بأي ذنبٍ قُتلوا؟ صرخة من خان يونس بعد مقتل تسعة أطفال من عائلة الطبيبة آلاء النجار
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
بينما كانت الطبيبة آلاء النجار تمارس عملها في مستشفى الأطفال الرئيسي جنوب قطاع غزة، بلغها نبأ قصف منزلها في خان يونس يوم الجمعة في غارة إسرائيلية. أسرعت إلى موقع القصف لتكتشف أن زوجها وأطفالها العشرة كانوا تحت الأنقاض. اعلان
من بين أفراد العائلة الذين كانوا في المنزل، لم ينجُ سوى زوجها الطبيب حمدي النجار، وطفلها آدم البالغ من العمر 11 عامًا، فيما قضى أبناؤها التسعة، الذين تتراوح أعمارهم بين سبعة أشهر واثني عشر عامًا، في الغارة.
وصف إسماعيل النجار، شقيق الطبيب حمدي، المشهد المروّع قائلاً إن معظم جثث الأطفال كانت متفحمة بالكامل. وأضاف: "هؤلاء الأطفال أبرياء. أخي طبيب لا ينتمي لأي تنظيم. ما الجريمة التي ارتكبها هو وأطفاله حتى يتم استهدافهم بهذه الطريقة؟".
وقعت الغارة بعد دقائق من عودة الطبيب حمدي إلى المنزل، عقب إيصاله زوجته إلى مستشفى ناصر القريب. كان إسماعيل أول من وصل إلى الموقع بعد القصف، ليجد شقيقه وابن أخيه آدم ينزفان. تمكّن من إخراج الطفل من تحت الركام ونقله إلى المستشفى قبل وصول فرق الدفاع المدني والإسعاف، ثم عاد ليساعد في البحث عن بقية الأطفال.
وصلت آلاء إلى موقع الدمار بينما كانت عمليات البحث لا تزال جارية. فوجئت برؤية المنزل وقد سُوِّي بالأرض. قال إسماعيل إن آلاء لم تُبدِ أي ردة فعل في البداية، وراحت تفتّش بيأس بين الركام عن أطفالها.
منذ وقوع الكارثة، أمضت الطبيبة آلاء وشقيق زوجها وقتهما إلى جانب سريرَي ابنها وزوجها في مستشفى ناصر، حيث يرقد الأخير في وحدة العناية المركزة متأثراً بإصاباته البليغة.
وقالت الدكتورة آلاء الزيان، طبيبة الأطفال في مستشفى ناصر، إن جثامين الأطفال وصلت إلى المشرحة متفحمة وممزقة داخل كيس واحد. وأشارت إلى أن الطبيبة آلاء تحلت بهدوء استثنائي أمام هذه المحنة، وتمسكت بالدعاء أملاً في شفاء ابنها وزوجها.
Relatedاللجنة الدولية للصليب الأحمر تعلن مقتل متعاونين اثنين معها في ضربة على منزلهما في قطاع غزةيوميات غزة: قصفٌ وجوعٌ وطوابيرُ أمام المطابخ الخيرية لمن استطاع إليها سبيلاالجوع ينهش أطفال غزة: طوابير لا تنتهي وأيادٍ صغيرة تمتدّ بحثًا عن كسرة خبزجرائم بحقّ الأطفالكانت إسرائيل قد استأنفت هجومها في آذار/مارس بعد انتهاء وقف إطلاق النار، متعهدة بمواصلة العمليات حتى "تدمير" الحركة أو نزع سلاحها، وإعادة الأسرى المحتجزين.
وتتعرض الدولة العبرية لاتهامات بانتهاك القانون الدولي الإنساني جراء استهدافها المدنيين، ولا سيما الأطفال، في قطاع غزة، ما يشكل بحسب الناشطين الحقوقيين جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد تجاوز عدد الأطفال الذين قُتلوا منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، 16,503 طفلًا. وارتفعت حصيلة الضحايا الإجمالية إلى 53,977 قتيلاً و122,966 جريحًا حتى الآن.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين قطاع غزة روسيا دونالد ترامب إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين قطاع غزة روسيا دونالد ترامب قطاع غزة طب الصحة إسرائيل فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين قطاع غزة روسيا دونالد ترامب فرنسا غزة السعودية أوروبا بنيامين نتنياهو رياضة الطبیبة آلاء
إقرأ أيضاً:
صامدة تتحمل آلامها في صمت.. مسؤولون يتحدثون عن الطبيبة آلاء النجار بعد مقتل 9 من أبنائها بغزة
القدس (CNN)-- تركت الدكتورة آلاء النجار أطفالها العشرة في المنزل، الجمعة، عندما ذهبت إلى عملها في قسم الطوارئ بمجمع ناصر الطبي جنوب غزة.
وبعد ساعات، وصلت جثث 7 أطفال منهم- معظمهم مصابون بحروق بالغة - إلى المستشفى، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. وقال الدفاع المدني في غزة إن هؤلاء هم أبناء الدكتورة آلاء النجار، الذين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل عائلتها. أما جثتا طفليها الآخرين- طفل يبلغ من العمر 7 أشهر وآخر يبلغ من العمر عامين- فقد تمت محاصرتهما تحت الأنقاض.
ولم ينج سوى طفل واحد من أطفالها العشرة - مصابا بجروح خطيرة. كما أُصيب زوج الدكتورة آلاء النجار، وهو طبيب، بجروح بالغة في الغارة.
وقال الدفاع المدني ووزارة الصحة في غزة إن منزل العائلة، الكائن في أحد أحياء خان يونس جنوب غزة، استهدفته غارة جوية إسرائيلية.
وردا على طلب CNN للتعليق، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته "قصفت عددًا من المشتبه بهم الذين تم تحديد هويتهم وهم يعملون في مبنى مجاور لقوات الجيش الإسرائيلي في منطقة خان يونس". وأضاف أنه يراجع الزعم بمقتل مدنيين.
ونشر الدفاع المدني في غزة فيديو مصورا من موقع الغارة. وأظهر الفيديو مسعفين يرفعون رجلا أُصيب على نقالة، بينما يحاول مسعفون آخرون إخماد حريق يلتهم المنزل. وانتشلوا رفات عدة أطفال متفحمة من بين الأنقاض وقاموا بلفها بملاءات بيضاء.
وفي رسالة تعزية للدكتورة النجار، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة إنها ستُذكر دائما بأنها "المرأة الفلسطينية الصامدة والطبيبة النبيلة التي تعالج جراح الآخرين، وتتحمل آلامها في صمت".
وأضافت الوزارة: "هذه الجريمة المروعة ليست حادثة معزولة، بل هي جزء من استهداف مُمنهج للكوادر والمؤسسات الطبية، يهدف إلى كسر إرادة الصامدين في غزة".
محو عائلات بأكملها
وقال منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، إن زوج الدكتورة النجار كان قد عاد لتوه إلى منزله عندما قُصف البيت.
وكتب البرش على حسابه على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "قتل 9 من أبنائهما: يحيى، راكان، رسلان، جبران، حواء، ريفال، سادن، لقمان، وسدرة". وأضاف أن زوجها في العناية المركزة.
وأوضح البرش: "هذا هو الواقع الذي تواجهه أطقمنا الطبية في غزة. تعجز الكلمات عن وصف الألم. في غزة، لا يتم فقط استهداف العاملين في مجال الرعاية الصحية، بل يمتد العدوان الإسرائيلي ليشمل محو عائلات بأكملها".
وقال أحمد الفرا، الطبيب في مجمع ناصر الطبي، لشبكة CNN إن الدكتورة آلاء النجار واصلت عملها رغم فقدانها أطفالها، بينما كانت تتفقد بشكل دوري زوجها وابنها الوحيد الناجي، آدم، البالغ من العمر 11 عاما.
وأضاف الطبيب الفرا أن الأب والابن خضعا لعمليتين جراحيتين في المستشفى، ولا يزالان يتلقيان العلاج.
وقال يوسف أبو الريش، المسؤول الكبير في وزارة الصحة، إن الدكتورة النجار تركت أطفالها في المنزل "لتؤدي واجبها ورسالتها تجاه جميع الأطفال المرضى الذين لا مكان لهم سوى مستشفى ناصر".
وأضاف أبو الريش أنه عندما وصل إلى المستشفى، رآها "واقفة شامخة، هادئة، صبورة، هادئة، وعيناها مليئتان بالرضا. لم يكن يُسمع منها سوى همسات هادئة من التسبيح والاستغفار".
والدكتورة آلاء النجار، 38 عاما، طبيبة أطفال، ولكن مثل معظم أطباء غزة، كانت تعمل في غرفة الطوارئ أثناء الهجوم الإسرائيلي على القطاع.