ذكرى وفاة الشيخ محمد رفعت.. محطات في حياة «قيثارة السماء»
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
الشيخ محمد رفعت.. تحل اليوم الجمعة 9 مايو 2025، ذكرى وفاة الشيخ محمد رفعت، أحد أبرز أعلام تلاوة القرآن الكريم في العصر الحديث، والذي لُقّب بـ«قيثارة السماء» لما تميز به صوته من عذوبة وخشوع.
وولد الشيخ محمد رفعت في مثل هذا اليوم عام 1882 بحي المغربلين في قلب القاهرة، ورحل عن عالمنا في نفس اليوم عام 1950، عن عمر ناهز 68 عامًا.
فقد الشيخ محمد رفعت بصره وهو في الثانية من عمره، لكنه أتم حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة. التحق بكُتّاب بدرب الجماميز ثم بدأ رحلته مع التلاوة في سن الرابعة عشرة، لتبدأ مسيرته الذهبية من مسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب، حيث عُين قارئًا للسورة عام 1918، واستمر حتى أقعده المرض عام 1944.
أول صوت يفتتح الإذاعة المصريةفي عام 1934، اختير الشيخ محمد رفعت ليكون أول من يفتتح البث الإذاعي المصري بتلاوة الآية: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: 1]، وهو الحدث الذي شكّل علامة فارقة في حياته، وأكسبه شهرة واسعة داخل مصر وخارجها.
مدرسة فنية فريدة في التلاوةوامتاز الشيخ رفعت بصوت روحاني نادر جمع بين أحكام التلاوة، والعذوبة، والخشوع، مما جعله رائد مدرسة التلاوة الحديثة. تأثر به كثير من القراء لاحقًا، وارتبط صوته بشهر رمضان المبارك، فلقب بـ«مقرئ الشعب» و«مؤذن رمضان».
وقد وصفه الشيخ محمد متولي الشعراوي بأنه يجمع بين خصائص القراء العظام، فقال: «إن أردنا أحكام التلاوة فالحصري، وإن أردنا حلاوة الصوت فعبد الباسط، وإن أردنا الخشوع فهو المنشاوي، وإن أردنا النفس الطويل والعذوبة فمصطفى إسماعيل، وإن أردنا هؤلاء جميعًا فهو محمد رفعت».
المرض والوفاةوأصيب الشيخ محمد رفعت بمرض في الحنجرة عام 1944 منعه من التلاوة، ورفض تلقي المساعدات، وقال عبارته الشهيرة: «إن قارئ القرآن لا يُهان». ورحل عن عالمنا يوم 9 مايو 1950، ودُفن كما تمنى بجوار مسجد السيدة نفيسة.
تكريم مستمر وخلود في الذاكرةلا تزال الدولة المصرية ومؤسساتها الدينية والثقافية تحتفي بذكراه، فقد أطلقت وزارة الأوقاف اسمه على الدورة 31 من المسابقة العالمية للقرآن الكريم في عام 2024. كما لا يزال صوته حاضرًا عبر التسجيلات التاريخية، مصدر إلهام للأجيال الجديدة من القراء ومحبي القرآن الكريم.
اقرأ أيضاًقيثارة السماء في شهر رمضان «الشيخ محمد رفعت»
الوصية.. وثائقي يكشف أسرارا في حياة الشيخ محمد رفعت بطولة محمد فهيم
تذاع في رمضان لأول مرة.. عائلة الشيخ محمد رفعت تهدي ماسبيرو تلاوات نادرة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أبو العينين شعيشع أحكام التلاوة الإذاعة المصرية الشيخ الشعراوي الشيخ المنشاوي الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الشيخ محمد رفعت الشيخ مصطفى إسماعيل الصوت الباكي القرآن الكريم تلاوة خاشعة قراء مصر قيثارة السماء مؤذن رمضان محطات في حياة الشيخ رفعت مدرسة التلاوة مسجد السيدة نفيسة الشیخ محمد رفعت
إقرأ أيضاً:
بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني: الراحل أحمد عمر هاشم خدم كتاب الله وساند المسابقة
نعت اللجنة العليا المنظمة لمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني، برئاسة اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد، رحيل العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأحد أبرز علماء الأمة الذين أفنوا حياتهم في خدمة كتاب الله والدعوة الوسطية.
وأكدت اللجنة أن الراحل الجليل كان أحد الداعمين المخلصين للمسابقة منذ انطلاقتها، حيث حرص على المشاركة والحضور في فعالياتها كل عام، مضيفًا إليها مكانة علمية وروحية كبيرة بوجوده المبارك وكلماته التي كانت تفيض نورًا ووقارًا.
بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني: الراحل أحمد عمر هاشم خدم كتاب الله وساند المسابقةوأشارت اللجنة إلى أن الدكتور أحمد عمر هاشم كان نموذجًا للعالم العامل بعلمه، حيث أصرّ على المشاركة في فعاليات الدورة الأخيرة رغم مرضه الشديد، وألقى خطبة الجمعة بمسجد السلام وسط جموع المصلين، ثم شارك في المسيرة القرآنية التي تزينت بها شوارع المحافظة حبًا في القرآن وأهله.
وقال الإعلامي عادل مصيلحي، الرئيس التنفيذي للمسابقة: "فقدنا اليوم علمًا من أعلام الأزهر الشريف ورمزًا من رموز الوسطية والاعتدال، كان دائم التشجيع للمسابقة ولأبنائنا حفظة القرآن، ووجوده بيننا كان يمنح الجميع طاقة من الإيمان والسكينة، وسيظل أثره الطيب خالدًا في نفوسنا وفي ذاكرة المسابقة."
واختتمت اللجنة بيانها بالدعاء للفقيد الكبير بالرحمة والمغفرة، سائلة المولى عز وجل أن يجزيه خير الجزاء على ما قدّم من علم وعطاء، وأن يجعل ما بذله في خدمة القرآن الكريم شفيعًا له يوم اللقاء.