أكدت الرئاسة الروسية (كرملين) اليوم أن فلاديمير بوتين لا يعتزم السفر إلى إسطنبول حيث يرتقب أن يعقد وفدان من موسكو وكييف مباحثات تهدف لوقف الحرب، في حين ربط الرئيس الأميركي دونالد ترامب أي تقدم في المحادثات باجتماعه مع بوتين.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "كلا، لا خطط كهذه في الوقت الراهن"، في إشارة إلى عدم مرافقة بوتين  للوفد الروسي الذي وصل اليوم إلى إسطنبول لإجراء أول جولة محادثات مباشرة مع أوكرانيا منذ ربيع 2022 حول وقف الحرب.

وتعليقا على غياب بوتين، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "بوتين لم يأت إلى أنقرة ولا يمكننا مواصلة الركض خلفه في أرجاء الأرض"، مضيفا أنه "أبدى استعدادا للتفاوض لكسب الوقت وتجنب وقف الحرب وتأخير العقوبات". كما اعتبر "عدم الارتقاء بمستوى تمثيل الوفد الروسي في أنقرة إهانة".

وفي تصريح مفاجىء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الهدف من وقف إطلاق النار قبل المفاوضات بين بلاده وكييف هو إعادة تسليح أوكرانيا.

وفي كلمته باجتماع نادي الدبلوماسية في العاصمة موسكو، أشار وزير الخارجية الروسي إلى توصل بلاده لاتفاق مع أوكرانيا في إسطنبول عام 2022، إلا أن "بريطانيا منعت إدارة كييف من مواصلة هذه العملية، واليوم هي التي توجه زيلينسكي".

لافروف: بريطانيا هي التي توجه كييف (الفرنسية) لن يحدث شيء

وفيما بدا تعليقا على غياب بوتين عن المحادثات، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية الأميركية قبيل هبوطها في دبي، المحطة الثالثة من جولته في الشرق الأوسط "لن يحدث شيء حتى أجتمع أنا وبوتين".

إعلان

وقال كبير المفاوضين في وفد موسكو فلاديمير ميدينسكي إن روسيا تسعى إلى "سلام طويل الأمد" في أول لقاء مباشر مع الجانب الأوكراني منذ زهاء ثلاثة أعوام.

وقال ميدينسكي، وهو من كبار مستشاري الرئيس الروسي، عبر تلغرام إن "الهدف من المباحثات المباشرة التي اقترحها (فلاديمير) بوتين هو إبرام سلام طويل الأمد ومستدام من خلال إزالة جذور النزاع".

من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة "تتطلع" لحصول تقدم في المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، وهي مستعدة للبحث في "أي آلية" للتوصل إلى إنهاء الحرب بشكل مستدام.

وأوضح روبيو خلال اجتماع لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أنطاليا بتركيا "أمامنا عمل كثير ونبقى منخرطين في هذا المسار، نحن على غرار الجميع، نتطلع لمعرفة ما سيحصل، بيد أن الوضع اصعب، لكن نأمل أن يتحقق تقدم على هذا الصعيد قريبا".

وشدد وزير الخارجية الأميركي على أنه "منفتح على جميع الآليات لتحقيق سلام عادل ودائم لن يضع فقط حدا لهذه الحرب بل سيمنع اندلاع حرب جديدة في يوم من الأيام".

(روبيو (يسار) خلال اجتماع وزراء خارجية الناتو (الفرنسية) تفاوض تحت القنابل

ورأى نظيره الفرنسي جان نويل بارو أنه ينبغي أولا التوصل إلى وقف لإطلاق النار لأن "التفاوض لا يتم تحت القنابل". وأكد أنه من خلال هذه "المحادثات التقنية يمكننا أن نأمل التوصل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، مما سيسمح ببدء المفاوضات".

وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول "روسيا لا تريد مفاوضات جادة في هذه المرحلة". وأضاف "سيكون لذلك عواقب، أوروبا عازمة على اتخاذ قرار بشأن فرض عقوبات جديدة" على موسكو.

من جانبه، قال الأمين العام للناتو مارك روته إنه يشعر "بتفاؤل حذر" حيال تقدم محتمل في المفاوضات بشأن أوكرانيا شرط أن يقوم الروس "بالخطوات المقبلة". وأوضح "يمكن إحراز تقدم خلال الأسبوعين المقبلين" مضيفا أن "الكرة باتت الآن في ملعب روسيا".

أنطاليا احتضنت اجتماع لوزراء خارجية دول الناتو (رويترز) استئناف دون شروط..

وفي 11 مايو/ أيار الجاري، طرح بوتين اقتراحا باستئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا دون شروط مسبقة في 15 من الشهر ذاته بإسطنبول، بعد توقفها منذ ثلاث سنوات، طالباً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استضافة الجولة الجديدة.

إعلان

بدوره، أكد أردوغان استعداد تركيا لاستضافة المفاوضات لتحقيق سلام عادل ودائم، بينما رحبت الحكومة الأوكرانية بالخطوة، فيما تتجه أنظار المجتمع الدولي نحو الاجتماعات التي تستضيفها إسطنبول.

يشار إلى أنه في مارس/ آذار 2022، استضافت إسطنبول عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.

ووقع البلدان اتفاقية بإسطنبول في يوليو/ تموز 2022، بوساطة تركيا والأمم المتحدة لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وللمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ومددت الاتفاقية 3 مرات قبل أن تعلق موسكو العمل بها في 17 يوليو 2023.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وزیر الخارجیة

إقرأ أيضاً:

تصعيد متبادل بين العقوبات والمواقف السياسية.. روسيا تشن أعنف هجوم جوي على أوكرانيا

البلاد (كييف)
في تصعيد غير مسبوق منذ اندلاع الحرب بين موسكو وكييف قبل أكثر من ثلاث سنوات، شنت القوات الروسية خلال الساعات الماضية أكبر هجوم جوي على الأراضي الأوكرانية، ما ألقى بظلال قاتمة على جهود السلام، التي كانت قد بدأت في التحرك ببطء خلال الفترة الماضية.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت فجر أمس (الأحد)، أكثر من 500 سلاح جوي على الأراضي الأوكرانية؛ من بينها 477 طائرة مسيرة، وطائرات خداعية، بالإضافة إلى 60 صاروخاً باليستياً وعابراً. وأوضحت أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تمكنت من إسقاط 249 طائرة مسيرة، في حين يُرجح أن بقية الطائرات فقدت بفعل أنظمة الحرب الإلكترونية.

وقال رئيس قسم الاتصالات في القوات الجوية الأوكرانية يوري إهنات، إن الهجوم الجوي الروسي الأخير يُعد “الأضخم على الإطلاق” منذ بداية الحرب في فبراير 2022، مشيراً إلى أنه استهدف مناطق واسعة في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك مناطق بعيدة عن خطوط الجبهة في غرب أوكرانيا.
الهجوم الجوي الذي وصفه المسؤولون الأوكرانيون بأنه “غير مسبوق”، يأتي في سياق حملة عسكرية روسية تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى تزايد الضغط العسكري على القوات الأوكرانية، وإثارة المخاوف من موجة دمار جديدة تطال البنية التحتية المدنية والعسكرية على حد سواء.
ورغم الضربات الجوية المكثفة، لا تزال كييف تتلقى دعماً عسكرياً غربياً متواصلاً، في وقت يعكف فيه الطرفان على تقييم ميداني مستمر لما آلت إليه الأوضاع على الأرض.
وفي خضم التصعيد العسكري، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده للدخول في جولة جديدة من محادثات السلام مع أوكرانيا في إسطنبول. وخلال مؤتمر صحفي عقده في مينسك، العاصمة البيلاروسية، أعرب بوتين عن تقديره للجهود التركية، مشيراً إلى أن مذكرات التفاهم بين موسكو وكييف ستكون على رأس جدول المفاوضات المحتملة.
وكان الجانبان قد عقدا جولتين من المحادثات في إسطنبول في وقت سابق من الحرب، لكن دون أن تفضي تلك الجلسات إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار.
وفي جانب آخر من المشهد، جددت روسيا رفضها للضغوط الأوروبية المستندة إلى العقوبات الاقتصادية، مؤكدة أن هذه الإجراءات لن تدفعها إلى طاولة المفاوضات.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن تشديد العقوبات الأوروبية لن يؤثر على موقف موسكو التفاوضي، واصفاً العقوبات بأنها “غير قانونية” و”سلاح ذو حدين”، محذراً من أن العقوبات الأشد ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية سلبية على أوروبا نفسها.
وأضاف بيسكوف أن روسيا أصبحت أكثر قدرة على مقاومة العقوبات الغربية، مستبعداً أن تتمكن أوروبا من تحقيق أهدافها السياسية من خلال الضغوط الاقتصادية.
ورغم تضرر روسيا من موجات العقوبات التي فُرضت عليها منذ اندلاع الحرب في 2022، فإن الاقتصاد الروسي أظهر مرونة واضحة خلال عامي 2023 و2024، في حين لم تحقق العقوبات الغربية النتائج المرجوة في كبح قدرات موسكو العسكرية والاقتصادية.
وفي العاشر من يونيو الجاري، اقترحت المفوضية الأوروبية حزمة جديدة من العقوبات تستهدف القطاعات الحيوية للاقتصاد الروسي، بما في ذلك عائدات الطاقة والبنوك والمؤسسات العسكرية. غير أن الولايات المتحدة لا تزال تتردد في تشديد عقوباتها الخاصة على موسكو حتى الآن.
وتأمل أوروبا أن تؤدي جولات العقوبات المتتالية إلى إجبار الكرملين على تغيير استراتيجيته تجاه أوكرانيا، إلا أن التصريحات الروسية الأخيرة تؤكد أن موسكو مستمرة في مقاومة هذه الضغوط، وأن قرار إنهاء الحرب لن يكون نتاج العقوبات، بل رهين بحسابات ميدانية وسياسية معقدة.
ومع استمرار أعنف هجوم جوي منذ بداية النزاع، وتبادل الرسائل الصارمة بين موسكو وأوروبا، يبدو أن مستقبل الحرب لا يزال غامضاً. فبينما يدفع الرئيس الروسي باتجاه محادثات جديدة في إسطنبول، تتواصل الضغوط العسكرية والاقتصادية على الأرض بوتيرة متسارعة، ما يجعل مسار التصعيد أكثر ترجيحاً من التهدئة في المدى القريب.

مقالات مشابهة

  • تصعيد متبادل بين العقوبات والمواقف السياسية.. روسيا تشن أعنف هجوم جوي على أوكرانيا
  • روسيا تتحدى الغرب: أوكرانيا لن تكون أداة لهزيمتنا
  • مقتل طيار أوكراني وسقوط إف 16 أثناء صد هجوم روسي
  • وزير الخارجية الإيراني: لا اتفاق نووي مع ترامب قبل التوقف عن إهانة خامنئي
  • بوتين مستعد لجولة ثالثة من المفاوضات مع أوكرانيا ولقاء ترامب
  • بوتين يؤكد استعداد روسيا لجولة جديدة من المفاوضات مع كييف
  • بوتين: مستعدون لجولة ثالثة من المفاوضات مع أوكرانيا
  • بوتين: روسيا مستعدة لتسليم 3 آلاف جـ ثة إلى أوكرانيا
  • بوتين: العلاقات بين موسكو وواشنطن بدأت تتحسن وترامب يسعى بصدق إلى حل الصراع في أوكرانيا
  • صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى أن بوتين يبحث غن مخرج