أكد الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام خيارين لا ثالث لهما بشأن الأسير متان تسنغاوكر، إما أن يمكن المقاومة من نقل الأسير إلى مكان آمن، وإما أن يتقبل استلامه جثة هامدة، مؤكدا أن أي محاولة لاقتحام الموقع ستؤدي حتما إلى مقتل الأسير.

وكان أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد وجه -اليوم السبت- "نداء عاجلا" أكد فيه أن أسيرا إسرائيليا يدعى متان تسنغاوكر محاصر مع مرافقيه من كتائب القسام بمكان ما في قطاع غزة.

وحمّل أبو عبيدة المسؤولية كاملة لجيش الاحتلال عن سلامة الأسير إن تعرض لأي أذى.

وقال أبو عبيدة في بيان على تلغرام: "تحذير عاجل لمن يهمه الأمر، قوات الاحتلال تحاصر مكانا يوجد فيه الأسير الصهيوني متان تسنغاوكر".

وأضاف: "نؤكد بشكل قاطع أن العدو لن يتمكن من استعادة الأسير تسنغاوكر حيا.. وفي حال مقتله خلال محاولة تحريره فإن جيش الاحتلال سيكون هو المتسبب في ذلك".

وأشار أبو عبيدة إلى أن وحدة الظل في كتائب القسام تمكنت من الحفاظ على حياة الأسير تسنغاوكر مدة عام و8 أشهر "وقد أعذر من أنذر"، وفق تعبير البيان.

إعلان

وأوضح الدويري أن بيان أبو عبيدة التحذيري يأتي في إطار توجيه إستراتيجي صدر قبل عدة أشهر بأن القرار النهائي للتعامل مع الأسرى أصبح بيد قوات الظل التي تقوم بحراستهم مباشرة.

رسالة واضحة

وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الرسالة التحذيرية موجهة بوضوح لجيش الاحتلال وللمجتمع الإسرائيلي لحثهم على وقف العمليات العسكرية في هذه النقطة بالذات إذا أرادوا الحفاظ على حياة الأسير.

وفي تفسيره لسبب إصدار هذا التحذير في هذا التوقيت تحديدا، أكد أن الموقف العسكري أصبح صعبا جدا في هذه النقطة، حيث لا يوجد مجال لنقل الأسير بطريقة آمنة، لا من خلال الأنفاق ولا من فوق الأرض، مما يعني أن المنطقة محاصرة بالمطلق وأن أي عملية عسكرية ستؤدي إلى نتائج كارثية.

وحول العقلية القتالية التي تحكم هذا الموقف، أكد الدويري على أن كلمة الاستسلام غير موجودة في قاموس قوات النخبة وقوات الظل التابعة للقسام، وبالتالي ففي اللحظة الفارقة ستنتهي حياة قوات الظل التي تقوم بالحراسة وحياة الأسير معا.

وأوضح أن هذا القرار حُسم منذ أكثر من عام من جانب القسام، بحيث أصبحت اللحظة الفارقة في يد قائد مجموعة الظل وليس في يد القيادة العليا.

هذا المبدأ، كما أوضح الخبير، يستند إلى قناعة راسخة لدى هذه القوات بأن بقاء الأسير على قيد الحياة مرتهن ببقاء مجموعة الحراسة على قيد الحياة، وأنه في حالة القضاء على المقاتلين فإن حياة الأسير ستنتهي معهم، بغض النظر عمن يطلق الرصاصة الأخيرة.

سيناريوهات محتملة

وحول السيناريوهات العسكرية المحتملة، أوضح الدويري أنه إذا أرادت قوات الاحتلال أن تحصل على فرصة ولو ضئيلة لاستخراج الأسير حيا، فيجب أن يتوقف القصف الجوي والمدفعي، وأن تتولى العملية قوات النخبة المتخصصة مع مجموعة من القناصة للاشتباك المباشر. لكنه حذر من أن هذا الاشتباك قد يستمر ساعات مع قوات المقاومة قبل الوصول إلى الأسير.

إعلان

وأكد أن العملية محفوفة بالمخاطر من أكثر من جهة، مما يجعل احتمالات الوصول إلى الأسير حيا ضئيلة جدا، لافتا إلى أن النهاية الحتمية ستكون القضاء على الجميع، لأن النار ستُطلق من جهات متعددة على المقاتلين، ولن يتم القضاء عليهم إلا بالقضاء على الأسير معهم.

وفيما يتعلق بآلية اتخاذ القرار في الجانب الإسرائيلي، أوضح الدويري أن مثل هذا القرار الحساس لن يصدر من القائد الميداني، بل يبدأ التعامل معه من مستوى قائد الفرقة.

وأكد أن قائد الفرقة سيكون على الخط الساخن مع رئيس الأركان، إيال زامير، الذي بدوره سيتشاور مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية.

وهنا تكمن المفارقة الصارخة، كما يشير الدويري، في أن العالم يتحدث عن أن هدف الحرب هو إطلاق سراح الأسرى، بينما القسام يقول إن الأسير على قيد الحياة ويطالب بوقف العملية للمحافظة على حياته.

وفيما يتعلق بشروط وقف العمليات، أكد الخبير العسكري أن مجرد إيقاف العملية قد لا يكون مقنعا للقسام، لأنه يمكن استئنافها في أي لحظة بما أنه تم تحديد مكان الأسير.

لذلك، فإن الأمر يتطلب تراجعا كاملا من المنطقة وإعطاء فرصة للقسام لنقل الأسير إلى مكان آمن غير معروف، وإلا فلا جدوى من وقف العملية إذا تم إبقاء القوات العسكرية المعادية حول المكان.

وأوضح أن القسام أذكى من أن يقبل بحلول نصفية، مؤكدا أن الأمر يتطلب إيقاف العملية والتراجع من منطقة العمليات وإعطاء القسام فرصة لنقل الأسير لمكان آمن، أو التفاوض لتسليم الأسير من خلال آلية تبادل محددة تضمن سلامة مجموعة الحراسة أيضا.

بروتوكول هانيبال

وفيما يتعلق باهتمام القيادة الإسرائيلية بحياة الأسرى، أكد الدويري أنه لا يعتقد أن حياة الأسير مهمة لنتنياهو، مشيرا إلى أن بروتوكول هانيبال الإسرائيلي الذي طُبق مرارا وتكرارا واضح جدا في أن الأسير الميت أفضل من الأسير الحي.

إعلان

وتوقع أنه إذا تم تطبيق هذا القانون، فلن تكون هناك مشكلة في انتهاء حياة الأسير والقضاء عليه.

ويرى الخبير أن التحذيرات الواردة في بيان أبو عبيدة تحمل إشارات سياسية بالدرجة الأولى، مرتبطة بطبيعة استمرارية العمليات العسكرية في قطاع غزة.

وأوضح أن المقاومة الفلسطينية تقول بشكل واضح إن المعادلة هي أنه طالما تتقدم قوات الجيش في مناطق قطاع غزة، فإن حياة الأسرى لن تكون في مأمن، وأن هؤلاء الأسرى سيتعرضون لنفس الخطر الذي يتعرض له الفلسطينيون.

وأشار إلى أن هذا ليس حربا نفسية أو دعاية، بل تهديد وتحذير حقيقي تقدمه المقاومة الفلسطينية بشكل واضح أمام الجمهور الإسرائيلي.

واستشهد الدويري بحوادث سابقة حدثت في مخيم جباليا في سبتمبر/أيلول 2024 عندما اقترب الجيش من مكان تواجد 6 من الأسرى الإسرائيليين فقُتلوا جميعا، وكذلك في حي الشجاعية عندما قتل الجيش 3 من الأسرى في الشارع أمام الكاميرات.

وأوضح الخبير أن كلا من وزير الدفاع ورئيس الأركان شخصيتان ضعيفتان أمام نتنياهو، ولا يجرؤ أي منهما على اتخاذ قرار يخالف توجهه الرئيسي، مما يقود إلى خلاصة أن نتنياهو هو من يتحكم باللعبة بالكامل.

وبالتالي، فإن الكرة الآن في ملعب نتنياهو ووزير دفاعه ورئيس أركان جيشه، والقسام قدم الرسالة الواضحة التي لا تحتمل التأويل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات حیاة الأسیر الدویری أن أبو عبیدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

يأكلون مما نأكل.. القسام تبث مشاهد أسير إسرائيلي بجسد هزيل

بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مشاهد جديدة لأسير إسرائيلي محتجز لديها، ظهر فيها بجسد هزيل، في تسجيل عكس جانبا من الواقع الذي يعيشه الأسرى في قطاع غزة في ظل حالة التجويع والحصار المفروض من قِبل قوات الاحتلال.

وبدأ المقطع بلقطة تضمنها أحد مقاطع القسام، التي بثت خلال دفعات التبادل السابقة، عن أسرى سابقين، إذ ظهر الأسير أبيتار دافيد -وكان حينها في حالة صحية جيدة- وهو يراقب مشهد إطلاق سراح زملائه، ضمن صفقة التبادل الأخيرة.

وعرض مقطع الفيديو صورا للأسير وقد بدت عليه علامات الهزال الشديد، مقابل لقطات لأطفال غزة وقد ظهرت عليهم آثار المجاعة بشكل واضح نتيجة الحصار الإسرائيلي وعدم إدخال المساعدات الإنسانية، في محاولة لإظهار المعاناة المشتركة لدى المدنيين والأسرى في القطاع.

كما أظهر المقطع الأسير وهو ينظر إلى جدول يحمل عدد الأيام التي قضاها في الأسر، في مشهد يوحي بطول المعاناة والانقطاع عن العالم الخارجي، دون أن ينطق بكلمة واحدة.

وتضمنت المشاهد مقاطع أرشيفية لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يقول فيها إن ما يجب إرساله إلى غزة هو القنابل، إلى جانب تصريح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن تقليص إدخال المساعدات إلى الحد الأدنى.

وفي إحدى اللقطات، ظهر الأسير وهو يشرب الماء، بينما ظهرت في المقابل صورة لطفل فلسطيني يعاني مجاعة طاحنة بسبب منع إدخال لبن الأطفال للقطاع.

وانتهى المقطع بعبارة مكتوبة تقول: "يأكلون مما نأكل ويشربون مما نشرب"، في رسالة تشير إلى التعامل مع الأسرى ضمن الحدود الدنيا للبقاء، بما يوازي معيشة سكان غزة المحاصَرين.

ويأتي بث هذا المقطع في وقت يتصاعد فيه الجدل داخل إسرائيل بشأن مصير الجنود الأسرى، ويحتدم الخلاف بين عائلاتهم والحكومة التي تتعرض لضغوط متزايدة من أجل إتمام صفقة تبادل جديدة تعيد الأسرى.

إعلان

ووفقا لتصريحات سابقة للمتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة فإن الأسرى الإسرائيليين لن يخرجوا إلا في إطار صفقة تبادل شاملة، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية حتى الآن وتفضل التصعيد العسكري للضغط على حماس.

وكانت كتائب القسام قد نشرت سابقا تسجيلات عدة لجنود محتجزين لديها، تضمنت مناشدات مباشرة للحكومة الإسرائيلية لإنقاذهم، وتحذيرات من أن العمليات العسكرية لن تعيدهم أحياء.

مقالات مشابهة

  • اتصالات بين نتنياهو وترمب حول مقترح لمنح حماس مهلة للإفراج عن الأسرى
  • فيديو الجندي الأسير لدى القسام يثير ضجة في إسرائيل
  • "عائلات الأسرى الإسرائيليين" تطالب الحكومة بوقف "الجنون" في غزة
  • صدمة في "إسرائيل" بعد نشر القسام فيديو لأحد الأسرى
  • لبيد ينتقد حكومة نتنياهو بعد نشر فيديو لأسير إسرائيلي بغزة
  • صدمة في "اسرائيل" بعد نشر القسام فيديو لأحد الأسرى
  • فيديو أسير "القسام" يثير تفاعلاً واسعًا.. ناشطون: صورة حية للمجاعة في غزة
  • يأكلون مما نأكل.. القسام تبث مشاهد أسير إسرائيلي بجسد هزيل
  • القسام تنشر بشأن الجنود الأسرى ..”حكومة الاحتلال قررت تجويعهم” (فيديو)
  • عون: لبنان أمام خيارين «الانهيار أو الاستقرار» والجيش هو الضامن الأساسي للأمن