????️أحمد بن محمد العامري

في زمن "عام الرمادة"، علّق الخليفة عمر بن الخطاب حدَّ قطع يد السارق، رغم كونه حدًّا من حدود الله، وذلك لما ألمّ بالأمة من مجاعة وقحط أضرا بالمجتمع بأسره. كان ذلك درسًا خالدًا في فقه الأولويات، ومرونة التشريع في مواجهة النوازل الكبرى. واليوم، وبعد مضي قرون على ذلك الموقف النبيل، نجد أنفسنا نعيش ما يمكن تسميته بـ"عام الإرباك المالي"، حيث تسببت الظروف الاقتصادية المتلاحقة في إنهاك الأفراد والمؤسسات على حدٍّ سواء.

لقد آن الأوان أن يُعاد النظر في الآليات القانونية المرتبطة بالنزاعات المالية المدنية، خصوصًا تلك التي تفضي إلى إصدار مذكرات توقيف أو أحكام بالسجن بحق المَدينين، وهي إجراءات لا تؤدي غالبًا إلى استيفاء الحقوق، بل تزيد من تعقيد الأزمة وتفاقم معاناة الأسر والمجتمع. سَجن المَدين لا يساهم في سداد ديونه، بل يعطّل قدرته على الكسب والعمل، ويغلق أمامه أبواب الإصلاح والعودة إلى المسار السليم.

إن الدعوة اليوم موجهة إلى الجهات التشريعية والتنفيذية لتبنّي نهج إنساني وواقعي في معالجة هذه القضايا، عبر تفعيل أدوات التسوية والتفاهم، وإيجاد بيئة قانونية تحفز على الوفاء بالالتزامات دون أن تُقصي المتعثر أو تحطّ من كرامته.

فالإنسان العُماني، بطبيعته، ليس متهربًا من مسؤولياته، بل هو ابن بيئة تحترم الالتزام وتقدّر العطاء. إلا أن ما شهده من إرباك مالي خلال السنوات الأخيرة دفع بكثيرين إلى أوضاع معيشية ومالية لا تُحتمل، ولا يجوز أن نزيدها قسوة بعقوبات لا تعالج أصل المشكلة.

لعلّنا، في استحضارنا لحكمة الفاروق وعدله، نجد الطريق إلى حلول أكثر عدلًا ورحمة في زماننا هذا.

[email protected]

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تتدفق جماهيري كبير إلى ميدان السبعين بصنعاء إحياء لـذكرى الجلاء

الجديد برس| خاص| بدأت حشود جماهيرية ، ظهر الأحد، بالتدفق إلى ميدان السبعين في قلب العاصمة صنعاء، استجابةً لدعوة رسمية وشعبية للمشاركة في فعالية كبرى بذكرى جلاء آخر جندي بريطاني في 30 نوفمبر، وسط توقعات بتسجيل حضور هو الأوسع خلال الأعوام الأخيرة. وجاءت هذه التعبئة عقب دعوة قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي للخروج في “مليونية عظيمة” عصر اليوم، مؤكدًا أن المشاركة الجماهيرية ستجدد “رسالة الثبات والجهوزية في نصرة فلسطين ولبنان وأبناء الأمة”، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية. وكانت اللجنة التنظيمية قد وجهت دعوة عامة لمسيرة “التحرير خيارنا والمحتل إلى زوال”، في سياق تأكيد جديد على مركزية مشروع التحرر الوطني واستعادة السيادة على كامل التراب اليمني، بالتزامن مع تحولات سياسية وعسكرية تعزز الخطاب الرافض للهيمنة والحصار. وتعكس الدعوة للحضور الواسع رغبة في إيصال رسالة واضحة بأن الإرادة الوطنية ما تزال متماسكة وعصية على الانكسار، وأن مشروع التحرير الذي يخوضه اليمنيون يتجاوز كونه خيارًا سياسيًا ليصبح واجبًا وطنيًا وتاريخيًا. وتشير التوقعات إلى مشاركة كبيرة لمختلف فئات المجتمع، في مشهد يُنتظر أن يعزز وحدة الصف المقاوم في مواجهة القوى الأجنبية التي تواصل فرض الوصاية ونهب الموارد في المحافظات الجنوبية عبر حكومة رشاد العليمي.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة | مصر تتسلم رئاسة مؤتمر اتفاقية حماية بيئة البحر المتوسط
  • رئيس الوزراء: نحرص على توفير بيئة استثمارية جاذبة
  • محافظ المنوفية: لجنة لمراجعة خطط الرصف المستقبلية لتنفيذها بالطرق والمحاور الأكثر احتياجاً
  • خبير نفطي: دعوة الشركات الأميركية لغرب القرنة سياسية بحتة
  • محمد المر: دعوة للأجيال لتجسيد رؤية الوطن الطموحة
  • عبدالمنعم سعيد: المشهد الانتخابي سلبي ومرتبك وآن الأوان لمراجعة النظام بالكامل
  • أبوشقة يقترح تشكيل لجنة تقصي حقائق لمراجعة أسباب إلغاء نتائج 49 دائرة انتخابية
  • بابا الفاتيكان يصل بيروت: دعوة للوحدة
  • تتدفق جماهيري كبير إلى ميدان السبعين بصنعاء إحياء لـذكرى الجلاء
  • باسل رحمي: نتعاون مع وزارة المالية لتفعيل القوانين الداعمة لمشروعات الشباب