هواوي تتحدى آبل بمعالج «Kirin X90» الجديد للحواسيب
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
خطوة جديدة تعزز طموحات هواوي التكنولوجية، إذ تطور الشركة معالجًا متقدمًا يحمل اسم Kirin X90، مخصصًا للحواسيب والأجهزة الذكية المحمولة، هذا المعالج، الذي يمثل أول محاولة من قسم HiSilicon لإنتاج شرائح موجهة للحواسيب، يضع هواوي في منافسة مباشرة مع معالجات آبل من الفئة “M”، ويكشف عن توجه جريء نحو استقلالية أكبر في عالم العتاد التقني.
وذكرت بعض مواقع الإنترنت أن شركة هواوي، تعمل على تطوير معالج بقدرات مميزة، مخصصًا للحواسيب والأجهزة الذكية المحمولة.
وبحسب أحدث التسريبات، فإن المعالج الذي يحمل اسم Kirin X90 سيكون منافسًا لمعالجات الفئة “M” التي تطورها آبل للحواسيب، وسيخصص للأجهزة التي تعمل بأنظمة HarmonyOS من هواوي، وسيكون المعالج الجديد أول معالج مخصص للحواسيب يطوره قسم HiSilicon التابع لهواوي، كما سيحتوي على بنية مكونة من 10 أنوية، إذ يُعتبر نسخة مطورة عن معالجات Kirin 9010 المستخدمة في هواتف Pura 70.
ويعتقد الخبراء أن الأنوية الأربعة الأساسية في المعالج ستستخدم بنية Taishan V121، فيما ستستخدم الأنوية الأربعة المخصصة للأداء بنية Taishan V120، أما النواتان الموفرتان للطاقة فستعتمدان على بنية Cortex-A510، ما سيسمح للشريحة بتوزيع الحمل بين النوى بشكل فعال اعتمادًا على تعقيد المهام.
وسيتمكن المعالج الجديد من العمل مع الأجهزة المزودة بذواكر وصول عشوائي من نوع LPDDR5-6400 تصل سعاتها إلى 32 غيغابايت، ومجهزة بذواكر تخزين من نوع SSD، سعاتها تصل إلى 2 تيرابايت، كما سيكون قادرًا على التعامل مع ثلاثة منافذ من نوع USB-4.
هذا وتأسس قسم HiSilicon التابع لهواوي في أوائل الألفية، وقد لعب دورًا رئيسيًا في تطوير معالجات سلسلة Kirin التي استخدمت في هواتف هواوي الرائدة، وبعد العقوبات الأميركية التي قيدت وصول الشركة إلى تكنولوجيا المعالجات الغربية، كثفت هواوي جهودها لتطوير بنية معالجاتها الخاصة، مما يُعد المعالج Kirin X90 جزءًا من استراتيجيتها لتعزيز الاستقلالية التقنية.
ويُعد توجه هواوي لتصميم معالجات مخصصة للحواسيب، مشابهًا لتحول شركة آبل إلى معالجاتها الخاصة “Apple Silicon”، وهو ما يعكس توجهًا عالميًا متزايدًا لدى شركات التكنولوجيا الكبرى نحو تصنيع شرائحها لتلبية متطلبات الأداء والتكامل والخصوصية.
آبل تطلق تحديث iOS 18.5 بميزات متقدمة تشمل الاتصال بالأقمار الصناعية والرقابة الأبوية
أعلنت شركة آبل، اليوم، عن إطلاق تحديث iOS 18.5 لهواتف آيفون، والذي يتضمن مجموعة من الميزات التقنية الجديدة والتحسينات الأمنية، في إطار سعيها لتعزيز تجربة المستخدمين.
ويقدم التحديث دعماً للاتصال عبر الأقمار الصناعية لهواتف iPhone 13، بالتعاون مع شركتي الاتصالات Starlink وT-Mobile، ما يتيح للمستخدمين إمكانية إرسال واستقبال الرسائل النصية حتى في حال عدم توفر تغطية شبكة خلوية أو اتصال Wi-Fi.
كما أضاف التحديث ميزة جديدة في مجال الرقابة الأبوية، حيث بات بإمكان الوالدين تلقي إشعارات فورية عند محاولة أطفالهم إدخال رموز لفتح تطبيقات مقيدة، مما يوفر مستوى أعلى من المتابعة والتحكم.
وشمل التحديث تحسينات على خدمات البريد الإلكتروني وخدمة Apple TV، إضافة إلى تطويرات في تجربة الشراء عبر الإنترنت، إلى جانب إصلاحات لثغرات أمنية ومشكلات برمجية في تطبيق Apple Vision Pro المخصص للنظارات الذكية.
ودعت آبل المستخدمين إلى تحديث أجهزتهم للاستفادة من الميزات الجديدة وضمان أعلى درجات الأمان.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: شركة هواوي شركة هواوي الصينية
إقرأ أيضاً:
تصدع بنية الدعم السريع القبلية: الماهرية تفتح باب الانشقاق وتربك حسابات الإمداد الغربي
بدأت ملامح تصدّعٍ عميق تضرب البنية القبلية التي شكّلت عماد مليشيا الدعم السريع منذ تأسيسها، مع تواتر الأنباء عن انسحاب قبائل ذات وزنٍ اجتماعي وعسكري من صفوفها، أبرزها قبيلة الماهرية (أولاد منصور) التي تُعد من أكثر المكوّنات البشرية تأثيرًا في إمداد المليشيا بالمقاتلين عبر امتداداتها العابرة لحدود غرب السودان وحتى الأراضي التشادية.
حرب بلا أفق:
هذا التراجع، الذي وصفه مراقبون بأنه تحوّل مفصلي في مسار الصراع، يكشف عن حالة الإنهاك التي لحقت بالمجتمعات القبلية المشاركة في الحرب بعد نحو عامين من الاستنزاف دون تحقيق مكاسب استراتيجية تبرّر حجم التضحيات البشرية.
فقبيلة الماهرية وحدها، وفق تقديرات غير رسمية، خسرت آلاف الشباب بين قتيلٍ وجريحٍ ومُقعد، ما أحدث موجة تململ وغضب مكتوم دفعت إلى إعادة النظر في جدوى مواصلة الانخراط في حربٍ بلا أفق.
لم تكن قوة مليشيا الدعم السريع نابعةً من تسليحها وحده أو دعمها الخارجي، بل استمدّت جزءًا كبيرًا من صلابتها من شبكة التجنيد القبلية الممتدة غربًا، حيث تُعدّ تشاد عمقًا استراتيجيًا وممرًا حيويًا لعبور المقاتلين والإمدادات. وارتبطت هذه الشبكة في أوقات عديدة بمسارات تهريب السلاح والوقود وحتى المقاتلين المرتزقة من وإلى دارفور، في ظل اتهامات معلنة للنظام التشادي بتسهيل عبور الإمدادات القادمة من مصادر مختلفة عبر مطارات «أم جرس» و«إنجمينا» قبل توزيعها على محاور القتال داخل السودان.
ورطة النظام التشادي
هذا التصدّع يضع النظام التشادي ذاته أمام اختبارٍ داخلي صعب؛ فالتورّط في دعم التمرّد السوداني لم يعد يمرّ دون أثمان سياسية واجتماعية، خاصة مع تنامي الوعي داخل القبائل التي باتت تدرك حجم الاستنزاف في دماء أبنائها مقابل أرباح لا تتجاوز مصالح نخب سياسية وعسكرية محدودة.
وتشير تحليلات مراقبين إلى أن الضغوط القبلية قد تدفع إنجامينا إلى مراجعة موقفها تدريجيًا أو على الأقل كبح انسياب الإمدادات التي ظلت تمر عبر حدود رخوة وصحارى مفتوحة.
من زاوية أخرى، يُنتظر أن يعمّق هذا التطور ارتباك مليشيا الدعم السريع ويقيّد قدرتها على التعويض البشري السريع الذي طالما كان أحد نقاط قوتها في مواجهة ضربات الجيش السوداني وقواته المساندة والمستنفرين. إذ أن أي انهيار في الحاضنة القبلية الرئيسية يعني فقدان «الاحتياطي البشري» الذي يغذي الخطوط الأمامية ويضمن استدامة الحرب داخل المدن والقرى.
فرصة أمام الجيش السوداني
يقرأ البعض هذا التراجع بوصفه فرصة مواتية للجيش السوداني وقواته المساندة والمستنفرين لاستثمار لحظة التشقّق هذه، عبر مخاطبة بقية القبائل بضرورة سحب أبنائها وقطع الطريق أمام استمرار الزج بالشباب في معارك لا تخدم سوى مشروع إقليمي أكبر تُديره أطراف خارجية ويُغذّيه مرتزقة وقنوات تمويل متعددة المصادر، بينما تدفع القبائل الثمن وحدها.
وفي المقابل، يرجّح مراقبون أن يسعى الدعم السريع لتعويض أي فجوة محتملة في الامتداد التشادي بتكثيف تحركاته عبر المحور الليبي، مستندًا إلى تحالفات سابقة مع أطراف فاعلة في شرق ليبيا، ولا سيما مجموعات تابعة لخليفة حفتر التي وفرت من قبل مظلة للمرتزقة وتسهيلات للإمداد والتموين. غير أن هذا البديل، وإن بدا مغريًا لقيادة التمرّد، يظل محفوفًا بتحديات المراقبة الإقليمية والدولية، فضلًا عن هشاشة الطريق الصحراوي الذي يمكن استهدافه لوجستيًا وعسكريًا في أي لحظة.
في هذا السياق، فإن تصدّع الامتدادات الغربية قد يكون بدايةً لسلسلة انشقاقات أوسع إذا تكررت الضغوط الشعبية داخل القبائل المتورطة في الحرب على جانبي الحدود السودانية-التشادية. كما يُتوقع أن يفتح هذا التطور الباب واسعًا أمام ترتيبات جديدة قد تجبر إنجامينا على التراجع خطوة إلى الوراء خشية انفلات الوضع الاجتماعي في مناطق النفوذ التقليدي لقبائل الزغاوة والماهرية وغيرها.
إن الأهمية الاستراتيجية لهذه المتغيرات لا تقتصر على ساحة المعركة وحدها، بل تمتد إلى الأروقة السياسية، حيث تجد الأطراف الداعمة للتمرد نفسها أمام مأزق لوجستي ومعنوي على حد سواء. فسقوط الغطاء القبلي يحدّ من جدوى التدفقات الخارجية، ويقلص من قدرة المليشيا على إعادة تنظيم صفوفها، ويعزز في المقابل قدرة الجيش السوداني على تحييد خطوط الإمداد وكسب مزيد من الزخم الشعبي لمشروع استعادة الدولة.
في المحصلة، تبدو المراحل المقبلة مرشحة للمزيد من التشققات في جدار التحالفات القبلية التي ظلت تُحرّكها المصالح والإغراءات العابرة للحدود، بينما تنضج في المقابل إرادة مجتمعية جديدة تستعيد قرارها بعد أن أدركت أن مشاريع الحرب لا تبقي ولا تذر، وأن الكلفة التي دُفعت لا تعادل شيئًا أمام وهم النفوذ والسيطرة الذي بُني على رمال متحركة. ويبقى السؤال الأهم: هل تنجح الدولة السودانية في استثمار هذا التصدع بذكاء سياسي لتسريع إنهاء التمرد وتجفيف منابعه، أم أن اللاعبين الإقليميين سيجدون طرقًا جديدة لتدوير الصراع وإطالة أمد النزيف؟
الخرطوم – المحقق
إنضم لقناة النيلين على واتساب