خطة أميركية إسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة تثير جدلا واسعا
تاريخ النشر: 25th, May 2025 GMT
في ظل التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وفي وقت يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني ظروفا كارثية نتيجة الحصار المستمر، ظهرت مؤخرا خطة مثيرة للجدل لتوزيع المساعدات الإنسانية، عبر "مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة" التي أُنشئت مؤخرا بدعم وتنسيق مع شركات أميركية عاملة في مجالي الأمن واللوجستيات.
وتأتي هذه الخطوة بعد 3 أيام فقط من سماح الحكومة الإسرائيلية بإدخال مساعدات محدودة إلى القطاع، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في غزة، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والدواء.
وقد أثارت هذه الخطة ردود فعل متباينة عبر منصات التواصل الاجتماعي الفلسطينية، بين التحذير من تحويل المساعدات إلى أداة سياسية وأمنية، وبين الرفض الكامل لأي آلية تتجاوز الأطر الدولية المعتمدة مثل وكالة "الأونروا".
وتهدف "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة إلى بدء العمل في قطاع غزة بحلول نهاية مايو/أيار الجاري للإشراف على خطة إسرائيلية جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع الفلسطيني، لكن الأمم المتحدة تقول إن الخطة تفتقر للنزاهة والحياد ولن تشارك فيها.
إعلانوتُشير المعطيات إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية– تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إعادة صياغة منهجية العمل الإغاثي بما يتماشى مع أهدافها الأمنية والعسكرية، وذلك في إطار خطتها الأوسع لتقويض الدور الحيوي الذي تقوم به المنظمات الأممية، وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وتعليقا على هذه الخطوة، ذكر رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، أن الخطة الأميركية الإسرائيلية، التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات محدودة في غزة إلى شركات دولية، ليست مشروعًا إنسانيًا، بل مناورة مدروسة لإعادة تغليف الحصار، وتقنين التجويع، وتحويل الطعام إلى أداة قهر وخضوع تمهّد لاقتلاع السكان من أرضهم.
تُحضّر سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات القليلة المقبلة لإطلاق حملة إعلامية ودعائية واسعة النطاق، تهدف إلى دفع المواطنين في قطاع غزة للتوجّه إلى النقاط الأمنية لتسلّم المساعدات. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن الكميات المخصصة للمرحلة الأولى من الحملة ستكون كبيرة للغاية، في…
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) May 24, 2025
بينما رأى مغردون أن الآلية الجديدة لا تهدف فقط إلى السيطرة الأمنية، بل تسعى لإيجاد بديل عن الأونروا، وهو هدف إسرائيلي قديم، مشيرين إلى أن الآلية تمثل بوابة لإدارة جديدة لقطاع غزة، بعيدًا عن الإرادة الوطنية الفلسطينية.
وكتب أحد النشطاء: "الخطة الأميركية لتوزيع المساعدات لا تهدف إلى الإغاثة كما تزعم، بل غايتها الأولى والأخيرة دفع سكان قطاع غزة قسرًا نحو الجنوب بعد فشل محاولات إجبار سكان شمال غزة على النزوح تحت القصف العنيف وتقدم الدبابات".
وأكد مدونون أن الاحتلال يروّج لأرقام مضللة حول كميات المساعدات التي تدخل القطاع، ضمن خطة تهدف إلى كسب الوقت لحين بدء عمل "مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة".
هام .. عن توزيع المساعدات في قطاع غزة ..????
خطة توزيع المساعدات تحت أعين الاحتلال – مراكز محاطة بالأسوار وتخضع لرقابة أمنية مشددة
بحسب مصادر من إعلام العدو، من المقرر أن تبدأ أربع نقاط لتوزيع المساعدات في قطاع غزة عملها ابتداءً من يوم الأحد، في إطار خطة معدّة مسبقًا تحت إشراف… pic.twitter.com/YBXCIs5liX
— الحـكـيم (@Hakeam_ps) May 23, 2025
إعلانوأشاروا إلى أن الاحتلال يسعى لإفشال آلية التوزيع الحالية، من خلال تسهيل سرقة الشاحنات بهدف تبرير ضرورة التحول إلى النموذج الجديد.
#غزة ,المغالطة الامريكية الصهيونية ليست شركة امريكية لتوزيع الطرود الأغذية بل كموندوس من النخبة الامريكية خريجي التخرج من الجيش الامريكي ,تدرب في تلابيب على كيفية توزيع الطرود ,وفيهم من المخابرات الامريكية كذبة المساعدات تحت غطاء اعانة الجيش الصهيونى ,ولهم خطة في غزة pic.twitter.com/CxNbiQC1ou
— manomanochka (@GouriLeila) May 24, 2025
كما اعتبر آخرون أن المساعدات تحوّلت إلى عملية أمنية معقدة، يُحاصر فيها الجوعى بجدران ونقاط تفتيش، في ظل تحكم الاحتلال الكامل في الزمان والمكان وحتى لقمة العيش.
في حين رأى نشطاء أن الاحتلال الإسرائيلي يُخطّط لربط تسلّم المساعدات بعملية تسجيل مسبق، يُجبر المواطنون بموجبها على الانتقال إلى مناطق محددة في الجنوب، وقد تُقصر عملية التسجيل لاحقًا على فئات عمرية معينة، لا سيما الشباب، مما يعزز الشكوك بوجود نية مبيّتة تتعلق بعمليات أمنية وتهجير مرحلي قد يُفضي لاحقًا إلى ترحيل واسع خارج غزة.
ودعا ناشطون ومغردون إلى ضرورة رفض الآلية الأميركية الإسرائيلية المقترحة لتوزيع المساعدات، مؤكدين أن الموقف الشعبي وحده غير كافٍ، بل يجب على النظام السياسي الفلسطيني بجميع مكوناته التحرك السريع وتقديم بديل يحترم كرامة الفلسطينيين، مع الضغط الدولي لفتح ممرات إنسانية حقيقية ووقف استخدام "سلاح التجويع" كوسيلة للتهجير والابتزاز السياسي.
ويذكر أن عدة أطراف رفضت التعامل مع الآلية الإسرائيلية المدعومة أميركيا، فقد استبعد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني نجاح الخطة، وقال "يبدو أن خطة المساعدات الإنسانية الجديدة في غزة وُضعت لهدف عسكري أكثر منه إنساني".
إعلانوأوائل أبريل/نيسان الماضي، اقترحت إسرائيل "آلية منظمة للمراقبة ودخول المساعدات" إلى غزة، لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سرعان ما رفضها، وقال إنها تهدد "بمزيد من القيود على المساعدات والسيطرة على كل سعرة حرارية وحبة دقيق".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المساعدات الإنسانیة لتوزیع المساعدات توزیع المساعدات فی قطاع غزة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
المنظمات الأهلية الفلسطينية: توسع الاحتلال الإسرائيلي في غزة يعمق الكارثة الإنسانية
حذر مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، اليوم الأحد، من التداعيات الخطيرة لتوسيع الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، مؤكدا أن هذه التوسعات تعني المزيد من القتل والدمار بحق الشعب الفلسطيني، وتفاقم الأزمة الإنسانية التي تعصف بالقطاع منذ أكثر من 85 يوما.
80% من مساحة غزة تحت سيطرة الاحتلالوأوضح الشوا - في تصريح خاص لقناة (إكسترا نيوز) الإخبارية - أن نحو 80% من مساحة قطاع غزة أصبحت فعليا تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، سواء من خلال العمليات العسكرية أو عبر قرارات الإخلاء القسري التي تدفع السكان للنزوح، مشيرا إلى أن شمال قطاع غزة يشهد هجوما غير مسبوق من قبل الاحتلال، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية باتجاه الجنوب.
الاحتلال الإسرائيلي يواصل اقتحام قرى الضفة الغربية.. ومداهمات واعتقالات في نابلس وتشديدات بالأغوار باكستان تدعو لتفعيل خطة إعادة إعمار غزة ووقف التوسع الاستيطاني النزوح القسري جزء من خطة نتنياهووأكد الشوا أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة مدروسة وضعتها حكومة بنيامين نتنياهو، لإجبار سكان غزة على النزوح القسري نحو الجنوب، وفرض أمر واقع جديد يهدد الوجود الفلسطيني في القطاع، لافتا إلى أن هذه المؤشرات تنذر بكارثة إنسانية خطيرة.
الحصار يمنع دخول المساعدات.. و130 ألف طن عالقة على الحدودوأشار مدير شبكة المنظمات الأهلية إلى أن الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 85 يوما، أدى إلى تراكم المساعدات الإنسانية على الحدود، حيث تقبع نحو 130 ألف طن من المساعدات بجميع أصنافها في انتظار السماح بدخولها.
وأضاف أن ما تم إدخاله عبر معبر كرم أبو سالم لا يكاد يُذكر مقارنة بحجم الاحتياجات الضخمة لسكان القطاع، مشددا على أن هذا النقص الحاد في المساعدات يفاقم معاناة الأهالي، ويعرض حياتهم للخطر.
استهداف الأطفال.. 18 ألف شهيد من الأطفال منذ بداية العدوانوفي تصريحاته، أشار الشوا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف الأطفال بشكل ممنهج، مؤكدا أن عدد الشهداء الأطفال الذين سقطوا منذ بداية العدوان تجاوز 18 ألف طفل، وهو رقم صادم يعكس حجم الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة.
وأوضح أن هذا الحصار والعدوان المستمر سيكون لهما تداعيات كارثية على صحة ومستقبل الأطفال في غزة، محذرا من أن جيلا كاملا مهدد بفقدان حقه في الحياة والتعليم والصحة.
دعوات لوقف العدوان ورفع الحصاروطالب الشوا المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستمر لإنقاذ الأرواح ودعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه هذه الحرب الوحشية.