عربي21:
2025-06-29@04:07:42 GMT

في تجسير العلاقة بين إيران والعرب

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

يكتسب المؤتمر الرابع للحوار العربي الإيراني الذي نظمه كل من مركز الجزيرةللدراسات والمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية (الدوحة، 10–12 أيار/ مايو) أهمية خاصة. ويعود ذلك إلى التغييرات المتسارعة التي شهدها الإقليم وتعرضت لها المنطقة، خاصة بعد "طوفان الأقصى" واستشهاد زعيم "حزب الله" حسن نصر الله، وأخيرا سقوط نظام الأسد والمخاطر التي تهدد سوريا.



تدرك طهران جيدا بكونها حاليا هي في أشد الحاجة إلى إثبات أنها ليست معزولة كما تعتقد إسرائيل وحلفاؤها، لهذا تكثف دبلوماسيتها من تحركاتها في كل اتجاه، وذلك بهدف التصدي لمحاولات تحجيم دورها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن طهران تواجه "أزمة ثقة" عميقة ومتواصلة منذ اندلاع الثورة الإيرانية؛ بينها وبين العديد من جيرانها العرب لأسباب متعددة.

تكثف دبلوماسيتها من تحركاتها في كل اتجاه، وذلك بهدف التصدي لمحاولات تحجيم دورها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن طهران تواجه "أزمة ثقة" عميقة ومتواصلة منذ اندلاع الثورة الإيرانية؛ بينها وبين العديد من جيرانها العرب لأسباب متعددة
ورغم كونها لم تكن على علم مسبق بهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، إلا أنها دعمت المقاومة، وعملت على استثمار الحدث سياسيا، وانخرطت في المواجهة من خلال حلفائها في المنطقة. وتطور ذلك إلى تبادل القصف الصاروخي لأول مرة بينها وبين تل أبيب، وكاد أن ينقلب الاشتباك إلى حرب مدمرة معها. كما خسرت إيران في هذه المواجهة أبرز حلفائها، وهما قيادة حزب الله من جهة وحزب البعث السوري من جهة أخرى. لكن ذلك لم يضعف من عزيمتها وإصرارها، وبقيت متمسكة بروحها القتالية، فلم تتراجع عن سعيها لإثبات حضورها الإقليمي، وحاولت تحويل الخسارة إلى فرصة للحوار الندي والتفاوض المباشر مع إدارة الرئيس ترامب.

على صعيد آخر، حققت الدبلوماسية الإيرانية خرقا لا يستهان به من خلال تحسين علاقاتها مع المملكة العربية السعودية. وهذا يعتبر من بين المتغيرات الكبرى التي حصلت في الخارطة الإقليمية، وهو إنجاز نوعي غير مسبوق تجب المحافظة عليه وتدعيمه حتى لا يكون تقاطعا ظرفيا، وليصبح خيارا استراتيجيا.

على إيران أن تطمئن جيرانها العرب وتوثق علاقاتها معهم، ويعتبر الحوار الثقافي بين الباحثين والنشطاء من بين أهم القنوات المعتمدة في هذا السياق. ولا شك في أن الساهرين على مركز الدراسات الجزيرة للدراسات مدركون لأهمية هذا الحوار الثنائي، ومن شأنه، إلى جانب أدوات أخرى مثل التعاون الاقتصادي الثنائي، جعل إيران قريبة من الفاعلين العرب، وغير متصادمة مع محيطها.

لقد أكد الإيرانيون المشاركون على أن حكومتهم لا تنوي حيازة القنبلة النووية، لأن ذلك حرام دينيا، وهو الموقف الذي دافع عنه وزير الخارجية الدكتور عباس عراقجي عند افتتاح المؤتمر، وذلك في محاولة لسحب البساط من تحت أقدام الكيان الصهيوني الذي سعى ولا يزال نحو تأليب الغربيين ضد طهران، والعمل على جر أمريكا نحو توجيه ضربة عسكرية قاسية لها.

على إيران أن تطمئن جيرانها العرب وتوثق علاقاتها معهم، ويعتبر الحوار الثقافي بين الباحثين والنشطاء من بين أهم القنوات المعتمدة في هذا السياق
كما تناول المؤتمر الرابع لقضايا الساعة الحارقة والتي تشغل الرأي العام والمهتمين، مثل كيفية بناء جسور الثقة بين مختلف الأطراف، ومستقبل العلاقات الإيرانية السورية التي تمر بحالة من القطيعة الصامتة نتيجة وقوف طهران إلى جانب بشار الأسد ضد الحراك الثوري الشعبي. وهي مسألة شديدة التعقيد، ولها مخلفات مؤلمة بين الشعبين، وخلفت وراءها تداعيات سياسية ومذهبية خطيرة.

كذلك تناول المؤتمر الحالة اليمنية بتعقيداتها العميقة، إذ بالرغم من أهمية المقاومة التي تستهدف العمق الإسرائيلي التي يقودها "أنصار الله"، إلا أن اليمن أكبر وأوسع من دائرة الحوثيين، وصوت البقية مكبوت حاليا.

ولم يكن بالإمكان الحديث عن علاقة إيران والعرب دون التوقف عند حزب الله ولبنان، ودون ملامسة العقدة الأساسية التي تتمثل في مسألة من يملك السلاح في البلد؛ الحزب أم الدولة. وإذ دافع الإيرانيون المشاركون في المؤتمر بحماسة شديدة عن سياسات بلدهم المتعلقة بهذه المحاور، لكن في المقابل استمعوا باهتمام للاعتراضات التي عبر عنها آخرون، وهو ما حرص عليه المنظمون حتى يكون الرأي والرأي الآخر موجودا لأن الهدف هو التوصل إلى توصيات قابلة للتنفيذ، وحتى يقدم المؤتمر الإضافة الضرورية.

لا خلاف حول التمسك بإيران كدولة قوية وحليفة للعالم العربي بكل تناقضاته، لهذا كان المؤتمر موفقا عندما اختار هذا الشعار المركزي "الحوار العربي الإيراني: علاقات قوية ومنافع مشتركة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه العربي الإيراني الحوار العلاقات إيران العرب علاقات حوار مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغون تفاصيل جديدة

(CNN)—كشف البنتاغون، الخميس، عن تفاصيل جديدة حول كيفية استعداد الولايات المتحدة لمهمة القصف الماراثونية ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية، والطواقم التي نفذت الغارة الجريئة، وكيف حاولت إيران تحصين أحد المواقع الذي يضم جوانب حيوية من برنامجها النووي.

وبالإحاطة صباحية، والتي وعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مسبقًا بأنها ستكون "مثيرة للاهتمام ولا تقبل الجدل"، قال وزير الدفاع، بيت هيغسيث، إن الولايات المتحدة نفذت "أكثر عملية عسكرية سرية وتعقيدًا في التاريخ"، دون تقديم الكثير من التفاصيل، وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دان كين، الشخص الذي عرض تفاصيل مقنعة حول كيفية تنفيذ المهمة المتطورة للغاية، ولكن مع ذلك، لم تقدم الإحاطة معلومات استخباراتية جديدة تدعم تأكيد الرئيس بأن الضربات "قضت" على البرنامج النووي الإيراني.

صورة من فيديو عرض خلال إحاطة البنتاغون لآلية عمل القنبلة الخارقة للتحصينات (بموقع اختبار تجريبي وليس بعملية إيران)Credit: Pentagon

ما كُشِفَ عنه

كشف كين عن تفاصيل لم تُنشر سابقًا حول طاقم القصف الذي شارك في المهمة، بالإضافة إلى الاستعدادات المكثفة التي بُذلت لها على مستوى الجيش، وقال إن عددًا كبيرًا من الخبراء عملوا على تصميم القنابل التي أصابت هدفها، وضمت الطواقم التي نفذت المهمة التي استغرقت 37 ساعة رجالًا ونساءً، برتب تتراوح من نقيب إلى عقيد، وكان من بينهم أفراد في الخدمة الفعلية في القوات الجوية وأعضاء في الحرس الوطني الجوي في ولاية ميسوري. وكان معظمهم من خريجي مدرسة القوات الجوية، وهي أكاديمية نخبوية في صحراء نيفادا.

وقال كين: "عندما ذهب أفراد الطواقم إلى العمل، الجمعة، ودعوا أحباءهم، دون أن يعرفوا متى سيعودون إلى منازلهم أو إن كانوا سيعودون.. وفي وقت متأخر من ليلة السبت، علمت عائلاتهم بما كان يحدث.. عندما عادت القاذفات إلى ميسوري، كانت عائلات الطاقم هناك، ترفرف الأعلام وتنهمر الدموع، أشعر بالقشعريرة وأنا أتحدث عن هذا حرفيًا".

وقبل أيام من المهمة، حاولت إيران تحصين منشأة فوردو النووية، الواقعة في عمق جبل، بتغطية فتحات التهوية بالخرسانة قبل اختراق القنابل الأمريكية لها، قال كين: "لن أفصح عن الأبعاد الدقيقة للغطاء الخرساني، لكن يجب أن تعلموا أننا نعرف أبعاد تلك الأغطية الخرسانية، وكان على المخططين مراعاة هذا الأمر، لقد وضعوا كل شيء في الحسبان".

ورغم التعديلات الضرورية في اللحظة الأخيرة، أصر كين على أن المهمة سارت كما هو مخطط لها، وأن القنابل الخارقة للتحصينات الضخمة التي تزن 30 ألف رطل عملت "كما هو مصمم" خلال استخدامها الأول في القتال.

وخلال الإحاطة، عرض كين فيديو يوضح كيفية عمل هذه القنابل الضخمة، أظهر الفيديو بالحركة البطيئة قنبلة تخترق ما يبدو أنه نوع من المخابئ، انبعث وهج برتقالي من ممر مفتوح مرئي على جانب المنشأة، تلاه كرة نارية كبيرة، وقال كين: "بالطبع، لم يكن هناك أحد داخل الهدف، لذا ليس لدينا فيديو منه".

وكُلِّف حوالي 44 جنديًا وبطاريتا صواريخ باتريوت للدفاع عن قاعدة قريبة من أي رد إيراني محتمل.

صورة من فيديو عرض خلال إحاطة البنتاغون لآثار القنبلة الخارقة للتحصينات (لموقع اختباري وليس من إيران)Credit: pentagon

أسئلة بلا إجابة

في حين قدّم المسؤولان العسكريان بعض المعلومات الجديدة حول تخطيط الضربات، إلا أنهما لم يقدما أي دليل جديد على فعاليتها ضد البرنامج النووي الإيراني، وأحال كلٌّ من كين وهيغسيث الأسئلة المتعلقة بذلك إلى أجهزة الاستخبارات، وركزا على منشأة فوردو النووية دون ذكر المنشأتين نطنز وأصفهان.

ولا يزال المدى الكامل للأضرار التي لحقت بالمنشأتين غير واضح، ففي فوردو، أشار هيغسيث إلى أن شخصًا ما سيحتاج إلى "مجرفة كبيرة" لتقييم ما هو داخل المنشأة بالكامل، مضيفًا أنه "لا يوجد أحد تحت الأرض قادر على تقييم" الأضرار، في حين قال كين إن هيئة الأركان المشتركة لا تُجري تقييمات لأضرار ساحة المعركة "بشكل مقصود"، وأحال أسئلة محددة حول مدى فعالية الضربات إلى أجهزة الاستخبارات الأمريكية، حيث قال: "نحن لا نُقيّم واجباتنا المدرسية، بل أجهزة الاستخبارات هي التي تُقيّمها".

وأشار تقييم أولي صادر عن وكالة استخبارات الدفاع التابعة للبنتاغون، نقلته شبكة CNN ووسائل إعلام أخرى عديدة، إلى أن الضربات لم تُدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل على الأرجح أخرته لأشهر فقط، وصرح مدير وكالة المخابرات المركزية، جون راتكليف، لاحقًا بأن وكالته علمت أن المنشآت دُمرت، وأنه "يتعين إعادة بنائها سنوات".

أشار هيغسيث إلى أن التقييم الأولي لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) أفاد بأن الأمر قد يستغرق أسابيع لتوضيح صورة فعالية الضربات وتأثيرها على البرنامج النووي الإيراني، مضيفا أنه كان "هجومًا ناجحًا تاريخيًا"، لكنه أشار إلى أن تقييمات هذا النجاح لا تزال قيد الدراسة.

وواصل هيغسيث الدفاع عن ادعاء ترامب بأن البرنامج النووي الإيراني قد "دُمّرَ"، متجنبًا الإجابة عن أسئلة حول كيفية توصل الرئيس إلى هذا الاستنتاج بعد ساعات فقط من إسقاط القنابل، حيث قال: "أؤكد لكم، رئيس اللجنة وموظفوه، ومجتمع الاستخبارات، وموظفونا، وآخرون، يجرون جميع التقييمات اللازمة لضمان نجاح المهمة".

وفي حين أن رواية كين للمهمة قدمت بعضًا من أكثر التفاصيل الملموسة التي قدمتها الولايات المتحدة حول الاستعدادات لتنفيذ الغارة، وتضمنت عناصر بشرية خصصت أطقم القصف وأفراد الخدمة الآخرين الذين شاركوا، اتخذ هيغسيث نبرة أكثر حدةً وسياسيةً، حيث انتقد تقارير وسائل الإعلام عن تداعيات المهمة.

إنه دور مألوف لهيغسيث، المعروف منذ زمن طويل بمدافعه الشرس عن ترامب أمام الكاميرات، ويوم الخميس، بدا أن رئيسه كان يراقب: فبعد فترة وجيزة من طرح الصحفيين أسئلة حول ما إذا كانت المركبات التي شوهدت خارج إحدى المنشآت قبل الهجمات تُشير إلى أن إيران نقلت اليورانيوم المخصب من الموقع استباقيًا، لجأ ترامب إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتقليل من أهمية الفكرة.

وقال الرئيس على صفحته بمنصة تروث سوشيال: "السيارات والشاحنات الصغيرة في الموقع كانت لعمال الخرسانة الذين يحاولون تغطية الجزء العلوي من أعمدة التهوية، لم يُسحب أي شيء من المنشأة".

مقالات مشابهة

  • عمتي “أم غالب الغرير” مدرسة في الإستقلال الإقتصادي
  • كم المبالغ المالية التي حصل عليها العرب بعد المشاركة في كأس العالم للأندية؟
  • الكشف عن الخسائر المادية التي تكبدتها إسرائيل في الحرب مع إيران
  • انطلاق مراسم تشييع حاشد ومهيب لشهداء العدوان الإسرائيلي في العاصمة الإيرانية طهران
  • كاتس: أوعزت للجيش بتحضير خطة للعمل الدائم ضد التهديدات الإيرانية
  • ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغون تفاصيل جديدة
  • الضربات الوهمية.. بين استعراض القوة وصمود الجغرافيا الإيرانية!
  • إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضربات الأمريكية
  • موقع أمريكي يكشف عن خطوة هامة سيتخذها ترامب بعد وقفه الحرب بين إيران وإسرائيل
  • السلطات الإيرانية تعتقل جاسوسا في مترو طهران