أكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، للمستقبل ومتطلبات الريادة فيه، جعلت من دولة الإمارات نموذجاً مُلهِماً ورائداً في تبنّي التميز والابتكار، ومكّنها من تصدّر مؤشرات التنافسية العالمية في العديد من القطاعات الحيوية.


جاء ذلك خلال لقاء سموّه اليوم (الخميس) عدداً من مديري الهيئات والدوائر والمؤسسات الحكومية في دبي، وجمعاً من الأعيان والتجار والمواطنين، وسفراء وقناصل عدد من الدول الشقيقة والصديقة لدى الدولة، في مجلس سموّه في ند الشبا بدبي.
وتطرّق سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، خلال اللقاء إلى النهج الذي تبعته دولة الإمارات منذ عقود في جعل التميز شعاراً لكل ما تقدمه من خدمات وضمن مختلف القطاعات، مع الإشارة إلى مبادرة دبي منذ أكثر من 30 عاماً إلى إطلاق برنامج للتميز الحكومي، ليكون القاطرة التي تدفع جهود تطوير القطاع الحكومي في دبي والارتقاء بمخرجاته، واضعةً نصب العيون غايةً واحدةً وهي سعادة الإنسان وراحته.
وقال سموّه: «اليوم يسعدنا أن نشارك التجربة التنموية الرائدة لدولة الإمارات مع العالم، حيث تبقى تجربة الدولة في مجال التطوير الحكومي محل اهتمام العديد من الدول الساعية للاستفادة منها.. فنحن في دولة الإمارات لا نكتفي بالتحسين، بل نبتكر نماذج جديدة تستبق احتياجات الناس لتحقق لهم السعادة».
ونوّه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بالمستوى المتقدم، الذي وصلت إليه الخدمات الحكومية في دبي مع تسريع التحوّل نحو البيئة الرقمية، وقال سموّه: «المعيار الحقيقي لنجاح الحكومات هو قدرتها على إعادة تصميم أدواتها وتطوير أدائها وتوظيف التقنيات الحديثة.. وتبقى المرونة والسرعة والجرأة في صُنع القرارات الاستباقية ركائز استراتيجية لمسيرة التنمية المستدامة».
وأشار سموّه إلى أن المتغيرات السريعة، التي يشهدها العالم توجب مواكبتها بأفكار جديدة وأساليب عمل مبتكرة، ليس فقط للحفاظ على المستوى المتقدم، الذي وصلت إليه الخدمات الحكومية في دبي، بل وللنهوض بها إلى درجات أرفع من كفاءة الأداء ونوعية المخرجات، وبما يسهم في تلبية كافة احتياجات المجتمع، ويعين على تحقيق أعلى مستويات جودة الحياة لكل مكوناته، من مواطنين ومقيمين وأيضاً الزوار، لتكون دبي دائماً المدينة الأفضل في العالم للعيش والعمل والزيارة.
وتم خلال اللقاء استعراض جهود وعمليات التطوير، التي تشهدها الإمارة ضمن خطة دبي 2030، والأهداف الطموحة التي تضمنتها أجندتا دبي الاقتصادية D33، والاجتماعية 33، والتي يتطلب تحقيقها عمل جاد يجمع القطاعين الحكومي والخاص ضمن شراكة حرصت دبي دائماً على توطيد دعائمها في نموذج فريد، نجحت به في صنع قصة نجاح نالت تقدير العالم واحترامه، وقد أكد الجميع الالتزام بنهج دبي في التميز والعمل بروح الفريق الواحد نحو تحقيق الغايات التنموية المنشودة، بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن، ويخدم جميع مكونات المجتمع سواء على مستوى الأفراد أو على صعيد المؤسسات.

 

 

 

أخبار ذات صلة حمدان بن محمد يصدر قراراً بتعيين مدير تنفيذي لمركز دبي للمرونة رئيس الدولة في مقدمة مستقبليه.. الرئيس الأميركي يصل الإمارات في «زيارة دولة» المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: حمدان بن محمد محمد بن راشد محمد بن زايد محمد بن راشد آل مکتوم دولة الإمارات حمدان بن محمد فی دبی

إقرأ أيضاً:

القارئ الواعي.. محمد المنصور نموذجا

تكمن قيمة قراءة الكتب في الأثر المعرفي الذي تتركه بعد أن تُطوى الصفحة الأخيرة في الكتاب، ولكن هناك قيما أخرى تتمثل في إحياء الذاكرة والتذكير بأشخاص أو مواقف مر بها المرء، وبقيت تنتظر من يؤكدها أو تحضر كشاهد على حدث معين. وهذا ما سيتم ذكره في هذه المساحة.

قرأت منذ أيام كتاب (فن الروائي ووعي القارئ: تأملات في أركان فن الرواية) للكاتب والروائي السعودي بدر السماري. الصادر عن دار تشكيل للنشر والتوزيع. استعرت الكتاب من الصديق الدكتور محمد المهري. وما أن تصفحته حتى وجدت نفسي انسحب إلى مركزه سابحا في فلكه، صفحة بعد أخرى وموضوعا يليه آخر. يتوزع الكتاب على ١٧٣ صفحة، وكل صفحة تتطلب مجهودا من التركيز، لأن كل صفحة تُعد خُلاصة أفكار، ومحصلة قراءات معمقة لأهم الروايات والكتب الأدبية. كمثل هذه العبارة التي قالها الروائي التشيكي ميلان كونديرا في كتابه فن الرواية: «الرواية التي لا تحاول اكتشاف سرّ من أسرار الوجود البشري، هي رواية فاشلة»، هذه العبارة يسندها مؤلف الكتاب إلى تعريف الكاتب النمساوي هيرمان بروخ: «الرواية، هي كتابة الشيء الذي لا يمكن قوله سوى بالرواية، ولا شيء غير الرواية يعبِّر عنه».

يضم الكتاب بين جنباته العديد من العناوين المهمة في السرد، فبعد «المقدمة المعنونة بـ«لماذا هذا الكتاب»، يأتي عنوان حكايتي مع الرواية، وماذا نريد من قراءة الرواية، الشخصية الإنسانية: أعظم أسرار الوجود، ماهي مهمة الشخصية الروائية في النص الروائي، ضرورة تحديد هدف للشخصية، تقديم الشخصية للقارئ، كيف نرسم الشخصيات ليراها القارئ، من أين نجد شخصيات صالحة للروايات؟ مستودع الكتابة أو الباحة الخلفية للرواية، هل لدينا حكاية؟ ما الذي يجعل الروائي مجيدا؟ تحقيق الإقناع في السرد، هل تعرف ماذا نكتب؟ ماذا عن المكان والمشهد؟ كيف نقص حكايتنا؟ تعرّف على الصوت المناسب لروايتك، الرواية بوصفها شهادة تاريخية فكرية: ماريو بارغاس يوسا أنموذجا، في مديح الرواية الكلاسيكية، تحقيق مستوى القراءة الأعلى في الرواية. الثيمة الفلسفية، في مديح الروايات الرديئة، قبل أن نختم، خاتمة الرواية، كيف نكتب نهايات الشخصيات؟، المسافة بين الرواية والسينما. قبل أن أنهي الكتاب».

لفت انتباهي تمييز الكاتب لقارئ عن آخر، بقوله:«القارئ العفوي والقارئ الواعي»، مستعيرا ما كتبه الشاعر الألماني فريدريش شيلر، حين ميّز بين الشاعر العفوي والشاعر الواعي. واستعارها منه لاحقا الكاتب والروائي التركي أورهان باموق، حين ميز بين الروائي العفوي والروائي الواعي. وهنا تتضح ثقافة المؤلف السماري وتوسع قراءاته وتنوعها. إذ عند استعراضه لصفات القارئ الواعي، خطر على بالي القارئ القطري «محمد المنصور»، الذي زودني بعشرات الروايات ورقية وأخرى يقترح عناوينها عليّ. فالمنصور يمتلك حاسة شديدة تجاه الكتب، وقد عبّر عنها ذات مقال الروائي البيروفي الراحل ماريو برغاس يوسا، مستذكرا صديقه الشاعر المكسيكي الراحل خوسيه إميليو باتشيكو: «كان صديقي يتمتع بحاسة شمّ أدبية مدهشة تمكنّه من معرفة الكتب الجيّدة من تلك السيئة بمجرد أن يلقي نظرة عليها ويقلّب بعضا من صفحاتها. وقد رافقته غير مرة إلى عدد من المكتبات في الولايات المتحدة، حيث أتيح لي التأكد من صواب حاسته ودقتها في فرز الكتب بين الصالح منها والطالح».

هذا الأمر شهدته مع المنصور أيضا، فحين نمر على أهم مكتبات القاهرة، كان ينتقي الكتب بعناية، مستندا قراءاته المبكرة لأهم الأعمال الأدبية والفكرية والفلسفية في العالم. أتذكر مرة كنا نبحث عن رواية الكاتب المكسيكي خوان رولفو، صاحب الرواية الشهيرة (بيدرو بارامو)، ولم نجدها في القاهرة، لكني أحضرتها له من بغداد وتحديدا من إحدى مكتبات شارع المتنبي، بتقديم وافٍ ومفصل للمترجم العراقي مروان إبراهيم. السماري أشار في كتابه إلى مقولة متداولة للروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز يذكر فيها: «أن مدرسة الواقعية السحرية في (مائة عام من العزلة) كان إلهاما رائعا من رواية (بيدرو بارامو)». المنصور ليس قارئا فحسب بل يمتلك مكتبة سينمائية تضم أهم الأفلام السينمائية الكلاسيكية منها والحديثة. خطر ببالي سؤال عن امتناعه عن كتابة قراءاته وانطباعاته عن الكتب التي استوقفته، أو الأفلام التي أبهرته، فكان رده أن القراءة متعة توازي متعة الكتابة. ولا تهمني الكتابة لأجل الكتابة، المهم أنني مستمتع بما أنتجه العقل البشري من أدب وفن.

وقريبا من إجابة المنصور وجدت عبارة السماري تعبر عن الفكرة ذاتها: « قراءة النص ليس تهجَّي الكلمات لكنَّها فهم الخطاب والدّلالات والمعاني، والقارئ الواعي هو الذي يكمل المعنى ويرتقي به، ألا يقولون إن القارئ أذكى من النصَّ وربَّما من كاتبه في كثير من الأحيان؟!».

هكذا تمنحنا الكتب المميزة فرصة التزود بالأفكار المحرضة على الكتابة وعلى تذكر الأصدقاء الذين يزودوننا بالكتب القيمة، ويشاركوننا متعة القراءة والمطالعة والحديث عنها.

مقالات مشابهة

  • القارئ الواعي.. محمد المنصور نموذجا
  • رئيس الدولة ونائباه يعزون أمير الكويت بوفاة الشيخ فهد صباح
  • ولي عهد دبي يُعلن نجاح أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس الكونغو الديموقراطية بذكرى استقلال بلاده
  • محمد بن راشد: نبارك لطلابنا أوائل الثانوية العامة.. مستقبل مشرق ينتظركم في دولة مجيدة يهندس مستقبلها محمد بن زايد
  • محمد بن راشد لأوائل الثانوية العامة: مستقبل مشرق ينتظركم في دولة يهندس مستقبلها محمد بن زايد
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس سيشل باليوم الوطني لبلاده
  • هنأهم محمد بن راشد.. تعرف إلى أوائل الثانوية العامة في الإمارات
  • محمد بن راشد يبارك لأوائل الثانوية العامة: في دولة يهندسها محمد بن زايد ستكونون مستقبلها المشرق
  • 695 مشاركة في الدورة الثانية لجائزة حمدان بن زايد البيئية