11 مايو، 2025

بغداد/المسلة: تواصل عمليات التهريب نشاطها عند الحدود العراقية الإيرانية باعتراف رسمي ايراني، في مشهد يتكرر رغم الضوابط والإجراءات المعلنة، حيث أكّد حميد حسيني، عضو هيئة رئاسة الغرفة التجارية المشتركة بين إيران والعراق، أن تهريب السلع مستمر في بعض المناطق الحدودية دون أي رقابة جمركية فاعلة.

وأكد استمرار تدفق المواشي الحية والبضائع المُخبأة داخل الشحنات التجارية النظامية، والتي لا تُدرَج ضمن الإحصاءات الجمركية الرسمية، مشيرًا إلى أن تهريب السلع لم يعد نشاطًا هامشيًا، بل أصبح آلية بديلة لتفادي الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها العراق مؤخرًا، خاصة على حديد التسليح، حيث رفعت بغداد الرسوم من 20% إلى 30%.

وركّز على أن هذه الزيادات الجمركية تأتي ضمن توجهات عراقية لدعم الصناعة الوطنية، خصوصًا بعد افتتاح مصانع لإنتاج حديد التسليح في السليمانية وأربيل وكربلاء والبصرة، مما دفع العراق إلى شراء خام الحديد من إيران وتحويله محليًا، ما أثّر بشكل مباشر على صادرات إيران من هذا المنتج، التي كانت تتراوح بين 75 إلى 100 مليون دولار شهريًا.

وشدد على أن العراق يفرض قيودًا على استيراد أي سلعة يمكنه إنتاجها داخليًا، بدءًا من الأسمدة النيتروجينية مرورًا بالطماطم والدواجن ووصولًا إلى البيض والمشروبات، إلا أن هذه السياسات لا تُطبق دائمًا بشكل معلن، حيث تتراجع السلطات عنها أحيانًا عند اضطراب السوق، من دون إصدار قرارات رسمية، بل من خلال تعميمات داخلية على النقاط الجمركية.

وسجّل حجم التجارة الرسمية غير النفطية بين إيران والعراق العام الماضي 11.9 مليار دولار، بينما تصل إلى 12.5 مليار دولار عند احتساب صادرات الكهرباء، إلا أن هذه الأرقام لا تعكس الحجم الحقيقي للتبادل، بسبب غياب أرقام دقيقة عن التجارة غير النظامية، التي تمر عبر الحدود البرية أو تُنقل من خلال الأفراد، مما يُبقي الجزء الأكبر من النشاط التجاري في الظل.

ورصدت مصادر اقتصادية عراقية ومراقبون للشأن التجاري الإقليمي تزايد ظاهرة التهريب على الحدود الشرقية للعراق منذ سنوات، حيث شهد عام 2012 ضبط أكثر من 30 شاحنة محمّلة بالبضائع الإيرانية غير المصرّح بها عند منفذ مندلي الحدودي، وتكررت الحوادث في أعوام لاحقة، بما فيها 2018 و2021، رغم نشر قوات أمنية وتعزيز الرقابة الجمركية.

واستُخدمت في بعض الحالات أساليب تمويه معقدة لإخفاء البضائع داخل شحنات مشروعة، بما يشمل الأجهزة المنزلية وقطع الغيار، وهي طرق أكّد مسؤولون عراقيون أنها تُستخدم بانتظام في معابر مثل مهران وزرباطية، دون أن تؤدي هذه المعلومات إلى تراجع في حجم الظاهرة.

وارتبطت هذه الأنشطة بضعف في التشريعات الجمركية، وبتأخر العراق في الانضمام الفعلي والفعال إلى اتفاقيات دولية منظمة، على رأسها منظمة التجارة العالمية، حيث لا يزال يواجه قصورًا قانونيًا يحول دون الالتزام بمعايير الشفافية والرقابة.

وأثمر انضمام العراق مؤخرًا إلى اتفاقية “TIR” بعد سنوات من التعطيل، وهو ما ساعد على تيسير مرور البضائع نحو الأردن والكويت، كما يُرتقب أن يُسهّل الترانزيت الإيراني باتجاه الخليج، لكنّ المخاوف من تهريب موازٍ على الخطوط الجديدة ما تزال قائمة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

لاريجاني إلى بغداد لتوقيع اتفاقية أمنية

11 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، الاثنين، عن توجهه إلى العراق ولبنان، مشيراً إلى أن زيارته إلى بغداد ستتضمن التوقيع على اتفاقية أمنية ثنائية.

وقال لاريجاني في تصريحات بثها التلفزيون الإيراني، إن “زيارتي تشمل العراق ولبنان، وسنوقّع في بغداد اتفاقاً أمنياً مهماً يؤكد أن أمن المنطقة مبدأ استراتيجي مشترك”، معرباً عن شكره للحكومة العراقية على “تعاونها الكبير في تنظيم مراسم الأربعين وتسهيل شؤون الزوار الإيرانيين”.

وأضاف أن “لبنان بلد مهم وذو جذور حضارية مشتركة مع إيران، وسنجري فيه مشاورات مع المسؤولين والشخصيات المؤثرة، وسننقل رسائل واضحة تركز على وحدة الشعب اللبناني واستقلال البلاد، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري”، مؤكداً أن “طهران مستعدة دائماً لدعم الشعب اللبناني لتجاوز الأزمات وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة”.

ويُعد المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران المؤسسة المسؤولة عن رسم السياسات الدفاعية والأمنية الكبرى، ويترأسه رئيس الجمهورية، فيما يشغل منصب أمينه شخصية سياسية أو أمنية بارزة. وسبق أن وقّعت طهران وبغداد اتفاقات أمنية مماثلة في السنوات الماضية، شملت التعاون في ضبط الحدود، وتبادل المعلومات الاستخبارية، والتنسيق في ملفات مكافحة الإرهاب.

المسلة – متابعة – وكالات

 النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • العراق يغلي تحت شمس آب… والحرّ يطرق أبواب الفقراء
  • إيران.. زلزال يضرب بوشهر
  • المناصب العليا في العراق: حصص سياسية بامتيازات
  • العراق يوقف استيراد البنزين
  • غياب الثقة في واشنطن مستمر.. إيران ترحب بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات
  • سكة الحديد بين العراق وإيران.. حلم جيوسياسي يصطدم بعقبة الشركات
  • العراق في عز الصيف.. والوزارة تعلن الانطفاء التام للكهرباء
  • لاريجاني إلى بغداد لتوقيع اتفاقية أمنية
  • مقتل شرطي في هجوم “إرهابي” بجنوب شرق إيران
  • إيران ترفض سيطرة واشنطن على الممر القوقازي بعد اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان