الثورة / متابعات

في مخيم دير البلح وسط قطاع غزة، توقفت خلال الأيام الأخيرة تكية كانت توزع وجبات طعام بسيطة يوميًا – من عدس، أرز، أو معكرونة – على العائلات التي تجوع وتقصف.
ومع هذا التوقف، خسر المئات من سكان المخيم مصدرهم اليومي الوحيد للغذاء، في مشهد ليس معزولًا عن واقع قطاع غزة، بل انعكاس مباشر لانهيار تدريجي يضرب المنظومة الإنسانية بأكملها، بفعل الحصار والحرب.


أزمة عامة
التكية، التي عملت لفترة بدعم من المطبخ العالمي، وتطوّع في توزيع وجباتها أشخاص من داخل المخيم، أُغلقت بسبب نفاد التمويل وعدم القدرة على تأمين الاستمرارية.
ومع إغلاقها، التحقت دير البلح بقائمة طويلة من المناطق في غزة التي فقدت مبادرات الغذاء الشعبي.
عبد القادر أبو العطا: “ما قدرت أواجه الأطفال فاضي اليدين”.
يقول عبد القادر أبو العطا، أحد المتطوعين الذين كانوا يشرفون على توزيع الوجبات: “الوجبات ما كانت كبيرة ولا فاخرة، بس كانت تسد الرمق، عدس، رز، معكرونة… والناس كانت تقدرها لأنها بتوصل بدون إذلال، لما وقف الدعم، صرت أتهرب من الشارع عشان ما أواجه الأطفال اللي تعودوا ييجوا كل يوم”.
أصوات من المخيم: معاناة صامتة
أبو مجاهد، رب أسرة من المخيم، يصف الموقف بقوله: “ما بدي أبالغ، الوجبات كانت بسيطة جدًا، بس كانت تحد من الجوع”.
هدى، طالبة جامعية، تضيف: “كانت أمي تروح تأخذ الوجبة وهي مكسورة. اليوم، بعد ما سكروا، بطلت تقدر تطلع من البيت… الجوع مش بس ألم، الجوع مذلة كمان”.
سلمى (أم لخمسة أطفال): “ما كان الأكل كثير، بس كان يحمينا من الذل… الآن بنحاول نطبخ أي شيء ولو حتى خبز ناشف وماء”.
ويعتمد مئات آلاف المواطنين على التكايا التي انتشرت خلال الحرب في توفير وجبة طعام وحيدة يوميا، مع نفاد الطحين والبضائع من الأسواق.
ومنذ 2 مارس الماضي، تغلق إسرائيل معابر غزة وتمنع إدخال البضائع والمساعدات بتاتا؛ ما أدى إلى تفشي المجاعة بشكل غير مسبوق في القطاع.
تحذيرات أممية: الوضع يتجاوز الكارثة
الأمم المتحدة، عبر وكالة الأونروا، حذرت مؤخرًا من أن الوضع في غزة تجاوز كل الخطوط الحمراء.
عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي للوكالة، قال إن القطاع بات يواجه “كارثة إنسانية”، مؤكدًا: “لا يوجد طحين ولا مياه ولا حتى لقاحات للأطفال، والناس تُركت لتواجه مصيرها دون أي حماية”.
“المطبخ العالمي”: توقفنا قسرًا
من جهتها، أعلنت مؤسسة “المطبخ العالمي” (World Central Kitchen) عن تعليق عملياتها بالكامل في غزة نتيجة نفاد الإمدادات ومنع دخول المساعدات، مؤكدة أنها غير قادرة على استئناف الطهي أو التوزيع طالما لم يُسمح بإدخال المواد الأساسية.
هل من يسمع؟
إغلاق تكية دير البلح، رغم بساطة ما كانت تقدمه، كشف هشاشة الواقع اليومي لأهالي غزة. ففي وقت تتسابق فيه الأزمات، يصبح العدس وجبة لا يُستهان بها، ويصبح غيابه دليلاً على عمق الانهيار. ما يحدث في التكايا هو مرآة لأزمة أكبر، تستدعي تدخلًا فوريًا لضمان الحد الأدنى من مقومات البقاء.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الوجبات السريعة تؤثر على جزء محدد من الدماغ

 

 

الجديد برس|

 

توصل باحثون إلى أن الوجبات السريعة تؤثر سلبا أيضا على جزء محدد من الدماغ، وفقا لموقع New Atlas.

 

وأظهر علماء من جامعة سيدني في أول دراسة من نوعها على البشر أجريت باستخدام نظام الواقع الافتراضي VR، وجود صلة بين الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والسكر وضعف التنقل المكاني والذاكرة، بما يدعم نتائج دراسات سابقة أجريت على القوارض

 

وأضافوا أن 120 شابا بالغا خضعوا لمسح للدهون والسكريات الغذائية DFS ليتمكن الباحثون من تقييم متوسط استهلاكهم التقريبي على مدار الأشهر الاثني عشر الماضية

 

ثم باستخدام سماعة رأس الواقع الافتراضي، استعمل المشاركون عصا تحكم للتنقل عبر متاهة ثلاثية الأبعاد مع أدلة بارزة للعثور على صندوق كنز في نهاية المطاف

 

وكان عليهم القيام بذلك ست مرات، وإذا عثروا على صندوق الكنز في أقل من أربع دقائق، انتقلوا إلى المحاولة التالية، وإذا فشلوا في الالتزام بهذا الموعد النهائي، فسيتم نقلهم افتراضيا إلى موقع الصندوق حتى يتمكنوا من رؤية المعالم القريبة في المرة التالية.

 

في المرة السابعة والأخيرة، تم إزالة صندوق الكنز، وكان على المشاركين التنقل إلى جزء المتاهة الذي اعتقدوا أنه موقعه السابق

 

ورغم ذلك، أشارت الدراسة إلى خبر سار هو أن الباحثين رجحوا أنه يمكن التعافي من هذا الوضع بسهولة، حيث يمكن للتغييرات الغذائية أن تُحسّن صحة الحُصين، وبالتالي القدرة على التنقل في البيئات المحيطة، كما هو الحال عند استكشاف مدينة جديدة أو تعلم طريق جديد للعودة إلى المنزل

 

كما لفتت النتائج بشكل عام إلى أهمية اتباع نظام غذائي جيد لصحة الدماغ، وهو أمر يزداد أهمية مع التقدم في السن وتراجع الإدراك الطبيعي.

مقالات مشابهة

  • الوجبات السريعة تؤثر على جزء محدد من الدماغ
  • ماذا يحدث للجسم عند ترك الوجبات السريعة؟
  • برنامج الغذاء العالمي يحذر من تفاقم الجوع بغرب ووسط أفريقيا
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الجوع في غزة بشكل متسارع
  • الأمم المتحدة تحذّر من تفاقم الجوع في غزة بشكل متسارع
  • الخضيري: 5 نصائح فعالة لفقدان 12 كيلو في العام الواحد
  • سكان غزة بين مخالب المجاعة: عشرات المطابخ المجتمعية تغلق أبوابها بسبب نفاد الإمدادات
  • قرارت حاسمة في المنيا.. إغلاق مصنع مخالف وإدراج بناء مدرسة جديدة
  • غزة في المرحلة الخامسة.. كارثة المجاعة