الحرب على الفلورايد تحرز تقدما
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
في تحول لافت، بدأت ولايات وبلديات أمريكية بإلغاء إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب العامة، في ما يمكن اعتباره انتصارًا لحق الأفراد في اتخاذ القرار بشأن ما يدخل أجسادهم.
ولاية يوتا كانت السباقة، حيث وقع الحاكم سبنسر كوكس، في مايو 2025، قانونًا يحظر تمامًا إضافة الفلورايد، رغم اعتراضات المؤسسات الطبية. وعلى خطاها، أعلنت فلوريدا عزمها المضي في الاتجاه نفسه، بدعم من الحاكم رون ديسانتيس، الذي رفع شعار “حرية الاختيار” كأولوية على “التوجيه الصحي”.
امتدت القرارات إلى مقاطعات مثل ميامي-ديد وكولير، ومدينة ستيت كوليدج، التي صوتت ضد إضافة الفلورايد، مستندة إلى مخاوف تتعلق بالتلوث البيئي، والحرية الطبية، وحق الإنسان في السيطرة على ما يستهلكه.
هذه الحركات المحلية تعكس تحوّلًا جذريًا في العلاقة بين الدولة والمواطن. لم تعد المسألة “نحن نعلم ما هو الأفضل لكم”، بل “نحن نحترم حقكم في أن تعرفوا وتختاروا”. دوافع هذا الرفض متعددة، من القلق بشأن تأثيرات الفلورايد على تطور الدماغ عند الأطفال، إلى ارتباطه المحتمل بانخفاض الذكاء، والتأثير على الغدة الدرقية والعظام، ووصولًا إلى مطلب إنساني أساسي: ألا يُفرض عليك شيء حتى لو كان بحجة الوقاية.
ما يحدث ليس انتصارًا لأصحاب “نظريات المؤامرة” كما يُتهم البعض، بل دليل على أن المجتمعات تطالب بالشفافية، بالتوازن، وبأن تُعامل كعقول تفكر لا أجساد تُحقن. لقد أصبح الماء – هذا العنصر النقي – ساحة معركة بين الحرية والسيطرة، بين البحث العلمي القديم والأدلة الحديثة، بين من يريد فرض “الخير” بالقوة، ومن يطالب بأن يُترك له حق اختيار ما يراه خيرًا.
هذه ليست حربًا على الطب، بل دفاع عن حق الإنسان أن يكون شريكًا في قرارات تمس صحته، لا مجرد متلقيًا لها.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
قراءة إسرائيلية في إعلان ترامب بشأن غزة.. هل باتت الهدنة قريبة؟
أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الليلة الماضية، عن موافقة تل أبيب على الشروط اللازمة لإتمام وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوما؛ اهتماما واسعا في المواقع والصحف الإسرائيلية، وسط تساؤلات عن مدى دخول "الهدنة" لحيز التنفيذ في وقت قريب.
وذكر ترامب أنه خلال هذه وقف إطلاق النار، سيتم العمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب، منوها إلى أن "القطريين والمصريين سيقدمون الاقتراح النهائي لإنهاء الحرب في غزة".
وتسلط "عربي21" الضوء على أبرز القراءات التي طرحتها وسائل إعلام عبرية، والتي أكدت وجود تفاؤل حذر في تل أبيب، ووصفت بعضها المقترح الجديد بأنه "الفرصة الأخيرة".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "ترامب قدم تلميحا قويا إلى أن عرض الصفقة يتضمن ضمانات لإنهاء الحرب، في حين تلتزم إسرائيل الصمت بعد الإعلان".
وأشارت الصحيفة إلى أن الضغوط الأمريكي كان لها تأثيرا، وستوّجه المحادثات خلال وقف إطلاق النار، وقد يغادر وفد إسرائيلي إلى الدوحة أو القاهرة هذا الأسبوع، منوهة إلى أن "حماس تجري مشاورات، وتبدي استعدادها للتوصل إلى اتفاق، إذا أنهى الحرب".
ولفتت إلى أنه "مرة أخرى تكتشف عائلات الأسرى الإسرائيليين وجود تقدم في مفاوضات الصفقة، عبر منشور للرئيس ترامب"، مستدركة: "رغم موافقة تل أبيب على الشروط الضرورية التي ستؤدي إلى وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، لا تزال هناك عدة أسئلة مطروحة".
وتابعت: "السؤال الرئيسي هو ما هي تلك "الشروط الضرورية" التي وافقت عليها إسرائيل"، موضحة أنه "وفقا لترامب، فإن إسرائيل تصر على عدم وجود اختلافات جوهرية بين مقترحات ويتكوف المختلفة والعرض القطري الأخير، الذي جرى تقديمه إلى الطرفين خلال الـ24 ساعة الماضية".
إحباط الصفقة
من جانبها، ركزت قناة "كان" العبرية على سيناريو إحباط صفقة الأسرى، من قبل الوزيرين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، موضحة أن "الوزيرين يدرسان اتخاذ خطوة مشتركة لإحباط الصفقة، وقد يلتقيان لاحقا اليوم".
وأفادت القناة بأن "بن غفير تواصل مع سموتريتش واقترح عليه اللقاء، لأنه لا يستطيع عرقلة مثل هذه الخطوة لوحده، بل إنه بحاجة للجهود الثنائية لتشكيل ما يكفي من العوائق أمام التوصل إلى صفقة".
ولفتت إلى أن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد رد على هذه الخطوة، بتجديد تأكيده لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنه سيوفر له شبكة أمان لضمان تنفيذ الاتفاق.
وتطرقت صحيفة "معاريف" العبرية أيضا إلى محاولات بن غفير وسموتريتش لإحباط الصفقة، لكن تناولت أيضا تصريحات وزير الخارجية جدعون ساعر التي أكد فيها أن هناك أغلبية كبيرة تؤيد إطلاق سراح الأسرى، وذلك في أعقاب إعلان ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن بن غفير وسموتريتش يعارضون في كل مرة صفقة الأسرى، حتى أن بن غفير استقال من الحكومة لمدة شهرين، احتجاجا على الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في كانون الثاني/ يناير الماضي.
أما صحيفة "هآرتس" العبرية فقد رأت أن إعلان ترامب محاولة للضغط على تل أبيب وحركة حماس، مشيرة إلى أن "ترامب يعتقد أن وقف إطلاق النار المؤقت، سيشكل أساسا لحل أكثر ديمومة يسمح بتنفيذ خطة أمريكية لما بعد الحرب".
محاولة للضغط
وتابعت الصحيفة: "في إسرائيل، يسود اعتقاد بأن إعلان الرئيس الأمريكي محاولة أخرى للضغط على الجانبين لإنهاء الحرب بسرعة".
وأردفت: "يريد ترامب دفع حماس إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، في غضون أيام، حيث يتواجد الوفدان في مواقع متجاورة ويجريان مفاوضات غير مباشرة وسريعة للتوصل إلى اتفاقات".
ونوهت "هآرتس" إلى أنه "وفقا للرئيس ترامب، من المتوقع أن يناقش الزعيمان الأمريكي والإسرائيلي (نتنياهو) قضيتي غزة وإيران خلال زيارة الأخير للبيت الأبيض الأسبوع المقبل".
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطلع على التفاصيل لم تسمه، أن "زيارة نتنياهو من المتوقع أن تستمر حوالي خمسة أيام".
كما نقلت عن عدة مصادر إسرائيلية ودولية لم تسمها، أن "الإطار المُحدّث الذي يُناقش حاليا لاتفاق لإنهاء الحرب في غزة من المتوقع أن يشمل تعويضا دبلوماسيا لإسرائيل، بهدف تخفيف موقف وزراء اليمين المتطرف".
وقالت: "وفقا للمصادر، تشمل الإنجازات الدبلوماسية المتوقعة استئناف المحادثات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية بشأن إقامة علاقات رسمية".
كما تشمل تلك الإنجازات، وفق المصادر، "اتفاقية تطبيع مع سلطنة عُمان، وإعلانا تاريخيا من سوريا يشير إلى انتهاء الأعمال العدائية بين البلدين".
ومرارا، أعلنت "حماس" استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين، لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.