#سواليف

يتساءل علي شقيق الطبيب حمدي النجار الذي استشهد 9 من أبنائه في غارة إسرائيلية على بيت العائلة بخان يونس جنوب قطاع غزة ظهر يوم الجمعة الماضي “ماذا سأقول لأخي عندما يستيقظ؟ هل أستطيع أن أبلغك بأن أطفالك استشهدوا؟ لا أعلم كيف أقول له ذلك”.

لم ينج من الغارة الجوية سوى حمدي وابنه آدم، في حين كانت زوجته آلاء -وهي أيضا طبيبة- تمارس عملها في مستشفى ناصر بالمدينة.

وفي خيمة العزاء، قال علي النجار أمس الأحد “ظهر الجمعة تم استهداف منزل أخي دون سابق إنذار في خان يونس، أسرعت للمكان مهرولا ووجدت البيت مثل البسكويت، كومة ركام وكان أخي وأطفاله تحت الركام”.

مقالات ذات صلة ألف “أكاديمي إسرائيلي” يطلقون نداءً عاجلًا لوقف الحرب على غزة ويتهمون الحكومة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية 2025/05/26

ويضيف “وصل الدفاع المدني لإطفاء الحريق نتيجة استهداف المنزل فوجدوا جثث الأطفال متفحمة وكانت متطايرة بالخارج”، ويتابع وهو يرتجف “وجدت أخي حمدي ملقى على الأرض ورأسه ينزف ويده مبتورة ومغطى بالركام، حاولت البحث عن الأطفال”.

ويشرح الرجل “وجدت آدم وقد كان محروقا، أخذته بسيارتي وتوجهت به إلى المستشفى، والدفاع المدني انتشل أخي حمدي وتوجه به للمستشفى وكانت إصابته خطيرة جدا”.

وأفاد أطباء بأن عمليات جراحية عدة أجريت لحمدي في المستشفى الأردني الميداني، حيث تم استئصال جزء من الرئة اليمنى بنسبة 60% وتزويده بـ17 وحدة دم.
إعلان

أما الطفل آدم البالغ 10 سنوات -بحسب مصدر طبي- فقد بترت يده ويعاني حروقا في أنحاء جسمه.

ويرقد الأب والابن في قسم العناية المكثفة بمستشفى ناصر الذي يفتقر إلى أبسط مقومات العلاج، بحسب المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش.

لا ملامح لهم

كانت الأم آلاء تتابع أطفالا مصابين وصلوا للتو إلى مستشفى ناصر حين إنهال عليها نبأ تعرض منزلها لقصف إسرائيلي، فهرعت إليه على غير هدى وصدمت بانتشال جثث أطفالها المتفحمة من تحت الركام.

وتروي سهر النجار لوكالة الصحافة الفرنسية أن شقيقتها آلاء بعد أن عملت بالقصف “ذهبت ركضا إلى المنزل فوجدت المنزل دمّر بالكامل فوق رؤوس أطفالها وزوجها، المنزل تحول لكومة أحجار”.

ويقول علي “وصلت زوجة أخي الدكتورة آلاء النجار ركضا، إذ تكن هناك مواصلات، وتم استخراج الأطفال متفحمين، عندما رأت آلاء هذا المنظر أخذت بالصراخ والبكاء”.

ويضيف أنها تعرفت إلى جثة ابنتها نيبال المتفحمة، وأخذت تصرخ باسمها.

الموت أرحم من هذا العذاب

في خيمة ازدحمت بالمعزّين جلست آلاء طبيبة الأطفال المعروفة في مدينتها وهي لا تزال تحت تأثير الصدمة الهائلة وتحيط بها نساء بدا عليهن الحزن الشديد، في حين تُسمع أصوات انفجارات ناتجة عن القصف الإسرائيلي المتواصل.

وتقول سهر -التي ارتدت عباءة سوداء- وهي تبكي “9 من الأولاد كانوا متفحمين محروقين، والطفل العاشر ووالده في حالة حرجة”.

وتتابع واصفة هول المشهد “لم أستطع أن أرى أطفال أختي في أكفان، صدمة كبيرة، لم أتعرف على أي أحد فيهم، لا ملامح لهم من شدة الحروق، مأساة كبيرة”.

ويؤكد محمد -وهو من أقرباء آلاء- أن “المصاب جلل، آلاء تعاني صدمة كبيرة، لها الله”.

ويتساءل علي “ماذا سأقول لأخي عندما يستيقظ؟ هل أستطيع أن أبلغك أن أطفالك استشهدوا؟ لا أعلم كيف أقول له ذلك، أنا دفنتهم في قبرين”.
إعلان

ويضيف “لا يوجد مكان آمن بغزة، الموت أرحم من هذا العذاب”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف

إقرأ أيضاً:

آلاء النجار.. أم الشهداء وضماد غزة المكلوم

الثورة نت/..

في واحدة من أبشع المآسي التي فجّرتها آلة الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة، خُطفت أمومة الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، أخصائية الأطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، والتي كانت تسابق الزمن لإنقاذ حياة أطفال غيرها، بينما كان أولادها يُنتزعون من بين أحضان الحياة إلى الكفن.

آلاء، أم لعشرة أطفال، أكبرهم لم يتجاوز الثانية عشرة. في صباح يوم مأساوي، خرجت مع زوجها الطبيب حمدي النجار متجهة إلى عملها. دقائق بعد أن عاد زوجها إلى البيت، سقط صاروخ إسرائيلي على منزلهم، فاستشهد تسعة من أطفالهم: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا.
أما الطفل العاشر، آدم، فقد نجا مصابًا بجراح خطيرة، بينما أُصيب زوجها ونُقل إلى العناية المركزة.
الحدث هزّ الضمير الإنساني، وأطلق موجة واسعة من التعاطف العربي والغربي مع الطبيبة المكلومة، التي تحولت إلى رمز للأم الفلسطينية التي تدفع أثمانًا مضاعفة تُعالج أبناء وطنها، وتُفجع بأبنائها.

مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش، قال عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقاً): “ما تعيشه الكوادر الطبية في غزة لا يمكن وصفه. الاحتلال لا يستهدف الأطباء فحسب، بل يمعن في الإجرام باستهداف عائلاتهم بالكامل”.

وغرّد أستاذ الدراسات الفلسطينية محسن صالح، عبر حسابه على منصة “إكس”، قائلاً: “ما أعظم المرأة الفلسطينية، وما أبشع الاحتلال، وما أعجز العالم العربي والاسلامي والدولي”.

من الكويت، كتب الأكاديمي خالد العتيبي، عبر حسابه على منصة “إكس”: “يريدون كسر صمود الأطباء الأبطال بقتل أسرهم… عدو خسيس وحشي لا يعرف للإنسانية وجهًا”.

أما هيئة علماء فلسطين، فكتبت عبر حسابها على “إكس”: “آلاء كانت تُسعف الأطفال وتُطمئن الأمهات، ولم تكن تعلم أن هذا اليوم ستتلقى فيه جثامين أبنائها، وقد سبقوها إلى الفردوس. في صمتها وجع لا يُوصف، لكنها منارة عزّ لغزة الصابرة”.

وعبّر الناشط صلاح صافي عن هول الفاجعة بالقول: “هذه ليست مجرد مأساة عابرة، بل جريمة مكتملة الأركان. آلاء، التي كرّست عمرها لتطبيب أطفال غزة، شاهدت أطفالها يحترقون أمام عينها، بلا ملامح ولا وداع”.

من النرويج، ظهر الطبيب الإنساني مادس غيلبرت في مقطع مصوّر مؤثّر، وصف فيه ما جرى لعائلة آلاء بأنه “جريمة ضد الإنسانية”، داعيًا إلى مقاطعة الاحتلال وفرض عقوبات فورية عليه.

وكتب السكرتير الأول للحزب الاشتراكي الفرنسي، أوليفييه فور، عبر حسابه على منصة “إكس”: “غير إنساني… وحشي… الدكتورة آلاء النجار، طبيبة أطفال فلسطينية في مستشفى خان يونس، تلف أطفالها بالأكفان بعد أن قتلوا في غارة إسرائيلية على منزلهم”.

مقالات مشابهة

  • بأي ذنبٍ قُتلوا؟ صرخة من خان يونس بعد مقتل تسعة أطفال من عائلة الطبيبة آلاء النجار
  • لا ملامح لهم.. أقرباء يروون تفاصيل استشهاد تسعة من أطفال طبيبين في غزة
  • شيخ الأزهر يعزي الطبيبة آلاء النجار في استشهاد أبنائها التسعة: جرائم الاحتلال لن تُطفئ جذوة الحق
  • شيخ الأزهر يعزِّي الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار في استشهاد أبنائها التسعة
  • شيخ الأزهر يعزِّي الطبيبة الفلسطينيَّة في استشهاد أبنائها التسعة بقصف صهيوني غادر
  • آلاء النجار.. أم الشهداء وضماد غزة المكلوم
  • لم تتوقف عن العمل رغم فقدانهم.. كيف استقبلت الطبيبة «آلاء النجار» جثامين أطفالها التسعة؟
  • تحقيق داخلي إسرائيلي في استشهاد أطفال الطبيبة آلاء النجار التسعة
  • ما أول ما قالته طبيبة الأطفال ” آلاء النجار” عن مقتل تسعة من أبنائها ؟