من عدل الفاروق إلى واقعنا المالي: دعوة لمراجعة القوانين
تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT
????️أحمد بن محمد العامري
في زمن "عام الرمادة"، علّق الخليفة عمر بن الخطاب حدَّ قطع يد السارق، رغم كونه حدًّا من حدود الله، وذلك لما ألمّ بالأمة من مجاعة وقحط أضرا بالمجتمع بأسره. كان ذلك درسًا خالدًا في فقه الأولويات، ومرونة التشريع في مواجهة النوازل الكبرى. واليوم، وبعد مضي قرون على ذلك الموقف النبيل، نجد أنفسنا نعيش ما يمكن تسميته بـ"عام الإرباك المالي"، حيث تسببت الظروف الاقتصادية المتلاحقة في إنهاك الأفراد والمؤسسات على حدٍّ سواء.
لقد آن الأوان أن يُعاد النظر في الآليات القانونية المرتبطة بالنزاعات المالية المدنية، خصوصًا تلك التي تفضي إلى إصدار مذكرات توقيف أو أحكام بالسجن بحق المَدينين، وهي إجراءات لا تؤدي غالبًا إلى استيفاء الحقوق، بل تزيد من تعقيد الأزمة وتفاقم معاناة الأسر والمجتمع. سَجن المَدين لا يساهم في سداد ديونه، بل يعطّل قدرته على الكسب والعمل، ويغلق أمامه أبواب الإصلاح والعودة إلى المسار السليم.
إن الدعوة اليوم موجهة إلى الجهات التشريعية والتنفيذية لتبنّي نهج إنساني وواقعي في معالجة هذه القضايا، عبر تفعيل أدوات التسوية والتفاهم، وإيجاد بيئة قانونية تحفز على الوفاء بالالتزامات دون أن تُقصي المتعثر أو تحطّ من كرامته.
فالإنسان العُماني، بطبيعته، ليس متهربًا من مسؤولياته، بل هو ابن بيئة تحترم الالتزام وتقدّر العطاء. إلا أن ما شهده من إرباك مالي خلال السنوات الأخيرة دفع بكثيرين إلى أوضاع معيشية ومالية لا تُحتمل، ولا يجوز أن نزيدها قسوة بعقوبات لا تعالج أصل المشكلة.
لعلّنا، في استحضارنا لحكمة الفاروق وعدله، نجد الطريق إلى حلول أكثر عدلًا ورحمة في زماننا هذا.
ahmedalameri@live.com
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دعوة أوروبية لإحراز تقدم سريع بمحادثات التطبيع بين باكو ويريفان
بروكسل (الاتحاد)
أخبار ذات صلةدعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إلى إحراز تقدم سريع في محادثات التطبيع بين أذربيجان وأرمينيا.
وأكدت كالاس، أمس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان في يريفان، على دعم الاتحاد الأوروبي تطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا.
وشددت على رغبة التكتل في التوصل إلى نتيجة بأقرب وقت ممكن فيما يتعلق بالتطبيع الأذربيجاني الأرميني، معربة عن امتنان الاتحاد وتشجيعه إزاء التقدم الذي تم إحرازه في مسار التطبيع الثنائي بين باكو ويريفان.