسن

مقالات مشابهة

  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 1.250 سلة غذائية في السودان
  • السودان يدين الهجوم على دولة قطر الشقيقة
  • ترامب يعلن اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا: يوم عظيم إلى إفريقيا والعالم
  • كيكل: كل المحاور الآن بكامل عتادها متجهة نحو مدينة الفاشر
  • كيدهن عظيم.. ادعت علي زوجها اغتصاب ابنة أخيه ببني سويف فتلخص أشقائه منه
  • مدربـــــــــون وطنيــــون: اســــــــــتمرار الجهاز الفنـي أولوية حتمية حفاظـا على الاستقرار الــــــــــفني شريطة تصحيح الأخطاء !
  • نتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وترامب صديق عظيم لإسرائيل ولا مثيل له
  • حكومتان وحرب واحدة
  • دمج وزارة الري في وزارات أخرى: قرار غير موفق!!
  • شرعية بلامنصب!!