على أطراف أحد الشوارع في مواصي خان يونس، يصطف الأطفال الصغار إلى جانب الكبار بانتظار دورهم للحصول على كميات ضئيلة من المواد الغذائية التي توزعها الجمعيات الخيرية. عيونهم تحدق بصمت، وأيديهم الصغيرة تمتد نحو كسرة الخبز، فيما توثق عدسات وكالة "وفا" هذه اللحظات التي تختصر أزمة قطاع بأكمله. اعلان

بعد 11 أسبوعًا من الحصار الكامل، سمحت إسرائيل بدخول كميات محدودة من المساعدات إلى غزة، فتدافع الناس إليها وسط فوضى واكتظاظ شديدين عند نقاط التوزيع، مع تزايد احتياجات السكان الذين باتوا يتضورون جوعًا.

مساعدات شحيحة

رغم رفع جزئي للحصار، لا تزال الكمية المسموح بدخولها من المساعدات بعيدة جدًا عن الحد الأدنى المطلوب، بحسب ما أكدته الأمم المتحدة، التي شددت على الحاجة لإدخال 600 شاحنة يوميًا لتلبية احتياجات أكثر من مليوني نسمة يعانون من نقص شديد في الغذاء والماء والدواء.

وقد أشار تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية إلى أن 130 شاحنة فقط تمكنت من دخول غزة في يوم واحد، في حين لا تزال آلاف الشاحنات عالقة عند المعابر الحدودية، غير قادرة على العبور بسبب القيود العسكرية الإسرائيلية، ما يجعل عملية التوزيع شبه مستحيلة ويزيد من تعقيد المشهد الإنساني.

فلسطينيون يحاولون الحصول على وجبات طعام بمنطقة المواصي في خان يونس، جنوب قطاع غزة، الجمعة 23 أيار/مايو 2025 AP Photo/Abdel Kareem Hana

وفي تصريح لافت، حذّرت وكالة "أونروا" عبر صفحتها على فيسبوك من أن "تدفق المساعدات بشكل هادف وغير منقطع إلى غزة هو السبيل الوحيد لمنع الكارثة الحالية من التصاعد"، مؤكدة أن "الشعب في غزة لا يستطيع الانتظار أكثر من ذلك".

تحذيرات من كارثة وشيكة

كشف المتحدث باسم وكالة "الأونروا" عدنان أبو حسنة أن "مئات الآلاف في غزة يتضورون جوعًا"، مقدرًا أن نحو 300 ألف فلسطيني يعيشون في "خطر شديد"، وموضحًا أن السكان "يموتون إمّا جوعًا أو تحت القصف".

ودعا أبو حسنة إلى تدخل دولي عاجل لمنع تهجير المزيد من السكان وحصرهم في منطقة رفح، مؤكدًا أن غزة تشهد "مجاعة غير مسبوقة"، محمّلًا إسرائيل مسؤولية الوضع القائم ومطالبًا بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات.

Relatedمنظمة سويسرية تدعو للتحقيق في أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" التي ستوزع المساعدات بسبب شكوك في حيادهافيديو – "بدناش نموت" رسالة أطفال غزة إلى العالم بعد قصف إسرائيلي على خان يونسهيئة البث الإسرائيلية: الجيش أدخل كل ألوية المشاة إلى غزة والعمليات تتركز على الشمال ومنطقة خان يونس

وفي هذا السياق، تتكثف تحذيرات المنظمات الدولية والحقوقية من الانزلاق إلى مجاعة شاملة في غزة، وتؤكّد أن السكان يعيشون في ظروف لا تحتمل، وسط اتهامات دولية لإسرائيل باستخدام القوة المفرطة وعدم احترام القوانين الدولية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: سوريا إسرائيل قطاع غزة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أحمد الشرع سوريا إسرائيل قطاع غزة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أحمد الشرع أزمة إنسانية قطاع غزة مجاعة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة أطفال جمعيات سوريا إسرائيل قطاع غزة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أحمد الشرع نادي ريال مدريد أسرى فرنسا بشار الأسد دونالد ترامب كرة القدم

إقرأ أيضاً:

جوع من صنع الإنسان.. مفوض الأونروا: خطة المساعدات الإسرائيلية مقدمة لنكبة ثانية

قال رئيس وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني، إن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاستيلاء الكامل على غزة، إلى جانب خطة توزيع المساعدات الإسرائيلية الأمريكية الجديدة للقطاع، تبدو مقدمة لنكبة ثانية.

وأكد لازاريني في مقابلة مع موقع ميدل إيست آي البريطاني، رفضه خطة توزيع المساعدات الجديدة التي تسعى إلى استبدال العمل الإنساني للأمم المتحدة في القطاع

كما انتقد، المفوض العام للأونروا، دولة الاحتلال لإرسالها قافلة صغيرة من الشاحنات تحمل إمدادات حيوية إلى القطاع، قائلا إنها "قليلة جدا" وإن "الجميع في غزة يعانون من الجوع".

وأضاف، "في الوقت الحالي، ما نتحدث عنه هو قطرة في بحر من الضيق وفي بحر من الاحتياجات"، قال لموقع ميدل إيست آي في مقابلة واسعة النطاق في مدينة جنيف السويسرية.

وتابع، "نحن نواجه جوعا مصطنعًا بالكامل و من صنع الإنسان. الجوع يتفاقم، و يبدو أن الجوع الشديد يُستخدم كسلاح في الحرب".

وأردف لازاريني، "لقد رأينا خلال وقف إطلاق النار، قبل شهرين أو شهرين و نصف، أنه عندما لا تكون هناك عوائق أو حواجز، كانت الجهات الإنسانية قادرة على زيادة مساعداتها بشكل كبير و الوصول إلى المحتاجين.".

ومضى قائلا، "في البداية سؤالي هو: لماذا نعيد إختراع العجلة؟ "وفقًا للنظام الجديد، يُطلب من الناس الذهاب إلى أربعة مواقع مختلفة، مما يعني أنه يتم إجبارهم على التحرك من أماكنهم، و على التجمع حول نقطة التوزيع هذه و بالتالي، يصبح ذلك أداة لتهجير السكان قسرًا." "إنه مخطط لا يرقى إلى الالتزام بالمبادئ الإنسانية الأساسية مثل الاستقلالية، و الحياد، و الإنسانية".

وأكد، أنه "لن يتمكن الجميع من الذهاب، مما يعني أن عددًا من الناس سيتعرضون للتمييز في الحصول على المساعدة." "يجب أن تكون بصحة جيدة لتتمكن من السير مئات الأمتار – إن لم يكن كيلومترات – لاستلام طردك الغذائي و العودة إلى عائلتك".

وأشار إلى أنه "لا يمكن لأي منظمة إنسانية تحترم المبادئ الأساسية للعمل الإنساني أن تلتزم بمثل هذا المخطط." "هذا الواقع يُستبعد فعليًا من نظام التوزيع النساء المعيلات لاسرهن ، أو الأشخاص الأكثر ضعفا، أو كبار السن في غزة." "لا أعتقد أن هذا النموذج سينجح، لكنه يبدو أيضًا وكأنه صُمم لخدمة هدف عسكري أكثر من كونه يعكس اهتمامًا إنسانيًا حقيقيا".

وأردف، "إذا لم تعد غزة أرضًا للفلسطينيين، فسيعتبرون ذلك نكبتهم الثانية." "موظفونا يشاركون السكان في غزة مصيرهم." "من المرجح أن يخسر [الطلاب الفلسطينيون] عامًا دراسيًا كاملًا بسبب هذا القرار."

وشدد، "نواصل العمل، بشكلٍ ما، في ظل غياب وزارة تعليم أو وزارة صحة أولية تُعنى باللاجئين الفلسطينيين مدارسنا في الضفة الغربية لا تزال مفتوحة، و نحن نوفر التعليم لأكثر من 50 ألف طالب." "أنشطتنا في الضفة الغربية و قطاع غزة – باستثناء توزيع الغذاء الذي ناقشناه – لا تزال مستمرة."

مقالات مشابهة

  • بسبب الجوع .. فوضي بأول يوم من توزيع المساعدات بغزة
  • الأمم المتحدة: غزة تغرق في المجاعة والمساعدات لا تكفي
  • الجوع يخيم على غزة.. والنزوح أصبح واقعًا لأغلب السكان
  • وكالة الريفي التي تبيض ذهباً ولا يراقبها أحد.. التنمية الفلاحية تحت مجهر البرلمان
  • آلية الاحتلال للمساعدات في غزة .. أداة لتهجير السكان وترسيخ السيطرة العسكرية
  • جوع من صنع الإنسان.. مفوض الأونروا: خطة المساعدات الإسرائيلية مقدمة لنكبة ثانية
  • النتشة: الاحتلال يهدف إلى دفع السكان نحو الهجرة القسرية عبر التجويع
  • الأورومتوسطي .. خطةالاحتلال الجديدة للمساعدات في غزة تنتهك القانون الدولي ومُصمّمة لتهجير السكان
  • أونروا: أطفال غزة يعانون الجوع والتشريد وسط هجمات عشوائية