عبدالله بن زهران بن عبدالله البلوشي

azalbalushi@gmail.com

تحوَّلت الرحلة اليومية في مسقط، من مجرد تنقُّل روتيني إلى معاناة مرهقة تستنزف الجسد والعقل، ما كان ينبغي أن يكون طريقًا بسيطًا إلى العمل أو الدراسة، أصبح عبئًا يوميًا يؤثر على جودة حياة السكان في العاصمة. ومع وصول الازدحام المروري إلى مستويات غير مسبوقة، آن الأوان لفهم جذور الأزمة والمطالبة بحلول جريئة ومستدامة.

الحاضر غير المستدام

شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا هائلًا في أعداد المركبات على طرق مسقط؛ مما يتطلب تدخلًا فوريًا ومنسقًا؛ إذ لم تعد المسألة تقتصر على الإزعاج فقط؛ حيث إن العائلات باتت تضطر للاستيقاظ مبكرًا ومغادرة منازلها قبل شروق الشمس لتجنب الازدحام!! وتلاشت بذلك مظاهر الحياة الأُسرية اليومية، مثل: وجبة الإفطار المشتركة. وفي الوقت ذاته، يقف رجال المرور عند التقاطعات الكبرى في محاولة لفك اختناقات مرورية باتت جزءًا من المشهد اليومي.

غياب النقل العام

في صميم هذه الأزمة، تكمن فجوة واضحة، ألا وهي: غياب منظومة نقل عام فعّالة ومعقولة التكلفة. هذا الغياب لا ينعكس فقط على راحة المواطن؛ بل يفرض أعباءً مالية إضافية على الأُسر التي تضطر لشراء مركبات متعددة لنقل الأبناء إلى المدارس والجامعات. والأسوأ من ذلك هو حال المواطنين من ذوي الدخل المحدود، الذين يُجبرون على امتلاك وصيانة مركبات خاصة فقط للوصول إلى أماكن عملهم.

ونعتقد أن بعض عيوب التخطيط العمراني تسببت في تفاقم الأزمة؛ إذ تركَّزت معظم الوزارات والمؤسسات الحكومية داخل نطاق جغرافي صغير في وسط مسقط؛ مما يجعل أي إجراء رسمي يتطلب تنقُّلًا فعليًا إلى هذه المنطقة، ويضيف آلاف المركبات يوميًا إلى بنية أساسية مُرهقة أصلًا.

واتبع القطاع الخاص النهج ذاته؛ حيث تمركزت مقار الشركات الكبرى أيضًا في قلب المدينة، وغالبًا دون توفير مواقف كافية. ونتيجة لذلك، يتنافس الموظفون والزوار على أماكن الوقوف؛ مما يؤدي إلى اختناقات مرورية إضافية بسبب دوران المركبات بحثًا عن موقف.

مقاومة التحول إلى العمل عن بُعد

ورغم الدعوات الرسمية من وزارة العمل لتبنّي نماذج العمل المرن والعمل عن بُعد، لا تزال معظم الجهات الحكومية والخاصة بطيئة في الاستجابة. في حين أن هذه السياسات أثبتت فعاليتها عالميًا في تخفيف الازدحام وتعزيز الإنتاجية، إلّا أن تطبيقها في مسقط لا يزال محدودًا؛ مما يزيد الضغط غير الضروري على شبكة الطرق.

وتتطلب أزمة مرور مسقط أكثر من حلول تجميلية.. إنها تستدعي رؤية مُتكاملة تشمل تطوير منظومة نقل عام شاملة تشمل: الحافلات، والحافلات الصغيرة، وخيارات تنقُّل مُستقبلية ذكية. وحل المركزية في توفير الخدمات الحكومية والمقار التجارية، ونقلها إلى مناطق متعددة في مختلف المحافظات. إضافة إلى تطبيق فعّال لسياسات العمل عن بُعد لتقليل عدد الرحلات اليومية.

وأخيرًا.. تستحق مسقط منظومة نقل تُعزِّز جودة الحياة، لا تُعيقها، ولا ريب أن ازدهار مدينتنا وصحة سكانها ورفاههم الاجتماعي، أهداف مشروعة تتطلب التعامل مع هذه الأزمة بالجدية والعزيمة التي تستحقها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اليوم…جلسة طارئة لمجلس نقابة الصحفيين لبحث قضية فصل زميلين من إحدى الصحف اليومية

صراحة نيوز – قرر مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين عقد جلسة طارئة خلال الساعات المقبلة، لبحث قضية فصل زميلين من أعضاء الهيئة العامة، يعملان في إحدى الصحف اليومية.

وأكد المجلس وقوفه الكامل إلى جانب الزملاء المفصولين، ودعمه لمطالبهم المحقة، مشددًا على أن النقابة تتابع القضية باهتمام بالغ، وستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان حقوق الزملاء والدفاع عنها بكل السبل القانونية والنقابية المتاحة.

وأضاف المجلس أن هذه القضية تمس جوهر الاستقرار المهني في المؤسسات الإعلامية، وتستوجب موقفًا حازمًا يحفظ كرامة الصحفيين ويصون مستقبلهم المهني.

مقالات مشابهة

  • تقرير دولي: اليمن يواجه أزمة غذائية غير مسبوقة تهدد ملايين السكان بالجوع الحاد
  • اليوم…جلسة طارئة لمجلس نقابة الصحفيين لبحث قضية فصل زميلين من إحدى الصحف اليومية
  • والي الخرطوم يوجه دعوة عاجلة للمؤسسات الحكومية والخاصة والمواطنين ويطلق تحذيرات من سرقات
  • أمر غريب.. نجيب ساويرس يعلق على تحميل وزير النقل مسؤولية حادث مصرع عاملات اليومية
  • وعورة طريق الجبل الأخضر تُهدد السكان والزائرين.. ومواطنون يقترحون حلولًا عاجلة لدعم التدفق السياحي
  • من أجل منظومة مرورية ذكية تحفظ حياة المصريين
  • ناصر الشمراني: هجوم "الأخضر" مقلق.. والمنتخب بحاجة إلى حلول عاجلة قبل الملحق
  • لا طبيب ولا دواء… هذه الأطعمة اليومية تُنقذ مفاصلك وعظامك!
  • مصر.. تحرك من السيسي بعد مصرع عاملات اليومية بحادث تصادم مروع
  • نقيب المعلمين يعلن ضخ دماء جديدة وتصعيد الشباب في منظومة العمل النقابي