في خطوة تصعيدية خطيرة ، كشفت تقارير إسرائيلية عن فشل اطلاق لمليشيا الحوثي في اليمن لصاروخ بالستي لاستهداف مطار بن غوريون، تزامنا مع هبوط طائرة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في إسرائيل.

وذكرت هيئة البث أن الحوثيين أطلقوا صاروخا على إسرائيل لكنه أخطأ هدفه وسقط في الأراضي السعودية ، وأضافت: "أطلق الحوثيون، صباح الاثنين، صاروخا تجاه إسرائيل، أثناء هبوط الطائرة التي كانت تقل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في مطار بن غوريون".

ويقود ويتكوف منذ نحو شهر المفاوضات عن الجانب الأمريكي مع النظام الإيراني في العاصمة العُمانية مسقط ، بهدف التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.

ويتكوف اطلق تصريحات لافتة وغير مسبوقة الأربعاء الماضي لموقع "بريتبارت" الأمريكي ، شدد فيها بان استمرار إيران في برنامج تخصيب اليورانيوم خط أحمر بالنسبة لواشنطن ، مؤكداً بان هدف بلاده من المفاوضات هو انهاء عمليات التخصيب وتفكيك البرنامج الإيراني ، وهو ما ترفضه طهران بشدة.

ووجه ويتكوف رسائل تحذير شديدة اللهجة قائلاً بانه "من غير الحكمة أن يختبر الإيرانيون الرئيس ترامب"، مؤكداً بأنه "ليس لديهم خيار" سوى قبول الشروط الأميركية للتوصل إلى اتفاق نزع السلاح النووي.

ويتكوف الذي كان يتحدث قبل انعقاد جولة المفاوضات الرابع في مسقط الأحد ، قال في تصريحاته بأنه هذه الجولة أن لم تكن "مثمرة فلن تستمر، وسيتعين علينا اتخاذ مسار مختلف".

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يقوده جانب بلاده في المفاوضات رد على ويتكوف بتصريح قال فيه بأن حق طهران في تخصيب اليورانيوم "غير قابل للتفاوض".

وفيما يبدو بأن طهران لم تكتفي بهذا الرد الرسمي على ويتكوف ، وأنها حاولت توجيه رسالة أخرى للمفاوض الأمريكي ، ولكن من الساحة اليمنية عبر محاولة استهداف مطار بن غوريون بصاروخ بالستي بالتزامن مع وصول طائرته.

حيث تؤكد التقارير والمعلومات ، تحكم عناصر الحرس الثوري الإيراني عمليات اطلاق الصواريخ البالستية وخاصة "الفرط صوتية" والمُسيرات الحديثة من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي التي تتولى تبني هذه العمليات إعلامياً.

وعقب سلسلة خسائرها الفادحة لأذرعها في المنطقة وتحديداً في لبنان وسوريا ، باتت طهران تعتمد بشكل كلي على ورقة المليشيا الحوثية في مواجهة الضغوط الامريكية لحسم ملف برنامجها النووي.

والى جانب الاستخدام العسكري ، يستخدم النظام الإيراني المليشيا الحوثية كورقة تفاوض ومساومة على طاولة المفاوضات مع أمريكا ، وتجلى ذلك بشكل واضح في الاتفاق المفاجئ الذي أعلنت عنه سلطنة عُمان الثلاثاء الماضي لوقف الهجمات بين واشنطن والمليشيا الحوثية.

وأكدت عدة تقارير إعلامية غربية ان الاتفاق جرى بعد مناقشات رعتها عُمان بين المفاوض الأمريكي ويتكوف والجانب الإيراني بعيداً عن مليشيا الحوثية التي تفاجأت هي الأخرى بالاتفاق ، وتجلى ذلك بعدم إصدارها لأي بيان رسمي حول تفاصيل الاتفاق وكيف تم التوصل له.

بل ان تصريحات ناطق المليشيا محمد عبدالسلام والمتواجد في مسقط بعد ساعات من إعلان الاتفاق اكدت ذلك ، حيث لم يتحدث عن أي تفاصيل للمشاورات او المفاوضات التي افضت للتوصل الى الاتفاق ، بل أكتفى بالزعم أن الجانب الأمريكي هو من طلب وقف الهجمات وختم حديثه قائلاً :الحقيقة هي ما نقولها وما جاء في بيان الخارجية العمانية.

تطورات وأحداث تؤكد من جديد على حقيقة الدور الوظيفي لمليشيا الحوثي كأحد اذرع المشروع الإيراني في المنطقة وتحولها الان الى ورقة تفاوض ومساومة بيد طهران على طاولة التفاوض مع أمريكا دون اكتراث بحجم التداعيات الإنسانية على اليمنيين الذي يدفعون فاتورة هذه الدور منذ 10 سنوات وحتى اللحظة.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

مباحثات إماراتية إيرانية بشأن مستجدات محادثات واشنطن وطهران

بحث نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان ونظيره الإيراني عباس عراقجي، الاثنين، مستجدات المحادثات بين الولايات المتحدة وطهران، باعتبارها "خطوة مهمة في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة".

 

جاء ذلك خلال لقاء جمع الجانبين في العاصمة أبو ظبي، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

 

وأفادت الوكالة بأن الجانبين بحثا خلال اللقاء "مستجدات المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، وأهمية هذه الخطوة في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وصون السلم والأمن الدوليين".

 

تجدر الإشارة إلى أن المحادثات بين طهران وواشنطن استؤنفت في 12 أبريل/ نيسان الماضي، بعد أن أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مارس/ آذار الماضي، رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، دعاه فيها إلى بدء مفاوضات نووية جديدة، وهدد ضمنيا باستخدام القوة.

 

بدورها، ردّت طهران على الرسالة عبر قنوات دبلوماسية في سلطنة عُمان، ومن ثم انعقدت 3 جولات تفاوض غير مباشرة في مسقط وروما.

 

وأعلنت كل من واشنطن وطهران عن "تقدم ملموس" في هذه المحادثات.

 

ومحادثات الجولة الرابعة التي عقدت، الأحد، في مسقط هي رابع اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ انسحاب ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021) من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018، الذي نص على تخفيف العقوبات الدولية عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

 

والتزمت طهران بالاتفاق لعام كامل بعد انسحاب ترامب منه، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيا.

 

ووصف ترامب حينها الاتفاق بأنه "سيئ" لأنه غير دائم ولا يتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية، إلى جانب قضايا أخرى.

 

ونتيجة لذلك، أعاد فرض العقوبات الأمريكية ضمن حملة "الضغط الأقصى" بهدف إجبار إيران على التفاوض على اتفاق جديد وموسّع.

 

كما تطرق الجانبان، وفق "وام"، إلى "مجمل تطورات الأوضاع في المنطقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث تبادلا وجهات النظر بشأنها"، دون ذكر تفاصيل.

 

وفي السياق، فإن الجانبين بحثا أيضا "العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها بما يخدم مصالحهما المتبادلة".

 

ويأتي هذا اللقاء في إطار الجهود المستمرة لتعزيز العلاقات الثنائية، حيث شهدت الفترة الماضية خطوات ملموسة في هذا الاتجاه.


مقالات مشابهة

  • مباحثات إماراتية إيرانية بشأن مستجدات محادثات واشنطن وطهران
  • عراقجي: المواقف الإيرانية والأمريكية أصبحت أقرب بعد الجولة الرابعة  
  • إيران تصف جولة المفاوضات الرابعة مع واشنطن بـ"الصعبة"
  • انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات بين طهران وواشنطن في مسقط
  • انطلاق الجولة الرابعة من المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن في مسقط
  • جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في مسقط.. هل تقترب الحلول؟
  • جولة مفاوضات أميركية إيرانية رابعة في مسقط وتباين بشأن التخصيب
  • عاجل. عراقجي يتوجه إلى مسقط لحضور الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية الأمريكية
  • عشية "محادثات مسقط".. عراقجي يصرح حول "النووي الإيراني"