القمة العربية ببغداد.. تكثيفٌ للجهود لمواجهة القضايا الأمنية والاقتصادية
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
العُمانية/ تحرص سلطنة عُمان على دعم جهود جامعة الدول العربية في تعزيز الاستقرار السياسي والتكامل الاقتصادي في المنطقة العربية بما يخدم المصالح المشتركة للدول الأعضاء، إذ تكتسب القمة العربية المزمع عقدها في العاصمة العراقية بغداد غدًا أهمية في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والتقلبات الاقتصادية.
وأكد سعادة السفير عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية لوكالة الأنباء العُمانية أن مشاركة سلطنة عُمان في القمة العربية ببغداد تحمل أهمية خاصة، انطلاقًا من دورها المحوري في تعزيز العمل العربي المشترك، وإيمانها الراسخ بأن التعاون والتنسيق بين الدول العربية هو السبيل لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، كما تعمل على تعزيز التعاون في المجالات السياسية، الاقتصادية والثقافية بما يدعم وحدة الصف العربي.
وأوضح سعادته أن القمة العربية توفر منصة حيوية للتشاور والتعاون بين الدول العربية لمواجهة هذه التحديات وتعزيز الاستقرار في المنطقة في ظل التحديات الكبيرة على مختلف الأصعدة السياسية، والأمنية والاقتصادية.
وأضاف سعادته أن سلطنة عُمان، على مر السنين، كانت ولا تزال تؤدي دورًا مؤثرًا في تقريب وجهات النظر بين الدول العربية، وتوحيد الجهود العربية والتمسك بمبادئ الحوار والتفاهم لمواجهة التحديات الراهنة ساعية لتحقيق مصالح المنطقة العليا.
وبيّن سعادته أن أهم القضايا على طاولة الزعماء العرب وممثليهم هي تطورات القضية الفلسطينية كونها القضية العربية المركزية، مؤكدًا على دعم سلطنة عُمان لتحقيق السلام العادل والشامل للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ووضح سعادته أن انعقاد القمة العربية في هذا التوقيت الاستثنائي يحمل دلالة رمزية كبيرة، وتأتي في وقت مهم للعالم العربي، كما تسلط الضوء على أهمية العراق كداعم رئيس في تحقيق التعاون العربي المشترك، مؤكدًا أن العراق يمر بمرحلة بناء وتطوير، وأن استضافته للقمة تثبت دوره المحوري في استعادة مكانته العربية والدولية، ومساهمته في تعزيز العمل العربي المشترك.
ولفت سعادته إلى أن القمة ستشهد عقد قمة اقتصادية موازية، وهي خطوة مهمة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية نظرًا للتقلبات الاقتصادية العالمية والأزمات المالية التي تؤثر على الاقتصادات العربية، وستناقش تكثيف الجهود لتعزيز التكامل الاقتصادي العربي والتعاون في مواجهة التحديات الاقتصادية، بما في ذلك الأمن الغذائي والطاقة.
وتابع حديثه بأن سلطنة عُمان تأمل أن تثمر هذه القمة عن نتائج ملموسة في تعزيز التكامل الاقتصادي العربي، ودعم استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة وتقديم الحلول العملية لها.
من جانب آخر قال سعادة السفير الدكتور قحطان طه خلف الجنابي سفير جمهورية العراق في القاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية لوكالة الأنباء العُمانية: إن العراق كان دومًا وعلى مدار التاريخ "دار السلام"، وتأتي أهمية هذه القمة لإيجاد القرارات والحلول للمشكلات العربية من خلال تعاونها وتضامنها مع الدول العربية الشقيقة.
وأكد سعادته أن القضية الفلسطينية -القضية العربية المركزية للعرب وللمسلمين ستكون القضية الأساس في القمة، خاصة عقب تطورات السابع من أكتوبر وما تلاها من أحداث، مشيرًا إلى أن هناك إجماعًا عربيًّا على رفض تهجير الشعب الفلسطيني من غزة ومن الضفة، كما ستناقش القمة الأهمية والضرورة الملحة لإيقاف الحرب، وإدخال المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة.
وأشار سعادته إلى أن الأبواب فُتحت للعدوان الإسرائيلي على مصراعيه ليمارس انتهاكاته وانتقامه وإبادته الجماعية للشعوب العربية سواء في غزة، أو في لبنان، أو في سوريا أو اليمن، واستهداف هذه الدول، إذ ينتهك العدوان الإسرائيلي بأفعاله القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان، وكافة المواثيق، ولا يعير أي اهتمام للمنظمات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، ومحكمة العدل الدولية، مؤكدًا أن الجامعة دأبت على متابعة القضية الفلسطينية وإدراجها كبند رئيس وأولي في بداية كل الاجتماعات.
وبيّن سعادته أهمية القمة الاقتصادية التي ستُعقد بالتوازي مع القمة الاعتيادية، وستناقش موضوعات اقتصادية وتجارية واستثمارية وتنموية، ستكون حاضرة ضمن أجندة القادة في بغداد.
وقال سعادته إن جامعة الدول العربية لها دور يتمثل في توحيد الكلمة والخروج بقرارات متفق عليها، ويأتي زخم عملها وقراراتها من خلال الإجماع العربي، وآراء القادة العرب، ومواقف الدول العربية، والمبادرات التي تطرح من أجل تعزيز العمل العربي المشترك.
وأكد سعادته أن العراق يأمل أن تخرج القمة في بغداد بنتائج وقرارات تلبي تطلعات الشعوب العربية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الدول العربية في الوقت الراهن، وأن تكون هذه القمة انعطافة في العمل العربي المشترك.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العمل العربی المشترک جامعة الدول العربیة القضیة الفلسطینیة بین الدول العربیة القمة العربیة العربیة ا فی تعزیز
إقرأ أيضاً:
بمشاركة ليبيا.. البرلمان العربي يضع خارطة طريق لمواجهة الأزمات وتعزيز التكامل
اختتمت بالعاصمة المصرية القاهرة، أعمال اجتماعات اللجان الأربع الدائمة بالبرلمان العربي، بمشاركة أعضاء مجلس النواب عبدالسلام نصية، وأحلام اللافي، وحسن البرغوثي، وأبو صلاح شلبي، وذلك في إطار التحضير للجلسة الختامية الخامسة من دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الرابع، المقررة اليوم السبت 28 يونيو الجاري بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وشهدت لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي مناقشة تقرير حول آخر التطورات السياسية والأمنية في العالم العربي، بالإضافة إلى مذكرة بشأن إعداد رؤية برلمانية لتفعيل الدبلوماسية الوقائية كأداة لنزع فتيل الأزمات ومنع نشوب الصراعات، كما تم استعراض تقرير اللجنة حول نشاطها خلال دور الانعقاد الحالي.
وفي السياق ذاته، ناقشت لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب، برئاسة الدكتورة أحلام اللافي، تقرير اللجنة الفرعية حول ريادة الأعمال الاجتماعية في العالم العربي، إلى جانب رؤية لتطوير التعليم الإلكتروني.
كما بحثت اللجنة الترتيبات المتعلقة بعقد ورشة عمل حول آليات حماية ورعاية الفئات المتضررة في مناطق النزاعات، بالإضافة إلى الترتيب لعقد ندوة خاصة بحماية الآثار في الدول العربية.
واستعرضت لجنة الشؤون الاقتصادية سبل تعزيز العلاقات مع المؤسسات والمنظمات الاقتصادية الإقليمية والدولية، إلى جانب مذكرة إعداد استراتيجية عربية لدعم الاقتصاد الأزرق في الدول العربية.
كما ناقشت لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان المسودة النهائية لمشروع قانون مكافحة الهجرة غير المشروعة في العالم العربي، والمسودة الأولى لرؤية برلمانية لحماية حقوق المستهلك في ظل التحديات التي تفرضها العولمة.
وتأتي هذه الاجتماعات ضمن جهود البرلمان العربي لإعداد مخرجات تشريعية ورؤى استراتيجية تدعم العمل العربي المشترك وتعزز الاستجابة البرلمانية للتحديات الراهنة في مختلف المجالات.