هل يؤثر لبس الرجال للذهب على صحة الحج؟.. أمين الفتوى يُجيب
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في رده على سؤال ورد من أحد المواطنين بمحافظة البحيرة - محمد عماد من دمنهور - حول حكم لبس الذهب أو الفضة أثناء أداء الحج: "لبس الذهب بالنسبة للرجال محرم، لكنه لا يؤثر على صحة الحج أو الصلاة."
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، بحلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن الحكم الشرعي واضح في هذا الباب، حيث أن الذهب زينة اختص الله بها النساء دون الرجال، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "هذان حلال لإناث أمتي، حرام على ذكورها"، في إشارة إلى الذهب والحرير، مؤكدًا أن الأمر تعبدي وأدب نبوي يجب الالتزام به.
وأضاف أن ارتداء الرجل لخاتم ذهب أثناء أداء العبادات كالصلاة أو الحج لا يبطل العبادة، وإنما هو مخالف للهدي النبوي، قائلًا: "لو واحد صلى أو حج وهو لابس ذهب، صلاته صحيحة وحجه صحيح، لكنه ارتكب مخالفة شرعية في لبسه لهذا النوع من الزينة الممنوعة على الرجال".
وأشار إلى أن الإسلام لم يمنع التزين للرجال، بل حض عليه بما لا يخالف الشرع، مستدلًا بقول الصحابي الجليل عبد الله بن عباس: "إني لأتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي"، وبدعوة القرآن الكريم: (خذوا زينتكم عند كل مسجد).
وبيّن أن هناك بدائل شرعية مباحة للرجل للتزين، مثل لبس الفضة أو البلاتين، وهي زينة مقبولة لا حرج فيها، مشيرًا إلى أن التزين بالمظهر الحسن من السنة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى أبا قحافة - والد أبي بكر الصديق - بلحية بيضاء كأنها قطن، قال: "غيروا هذا وجنبوه السواد"، في إشارة إلى أهمية المظهر دون الوقوع في التشبه أو الإسراف.
اقرأ أيضاًأمين الفتوى: قبل أن تتوجه إلى بيت الله أدّ حقوق العباد
لماذا حج النبي مرة واحدة؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)
من مغادرة المنزل حتى ركوب الطائرة.. أدعية السفر لأداء مناسك الحج 2025
ما حكم الشرع في أداء الأطفال لمناسك الحج؟.. الإفتاء تجيب
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية الشيخ عويضة عثمان أمین الفتوى
إقرأ أيضاً:
أحمد الرخ: مناسك الحج تعبُّدية تُظهر إخلاص النية لله
أكد الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن من أعظم الدروس التي يتعلمها المسلم من مناسك الحج هي إخلاص النية لله وحده، مشيرًا إلى أن هذا المعنى يتجلى بوضوح في صيغة التلبية التي يرددها الحاج منذ بداية النسك، قائلاً: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك"، فهي إعلان صريح بأن المقصود من كل هذه الأعمال هو وجه الله تعالى فقط.
مناسك الحج من العبادات التعبديةوأوضح أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، في تصريح له، أن أغلب مناسك الحج تُعد من العبادات التعبدية المحضة التي يؤديها المسلم دون أن يبحث عن عللها أو غاياتها، قائلاً: "عندما يرتدي الحاج الإزار والرداء، أو يطوف حول الكعبة، أو يرجم الجمرات، أو يبيت في مزدلفة، فإن العقل البشري قد لا يدرك الحكمة الكاملة من كل فعل، لكنها أعمال تعبدية خالصة تقتضي التسليم لأمر الله دون نقاش".
وأضاف: "التعبد في الحج يعني التسليم، وكأن الحاج يقول بلسان حاله: سلّمت أمري لله، كما كان يقول علماؤنا قديمًا: سلّم أمرك لله تسلم".
وأشار إلى أن اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أداء المناسك يمثل أحد أعظم مقاصد الحج، قائلاً: "كل شعيرة نؤديها في الحج فيها إحياء لسنة النبي، وتعبير عن محبتنا واتباعنا له، مصداقًا لقوله تعالى: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله».
هل يجوز للمحرم تغيير ملابس الإحرام أثناء مناسك الحج ؟.. الإفتاء توضح
كيف تحمي نفسك من العدوى أثناء السفر لأداء مناسك الحج؟
أمور مباحة للمُحرِم والحائض أثناء أداء مناسك الحج.. الإفتاء تكشف عنها
حكم التصوير أثناء مناسك الحج و العمرة .. الإفتاء تحذر من هذا الأمر
سفر المرأة لأداء مناسك الحج بدون محرم.. دار الإفتاء تحسم الجدل
هل يجوز استخدام مزيل العرق برائحة أثناء مناسك الحج؟.. الإفتاء توضح
كيفية أداء مناسك الحج خطوة خطوة .. شرح مفصل لحج التمتع والقران والإفراد
كيفية مناسك الحج بالترتيب .. شرح بالتفصيل من أول الإحرام إلى طواف الوداع
واستشهد بموقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند تقبيله الحجر الأسود، حين قال: "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك"، لافتًا إلى أن هذا الموقف يُبرز المعنى التعبدي واتباع السنة حتى في الأمور التي قد تبدو غريبة للعقل.
كما تطرق إلى سُنّة "الرمل"، وهو الإسراع في المشي في أول ثلاثة أشواط من الطواف، والذي كان في الأصل ردًا عمليًا على المشركين حين اتهموا المسلمين بالضعف والمرض بعد هجرتهم للمدينة، فقال عمر: "ما لنا والرمل؟" ثم عاد وقال: "شيء فعله رسول الله فلا نتركه".
وأكد أن التيسير من مقاصد الشريعة في الحج أيضًا، مشيرًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في يوم النحر: "افعل ولا حرج"، مما يدل على أن الشريعة راعت ظروف الزحام والمشقة في أداء المناسك، والحج مدرسة عملية في التسليم، والإخلاص، والاتباع، والتيسير، وكل ركن فيه درس عظيم لو تدبره الحاج.