عربي21:
2025-05-28@00:17:20 GMT

خيانة في حظيرة الوطن!

تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT

في لحظةٍ غاب فيها الوعي الجمعي، وتحوّلت الوطنية إلى شعاراتٍ معلّبة، يتسلل مشروع خيانة جديدة إلى قلب الريف المصري. ليست هذه الخيانة عبر دبابة أو طائرة، بل من خلال بوابة الحظائر ومزارع الأبقار!

هذه المرة ليست خصخصة، ولا رفع دعم، ولا بيع أصول، بل جريمة أبشع: إبادةٌ ممنهجة لسلالة الأبقار المصرية البلدية، واستبدالها ببقر "هولشتاين" المستورد من الكيان الصهيوني، في إطار صفقة أُعلن عنها رسميا في نيسان/ أبريل 2024 عبر اتفاقية موقعة بين الحكومة المصرية وشركة "أجرو-ميد" الإسرائيلية، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الزراعة المصرية.



فبعد أن فشلت اتفاقية كامب ديفيد في فرض التطبيع على المستوى الشعبي، يلجأ النظام الآن إلى فرض التطبيع على مستوى الثروة الحيوانية!

ما يحدث ليس مجرد خيار اقتصادي خاطئ، بل جريمة مكتملة الأركان ضد التراث الزراعي المصري. فاستيراد بقرة صهيونية، ليس إلا قفزة في هاوية التطبيع الزراعي، ينظم خطواتها العدو التاريخي الذي لم يتوقف يوما عن تدمير الأرض والإنسان في فلسطين، والآن يُمنح مفاتيح غذائنا وثروتنا الحيوانية في مصر!

كل ذلك يحدث في صمتٍ مريب، ووسط ضجيج إعلامي موجَّه لا يرى، ولا يسمع، ولا يتكلم إلا بما يأمر به النظام..

ما يحدث ليس "تطويرا" كما يزعم عبد الفتاح السيسي، وليس "استثمارا في الإنتاج" كما يروّج إعلامه، بل هو مشروع استيطاني زراعي صهيوني في ثوب تنموي، وكأن البقرة المصرية، التي شربت من نيلنا، واعتادت مناخنا، وترضى بالقليل من الطعام والرعاية كحال صاحبها، أصبحت فجأة لا تليق بأرضها!

هكذا قرر السيسي فجأة، عبر صفقات مشبوهة واتفاقيات زراعية سرية، توطين البقر الصهيوني المنتج للحليب، ذي التكلفة الباهظة، بديلا للبقر البلدي القنوع.

فالهولشتاين، التي بدأت مصر باستيرادها من الكيان الصهيوني بدعم من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، كما ذكرت وكالة "رويترز" في تقريرها الصادر في أيار/ مايو 2024، تحتاج مناخا باردا، وتغذية عالية الجودة، ورعاية بيطرية دقيقة، وبيئة معقمة أشبه بالمستشفيات. إنها بقرة ناعمة لا تعيش في ريفٍ قاسٍ أو قرية بلا كهرباء دائمة، ستستهلك الأعلاف المستوردة، والأدوية المستوردة، والخدمات المستوردة، التي لا تتوفر حتى للمواطن المصري.

البقرة الهولشتاين تستهلك يوميا ما بين 40 إلى 55 كجم من الأعلاف المركبة، وتحتاج إلى تبريد صناعي ورعاية طبية دورية، وفقا لتقارير منظمة الأغذية والزراعة (FAO). ببساطة، هي بقرة تحتاج إلى قصر لتحيا فيه، وليس حظيرة تتبع بيتا يعيش أصحابه على حد الكفاف.

إذا كنا شعبا "فقير أوي"، كما يخبرنا السيسي، فكيف يمكننا أن نُربّي أبقارا تحتاج إلى علف ودواء مستوردَين، في حين تعجز الدولة عن توفير هذا الدواء المستورد لمواطنيها، ويُطلب من المواطن الاستغناء عن كثير من طعامه لغلاء سعره؟! فمن أين سنأتي بالدولار لنستورد احتياجات أبقار السيسي؟!

التطبيع عبر الضرع!

السؤال المهم هنا.. منذ متى كان الكيان الصهيوني مصدرا للثقة في الزراعة أو غيرها؟ كيف نقبل اليوم أن تدخل بقرة إسرائيلية حظائر مصر، وتطرد البقرة المصرية من أرضها؟ كيف نتحدث عن "الأمن القومي" ونحن نفتح أبواب ثروتنا الحيوانية للعدو التاريخي؟

إن استبدال الأبقار البلدية بسلالات صهيونية لا يهدد فقط الأمن القومي والغذائي، بل هو تفكيك ممنهج لما تبقى من استقلال زراعي، إنها خيانة عظمى، مغلفة بورق السيلوفان، المطبوع عليه اسم "التطوير".

تاريخ يعيد نفسه.. من البذور المسرطنة إلى البقرة الصهيونية

هذه ليست أول مرة يُفتح فيها باب الوطن للعدو من ثغرة الزراعة. ففي التسعينيات، سمح يوسف والي، وزير الزراعة في عهد مبارك، بإدخال مبيدات إسرائيلية محرّمة دوليا وبذور مسرطنة دمّرت التربة وأصابت الآلاف بالسرطان، وبدأ العد التنازلي لتفكيك المنظومة الزراعية المصرية من الجذور.

واليوم، يستكمل السيسي نفس المخطط، ولكن هذه المرة من بوابة الأبقار. فإذا كانت المبيدات قد سمّمت الأرض، فإن البقر الصهيوني سيسمّم الاكتفاء الذاتي، ويحوّل الفلاح المصري إلى تابع لنظام إمداد غذائي تسيطر عليه تل أبيب.

دراسة صادرة عن مركز البحوث الزراعية المصري عام 2022 حذّرت من اندثار السلالات البلدية نتيجة الإهمال والإحلال العشوائي بسلالات مستوردة لا تناسب البيئة المصرية، وهو ما يُعد تهديدا مباشرا للسيادة الغذائية.

السيسي.. مشروع قضاء على الهوية المصرية

إن هذه الجريمة الزراعية لا تُقرأ بمعزل عن مشروع أوسع يعمل عليه النظام الحالي منذ سنوات، وهو مشروع محو الهوية المصرية واستبدالها بنموذج مشوّه من الحداثة المعلّبة، المستوردة هي الأخرى.

من التعليم إلى الثقافة، ومن العمران إلى الإعلام، وصولا إلى الزراعة، يواصل عبد الفتاح السيسي محو كل ما هو محلي وأصيل لصالح ما هو غريب ومستورد. في مشاريعه الخرسانية الجديدة، لا وجود لروح المباني، وكل ما هو أخضر يُقتل عمدا.

في إعلامه، لا صوت للمواطن المدني البسيط: الفلاح، العامل، أو المثقف المستقل، بل ضجيج يمجّد الزيف ويبرّر الاستبداد.

حتى الآثار لم تسلم من بطش عبد الفتاح السيسي، فهدم معظم الآثار الإسلامية، وسوّى الكثير من الكنوز المعمارية بالأرض بحجة "التطوير".

أصبح القبح هو السمة الأساسية لما كانت تُسمى "أم الدنيا". إنه تفريغٌ من الداخل؛ حيث تُجتث الجذور، وتُقتلع الهوية، ويُعاد تشكيل الإنسان المصري ليصبح مجرد زومبي شبه حي، مغيّب تحت ثقل الديون والقروض، والفقر، والمرض، والمخدرات، والمشروعات الوهمية، والوعود الكاذبة بأن مصر "هتبقى قد الدنيا".

الرسالة واضحة: إبادة المصري.. وتوطين الصهيوني، والبقر أول الخيط. المسألة ليست بقرة فقط، بل نموذج كامل لتجريف الهوية الزراعية المصرية وتوطين منظومة إنتاج صهيونية داخل الوطن، وما الأبقار إلا البداية.

هذه ليست صفقة أبقار.. هذه إبادة سلالية، وخيانة وطن مكتملة الأركان، وجزء لا يتجزأ من مشروع سياسي سلطوي هدفه النهائي: مصر بلا روح، بلا تاريخ، بلا ذاكرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات المصري الزراعة التطبيع مصر زراعة تطبيع ابقاء مدونات مدونات مدونات قضايا وآراء مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

برعاية الرئيس السيسي .. إطلاق أضخم مشروع جينوم في الشرق الأوسط وتسليم عينات الرياضيين

- استثمارات بقيمة 2 مليار جنيه في مشروع الجينوم- مصر تضع أول خريطة جينية شاملة للمصريين وقدمائهم- تحالف يضم 15 جامعة ومركزًا بحثيًا يشاركون في المشروع وتأسيس بنية تحتية متطورة للحوسبة الفائقة

- الدكتور خالد عبدالغفار: مشروع الجينوم الرياضي نقلة نوعية في التفكير الاستراتيجي للدولة في بناء أبطال المستقبل

وزير التعليم العالي: خلق مسار لاكتشاف المبدعين والموهوبين من خلال الفحوص الجينية- تعزيز مكانة مصر في الأبحاث الجينية الخاصة بالابتكار والإبداع- . الدكتور أشرف صبحي: “مشروع NEXT GENE نقلة نوعية لتطوير الرياضة المصرية بالتحليل الجيني.”. تصميم برامج تدريبية فردية للرياضيين بناءً على تركيبهم الجيني. “تقليل الإصابات وتوجيه الناشئين للرياضات المناسبة لقدراتهم الوراثية.” 

شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، برعاية السيد عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، احتفالية تسليم جينوم الرياضيين، ضمن المرحلة التنفيذية لمشروع الجينوم المصري، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، والدكتور جينا الفقي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتور محمد الجوهري مدير مركز البحوث الطبية والطب التجديدي.

وأكد الدكتور خالد عبدالغفار الأهمية الكبيرة التي يمثلها مشروع الجينوم المصري على مستوى التميز الرياضي وامتداد هذه الأهمية إلى البعد الصحي والوقائي، فكلما تم تحليل جينات أبناء الشعب المصري، أتيحت الفرصة لتطوير برامج الصحة العامة، بما يساهم في تقليل معدلات الإصابة بالأمراض.

وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة، إلى أن توجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والدولة المصرية، تقوم على أن العلم هو أساس النهضة، والإنسان هو محور التنمية، مؤكدًا دعم الدولة الكامل لهذا المشروع العلمي الوطني، الذي ينطلق من إيمان راسخ بأن إعداد الإنسان يبدأ من فهمه جينيًا، صحيًا، وذهنيًا، وصولًا إلى إطلاق طاقاته.

وأضاف الدكتور خالد عبدالغفار، أن مشروع الجينوم الرياضي يعكس تكاملًا حقيقيًا بين مؤسسات الدولة، ويعد امتدادًا طبيعيًا لمشروع الجينوم المصري، ويمثل علامة مضيئة على طريق التنمية البشرية المتكاملة التي نؤمن بها، مؤكدًا أن وزارة الصحة والسكان، تُسخّر إمكانياتها لدعم البنية الجينية والصحية للرياضيين.وقال نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، إن مشروع الجينوم الرياضي ليس مجرد مبادرة لتحسين الأداء الرياضي، بل هو نقلة نوعية في التفكير الاستراتيجي للدولة المصرية، حيث يستند إلى العلم الحديث في بناء أبطال المستقبل، مشيرًا إلى أن الحديث اليوم يقوم على استخدام أحدث تقنيات تحليل الحمض النووي، لفهم القدرات الفسيولوجية لكل رياضي، ووضع برامج تدريبية وغذائية وتأهيلية تتوافق تمامًا مع خصائصه الجينية الفريدة.

وفي كلمته، أوضح الدكتور أيمن عاشور، اعتزاز وفخر الوزارة بهذا المشروع الذي يُعد الأول من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط، بتكلفة استثمارية تصل إلى 2 مليار جنيه، كما يمثل نقلة نوعية في تاريخ البحث العلمي والطب في مصر، كما يؤكد هذا المشروع التزام الدولة المصرية بدعم البحث العلمي والابتكار كأحد ركائز رؤية مصر 2030، تماشيًا مع التحول نحو الاقتصاد المعرفي وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وقدم الوزير التحية للدكتور أشرف صبحي للإنجاز الذي يتم الاحتفال به اليوم بتسليم عينات جينوم الرياضيين، وانطلاق المرحلة الجديدة من الجينوم الرياضي، والذي يعتبر محور أساسي من محاور المشروع.

المجلس الصحي المصري: الطب البيطري ركيزة أساسية للأمن الاقتصاديكنز صحي للنساء.. فوائد البقدونس والكرفس ومدة الشرب

وأوضح الوزير أنه تم بدء العمل في المشروع منذ عام 2021، تحت إشراف وزارة التعليم العالي وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ضمن فريق عمل من تحالف يضم 15 جامعة ومركز أبحاث ومنظمات غير حكومية تابعة لأربع وزارات ومؤسسات المجتمع المدني، والجهة المنفذة هي مركز البحوث الطبية والطب التجديدي، لافتًا إلى أنه بفضل توجيهات القيادة السياسية ودعمها الكبير لهذا المشروع، أصبحت مصر على أعتاب مرحلة جديدة من الطب الدقيق والعلاج الجيني.

واستعرض الدكتور أيمن عاشور التقدم المحرز في هذا المشروع العملاق، مشيرًا إلى أهدافه المتعددة، والتي تتضمن إنشاء مركز الجينوم المصري ليكون الأول في إفريقيا، وتوفير خدمات الدراسات والتحاليل الجينية، ووضع محددات جينية تساعد في التشخيص المبكر للأمراض، وتطوير علاجات مخصصة للمواطنين بناءً على تركيبهم الجيني، وتأسيس الطب الشخصي، واستكشاف الخريطة الجينية لقدماء المصريين، والتي ستمكننا من كشف أسرار الحضارة المصرية القديمة، وبناء كتلة من العلماء المصريين في هذا المجال.

وأشار الوزير إلى المحاور الرئيسية للمشروع، وهي الجينوم السكاني لوضع خريطة جينية للمصريين، والجينوم المرضي لدراسة الأمراض الشائعة والنادرة، وجينوم قدماء المصريين لفهم التكوين الجيني للحضارة المصرية القديمة، والجينوم الرياضي لتحليل العوامل الوراثية للرياضيين المتميزين.

كما أوضح الدكتور أيمن عاشور أبرز إنجازات المشروع حتى الآن مقارنة بالمستهدف، منوهًا إلى أنه تم عقد العديد من الاجتماعات لمتابعة الخطة التنفيذية، وتحديد الاحتياجات الفنية للبرنامج، وتوفير الأجهزة والمستلزمات اللازمة، موضحًا النتائج المتوقعة للمشروع حيث يستهدف المشروع جمع وتحليل أكثر من 25,700 عينة جينية من مختلف أنحاء الجمهورية، وإنشاء البنية التحتية للحوسبة عالية الأداء لدعم تحليل البيانات الجينية، بجانب البدء في دراسة الجينوم الرياضي لاكتشاف المواهب الرياضية وراثيًا، وإنشاء قاعدة بيانات للرياضيين المصريين العالميين الحاليين والسابقين، فضلًا عن اكتشاف الموهوبين والمبدعين ورعايتهم، وتعزيز مكانة مصر في الأبحاث الجينية الخاصة بالابتكار والإبداع، وتحسين سياسات رعاية الموهوبين، وعمل قاعدة بيانات جينية للطلاب الموهوبين تدعم البحث العلمي في مصر والعالم.

ويشمل الموقف الحالي للمشروع جمع 2833 عينة للجينوم السكاني، و1152 عينة للجينوم المرضي "الأمراض النادرة"، و341 عينة لأمراض الكبد، و(111+24+70) عينة للجينوم الرياضي، من مختلف الأقاليم السبعة، وهي القاهرة الكبرى، والإسكندرية، والدلتا، والقناة، وشمال الصعيد، ووسط الصعيد، وجنوب الصعيد، لافتًا كذلك للتطور في النشر الدولي في مجال الجينوم.

وأعلن الوزير إطلاق مسار دراسة جينومات النوابغ والموهوبين للوصول إلى فهم العوامل الوراثية المرتبطة بالذكاء والإبداع، وخلق مسار لاكتشاف المبدعين من خلال الفحوص الجينية، مما يسهم في تطوير مناهج تعليمية مخصصة لرعاية العقول المصرية الواعدة.

وأشار الوزير إلى قيمة مشروع الجينوم المصري في تمكيننا من إنشاء ركيزة جديدة لمشروع جينوم متخصص للطلاب الموهوبين والنوابغ، لفهم العوامل الجينية المرتبطة بالذكاء، والإبداع، والتفوق الأكاديمي، وتساهم كذلك في تطوير برامج تعليمية وتدريبية مخصصة تعزز قدراتهم العلمية والمهنية، مؤكدًا أن قيمة المشروع ليست علمية فقط، بل هو استثمار في مستقبل مصر، وسيضعنا على الخريطة العالمية للبحوث الجينية المتقدمة.

وشرح الوزير الرؤية الكاملة للوزارة والآليات التي وضعتها لاكتشاف ودعم المبتكرين والنوابغ، وخلق بيئة متكاملة تحث على الإبداع من خلال الجامعات والمؤسسات التعليمية، ومجمعات العلوم والتكنولوجيا، ومراكز البحث والتطوير، وكذلك خلق مسار لاكتشاف المبدعين والاتصال بالسوق الإقليمي والعالمي، ودعم المبدعين نحو التنمية.

ونوه الدكتور عاشور إلى العديد من البرامج التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع الجامعات والجهات البحثية مثل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، ومنها مشروع (I Club)؛ لاكتشاف ودعم المبتكرين في المرحلة قبل الجامعية، حيث شارك 628 طالبًا وطالبة من المرحلة الثانوية، و19 ناديًا للابتكار في مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا، و200 طالب مبتكر تم تأهيلهم، و42 فريقًا طلابيًا بمرحلة الإرشاد والتوجيه، و4 ورش تدريبية للطلاب، بالإضافة إلى 90 معلمًا لعضوية وإدارة نوادي الابتكار، إلى جانب برنامج جامعة الطفل بمشاركة 39 ألف طفل، ومشروع "بدايتي"، ونوادي ريادة الأعمال، ورالي السيارات الكهربائية، ومعرض القاهرة الدولي للابتكار، والبرنامج القومي للحاضنات التكنولوجية، ومنحة علماء الجيل القادم، ومسابقة العلمين الدولية للروبوتات، وبرنامج "نبوغ" الذي يسهم في استكشاف 250 طالبًا من ذوي القدرات العالية والأداء الاستثنائي.

ومن جانبه، أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن مشروع "NEXT GENE" يُمثل نقلة نوعية في مسار تطوير الرياضة المصرية، من خلال دمج العلم الحديث في بناء أجيال رياضية واعدة تعتمد على التحليل الجيني والبيانات الدقيقة، بما يسهم في تقديم نموذج متكامل يربط بين الطب الرياضي والأداء البدني المتميز.

وأضاف وزير الشباب والرياضة أن المشروع يُمكّن من تصميم برامج تدريب وتأهيل فردية لكل رياضي بناءً على تركيبته الجينية، ما يسهم في تعزيز الأداء، وتقليل معدلات الإصابات، وتوجيه الناشئين إلى الرياضات الأنسب لقدراتهم الوراثية منذ المراحل الأولى، وهو ما يعكس توجه الدولة نحو الاستثمار في الإنسان كأحد أهم محاور التنمية المستدامة.

وأشار الدكتور أشرف صبحي إلى أن إطلاق المشروع في هذا التوقيت يعكس التزام الدولة بتطبيق منظومة رياضية علمية شاملة ترتكز على البحث والتطوير، بالتكامل مع القطاعات الصحية والتعليمية والبحثية، لتحقيق التفوق الرياضي محليًا ودوليًا، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.

وأكد الدكتور أشرف صبحي أن إدراج الجينوم الرياضي ضمن المشروع القومي للجينوم المصري يُجسد توجه الدولة نحو تطوير الرياضة من منظور علمي حديث، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تعميم التجربة تدريجيًا على مراكز التدريب والمنتخبات الوطنية، لضمان استمرارية الأداء المتميز وتحقيق الإنجازات الدولية.

وأضاف أن التكامل بين الوزارات والجهات المعنية في تنفيذ هذا المشروع يعكس نموذجًا ناجحًا للتعاون بين مؤسسات الدولة من أجل إعداد جيل رياضي يتمتع بأعلى مستويات الجاهزية البدنية والعقلية، في ضوء استراتيجية بناء الإنسان المصري، مشيدًا في هذا السياق بدور القوات المسلحة من خلال مركز البحوث الطبية والطب التجديدي.

وأكد الدكتور أشرف صبحي، أن المشروع القومي للجينوم الرياضي يأتي في إطار استراتيجية الدولة لبناء الإنسان المصري على أسس علمية متطورة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يُمثل نقلة حقيقية في منظومة تطوير الأداء الرياضي، من خلال الاعتماد على التحليل الجيني والبيانات البيولوجية الدقيقة، لتصميم برامج تدريبية وتغذوية وطبية متكاملة تتناسب مع الصفات الوراثية لكل رياضي، مضيفًا أن وزارة الشباب والرياضة تعمل على تسخير كافة إمكاناتها لدعم تنفيذ هذا المشروع الطموح، بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الدفاع ووزارة التعليم العالي ووزارة الصحة، إيمانًا منها بأهمية تكامل الجهود الوطنية في تحقيق الريادة العلمية والرياضية لمصر.

وفي كلمته، أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، أن مشروع الجينوم القومي المصري يمثل نقلة حقيقية منذ انطلاقته وحتى خروجه إلى النور، مثمنًا الدعم الكبير من جانب للقيادة السياسية للمشروع، الذي يعتبر طفرة علمية كبرى تُضاف إلى إنجازات مصر في مجال البحوث الطبية والوراثية، ويواكب التوجه العالمي لدراسة التركيبة الجينية، وخاصة الجينات المرتبطة بالأمراض الخطيرة مثل السرطان، مؤكدًا أن الفريق البحثي يعمل على هذا المحور بدقة وعناية فائقة، بالتعاون مع كليات الطب والمراكز البحثية في جميع أنحاء الجمهورية.  

كما أشاد الدكتور عوض تاج الدين بمشروع الجينوم الرياضي، الذي جاء بمبادرة من وزير الشباب والرياضة، واصفًا إياه بأنه إضافة كبيرة ستسهم في اكتشاف المواهب الرياضية وتطوير الأداء البدني من خلال تحليل البنية الجينية للرياضيين، مما يعزز فرص مصر في المنافسات الدولية، ضمن خطة الدولة للتنمية المستدامة، ويؤكد التزام مصر بالريادة في مجال الطب الدقيق والعلوم الجينية، لافتًا إلى دور المشروع المتوقع في تحسين التشخيص والعلاج للأمراض الوراثية والمزمنة، وتعزيز القدرات الرياضية من خلال الاكتشاف المبكر للمواهب، بالإضافة إلى وضع مصر على خريطة الأبحاث العالمية في مجال الجينوم.

ورحب اللواء طبيب محمد الجوهري، مدير مركز البحوث الطبية والطب التجديدي التابع لوزارة الدفاع، بالسادة الحضور، معربًا عن سعادته بالمشاركة في حدث اليوم بتسليم عينات الجينوم الرياضي وإطلاق المرحلة التنفيذية لمشروع "NEXT GENE".

وخلال الاحتفالية، تم تسليم عدد من عينات الجينوم الخاصة بالرياضيين، في خطوة نوعية تهدف إلى دراسة السمات الوراثية المرتبطة بالأداء البدني، تمهيدًا لتطوير برامج تدريبية وعلاجية دقيقة تُسهم في دعم قدرات الأبطال الرياضيين وتعزيز إنجازاتهم.

حضر الاحتفالية الدكتور عادل عدوي وزير الصحة الأسبق، ومستشار علاء فؤاد رئيس الأمانة لحزب الجبهة الوطنية ووزير شؤون المجالس النيابية سابقًا، والدكتور طارق رحمي محافظ الغربية السابق ورئيس جامعة قناة السويس السابق، واللواء طبيب هشام الششتاوي مستشار القائد العام للشؤون الطبية ورعاية أسر الشهداء، واللواء محمد سعد مدير إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، والدكتور حسام مصطفى رئيس اللجنة البارالمبية المصرية، والدكتور كمال درويش رئيس نادي الزمالك الأسبق، واللواء طبيب/ خالد عامر، الباحث الرئيسي لمشروع الجينوم المصري.

 

طباعة شارك التعليم العالي وزارة التعليم العالي البحث العلمي وزارة الصحة والسكان وزارة الشباب والرياضة

مقالات مشابهة

  • عصام هلال: لقاء الرئيس السيسي برجال الأعمال الأمريكيين يجسد الثقة في الاقتصاد المصري
  • وزير الخارجية والهجرة يترأس الجانب المصري خلال أعمال اللجنة المشتركة المصرية الموريتانية في نواكشوط
  • المشاط خلال منتدى الأعمال المصري البلغاري: نتطلع إلى انعقاد الدورة الجديدة من اللجنة المصرية البلغارية المشتركة
  • سفير مصر ببيروت يسلم جوزيف عون دعوة من الرئيس السيسي لحضور افتتاح المتحف المصري
  • نائبة حماة الوطن: العلاقات المصرية - الأفريقية شهدت زخماً قويا في عهد السيسي
  • في ختام مؤتمرها.. الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي توجّه برقية شكر للرئيس السيسي دعمًا لمسيرة التنمية
  • عاجل- الرئيس السيسي يستقبل وفد رجال الأعمال الأمريكيين المشاركين في المنتدى الاقتصادي المصري الأمريكي بالقاهرة
  • الرئيس السيسي يلتقي وفد رجال الأعمال الأمريكيين في المنتدى الاقتصادي المصري الأمريكي
  • برعاية الرئيس السيسي .. إطلاق أضخم مشروع جينوم في الشرق الأوسط وتسليم عينات الرياضيين