استبيان جميل يتكون من 14 بنداً من التحديات التي بالفعل هدَّدت بقاء المستثمرين الصغار في التعليم وزعزعت بقاءهم. ورغم أن للوزارة وإدارات التعليم دور سلبي كبير في ذلك، لكن ظهور هذا الاستفتاء قد يغير شيئاً. ومع أهمية الاستبيان، إلا أنه افتقر لأخذ رأي المستثمر بشكل أشمل، وإنما كان الرأي محدوداً ضيقاً بنقطة واحدة وهذا يخالف الواقع، لكن نكرر أنه يدعو للتفاؤل، وأن لدى الوزارة رغبة في المساندة.

واعتقد أن الاستبيان نفسه سيضع الوزارة في تحدٍ كبير، فبعد إحصاء النتائج، ومعرفة التحديات، كيف سيكون موقفها مع المتوقفين، أو من يعتزموا الخروج؟ لأن هدف الوزارة من هذا الاستبيان، هو معرفة التحديات التي أدت للخروج من السوق خلال السنوات الخمس، والحقيقة أن هذا الهدف يستحق لقاءً مع وزير التعليم، وجهات هامة جدا، ذات علاقة مباشرة، مثل: الاستثمار والتجارة والموارد البشرية والتأمينات وبنك التنمية وكل من له علاقة بفرض الغرامات والرسوم وغيرها وخلافها، هذا اللقاء الذي طالب به المستثمرون شهوراً والذي للأسف صار حلماً قد يتحقق وقد يبقى حلماً. وبالعودة للاستبيان أجد الهدف منه مفيد لو تحقق. ولو تمت دراسة الإجابات دراسة من لجنة متخصصة تضع نفسها في موقف المستثمرين، لجنة هدفها المعالجة والتصحيح والمساندة، ووضع حلول، وأن يكون أكثر ممثلي اللجان التي تدرس أوضاع التعليم الأهلي، أن تكون من اللجنة الوطنية، التي تعلم تمام العلم بمراحل المعاناة التي اضطرت الكثير للخروج، وعزم آخرين ذلك، وعايشت كل التحديات التي واجهت المستثمرين ونسفت جهودهم. ولن يكون الخروج أمراً مؤاتيا لما تريده الرؤيا وتخطط له، فالانسحاب من ميدان الاستثمار في التعليم، فيه معاكسة جلية لنمو القطاع وازدهاره. ولو أُخذت بعين الاعتبار السلبيات، والتي أتوقع أن معظم الإجابات إن لم يكن كلها سلبية تحكي قصة معاناة المدارس والروضات الأهلية خلال الخمس سنوات. والاستبيان حقيقة غير مكتمل، لكنه إشارة طيبة لما يدور داخل أروقة وزارة التربية والتعليم (عفواً التعليم فقط) ممَّا يعني أن التسرب يشغل المخلصين، ويقول للمحبطين: (نحن معكم )، فجميع من شارك فيه ومن لم يشارك، ينتظر مع بداية العام القادم، بوادر وقفة جادة من الوزارة بملحقاتها ( إدارات التعليم )، بالوقوف مع المدارس التي توقفت، وتريد العودة، وكذلك المدارس والروضات التي تعتزم الخروج. المستثمرون يريدون من القائمين على التعليم، معالجة التسرب غير المقبول للروضات والمدارس في التعليم الخاص. لابد أن تدحض الوزارة الادعاءات التي تقول إنها تريد البقاء للكبار فقط وإجبار الصغار على الانسحاب. أنا ضد هذا الادعاء رغم أن ما يلوح في الأفق يؤكده. المستثمرون يريدون إدارة تعليم تساندهم وتفهم مشكلاتهم وتعينهم على الحلول. لعل الجميع يرى بعد هذا الاستبيان، نتيجة يذكرها التاريخ التعليمي في المملكة لمن وضعوه ومن أشاروا به ونقحوه ومن عملوا مع المستثمرين بصدق، للخروج من الأزمة. ولا زلت أكرر كم يتمنى المستثمرون الذين تضرروا خلال الخمس سنوات الماضية، لقاءً يجمعهم بوزير التعليم والجهات الآنفة الذكر والاهتمام بآراء المستثمرين والمستثمرات وملاحظاتهم ومقترحاتهم، وألا تنسى الوزارة وإدارات التعليم أن عدداً كبيراً منهم هم أهل خبرة وتربية وتعليم، وممَّن لهم خدمات تشهد لهم بها الميادين التعليمية والمجتمعية. والله إنه لأمر مؤسف أن تنسحب المبدعات تعليمياً وتربويا من التعليم الخاص بسبب الضغوط لتتفتتح إحداهن مقهى وتقول إنه أفضل بمراحل من البقاء في التعليم! وأخرى تفتتح عمل من منزلها وتقول (أين أنا وأين) من متاعب التعليم! أحد الأساتذة الأكاديميين فتح (كازينو) إلى جانب مدرسته، يقول: لا وجه للمقارنة، ويقصد التسهيلات والمتابعة بين هذا وذاك قاصداً أن مرفق الترفيه أفضل من التعليم بكثير! أليس الأجدر بالكفاءات في التعليم أن تستمر في المجال، وأن تُذلل أمامهم العقبات، وتيسَّر أمورهم، وتقف الوزارة والإدارات التعليمية بجانبهم وتدعمهم وتكون (عوناً لهم لا عليهم)؟
وهنا أعود لأتذكر كلمة قالها معالي الوزير الأستاذ يوسف البنيان في أول لقاء للمستثمرين مع معاليه، كتب للتاريخ وعداً لن ينساه من كان حاضراً: (سأكون لكم عوناً وأعدكم ما هو داخل الوزارة ويعينكم أن يتحقق وما هو خارج الوزارة فسأكون وكيلكم عند باقي الجهات) يا له من وعد، ويا لها من مسؤولية. سنكمل بإذن الله في المقال القادم، ونسلِّط الضوء على التحدِّيات والحلول، مع أمنياتنا من وزارة التعليم أن تؤكد للوطن أنها بيئة جاذبة للاستثمار في التعليم وليست طاردة له، كما يقول ويؤكد ذلك كثيرون.
إلى اللقاء القادم ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)

almethag@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: فی التعلیم

إقرأ أيضاً:

التعليم العالي تناقش مع جامعة قرطبة تحدياتها وسبل دعمها

دمشق-سانا

ناقش وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي مع وفد من مجلس أمناء جامعة قرطبة التابعة لنقابة المهندسين السوريين برئاسة نقيب المهندسين السوريين المهندس مالك حاج علي واقع الجامعة والصعوبات التي تواجهها، وسبل دعمها.

وأكد الوزير الحلبي خلال لقاء عقد في الوزارة اليوم، أن الوزارة تولي التعليم الخاص والجامعات الخاصة أهمية كبيرة، وتدعم الجامعة ضمن خطتها، لافتاً إلى أن الوزارة بصدد إعداد الخارطة التعليمية وستصدر قريباً.

كما أشار الوزير الحلبي، إلى أهمية العمل بشفافية وبروح القانون، وتعزيز الثقة بين الوزارة والتعليم الخاص، مبيناً أنه سيتم السماح بافتتاح اختصاص جديد في كل جامعة، وتمكين الجامعات الخاصة من تجاوز الصعوبات التي تواجهها عبر التوءمة مع جامعات أخرى.

من جانبه استعرض الوفد الصعوبات والتحديات التي تواجهها الجامعة من نقص التمويل، والدمار الكامل لمباني فرعها في قرية المديونة بريف محافظة حلب وصعوبة إعادة بنائها، وإمكانية افتتاح كلية التربية في مقر الجامعة بفرعها في القامشلي، وإمكانية تعديل النسبة في استيعاب الطلاب بين الأصل والفرع في الجامعة لافتين إلى أهمية دعم الجامعة التي تذهب إيراداتها لدعم صندوق النقابة.

حضر اللقاء معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي لشؤون التعليم الخاص الدكتور محمد سويد، ومدير العلاقات الثقافية في الوزارة الدكتور نمير عيسى، ومن الوفد رئيسة الجامعة الدكتورة لارا قديد، ورئيس وأعضاء مجلس أمناء الجامعة.

جامعة قرطبة نقابة المهندسين السوريين وزير التعليم العالي والبحث العلمي 2025-08-11Belalسابق الهيئة العامة للتدريب السياحي تطلق أول دورة للأدلاء عن بعد انظر ايضاً المجلس الأعلى للتعليم التقاني يضم المعاهد في شمال غرب سوريا إلى المنظومة الوطنية

دمشق-سانا وافق المجلس الأعلى للتعليم التقاني في أول اجتماع له اليوم بعد إعادة هيكليته،

آخر الأخبار 2025-08-11التعليم العالي تناقش مع جامعة قرطبة تحدياتها وسبل دعمها 2025-08-11الهيئة العامة للتدريب السياحي تطلق أول دورة للأدلاء عن بعد 2025-08-11مدير الشؤون الآفروآسيوية والأوقيانوسية بالخارجية السورية يلتقي مساعد وزير الخارجية الياباني 2025-08-11سوريا والجزائر تبحثان التعاون المشترك في إطار الاستجابة للكوارث 2025-08-11صحفيون وإعلاميون سوريون ينظمون وقفات تضامنية مع صحفيي غزة وأهلها 2025-08-11وزير الطاقة السوري يصل إلى بغداد لبحث التعاون الثنائي 2025-08-11وزير التعليم العالي يبحث مع خبراء سوريين في اليابان مجالات التعاون 2025-08-11وزير الطوارئ السوري يبحث مع القائم بأعمال السفارة اليونانية التعاون عند وقوع أي كارثة 2025-08-11وزير الطوارئ والكوارث يزور عائلة حمزة العمارين في نوى بريف درعا 2025-08-11الفاو والزراعة يطلقان المرحلة الثانية لمشروع تعزيز القدرة على الصمود المحلي في سوريا- فيديو

صور من سورية منوعات تحطم نيزك في الولايات المتحدة أقدم من الأرض ب 20 مليون سنة 2025-08-11 فريق صيني ينجح برقمنة نقوش عظام الأوراكل القديمة في أوروبا 2025-08-11
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي تناقش مع جامعة قرطبة تحدياتها وسبل دعمها
  • لجنة شؤون الموظفين تبحث تسويات وتعيينات جديدة في قطاع التعليم
  • «التعليم»: طرح المناهج المطوّرة إلكترونيًا لكل المراحل وتعاون مصري ياباني في الرياضيات
  • «التعليم» تثمن دور المؤسسات الوطنية والدولية في تدريب المعلمين
  • منى العجمي.. ثاني امرأة في منصب المتحدث باسم التعليم
  • بدءاً من الغد.. فتح باب الاعتراض على نتائج شهادة التعليم الأساسي في سوريا
  • منى العجمي متحدثة رسمية لوزارة التعليم
  • توضيح من التعليم العالي بشأن المنح الكاملة لأوائل الثانوية
  • هل تم إلغاء أعمال السنة للصف الثالث الإعدادي؟.. «التعليم» توضح
  • الشعبة العامة للأدوية تعقد اجتماعا لمناقشة التحديات التي تواجه صادرات مصر الدوائية