من اتفاق مسقط الى محاولة استهداف مبعوث ترامب.. الحوثي كورقة تفاوض وابتزاز إيرانية
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
في خطوة تصعيدية خطيرة ، كشفت تقارير إسرائيلية عن فشل اطلاق لمليشيا الحوثي في اليمن لصاروخ بالستي لاستهداف مطار بن غوريون، تزامنا مع هبوط طائرة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في إسرائيل.
وذكرت هيئة البث أن الحوثيين أطلقوا صاروخا على إسرائيل لكنه أخطأ هدفه وسقط في الأراضي السعودية ، وأضافت: "أطلق الحوثيون، صباح الاثنين، صاروخا تجاه إسرائيل، أثناء هبوط الطائرة التي كانت تقل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في مطار بن غوريون".
ويقود ويتكوف منذ نحو شهر المفاوضات عن الجانب الأمريكي مع النظام الإيراني في العاصمة العُمانية مسقط ، بهدف التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
ويتكوف اطلق تصريحات لافتة وغير مسبوقة الأربعاء الماضي لموقع "بريتبارت" الأمريكي ، شدد فيها بان استمرار إيران في برنامج تخصيب اليورانيوم خط أحمر بالنسبة لواشنطن ، مؤكداً بان هدف بلاده من المفاوضات هو انهاء عمليات التخصيب وتفكيك البرنامج الإيراني ، وهو ما ترفضه طهران بشدة.
ووجه ويتكوف رسائل تحذير شديدة اللهجة قائلاً بانه "من غير الحكمة أن يختبر الإيرانيون الرئيس ترامب"، مؤكداً بأنه "ليس لديهم خيار" سوى قبول الشروط الأميركية للتوصل إلى اتفاق نزع السلاح النووي.
ويتكوف الذي كان يتحدث قبل انعقاد جولة المفاوضات الرابع في مسقط الأحد ، قال في تصريحاته بأنه هذه الجولة أن لم تكن "مثمرة فلن تستمر، وسيتعين علينا اتخاذ مسار مختلف".
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يقوده جانب بلاده في المفاوضات رد على ويتكوف بتصريح قال فيه بأن حق طهران في تخصيب اليورانيوم "غير قابل للتفاوض".
وفيما يبدو بأن طهران لم تكتفي بهذا الرد الرسمي على ويتكوف ، وأنها حاولت توجيه رسالة أخرى للمفاوض الأمريكي ، ولكن من الساحة اليمنية عبر محاولة استهداف مطار بن غوريون بصاروخ بالستي بالتزامن مع وصول طائرته.
حيث تؤكد التقارير والمعلومات ، تحكم عناصر الحرس الثوري الإيراني عمليات اطلاق الصواريخ البالستية وخاصة "الفرط صوتية" والمُسيرات الحديثة من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي التي تتولى تبني هذه العمليات إعلامياً.
وعقب سلسلة خسائرها الفادحة لأذرعها في المنطقة وتحديداً في لبنان وسوريا ، باتت طهران تعتمد بشكل كلي على ورقة المليشيا الحوثية في مواجهة الضغوط الامريكية لحسم ملف برنامجها النووي.
والى جانب الاستخدام العسكري ، يستخدم النظام الإيراني المليشيا الحوثية كورقة تفاوض ومساومة على طاولة المفاوضات مع أمريكا ، وتجلى ذلك بشكل واضح في الاتفاق المفاجئ الذي أعلنت عنه سلطنة عُمان الثلاثاء الماضي لوقف الهجمات بين واشنطن والمليشيا الحوثية.
وأكدت عدة تقارير إعلامية غربية ان الاتفاق جرى بعد مناقشات رعتها عُمان بين المفاوض الأمريكي ويتكوف والجانب الإيراني بعيداً عن مليشيا الحوثية التي تفاجأت هي الأخرى بالاتفاق ، وتجلى ذلك بعدم إصدارها لأي بيان رسمي حول تفاصيل الاتفاق وكيف تم التوصل له.
بل ان تصريحات ناطق المليشيا محمد عبدالسلام والمتواجد في مسقط بعد ساعات من إعلان الاتفاق اكدت ذلك ، حيث لم يتحدث عن أي تفاصيل للمشاورات او المفاوضات التي افضت للتوصل الى الاتفاق ، بل أكتفى بالزعم أن الجانب الأمريكي هو من طلب وقف الهجمات وختم حديثه قائلاً :الحقيقة هي ما نقولها وما جاء في بيان الخارجية العمانية.
تطورات وأحداث تؤكد من جديد على حقيقة الدور الوظيفي لمليشيا الحوثي كأحد اذرع المشروع الإيراني في المنطقة وتحولها الان الى ورقة تفاوض ومساومة بيد طهران على طاولة التفاوض مع أمريكا دون اكتراث بحجم التداعيات الإنسانية على اليمنيين الذي يدفعون فاتورة هذه الدور منذ 10 سنوات وحتى اللحظة.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء الخام الأمريكي
في خطوة اعتُبرت مفاجئة وجريئة على الساحة الجيوسياسية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منشور في منصة "تروث سوشيال" أن "الصين يمكنها الآن مواصلة شراء النفط من إيران. ونأمل أن تشتري الكثير من الولايات المتحدة أيضاً". اعلان
هذا التصريح يُعد تراجعاً واضحاً عن سياسة "الضغط الأقصى" التي أعاد ترامب تفعيلها فور عودته إلى البيت الأبيض في فبراير 2025، والتي هدفت إلى خفض صادرات إيران النفطية إلى الصفر في محاولة لحرمان طهران من تمويل برنامجها النووي.
غير أن ترامب يبدو أنه يعيد تشكيل أدوات الضغط الأميركية، مستبدلاً العقوبات الصارمة بمزيج من الحوافز التجارية والتهدئة السياسية، في إطار ما وصفه مراقبون بـ"الدبلوماسية التبادلية". فإلى جانب إعلانه عن وقف إطلاق نار مبدئي بين إسرائيل وإيران، جاءت هذه اللفتة تجاه بكين كمؤشر على صفقة غير معلنة: استقرار إقليمي مقابل تعزيز صادرات الطاقة الأميركية.
Relatedارتفاع أسعار النفط وسط تهديدات أمريكية بعقوبات على الخام الروسيتقلبات في أسعار النفط عقب الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانيةوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يخفّض الذهب لأدنى مستوى في أسبوعين.. والنفط يتراجع بنحو 5%النفط الإيراني... طريق الصين الخلفيوتستورد الصين اليوم نحو 90% من صادرات النفط الإيراني المنقولة بحراً، مستفيدة من ضعف الطلب العالمي على هذا النفط بفعل العقوبات الأميركية. وتشير بيانات شركة "كبلر" إلى أن متوسط واردات الصين من الخام الإيراني بلغ 1.38 مليون برميل يومياً في النصف الأول من عام 2025، مقارنة بـ1.48 مليون برميل يومياً في عام 2024، أي ما نسبته 14.6% من مجمل وارداتها النفطية.
ويُعد المشترون الأساسيون لهذا النفط شركات التكرير المستقلة في مقاطعة شاندونغ، والتي تجذبها الأسعار المنخفضة التي يقدمها الموردون الإيرانيون مقارنة بالنفط غير الخاضع للعقوبات. وتشكل هذه الشركات نحو ربع طاقة التكرير الصينية، وتعمل بهوامش ربح ضئيلة، وأحياناً سالبة، ما يجعلها أكثر عرضة للمخاطرة والضغوط الناجمة عن ضعف الطلب المحلي.
في المقابل، تواصل شركات النفط الحكومية الكبرى في الصين الامتناع عن التعامل مع الخام الإيراني منذ عام 2018، نتيجة المخاوف من العقوبات الأميركية، وهو ما دفع إدارة ترامب مؤخراً إلى إدراج ثلاث من شركات التكرير المستقلة على قائمة العقوبات، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
خصومات حادة وسوق موازيةووفقاً لبيانات السوق، يباع النفط الإيراني الخفيف حالياً بخصم يتراوح بين 3.30 و3.50 دولارات للبرميل دون سعر خام برنت في بورصة "إنتركونتيننتال" لتسليمات يوليو، مقارنة بخصومات بلغت نحو 2.50 دولار في يونيو. وتشير مصادر تجارية إلى أن هذا التراجع في الأسعار يأتي في وقت بدأت فيه شركات التكرير الصينية المستقلة التباطؤ في الشراء، وسط محاولات من الموردين لتصريف المخزونات.
وبالمقارنة مع نفط الشرق الأوسط غير الخاضع للعقوبات، تُباع الشحنات الإيرانية بخصم يتراوح بين 7 و8 دولارات للبرميل، ما يمنحها ميزة تنافسية تُغري المشترين الباحثين عن هوامش أرباح رغم المخاطر السياسية.
ويرى مراقبون أن هذا التحول في لهجة ترامب لا يهدف إلى خفض أسعار النفط فحسب، بل إلى استثمار النفوذ العسكري والدبلوماسي الأميركي لتحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة. فالرسالة المبطنة إلى بكين واضحة: التعاون التجاري سيُكافأ، وتجنب التصعيد سيُقابل بتساهل في العقوبات.
ومع بقاء الصين الحريصة على علاقتها بإيران دون ردود فعل قوية تجاه التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، يبدو أن واشنطن اختارت أن ترد بالمرونة، أملاً في دفع بكين نحو زيادة وارداتها من النفط الأميركي وتقليل اعتمادها على الخام الإيراني المدعوم من موسكو.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة