بينما طوى الأمريكي عيدان ألكسندر صفحة الأسر، يترقّب الغزاويون انفراجة تحمل لهم بارقة أمل في وقف إطلاق النار، والابتعاد عن دوامة الحرب والحصار.

تحرير رهينة.. ورسائل ما وراء الصفقة

في خطوة مفاجئة أعادت ملف الرهائن إلى واجهة المشهد السياسي، أطلقت حركة "حماس"، يوم الإثنين، سراح عيدان ألكسندر، آخر رهينة أمريكي معروف كان على قيد الحياة في قطاع غزة، بعد احتجاز دام 18 شهرًا.

الإفراج عن ألكسندر لم يكن مجرد حدث إنساني، بل حمل في طياته دلالات سياسية ورسائل دبلوماسية تتجاوز حدود غزة.

وجاء إطلاق سراح ألكسندر، البالغ من العمر 21 عامًا والمولود في نيوجيرسي، عقب محادثات مباشرة بين حماس والولايات المتحدة، تخطّت هذه المرة الحكومة الإسرائيلية، وشكّلت جزءًا من جهود أوسع للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واستئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن".

أظهرت صور ومقاطع مصوّرة ألكسندر وهو يرتدي قميصًا أسود من "أديداس" وقبعة بيسبول، لحظة تسليمه إلى الصليب الأحمر الدولي في خان يونس، جنوبي القطاع، قبل أن يغادر الموكب متوجهًا إلى الأراضي الإسرائيلية، حيث نُقل إلى قاعدة عسكرية لإجراء الفحوصات الطبية، وللقاء عائلته في مشهد إنساني مؤثر طال انتظاره.

وفي مشهد رمزي بثّه الجيش الإسرائيلي، سلّم المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، هاتفًا إلى والدة ألكسندر، يائيل، لتُجري مكالمة مع نجلها فور تحرّره. وقد ظهر لاحقًا ألكسندر في تل أبيب وهو يعانق أفراد أسرته رافعًا العلمين الأمريكي والإسرائيلي.

ترامب والصفقة.. التوقيت والدلالة

الإفراج عن ألكسندر تزامن مع بدء جولة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منطقة الشرق الأوسط، تشمل السعودية وقطر والإمارات. وأثار توقيت الصفقة اهتمام المراقبين، خاصة أن إدارة ترامب نجحت في عقد تفاهم مع حماس، دون إشراك الحكومة الإسرائيلية في التفاصيل، وفقًا لما أكدته "سي إن إن".

وقال ترامب في تعليق له على العملية: "إنها خطوة لإنهاء هذه الحرب الوحشية للغاية، وإعادة جميع الرهائن الأحياء ورفاتهم إلى أحبائهم." في موقف يُظهر رغبة الإدارة الأمريكية في تحقيق اختراق إنساني ودبلوماسي في آنٍ معًا.

ووصف ترامب الصفقة بأنها "بداية لإنهاء معاناة المدنيين من الجانبين"، مؤكدًا التزامه بالعمل على إطلاق سراح بقية الرهائن وإنهاء النزاع الذي طال أمده في قطاع غزة.

رئيس وزراء إسرائيل يشيد.. ويُصرّ على الحسم

من جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإفراج عن ألكسندر بأنه "لحظة مؤثرة للغاية"، مشيدًا بجهود ترامب ودوره في تأمين عودة الجندي الأمريكي إلى عائلته.

وقال نتنياهو في بيان رسمي: "لقد تحقق ذلك بفضل الضغط العسكري من جانبنا، والضغط الدبلوماسي الذي مارسه الرئيس ترامب. هذا مزيج ناجح."


وأضاف: "تحدثت مع الرئيس ترامب اليوم، وقد أكد لي التزامه العميق تجاه إسرائيل، ورغبته في التعاون الوثيق معنا لتحقيق أهداف الحرب: إطلاق سراح جميع الرهائن، وهزيمة حماس. هذان الهدفان مترابطان ولا يمكن الفصل بينهما."

الرهائن في غزة... ملف لم يُغلق بعد

رغم إطلاق سراح ألكسندر، لا يزال 58 رهينة محتجزين في قطاع غزة، يُعتقد أن 20 منهم على الأقل لا يزالون على قيد الحياة، بينهم عدد من حاملي الجنسية الأمريكية.

ومن بين الرهائن الذين تأكد مقتلهم أربعة أمريكيين، هم الزوجان غادي حجاي وجودي وينشتاين حجاي، إضافة إلى الجنديين إيتاي تشين وعمر نيوترا.

وتُعد قضية الرهائن من أبرز الملفات التي تُعقّد مساعي وقف إطلاق النار، في وقت تتعرض فيه غزة لحصار خانق، وتعيش على وقع أزمة إنسانية متفاقمة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

غزة تنتظر حريتها.. ومصير الحرب لا يزال غامضًا

بينما يعود عيدان ألكسندر إلى حضن عائلته، يترقّب سكان قطاع غزة بفارغ الصبر أي بارقة أمل تفتح لهم أبواب الحياة من جديد. الإفراج عن رهينة واحدة قد لا يُنهي الحرب، لكنه قد يكون بداية لتحوّل أوسع في مسار الصراع، إذا ما أفضت الجهود الأميركية والدولية إلى وقف فعلي لإطلاق النار، يضع حدًا للمأساة الإنسانية ويمهد الطريق نحو تسوية أكثر شمولًا.

لكن إلى أن يتحقق ذلك، تظل آمال الغزاويين معلقة على قرار سياسي طال انتظاره، ينتشلهم من تحت الركام، ويعيد لهم أبسط حقوقهم في العيش بحرية وكرامة.

طباعة شارك غزة ألكسندر عيدان قطاع غزة عيدان إسرائيل

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة ألكسندر عيدان قطاع غزة عيدان إسرائيل عیدان ألکسندر إطلاق النار إطلاق سراح قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بيان صيني فرنسي: ندعم جميع جهود وقف إطلاق النار واستعادة السلام

أكد بيان صيني فرنسي، أن البلدين يدعمان جميع جهود وقف إطلاق النار واستعادة السلام في فلسطين وأوكرانيا وفقا للقانون الدولي، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تشن غارة على حي التفاح شرق غزةأول رد من جماعة أبو شباب الموالية لإسرائيل بعد مقـ.تل قائدها في غزةمجلس السلام 

وفي وقت سابق يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان عن الحكومة التكنوقراطية الجديدة في غزة وتشكيل مجلس السلام قبل عيد الميلاد، وفقًا لمسؤولين أمريكيين ومصدر غربي مطلع على العملية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار المرحلة الثانية من خطة السلام، بعد تثبيت وقف إطلاق النار الهش في القطاع، بهدف منع العودة إلى الصراع المسلح.

ومن المتوقع أن تشمل المرحلة المقبلة انسحاب إسرائيل من مزيد من المناطق في غزة ونشر قوة استقرار دولية، مع إشراف مجلس السلام برئاسة ترامب، ويضم نحو عشرة من زعماء الدول العربية والغربية، بالإضافة إلى مجلس تنفيذي دولي يشارك فيه توني بلير ومستشارو ترامب.

وتتولى الحكومة التكنوقراطية الفلسطينية الجديدة، المكوّنة من 12-15 شخصية مستقلة وغير منتمية لأي فصيل فلسطيني، إدارة شؤون القطاع بالتنسيق مع القوة الدولية والإشراف الأمني المشترك مع إسرائيل ومصر.

ويجري الوسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا مفاوضات مع حماس بشأن نزع سلاحها الثقيل والخفيف، لضمان عدم مشاركتها في الحكم المباشر أو غير المباشر، فيما يظل نتنياهو متشككًا لكنه ملتزم بإعطاء الفرصة للاتفاق.

وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن إعلان التفاصيل سيتم خلال الأسابيع المقبلة، ضمن خطة ترامب المكونة من 20 نقطة لتوفير الأمن والازدهار لسكان غزة والمنطقة.

طباعة شارك فلسطين أوكرانيا القاهرة الإخبارية

مقالات مشابهة

  • “الغارديان”: أزمتان تهددان وزير الحرب الأمريكي “المتهور”
  • شهران على وقف إطلاق النار في غزة.. الحرب لم تنته والجوع والمرض يهددان أهلها
  • غزة.. أكثر من شهرين على وقف اطلاق النار «حرب لم تنته والجوع والمرض يهددان أهلها»
  • إسرائيل تنسف مباني وتطلق النيران داخل الخط الأصفر بخان يونس
  • متهوّر وغير كفوء.. انتقادات متزايدة تلاحق وزير الحرب الأمريكي
  • ترامب يترأس «مجلس السلام الدولي» لإدارة غزة بعد الحرب
  • 4 شهداء بنيران العدو الإسرائيلي في غزة
  • حكومي غزة: العدو الإسرائيلي سمح بإدخال 16% فقط من احتياجات القطاع من غاز الطهي
  • قيادي بحركة فتح: المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار باتت قريبة جداً
  • بيان صيني فرنسي: ندعم جميع جهود وقف إطلاق النار واستعادة السلام