عربي21:
2025-08-17@01:08:42 GMT

في تجسير العلاقة بين إيران والعرب

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

يكتسب المؤتمر الرابع للحوار العربي الإيراني الذي نظمه كل من مركز الجزيرةللدراسات والمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية (الدوحة، 10–12 أيار/ مايو) أهمية خاصة. ويعود ذلك إلى التغييرات المتسارعة التي شهدها الإقليم وتعرضت لها المنطقة، خاصة بعد "طوفان الأقصى" واستشهاد زعيم "حزب الله" حسن نصر الله، وأخيرا سقوط نظام الأسد والمخاطر التي تهدد سوريا.



تدرك طهران جيدا بكونها حاليا هي في أشد الحاجة إلى إثبات أنها ليست معزولة كما تعتقد إسرائيل وحلفاؤها، لهذا تكثف دبلوماسيتها من تحركاتها في كل اتجاه، وذلك بهدف التصدي لمحاولات تحجيم دورها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن طهران تواجه "أزمة ثقة" عميقة ومتواصلة منذ اندلاع الثورة الإيرانية؛ بينها وبين العديد من جيرانها العرب لأسباب متعددة.

تكثف دبلوماسيتها من تحركاتها في كل اتجاه، وذلك بهدف التصدي لمحاولات تحجيم دورها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن طهران تواجه "أزمة ثقة" عميقة ومتواصلة منذ اندلاع الثورة الإيرانية؛ بينها وبين العديد من جيرانها العرب لأسباب متعددة
ورغم كونها لم تكن على علم مسبق بهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، إلا أنها دعمت المقاومة، وعملت على استثمار الحدث سياسيا، وانخرطت في المواجهة من خلال حلفائها في المنطقة. وتطور ذلك إلى تبادل القصف الصاروخي لأول مرة بينها وبين تل أبيب، وكاد أن ينقلب الاشتباك إلى حرب مدمرة معها. كما خسرت إيران في هذه المواجهة أبرز حلفائها، وهما قيادة حزب الله من جهة وحزب البعث السوري من جهة أخرى. لكن ذلك لم يضعف من عزيمتها وإصرارها، وبقيت متمسكة بروحها القتالية، فلم تتراجع عن سعيها لإثبات حضورها الإقليمي، وحاولت تحويل الخسارة إلى فرصة للحوار الندي والتفاوض المباشر مع إدارة الرئيس ترامب.

على صعيد آخر، حققت الدبلوماسية الإيرانية خرقا لا يستهان به من خلال تحسين علاقاتها مع المملكة العربية السعودية. وهذا يعتبر من بين المتغيرات الكبرى التي حصلت في الخارطة الإقليمية، وهو إنجاز نوعي غير مسبوق تجب المحافظة عليه وتدعيمه حتى لا يكون تقاطعا ظرفيا، وليصبح خيارا استراتيجيا.

على إيران أن تطمئن جيرانها العرب وتوثق علاقاتها معهم، ويعتبر الحوار الثقافي بين الباحثين والنشطاء من بين أهم القنوات المعتمدة في هذا السياق. ولا شك في أن الساهرين على مركز الدراسات الجزيرة للدراسات مدركون لأهمية هذا الحوار الثنائي، ومن شأنه، إلى جانب أدوات أخرى مثل التعاون الاقتصادي الثنائي، جعل إيران قريبة من الفاعلين العرب، وغير متصادمة مع محيطها.

لقد أكد الإيرانيون المشاركون على أن حكومتهم لا تنوي حيازة القنبلة النووية، لأن ذلك حرام دينيا، وهو الموقف الذي دافع عنه وزير الخارجية الدكتور عباس عراقجي عند افتتاح المؤتمر، وذلك في محاولة لسحب البساط من تحت أقدام الكيان الصهيوني الذي سعى ولا يزال نحو تأليب الغربيين ضد طهران، والعمل على جر أمريكا نحو توجيه ضربة عسكرية قاسية لها.

على إيران أن تطمئن جيرانها العرب وتوثق علاقاتها معهم، ويعتبر الحوار الثقافي بين الباحثين والنشطاء من بين أهم القنوات المعتمدة في هذا السياق
كما تناول المؤتمر الرابع لقضايا الساعة الحارقة والتي تشغل الرأي العام والمهتمين، مثل كيفية بناء جسور الثقة بين مختلف الأطراف، ومستقبل العلاقات الإيرانية السورية التي تمر بحالة من القطيعة الصامتة نتيجة وقوف طهران إلى جانب بشار الأسد ضد الحراك الثوري الشعبي. وهي مسألة شديدة التعقيد، ولها مخلفات مؤلمة بين الشعبين، وخلفت وراءها تداعيات سياسية ومذهبية خطيرة.

كذلك تناول المؤتمر الحالة اليمنية بتعقيداتها العميقة، إذ بالرغم من أهمية المقاومة التي تستهدف العمق الإسرائيلي التي يقودها "أنصار الله"، إلا أن اليمن أكبر وأوسع من دائرة الحوثيين، وصوت البقية مكبوت حاليا.

ولم يكن بالإمكان الحديث عن علاقة إيران والعرب دون التوقف عند حزب الله ولبنان، ودون ملامسة العقدة الأساسية التي تتمثل في مسألة من يملك السلاح في البلد؛ الحزب أم الدولة. وإذ دافع الإيرانيون المشاركون في المؤتمر بحماسة شديدة عن سياسات بلدهم المتعلقة بهذه المحاور، لكن في المقابل استمعوا باهتمام للاعتراضات التي عبر عنها آخرون، وهو ما حرص عليه المنظمون حتى يكون الرأي والرأي الآخر موجودا لأن الهدف هو التوصل إلى توصيات قابلة للتنفيذ، وحتى يقدم المؤتمر الإضافة الضرورية.

لا خلاف حول التمسك بإيران كدولة قوية وحليفة للعالم العربي بكل تناقضاته، لهذا كان المؤتمر موفقا عندما اختار هذا الشعار المركزي "الحوار العربي الإيراني: علاقات قوية ومنافع مشتركة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه العربي الإيراني الحوار العلاقات إيران العرب علاقات حوار مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حزب الله يشكر إيران علي الوقوف بجانب وحدة لبنان ‏وسيادته واستقلاله

إستقبل الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم أمين المجلس الأعلى للأمن ‏القومي في إيران علي لاريجاني.

ووفق البيان الصادر عن حزب الله ، فقد جدد الشيخ نعيم الشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعمها ‏المتواصل للبنان ومقاومته ضدّ العدو الإسرائيلي.
 

كما بعث الشيخ نعيم برسالة شكر أيضا إلي طهران على وقوفها إلى جانب وحدة لبنان ‏وسيادته واستقلاله ، مؤكدا أن العلاقات الأخوية بين الشعبين الإيراني واللبناني هي علاقات قوية .

وفي وقت سابق ،وجه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، سلسلة مواقف ورسائل إلى الحكومة اللبنانية، ركزت في معظمها على دعم المقاومة اللبنانية، وتحذير اللبنانيين من الانجرار وراء الإملاءات الخارجية، في إشارة غير مباشرة إلى الدور الأميركي في المنطقة.

لم نأت بخطة للبنان كما فعل الأميركيون

وشدد لاريجاني في تصريحاته على أن بلاده لا تحمل "خطة" جاهزة للبنان على غرار ما تفعله الولايات المتحدة، موضحا: "لم نأت بخطة إلى لبنان، لكن الأميركيين هم الذين جاؤوا بورقة من عندهم... لا نتدخل في شؤون لبنان الداخلية".

ولم يخف لاريجاني تأييد بلاده لـ"المقاومة" في لبنان، معتبرا أن على اللبنانيين التمسك بها كـ"رأسمال وطني". وقال: "نصيحتنا للبنانيين هي المحافظة على المقاومة... لبنان من خلال الحوار مع المقاومة يمكنه اتخاذ القرار الأنسب".

ووصف حزب الله بأنه: "يتصدى لإسرائيل ويقف ضد حيوان مفترس"، معتبرا أن الحزب والحكومة اللبنانية يمتلكان فهمًا عميقًا للظروف الراهنة.


رسالة موجهة للخارج

وأوضح المسؤول الإيراني أن بلاده تدعم استقلالية القرار اللبناني وترفض تلقي أي دولة إقليمية أوامر من الخارج: "رسالتنا تقتصر على أن تكون دول المنطقة قوية ومستقلة... الدول خارج لبنان ينبغي ألا توجه له الأوامر".

وخلال زيارته، التقى لاريجاني كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزاف عون، مؤكدا أهمية وحدة لبنان وازدهاره. كما أشار إلى أن الحوار الوطني الجاد بين اللبنانيين هو السبيل لاتخاذ قرارات صائبة.

في الشق الاقتصادي، أعلن لاريجاني استعداد إيران لتقديم مساعدات للبنان، قائلا: "سنساعد في أي جهد لإعادة الإعمار، والحكومة يجب أن تُمهد الأرضية لإيصال مثل هذه المساعدات".

وحول عدم لقائه بوزير الخارجية اللبناني، أوضح لاريجاني أن السبب يعود إلى "ضيق في الوقت".

زيارة لاريجاني لبيروت.. رسائل دعم إيرانية للبنان في كل الأوقاتلاريجاني للبنانيين: أنتم أسياد القرار ولا تدخل لإيران في شؤونكمعلي لاريجاني يزور بيروت ويلتقي الرئيس اللبناني جوزاف عون طباعة شارك حزب الله لبنان نعيم قاسم إيران علي لاريجاني

مقالات مشابهة

  • تهديدات جيوسياسية وأمنية.. لماذا تعارض إيران ممر زنغزور؟
  •   إيران تزوّد الحوثيين بأسلحة كيمائية  
  • إيران تشكر حشدها والسوداني على رفع الإعلام الإيرانية ومعاقبة من يرفع العلم العراقي في الزيارة الأربعينية
  • أكبر 10 محطات لتحلية المياه في العالم والعرب في الصدارة
  • طهران تثبّت موقفها من المقاومة وتل أبيب تلوّح بالقوة.. حوار الحزب – الرئيس عون لم يستأنف
  • دبلوماسي أمريكي: فرصة دبلوماسية لإحياء المحادثات النووية مع إيران
  • عراقجي ينفي تدخل إيران في الشؤون الداخلية للبنان
  • الدبلوماسية أم التحدي.. خيار إيران بعد ضربات أمريكا وإسرائيل
  • المؤتمر الشعبي يقطع الطريق أمام عودة نجل صالح إلى السلطة
  • حزب الله يشكر إيران علي الوقوف بجانب وحدة لبنان ‏وسيادته واستقلاله