يتوجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الإثنين الموافق 12 مايو/أيار 2025 إلى منطقة الشرق الأوسط، في زيارة مرتقبة تشمل كلًا من السعودية وقطر والإمارات. وتُعدّ هذه الزيارة أولى رحلاته الخارجية الكبرى منذ عودته إلى البيت الأبيض، ويُتوقّع أن تهيمن عليها ملفات إقليمية شائكة أبرزها الحرب في غزة، والمباحثات النووية مع إيران، بالإضافة إلى توقيع صفقات تجارية ضخمة.

وأكد البيت الأبيض أن الرئيس ترامب يتطلع إلى "عودة تاريخية" للمنطقة، مشددًا على أن هذه الجولة ستركّز على رؤية سياسية تقوم على محاربة "التطرف" وتعزيز "التبادلات التجارية والثقافية".

 

الخليج أولًا.. ومراسم استقبال "فاخرة"

قرار ترامب بدء جولته الخارجية بالخليج العربي، وتحديدًا السعودية، يُعتبر امتدادًا لتفضيله السابق للمنطقة خلال ولايته الأولى عام 2017، عندما كانت الرياض محطته الدولية الأولى. ويبدو أن هذا الاختيار يعكس تنامي النفوذ الجيوسياسي والاقتصادي لدول الخليج، لا سيما مع وجود مصالح شخصية وتجارية للرئيس وعائلته في المنطقة.

ويتوقع أن تقدم كل من الرياض وأبوظبي والدوحة أفضل ما لديها من استقبال حافل للرئيس الجمهوري البالغ من العمر 78 عامًا، في ظل تطلعات لعقد صفقات في مجالات الدفاع، والنقل الجوي، والطاقة، والذكاء الاصطناعي.

وقال جون ألتمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن ترامب "يجد راحته في الخليج"، حيث "يُستقبل بالكرم والمديح وتُفتح أمامه أبواب الشراكة".

 

ملفات معقدة بانتظاره: غزة وإيران وسوريا

رغم تركيز البيت الأبيض على الجانب الاقتصادي من الزيارة، فإن ترامب لن يكون قادرًا على تجنّب الملفات الإقليمية الملتهبة. تأتي زيارته في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتصاعد التوتر مع الحوثيين في اليمن، وتعقيدات المرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وتُجري قطر في الوقت نفسه وساطة نشطة بين إسرائيل وحركة حماس، فيما تستضيف السعودية محادثات متعددة الأطراف بشأن الحرب في أوكرانيا، مما يبرز الدور المتنامي للخليج في القضايا الدولية.

وفي المقابل، من المنتظر أن تشهد مسقط، عاصمة سلطنة عمان، جولة رابعة من المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران بالتزامن مع زيارة ترامب. وقد حذّرت إيران من مغبة قيام ترامب باستخدام مصطلحات مثل "الخليج العربي" بدلًا من "الخليج الفارسي"، وهو ما تعتبره طهران استفزازًا تاريخيًا.

 

استبعاد إسرائيل يثير تساؤلات

اللافت في جدول الزيارة هو استثناء إسرائيل، الحليف الرئيسي لواشنطن في الشرق الأوسط، من الجولة. ويأتي ذلك وسط مؤشرات على توتر محتمل بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة أن إسرائيل وضعت مهلة زيارة ترامب كموعد نهائي لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ملوّحة بإمكانية توسيع عملياتها العسكرية في القطاع إذا فشلت المفاوضات.

ورغم أن ترامب كان قد دفع بقوة نحو إبرام اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل خلال ولايته الأولى، فإن هذه الجهود توقفت حاليًا، في ظل إصرار الرياض على إحراز تقدم في ملف الدولة الفلسطينية أولًا.

 

مصالح ترامب التجارية محل جدل

تثير زيارة ترامب جدلًا واسعًا بشأن تضارب محتمل بين مصالحه السياسية والمالية، خصوصًا في ضوء استثماراته المتزايدة في دول الخليج. ففي مارس/آذار الماضي، وقّعت "مؤسسة ترامب" اتفاقًا لتطوير مشروع عقاري ضخم في قطر يضم ملعب غولف وفلل فاخرة. كما أعلنت عن مشروع ناطحة سحاب في دبي، تُباع وحداته باستخدام العملات الرقمية.

ورغم نفي البيت الأبيض أي علاقة بين زيارة ترامب ومصالحه الشخصية، واصفًا الربط بين الأمرين بـ "السخيف"، إلا أن مشاركة نجليه إريك ودونالد جونيور في الترويج لتلك المشاريع تعزز الشكوك حول تداخل السياسة بالبيزنس.

 

قمة خليجية مرتقبة في الرياض

ومن المقرر أن يلتقي ترامب خلال زيارته إلى الرياض قادة دول مجلس التعاون الخليجي، في قمة ستبحث ملفات إقليمية ودولية، من ضمنها الوضع في غزة، والملف النووي الإيراني، ومسار التطبيع العربي مع إسرائيل.

وتأتي هذه القمة في وقت تحاول فيه دول الخليج تعزيز دورها كقوة إقليمية فاعلة، بعد سنوات من الانكفاء النسبي، ومع غياب الوضوح في السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط في عهد ترامب الثاني.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السعودية قطر الإمارات صفقة القرن غزة ايران الخليج الفارسي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارة ترامب للشرق الأوسط الرئيس الٱمريكي دونالد ترامب الشرق الأوسط البیت الأبیض زیارة ترامب

إقرأ أيضاً:

قمة خماسية في الرياض أثناء زيارة ترامب للرياض

مايو 11, 2025آخر تحديث: مايو 11, 2025

المستقلة/- أفادت مصادر إعلامية عربية بأن العاصمة السعودية الرياض ستشهد بعد غدٍ الثلاثاء قمة خماسية رفيعة المستوى، تضم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس اللبناني جوزيف عون، والرئيس السوري أحمد الشرع.

وبحسب مصدر مطّلع فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن المبادرة جاءت بمقترح من ولي العهد السعودي، وقد حظيت بموافقة سريعة من الرئيس الأميركي.

وأوضح المصدر أن الرياض تسعى من خلال هذا اللقاء إلى الحصول على دعم أميركي لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما تعتبره القيادة السعودية “إنجازًا استراتيجيًا” ضمن جهودها الدبلوماسية المتسارعة في المنطقة.

ولم يتم الكشف عن تفاصيل جدول الأعمال أو القضايا التي ستُناقش خلال الاجتماع، إلا أن المصدر أشار إلى أن القمة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات إقليمية لافتة.

لكن وسائل إعلام لبنانية نقلت عن رئاسة الجمهورية في لبنان نفيها التام لأي لقاء سيعقده الرئيس اللبناني في المملكة العربية السعودية.

في السياق ذاته، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مصدر خليجي قوله إن الرئيس ترامب يعتزم الإعلان رسميًا عن اعترافه بدولة فلسطينية خلال زيارته الحالية إلى الشرق الأوسط، وهي الأولى له منذ عودته إلى البيت الأبيض.

ومن المتوقع أن تشمل القمة ملفات أمنية وتجارية حساسة، تتضمن صفقات محتملة في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

 

المصدر:يورونيوز

مقالات مشابهة

  • الملك سلمان يوجه دعوات لـ3 قادة خليجيين لحضور القمة “الخليجية – الأمريكية”
  • حساب الخارجية الأمريكية بالعربية يغرّد عن زيارة ترامب للشرق الأوسط وأبرز الملفات التي ستناقش
  • ترامب يفاجئ الشرق الأوسط| زيارة تبعث رسائل سياسية وفرصا اقتصادية بمليارات الدولارات
  • الملك سلمان يوجه دعوات لـ3 قادة خليجيين لحضور القمة الخليجية -الأمريكية
  • قمة خماسية في الرياض أثناء زيارة ترامب للرياض
  • خادم الحرمين يوجه دعوات لقادة دول الخليج لحضور القمة الخليجية الأمريكية
  • الملك سلمان يوجه دعوات لقادة الخليج قبيل وصول ترامب الى السعودية
  • الملك سلمان يوجه دعوات لقادة دول الخليج لحضور القمة الخليجية الأمريكية
  • وزير الخارجية الإيراني في السعودية السبت قبيل زيارة دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط