إبراهيم النجار يكتب: ترامب.. والتجربة اليمنية المرة!!
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
قبل شهر ونصف، توعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليمنيين، بالإبادة والجحيم والويل والثبور وعظائم الأمور. وأعلن عدوانه، وساق أساطيله إلى البحر الأحمر، ليبتغي كسر الحصار عن السفن الإسرائيلية، فإذ بها تدخل هي أيضا دائرة الحصار والنار. وبعدما عبرت أمريكا ممر باب المندب، بكامل ترسانتها، خرجت منه تسعى مبللة بالخسائر والخيبة.
ترامب، الذي أهان رئيس أوكرانيا، أمام العالم، وابتز أصدقاءه الأوروبيين، وسخر من دول وزعماء وأنظمة، وهاجم صحفيين، هو نفسه حين تحدث أمس، عن اليمنيين، اختار كلماته بعناية، وما وصفه لهم بالشجاعة، إلا اعتراف. فالعالم بلسان ترامب، لا يعترف إلا بالأقوياء.
إسرائيل، لم تستفق بعد من الصدمة، "لقد تركنا وحنا"، هكذا نعى إعلامها الخبر. أما رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المتباهي بعلاقته الخاصة بساكن البيت الأبيض، فتلقى صفعة مدوية، وارتد على عقبيه خائبا. فلا الحظر رفع عن سفن إسرائيل، ولا عمليات الإسناد لغزة توقفت. وتلك خطوط حمر رسمتها صنعاء، للقبول بتفاوض غير مباشر مع واشنطن، برعاية سلطنة عمان.
هكذا بدا المشهد. أمريكا العظمى، تسحب سفنها من البحر الأحمر، تاركة إسرائيل، وحدها مكشوفة أمام صواريخ اليمن ومسيراته. أما صنعاء المحاصرة، ففرضت شروطها. وهنا يظهر الفارق جليا، بين يمن ضحى بما لديه، لنصرة غزة، ودول ابتغت مرضاة أمريكا، وأشاحت بوجهها عن إبادة أبناء جلدتها.
هو اليمن، الذي لطالما أعجز كل من أراد به غزوا. فالحكاية، ليست فقط جغرافية معقدة، وتضاريس تنحني أمامها أعتى الجيوش، ولا تمرس اليمني بالقتال، حتى بات من بين أفضل جنود الأرض، بخبرات حروب، وحروب خاضها ويخوضها. ولا ترسانة صواريخ ومسيرات يملكها اليمن اليوم، بل مجموع كل هذا، يجعل حتى دولا كبرى، مثل أمريكا وبريطانيا، تحسب كل الحسابات، لبلد عربي توعد بالضرب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
تهديدات صنعاء تجبر واشنطن على إبعاد حاملات الطائرات عن البحر الأحمر
يمانيون |
في مؤشر جديد على تأثير العمليات البحرية اليمنية في قلب موازين القوة بالمنطقة، كشفت تقارير متخصصة أن الولايات المتحدة تتجنب إدخال حاملات طائراتها إلى البحر الأحمر، خشية تعرضها لتهديدات مباشرة.
وذكر موقع “USNI News” التابع لمعهد البحرية الأمريكية، أن مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس كارل فينسون” أنهت انتشاراً استمر 269 يوماً بعودتها إلى ميناء سان دييغو، بعد أن تمركزت طوال مهمتها في شمال بحر العرب، دون أن تعبر مضيق باب المندب أو تقترب من مياه البحر الأحمر.
وأضاف الموقع أن حاملة الطائرات “نيميتز” اتبعت المسار ذاته، حيث بقيت خارج نطاق البحر الأحمر، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً متزايداً من قبل القوات المسلحة اليمنية ضد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، دعماً لصمود غزة.
ويرى مراقبون أن هذا السلوك يعكس إعادة تقييم أمريكية لجدوى نشر هذه القطع الحربية الضخمة في بيئة مواجهة غير متماثلة، حيث أصبحت التهديدات اليمنية قادرة على شل حركة أعتى الأساطيل وإجبارها على إعادة حساباتها الاستراتيجية.