التعمري يخطف الأضواء ويتصدر تريند الأردن
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
التعمري أثبت مهاراته وقدراته الاستثنائية خلال المباراة صفحة الدوري الفرنسي نشرت على منصات التواصل الاجتماعي تغريدة تثني على أداء التعمري
تصدر اللاعب الأردني موسى التعمري، نجم نادي مونبلييه الفرنسي، موقع التواصل الاجتماعي " تريند"، إثر تألقه اللافت في المباراة الأخيرة لفريقه ضمن منافسات الدوري الفرنسي.
اقرأ أيضاً : التعمري يسجل مجدداً في الدوري الفرنسي لكرة القدم
التعمري أثبت مهاراته وقدراته الاستثنائية خلال المباراة، ما كان ملفتا للأنظار إذ نجح في تسجيل هدف رائع في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول أمام فريق ريمس، وانتشرت مقاطع فيديو للهدف المميز.
نشطاء عبر "تويتر" وجدوا أن الهدف تميز بتلاعبه بمدافعي الفريق الخصم قبل أن يسدد الكرة في شباكهم من منطقة الجزاء.
إعجاب وتقديرورغم خسارة فريقه في هذه المباراة بنتيجة 1-3، إلا أن أداء التعمري لاقى إعجابًا وتقديرًا من قبل الجماهير والخبراء على حد سواء.
وقد نشرت صفحة الدوري الفرنسي على منصات التواصل الاجتماعي تغريدة تثني على أداء التعمري وإحرازه لهذا الهدف.
أرقام مميزةوعلى صعيد الأرقام المميزة للتعمري، كشفت الصفحة أنه قام بتسديد 13 تسديدة على المرمى بعد تخطيه لاعبين وتسجيل 3 أهداف. هذه الأرقام تضعه في موقع متقدم بين لاعبي الدوريات الكبرى في أوروبا، حيث يتفوق فقط على لاعبين بارزين مثل مبابي ورودريجو.
التأثير الإيجابي لأداء التعمري لم يقتصر على الساحة الدولية فحسب، بل امتد للمستوى المحلي حيث انتشرت تعليقات الفخر والإعجاب من قبل الأردنيين على أداء التعمري وأدائه اللافت في الدوري الفرنسي.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: موسى التعمري تويتر مواقع التواصل الدوري الفرنسي الدوری الفرنسی
إقرأ أيضاً:
الطفيليات الفكرية في عصر التواصل الاجتماعي
عبدالوهاب البلوشي
في عالم تسارعت فيه المعرفة وتكاثرت فيه الأصوات عبر الفضاء الرقمي، برزت ظواهر تهدد أصالة الفكر وعمق الإبداع، من بينها ظاهرة "الطفيليات الفكرية"، التي تنسخ وتكرر وتعيد إنتاج المعرفة دون وعي أو اجتهاد. في هذا المقال، نحاول تقديم قراءة تحليلية لهذه الظاهرة، بين توصيف السلوكيات الفردية وفهم البنى الثقافية والاجتماعية التي تحتضنها، مع محاولة الخروج من دائرة التشخيص الغاضب إلى أفق المعالجة البنيوية الهادفة.
من هو الطفيلي الفكري؟
الطفيلي الفكري لا يُنتج فكرة، ولا يصنع معرفة. يقتات على إعادة تدوير محتوى الآخرين دون وعي حقيقي، يصطنع لنفسه صورة المثقف عبر محاكاة شكلية للخطاب المعرفي، أو عبر مزايدات شعبوية لا تعكس فهمًا ولا تحليلًا.
في منصات التواصل الاجتماعي، تتكاثر هذه الظاهرة مستغلة ديناميكية "الترند" وسهولة الوصول للجمهور، فتنتج حالة من التضليل المعرفي ونشر السطحية، حيث تصبح إعادة التدوير والاقتباس الأجوف أكثر انتشارًا من الفكر النقدي الأصيل.
والطفيليات الفكرية تُحدث آثارًا تتجاوز مجرد انتهاك حقوق فكرية:
• خنق الإبداع الأصيل: حين يشعر المفكر أن جهده يُفرغ من معناه وينسب لغيره، يتراجع أو يختار الصمت.
• ترسيخ الرداءة كمعيار: حيث يصبح الصوت الأعلى هو صوت التكرار، لا التجديد.
• تعزيز الانتهازية الفكرية: بتقديم من يملك مهارات التلاعب والظهور على من يملك عمق الفكرة.
غير أن الاكتفاء بوصف هذه الطفيليات كـ"عدو فكري" قد يحمل تبسيطًا مخلًا للواقع، كما نبه المفكر بيير بورديو، رأس المال الرمزي في المجال الثقافي لا ينتج بالجدارة وحدها؛ بل تُعيد علاقات القوة الاجتماعية إنتاجه. بمعنى أن سطوة السطحية ليست مجرد انحراف فردي؛ بل انعكاس لبنى ثقافية أكبر.
وسائل التواصل: أداة تمكين أم بيئة تشويش؟
الفضاء الرقمي الذي مكّن الفكر الحر من كسر احتكارات النشر، هو ذاته الذي سمح للطفيليات الفكرية بالتمدد. وهنا تتجلى ملاحظة الباحث مانويل كاستلز، بأن شبكات المعرفة أعادت تشكيل معايير الشرعية الثقافية. فلم تعد القيمة تقاس بجودة الفكرة بل بسرعة انتشارها وعدد المشاركات.
ومع ذلك، لا يمكن تحميل الوسيلة وحدها المسؤولية. التحدي الحقيقي يكمن في ضعف البنية النقدية لدى الجمهور، في غياب التعليم النوعي، وفي تراجع مؤسسات الفكر الرصين.
من جلد الظاهرة إلى بناء البديل
ثقافة القص واللصق لا تعبر فقط عن طمع أو انتهازية فردية؛ بل تعكس أزمة أعمق في النظام التعليمي، وفي مهارات التفكير النقدي. وكما أشار ألفين توفلر، أصبح المستهلك الرقمي أيضًا منتجًا للمحتوى، مما يحتم إعادة تعريف العلاقة بين المعلومة ومتلقيها.
الحل إذن ليس في جلد الطفيليات أو السخط على السطحية، بل في بناء منظومات بديلة:
• تعزيز التعليم النقدي، لا التعليم التلقيني.
• دعم منصات النشر الرصين والمبادرات الفكرية المستقلة.
• تشجيع الفكر التحليلي والمبادرة المعرفية لا مجرد التكرار والتلقين.
من المسؤول؟
إذا كانت الطفيليات الفكرية تهدد الإبداع، فالسؤال الأعمق: من أوجد بيئتها؟ من سمح للضجيج أن يطغى على الصوت الحقيقي؟
الإجابة لا تقتصر على إدانة الأفراد، بل تستدعي مراجعة المنظومات: مناهج التعليم، سياسات الإعلام، مؤسسات الثقافة. فالأمم لا تنهض فقط بمحاربة الرداءة، بل ببناء البدائل العميقة والمبدعة.
لقد آن الأوان لأن ننتقل من الانفعال إلى الفعل، ومن توصيف الأزمة إلى معالجتها، ومن السخط العاطفي إلى التجديد المعرفي المدروس.