القاعدة تتبنّى الهجمات في بوركينا فاسو وتعلن مقتل 60 حنديا
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
أعلنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" -التابعة لتنظيم القاعدة- مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف موقعًا عسكريًا في إقليم لوروم شمالي بوركينا فاسو، مؤكّدة أنها قتلت فيه 60 جنديًا، بحسب ما أفادت به منظّمة "سايت" الاستخبارية الأميركية الثلاثاء الماضي.
وقالت المنظّمة -التي تتابع أنشطة الجماعات الجهادية عبر الإنترنت- إن التنظيم نشر رسائل يومي الاثنين والثلاثاء أعلن فيها مسؤوليته عن 4 هجمات نفّذها في كل من بوركينا فاسو ومالي.
وتسلّط هذه الهجمات الضوء على التحدّيات الأمنية الكبيرة التي تواجهها دول الساحل الثلاث (بوركينا فاسو ومالي والنيجر) في مواجهة التمرّد والهجمات المتصاعدة.
ولم تصدر السلطات في بوركينا فاسو حتى الآن أي تعليق رسمي على الهجمات الأخيرة، التي عرفتها البلاد خلال الأسبوع الجاري.
ووفق "سايت" فإن أبرز الهجمات وقعت في بلدة "سوليه" حيث اقتحم مقاتلو "نصرة الإسلام والمسلمين" موقعًا للجيش، وقتلوا عددًا من الجنود، دون أن تُحدّد المنظّمة تاريخ وقوع الهجوم.
وفي هجوم آخر شرقي البلاد، قُتل 10 عناصر من تنظيم "مجموعات الدفاع عن النفس" (في دي بي VDP) الموالية للحكومة، في إقليم "غنانغا" بحسب المصدر ذاته.
إعلانوفي تسجيل مصوّر، ظهر عثمان ديكو قائد جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" في بوركينا فاسو، وهو يحث سكان بلدة "جيبو" شمال البلاد على مغادرتها حفاظًا على سلامتهم.
هجمات عنيفةوكانت قاعدة عسكرية في "جيبو" قد تعرّضت لهجوم الأحد الماضي، أسفر عن مقتل العشرات من الجنود والمدنيين.
ونقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر من سكان "جيبو" قولهم إن الهجوم كان عنيفًا للغاية، وشارك فيه مئات المسلّحين، مستهدفين مرافق تضم جنودًا وعناصر من المليشيات الموالية للحكومة.
وقال أحد المعلّمين إنه شاهد الجنود "يحترقون وسط الانفجارات، وتمّت مصادرة مستودعات كبيرة من الأسلحة، وقُتل مدنيون بإطلاق النار".
وفي سياق متّصل، تحدّثت تقارير عن دخول المسلّحين إلى مدينة "دياباغا" الواقعة شرق بوركينا فاسو، قرب الحدود مع مالي والنيجر.
وفي مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل أمس، ظهر مسلّحون مجهولون على دراجات نارية يجوبون شوارع بلدة "دياباغا" وسط إطلاق النار وتصاعد أعمدة الدخان.
ووفقا لمراقبين، فإن جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" أظهرت قوّتها من خلال السيطرة على مدن رئيسية، دون مقاومة تُذكر من القوات الأمنية، ومن المرجّح أن تواصل تنفيذ مثل هذه الهجمات.
وتصنّف "نصرة الإسلام والمسلمين" بأنها حركة جهادية تابعة لتنظيم القاعدة، تنشط في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، وتستهدف القوّات الأجنبية والأفريقية.
وقد تأسست هذه الجماعة مطلع مارس/آذار 2017، باندماج 4 حركات مسلحة في مالي ومنطقة الساحل هي "أنصار الدين، كتائب ماسينا، كتيبة المرابطون، إمارة منطقة الصحراء الكبرى" وهي تنظيمات تمتلك خبرات في تنفيذ الضربات الموجعة لخصومها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات نصرة الإسلام والمسلمین بورکینا فاسو
إقرأ أيضاً:
من تونس إلى الأردن ولبنان: اعترافات عربية بتفوّق الدور اليمني في نصرة فلسطين
يمانيون | تقرير
في ظل العدوان الصهيوني الأمريكي المتواصل على الشعب الفلسطيني، برز اليمن، بقيادته وشعبه وقواته المسلحة، كلاعب محوري ومبادر في مشهد المقاومة الإقليمي، حيث تتوالى الإشادات العربية والدولية بصلابة الموقف اليمني وفاعليته في إسناد غزة المحاصرة، بينما تواصل قوى التطبيع الرسمية انكفاءها المريب عن ساحات المواجهة.
وقد شكّلت تصريحات شخصيات عربية مرموقة من تونس والأردن ولبنان، صورة واضحة لمكانة اليمن ودوره المستعاد كقلب نابض للأمة العربية في زمن الهوان الرسمي.
وزير الخارجية التونسي الأسبق، رفيق عبد السلام، اليمن ملأ فراغ الخذلان العربي وتحوّل إلى رافعة ضغط استراتيجي ضد الكيان
اعتبر وزير الخارجية التونسي الأسبق، رفيق عبد السلام، أن اليمن أدى دوراً استثنائياً في المشهد العربي الراهن، من خلال قدرته على ملء الفراغ الاستراتيجي الذي خلفه انسحاب الأنظمة العربية من مسؤوليتها تجاه القضية الفلسطينية.
وأكد في مقابلة مع صحيفة عرب جورنال أن صنعاء لم تكتفِ بالموقف الرمزي، بل تحركت ضمن معادلة فعلية للردع والضغط على الاحتلال الصهيوني، سواء من خلال الحظر البحري أو القصف الصاروخي الذي اخترق عمق الكيان.
وقال عبد السلام إن «الموقف اليمني أثبت أنه ليس مجرد تسجيل موقف، بل صياغة لتوازن جديد في المنطقة»، مضيفاً أن ما قدمته القوات المسلحة اليمنية من إسناد مباشر لغزة أحرج كل الأطراف العربية المتقاعسة، وفرض حضور اليمن كقوة وازنة في محور المقاومة.
وأشار الوزير التونسي الأسبق إلى أن الفلسطينيين والعرب على حدّ سواء باتوا ينظرون إلى اليمن باعتزاز كبير، لما قدمه من تضحيات ومبادرات عسكرية وسياسية، داعياً إلى الالتفاف الشعبي العربي خلف هذا النموذج المقاوم الذي استعاد الكرامة المهدورة للأمة.
وأضاف أن تأييد الشارع العربي والإسلامي للموقف اليمني هو الذي جعله أكثر صلابة وثباتاً.
جمال غنيمات، عضو المؤتمر القومي العربي اليمن يحقق وحدة الساحات ويعيد روح الأمة
ومن الأردن، جاءت الشهادة من جمال غنيمات، عضو المؤتمر القومي العربي، الذي أكد في تصريح صحفي أن الإسناد اليمني للمقاومة الفلسطينية كان «فاعلاً بكل المقاييس» وأنه ساهم بشكل مباشر في تعزيز صمود الفصائل في غزة.
واستحضر غنيمات مشاعر الأردنيين المتابعة لبيانات العميد يحيى سريع، الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية، قائلاً: “كنا ننتظرها بشغف، وكأنها بيانات من قلب المعركة التي تخصنا جميعاً”.
وأوضح أن الشعب الأردني والعربي وجد في اليمن تجسيداً حيّاً لوحدة الساحات، بعد أن سقطت أقنعة الخذلان الرسمي والتطبيع.
وأضاف: “اليمن لم يكتفِ بالشعارات، بل ذهب نحو الفعل الحاسم، وأسس لمرحلة جديدة لا مكان فيها للمساومة ولا الخضوع لقوى الاستكبار العالمي”.
وتوقع السياسي الأردني أن يكون اليمن أحد المحاور الرئيسة في إعادة تشكل خارطة المقاومة الإقليمية خلال المرحلة المقبلة، مشدداً على أن الشعوب العربية باتت ترى فيه نواة مشروع عربي حر يرفض الهيمنة.
الباحث اللبناني المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور رضا إسكندر التحام الجماهير حول المقاومة في اليمن وإيران يرعب واشنطن وتل أبيب
من جانبه، تناول الباحث اللبناني المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور رضا إسكندر، بُعداً عميقاً في قراءته للمشهد، معتبراً أن القوة الحقيقية لمحور المقاومة لا تنبع فقط من القدرات العسكرية أو التوازنات السياسية، بل من الالتحام الشعبي العميق حول خياراته المصيرية، كما هو الحال في اليمن وإيران.
وأشار إسكندر إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بُنيت على قاعدة دعم شعبي صلب، وهذا ما مكّنها من الصمود أمام العقوبات والضغوط والحملات الإعلامية المستمرة، مؤكداً أن هذا النموذج ينسحب تماماً على التجربة اليمنية، حيث خرج الملايين أسبوعياً دعماً لغزة منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023.
وأوضح الباحث اللبناني أن واشنطن وتل أبيب تنظران بقلق بالغ إلى هذا الالتفاف الشعبي غير المسبوق، خصوصاً أن الشعوب بدأت تفقد ثقتها بالحكومات التابعة، وتجد في اليمن نموذجاً صادقاً يجسّد القيم التي تخلّت عنها الأنظمة الرسمية.
وأضاف: “إذا قررت أمريكا أو الكيان الصهيوني استهداف اليمن، فإن من سيواجههم لن يكون الجيش فقط، بل الشعب اليمني كله”، لافتاً إلى أن هذا التلاحم هو الذي يجعل من اليمن قوة غير قابلة للكسر.
وتطرق إسكندر إلى الجوانب الأخلاقية والإنسانية التي يتمتع بها قادة اليمن وإيران، مبيناً أن هذا التواضع والارتباط العضوي بالشعب يمثل عامل جاذبية وشرعية لا يمكن شراؤها أو تصنيعها في غرف السياسة.
وخلص إلى أن “القادة الصهاينة يعيشون هاجساً أمنياً دائمًا، أما القادة المقاومون فيعيشون وسط شعوبهم.. هذه المعادلة التي لا تستطيع أمريكا ولا حلفاؤها قلبها”.
اليمن كقوة إقليمية جديدة تعيد تعريف مفهوم القيادة في زمن الضعف العربي
إن ما تكشفه هذه الشهادات العربية ليس مجرد إشادة ظرفية بموقف مؤقت، بل هو توصيف دقيق لتحول استراتيجي عميق يجري في المنطقة، عنوانه أن اليمن، رغم سنوات الحرب والحصار، أعاد إنتاج موقعه كقلب للأمة، وكرأس حربة في معركة التحرر من الهيمنة الصهيوأمريكية.
لقد تمكّن اليمن من فرض معادلات ردع بحرية وصاروخية لم يسبق لها مثيل، وجعل من قضية غزة حلبة للاشتباك المفتوح مع الاحتلال، في وقت التزمت فيه الأنظمة العربية الصمت أو الاصطفاف إلى جانب العدو.
وفي الوقت ذاته، ظل الشعب اليمني يخرج بالملايين في مسيرات أسبوعية تؤكد ثباته ووفاءه لقضية فلسطين.
وإذا كانت الأنظمة قد خذلت فلسطين، فإن الشعوب – كما قال وزير الخارجية التونسي الأسبق – وجدت في صنعاء ضميراً عربياً حياً وفعّالاً، وليس مجرد صوتٍ خارج السياق.