عربي21:
2025-06-30@03:39:56 GMT

خطوتان لتحقيق أهداف مستقبلية

تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT

هناك خطوتان يجب أن تتحققّا في اللحظة الراهنة التي تعيشها الأمة العربية، وذلك لأنهما مدخلان رئيسيان لتحقق أية أحلام وأهداف كبرى مستقبلية. واحدة من الخطوتين تتعلق بالنظام الرسمي العربي، والثانية تتعلق بالمجتمعات المدنية العربية.
أولاً، في غياب أو تراجع الحماس الرسمي العربي لأية خطوات وحدوية أو تضامنية ما بين الأقطار العربية، كما كان الحال في الخمسينيات من القرن الماضي، وبسبب الضمور أو التشّوه الذي حل بالتجمعات العربية، مثل الاتحاد المغاربي الذي يحتضر، أو حتى مجلس التعاون الخليج، الذي يترنّح تحت الهيمنة الخارجية، أو ذلك العبث من هذه الجهة الداخلية أو تلك، أصبح الطريق الوحدوي العربي الرسمي الباقي هو طريق الجامعة العربية.


ولكي يكون طريق الجامعة العربية طريقاً يقود إلى مشاريع تكاملية وتضامنية وحدوية عربية، أو يبني ويقوي شتّى أنواع الأمان العربي، في وجه المؤامرات والانتهاكات الاستعمارية الصهيونية المتعاظمة، لا بد من البدء بجعل الجامعة العربية قوية وفاعلة وكفؤة، بعد أن أصابها مؤخراً الوهن والعجز وقلة الحيلة. وهذا سيستدعي إجراء إصلاحات جذرية لأهداف وتركيبات الجامعة، تجعلها قادرة على طرح المبادرات، من دون انتظار هذه الدولة العضو، أو تلك لتقوم بذلك، وبالتالي جعلها تملك حقوقاً قانونية وسياسية أكبر، وتتحمل مسؤوليات أثقل بكثير، أي جعلها مؤسسةَ فعلٍ في الواقع العربي، وليس مؤسسة كلام فقط، كما فرض عليها طيلة تاريخها.
وأعتقد أن هذه الخطوة يمكن بدؤها بأحد الطريقين التاليين: قيام أحد أو مجموعة من الدول الأعضاء، بطرح اقتراح إجراء ذلك الإصلاح، أو قيام الجامعة العربية نفسها بدعوة مجموعة من المفكرين والمثقفين والمناضلين السياسيين العرب، ومن بعض المؤسسات العربية البحثية، المشهود لها بالبحوث الرّصينة، من أجل تدارس الأمر ووضع تصور متكامل عن عملية الإصلاح، ومن ثم تقديمه لمجلس الجامعة لمناقشته وتفعيله. إن جامعة جرى إصلاحها وتوسعة مسؤولياتها، وتجديد روحيتها وأنشطتها، وربط أهدافها بتغيير الواقع العربي المريض المجزّأ المنتهك يومياً من أوروبا والكيان الصهيوني، ومع الأسف من بعض دول الإقليم المجاورة، هي المدخل الوحيد الرسمي المتبقي حالياً. من دون ذلك فإن مستقبل الوجود العربي في هذا الإقليم سيكون غامضاً ومعرّضاً لمخاطر خارجية جمة، وهو ما يجب أن تعيه كل أنظمة الحكم العربية، وذلك قبل أن تنفجر حمم الغضب في وجوهها. وأتمنى أن يساهم بعض الأخوة من المفكرين والكتاب والمثقفين، في مناقشة صواب أو خطأ أو مشاكل هذا الاقتراح المتصّور.
ثانياً، إن تضعضع وضعف الكثير من الأحزاب والحركات القومية الوحدوية في منشئها القطري، وامتداداتها القطرية، عبر الخمسين سنة الماضية قد قاد إلى فراغ سياسي وحدوي، ملأته قوى حاملة لشعارات أخرى غير وحدوية التوجه. لقد تراجع الزخم النضالي الوحدوي كثيراً، وتكالبت عليه قوى الاستعمار والصهيونية تشويهاً وإخراجاً من الذاكرة الجمعية الشعبية العربية، خصوصاً بعد أن تساقطت عدة أنظمة حكم عربية رافعة لشعار الوحدة العربية، وداعمة لقوى المجتمعات العربية القومية.
وهكذا فمثلما أن المجال العربي الرسمي يحتاج إلى تفعيل الجامعة العربية، لإعادة الحياة للتوجهات الوحدوية التكاملية كخطوة أولى، فكذلك ستحتاج المجتمعات العربية المدنية لتكوين حركة أو جبهة شعبية تنسيقية تضامنية يحسب لها ويشعر بوجودها المجتمع الدولي وترجع التوازن ما بين الدولة والمجتمع.
هذان مثلان من خطوات، إن فُعّلت ولم تترك في سكونها الحالي المخجل، فإن الأمل هو الانتقال إلى الأهداف الكبرى للأمة وللزّخم الجماهيري الضروري للخروج من الموت البطيء الذي نعيشه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه العربية التعاون العرب تعاون جامعة الدول العربية سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجامعة العربیة

إقرأ أيضاً:

يسري جبر: 5 أسباب لتحقيق التوفيق في الحياة

أكد الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن سر التوفيق في الحياة لا يرتبط بالحظ أو الظروف كما يعتقد البعض، وإنما هو ثمرة الرضا بقسمة الله، وإتقان ما أقامك الله فيه، وحسن معاملة الخلق.

وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، في إجابة عن سؤال ورد إليه، يقول صاحبه: "حاسس إنّي مش موفق في أي حاجة في حياتي.. أعمل إيه؟"، أن أول خطوة نحو التوفيق أن ترى النعم التي بين يديك، لا أن تنظر لما في أيدي غيرك، ربنا سبحانه وتعالى قدّر لك رزقك ومكانك في هذه الحياة، ولو قمت بما أقامك الله فيه وأتقنته، سيفتح الله لك الأبواب من حيث لا تحتسب.

يسري جبر: النبي أول خلق الله من جهة نوره وروحه وليس جسدهيسري جبر يحذر: هذا مصير من يهمل القرآن بعد تعلمه في حياة البرزخلماذا أُبتلى رغم التزامي ديني؟.. يسري جبر يجيبحكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب

واستشهد الدكتور يسري جبر بقصة شخصية، حيث قال: "بعد تخرجي من كلية الطب، تمنيت تركه والتفرغ للدعوة وعلوم الدين، وسألت الشيخ عبد الله الصديق الغماري، فقال لي كلمة عظيمة: "أقامك الله فيما أراد، فاعبده فيما أقامك فيه، ولا تعبده كما تريد أنت"، ومن هنا فهمت أن التوفيق الحقيقي هو في العبادة من خلال ما رزقني الله به، فأتقنت الطب، وسعيت فيه، فوجدت فيه الخير والبركة".

الدكتور يسري جبر: التوفيق له علامات واضحة

وبيّن الدكتور يسري جبر أن التوفيق له علامات واضحة، منها: "الرضا بقسمة الله وقبول الواقع، إتقان العمل أو الدور الذي أقامك الله فيه، سواء مهنة أو عبادة أو دور في الأسرة، الاجتهاد مع حسن الظن بالله، والابتعاد عن المقارنات والحسد، ومصاحبة الناجحين والمتقنين، لأن النجاح مُعدٍ كما أن الفشل مُعدٍ".

وأشار الدكتور يسري جبر إلى أن كثيرًا من الناس يعيش في حيرة بين ما هو فيه وما يتمناه، فيضيع ما أقامه الله فيه، ولا يصل لما تمنى، ويظل في دائرة "اللا شيء".

وقال الدكتور يسري جبر إنه "إذا أردت أن تشعر بالتوفيق، لا تنظر إلى ما فاتك، ولكن اسأل نفسك: هل أتقن ما بين يدي؟ هل أتعامل برحمة مع زوجتي؟ هل أُرضي الله فيما أملك؟ إن فعلت، فاعلم أنك على طريق التوفيق".

طباعة شارك الدكتور يسري جبر الأزهر سر التوفيق التوفيق في الحياة التوفيق يسري جبر

مقالات مشابهة

  • الهيئة العربية للمسرح تختار صاحب رسالة «اليوم العربي»
  • كامل الوزير: خطة مستقبلية لتأهيل السائقين وردع المخالفين
  • أهداف الأندية العربية في كأس العالم للأندية 2025.. فيديو
  • أدعية لتحقيق الأمنيات.. اغتنمها ورددها الآن
  • شاهد.. كل أهداف الفرق العربية في كأس العالم للأندية 2025
  • «يسري جبر»: 5 أسباب لتحقيق التوفيق في الحياة
  • يسري جبر: 5 أسباب لتحقيق التوفيق في الحياة
  • الإيهام بالغرق: سياسة ترامب لتحقيق المكاسب / فضل داوود
  • لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.. مجمع الفنون والثقافة يحتضن ندوات اليوم البيئي بجامعة حلوان
  • الروقي : الهلال النادي العربي والآسيوي والأفريقي الذي يتأهل لدور الـ 16 من المونديال