من الإمارات إلى العالم.. «معاً نروي قصتنا»
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
هزاع أبو الريش
أكد مشاركون في برنامج برنامج «صنَّاع المحتوى التاريخي»، الذي أعلنت عن إطلاقه «أكاديمية التاريخ»، في مايو الماضي، كأول برامجها التدريبية، بالتعاون مع أكاديمية الإعلام الجديد، أهمية البرنامج في «تأهيل صناع محتوى، ممن يمتلكون شغفاً بالتاريخ ليكونوا رواةً جدداً لتاريخ العرب وقصصهم بأسلوب عصري وجذّاب عبر المنصات الرقمية»، وأشاروا إلى أنهم استفادوا كثيراً من خلال المشاركة فيه، وأنهم أمام «مسؤولية كبيرة في نقل التاريخ بما يخدم أوطاننا ومجتمعاتنا وإنسانيتنا».
وقد افتتحت أكاديمية التاريخ باب التسجيل في البرنامج في 17 مايو الماضي حتى 23 يونيو 2025، وبدأت فعاليات البرنامج من 7 حتى 31 يوليو 2025، حيث تم اختيار 65 منتسباً للبرنامج من بين أكثر من 1000 طلب مشاركة من أنحاء الوطن العربي، لإثراء المحتوى الرقمي بقصص تُبرز البصمة الحضارية والإنسانية للإمارات والمنطقة العربية، إذ تُعد رواية مسار الإمارات الحضاري عبر التاريخ، ركيزةً أساسية في بناء الهوية الوطنية، ويسهم التركيز على سرد موحّد ومدروس في ربط الأجيال الجديدة بجذورها، وإظهار كيف تشكّلت القيم والمعتقدات عبر الزمن، ولم يعُد الاعتماد على النصوص الجامدة كافياً في عصر المحتوى البصري والتفاعلي، حيث يتم توفير محتوى بصري من مقاطع فيديو قصيرة إلى إنفو جرافيكس وأسئلة تحفيزية، يُقدّم التاريخ بشكل يتماشى مع أنماط استهلاك المعلومات لدى الشباب، وهو ما يستدعي إنتاج محتوى تاريخي عالي الجودة ومهارات بحث دقيقة، وسرداً مشوقاً، وإخراجاً بصرياً محترفاً، لذلك يتضمن البرنامج دورات تدريبية وورش عمل متخصّصة في البحث الميداني، وتقنيات الكتابة الروائية، وإنتاج الفيديو والبودكاست، بما يضمن رفع مستوى الاحترافية في هذا المجال، مع اعتماد منهجية علمية صارمة للتحقق المزدوج من المصادر الأرشيفية والشفهية، مع إرفاق المراجع الواضحة لكل مادة، ما يجعلها مرجعاً يعتمد عليه في تنقية الحقل المعرفي.
فرصة كبيرة
يقول عبد الرحمن علي بن قحطان، صانع محتوى في التاريخ، وأحد خريجي البرنامج: «كانت مشاركتي في أكاديمية التاريخ فرصة كبيرة، وكأنها صُممت خصيصاً لي، فمنذ طفولتي وأنا شغوف بالتاريخ والإعلام، لكن لم أكن أعرف الطريق الذي يربط بين الشغف والعمل الفعلي. في الأكاديمية وجدت نفسي، وكل ما كنت أبحث عنه، زملاء يشاركونني الاهتمام نفسه، يثرون معرفتي ويمنحونني شبكة علاقات أوسع في مجال المحتوى التاريخي». ويضيف: «أتاحت لي الأكاديمية فرصة اللقاء بمحاضرين بارزين، من المؤثرين والمشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً في المحتوى التاريخي، الذين قدّموا لنا خلاصة تجاربهم حول كيفية تطوير المحتوى بأسلوب يرقى لذائقة المشاهد، ويجعل المعلومة تصل بطريقة مشوقة، خالية من الملل، مع الحفاظ على عنصر الجذب المستمر».
ويختتم ابن قحطان: «انعكس هذا التدريب بشكل مباشر على محتواي الشخصي وما أقدمه بشأن السرد التاريخي حيث شهد تطوراً ملحوظاً، وتلقت منشوراتي ردود فعل إيجابية واسعة من المتابعين، مما عزز قناعتي بأن الاستثمار في المعرفة والخبرة هو الطريق الأمثل لصناعة محتوى تاريخي مؤثر وملهم، ويمثل الإنسان الإماراتي وما يحمل من فكر وثقافة ومعرفة».
قصص نابضة
من جانبها تقول خولة عبدالله المرزوقي، مستشارة إعلامية وثقافية، ومن خريجات البرنامج: «أكاديمية التاريخ بالنسبة لي كانت مساحة حيّة لرؤية التاريخ بعين جديدة، لا بوصفه فصولاً محفوظة في الكتب، بل كقصص نابضة يمكن أن نعيد تقديمها للعالم بأسلوب يشبهنا ويشبه عصرنا، من خلال البرنامج التاريخي التقيت بجيل شغوف، يمتلك القدرة على أن يحوّل الأثر والمكان إلى محتوى مُلهم، يصل إلى العالم بأغنية، أو مشهد، أو قصة مصوّرة، دون أن يفرّط بجوهر الهوية». لافتة إلى أن «البرنامج بالنسبة لي تجربة تؤكد أن التاريخ ليس حكراً على النخبة، بل مسؤولية الجيل كله، وأننا اليوم نعيش في قلب الفرصة لنروي حكايتنا بأدواتنا، وبصوتنا، وبإيقاعنا الخاص، أكاديمية التاريخ تمثل لي رسالة وطنية بامتياز: أن نحفظ ذاكرة الأثر والمكان، لا كأرشيف جامد، بل كإرث حيّ يشارك في تشكيل وعي الأجيال وصناعة المستقبل».
تجسير المسافة
قال حمد الجابري، مدرب وكوتش في صناعة المحتوى، وأحد الخريجين: «البرنامج ساهم في تجسير المسافة بين البحث الأكاديمي والجمهور العام، حيث إن كثيراً ما تبقى نتائج البحوث محصورة في المجلات المتخصصة بلغة يصعب على غير المتخصصين فهمها، فجاءت الأكاديمية لتترجم المنصة هذه النتائج إلى سرد مبسط وسهل الهضم عبر مقالات مختصرة، وحلقات بودكاست، وأفلام وثائقية، ما يعزز الحوار بين الباحثين والمجتمع ويفتح المعرفة لأوسع شريحة ممكنة، وأن يكون السرد التاريخي عبارة عن محتوى يواكب العصر بتقنيات حديثة تقدم الفائدة للمجتمعات، وتعزّز من قيمة التاريخ ودورة في بناء إرث إنساني مستمد ننهل من معينه تفاصيل الحياة وأهم مراحلها والاستفادة منها. مؤكداً على أن ما أسّسه البرنامج من رسائل فحواها دور التطور في بناء محتوى من خلال العالم الرقمي بما يخدم الفكر الإنساني ويدعم توجهات الدولة بترسيخ ثقافة تاريخية واضحة دون أية مبالغات وأقاويل وأحداث ضبابية المحتوى والمضمون، مما يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة في نقل التاريخ بما يخدم أوطاننا ومجتمعاتنا وإنسانيتنا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: صناعة المحتوى صناع المحتوى الثقافة الإمارات التاريخ أکادیمیة التاریخ من خلال
إقرأ أيضاً:
بتوجيهات الشيخة فاطمة.. انطلاق الدورة الـ 8 لبرنامج فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعي
بتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أعلن برنامج سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعي الذي تشرف عليه مؤسسة التنمية الأسرية عن إطلاق دورته الثامنة، مواصلاً مسيرته الريادية في تمكين الأفراد والمؤسسات، وتحفيز الابتكار المجتمعي، وتعزيز روح المبادرة والمواطنة الإيجابية، بما يُسهم في بناء مجتمع معرفي متماسك ومستدام.
وتحمل الدورة الثامنة من البرنامج طابعاً متجدداً بفكر مبتكر ورؤية ملهمة، تستشرف مستقبل العمل المجتمعي وتواكب التحولات المتسارعة، لتحفيز الطاقات الخلاقة لدى الأفراد والمؤسسات، بما يرسخ دور البرنامج منصة رائدة لصناعة التغيير الإيجابي، وتقديم نماذج ملهمة تعكس قيم الإمارات في التميز والريادة والعطاء المجتمعي.
وقال سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس اللجنة العليا للبرنامج، إن البرنامج يجسد رؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» في تعزيز ثقافة التميز كنهجٍ مستدام للتنمية المجتمعية، من خلال اكتشاف الطاقات الواعدة، ودعم المبادرات المبتكرة، وتكريم النماذج الملهمة التي تسهم بفاعلية في خدمة المجتمع، وترسيخ القيم الإنسانية النبيلة، بما يعزّز التلاحم المجتمعي ويرتقي بجودة الحياة في دولة الإمارات.
وأشاد سموه بالدور الكبير الذي يلعبه البرنامج تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» في النهوض بالمجتمعات، سيراً على نهج الدولة في نشر ثقافة الابتكار وترسيخ مفهوم الذكاء المجتمعي عبر إبراز العديد من المشروعات التي ترسخ مكانة الدولة على الصعيدين العلمي والتكنولوجي، لافتاً إلى أن البرنامج يحتكم إلى العديد من القيم المشتركة المتمثلة في النزاهة والريادة والابتكار والتلاحم المجتمعي والمسؤولية التي تعزّز مفاهيم الولاء والمشاركة في الأنشطة المجتمعية والعمل الإنساني.