الأحزاب المعارضة تصوت على حل الكنيسيت الإسرائيلي اليوم.. كيف يبدو المشهد السياسي في تل أبيب؟
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
يتألف البرلمان الإسرائيلي من 120 مقعدًا، وستحتاج الأصوات المعارضة إلى 61 منها لتمرير المقترح، لذلك فإن التعويل يكون على اجتذاب أصوات من الائتلاف الحاكم، وتحديدًا حزب شاس. اعلان
تطرح أحزاب المعارضة الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، مشروع قانون لحل الكنيست الإسرائيلي والدعوة إلى إجراء انتخابات عامة، في ظل تعقيدات سياسية عميقة تعصف بالدولة العبرية.
وبينما يتصاعد الحديث عن احتمال إسقاط الحكومة على خلفية رفض الحريديم لقانون التجنيد، قد لا يكون هذا الطرح قريب التنفيذ كما يتم الترويج له، خاصة أن الأطراف الداعمة له قد لا تكون متوافقة بشكل جوهري على أهدافها من هذا التحرك.
في المقابل، يواصل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي يعرف جيدًا من أين تؤكل الكتف، بذل كل ما في وسعه للحفاظ على ائتلافه، مع عدم استبعاد قدرته على تشكيل حكومة جديدة إذا "وقعت الواقعة".. فكيف يبدو المشهد السياسي داخل إسرائيل اليوم؟
الأنظار تتجه إلى حزب شاسعند الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي، ستُفتتح جلسة الهيئة العامة للكنيست وسيكون أحمد الطيبي، رئيس الجبهة العربية للتغيير في الكنيست الإسرائيلي هو أول مبادر لطرح المشروع.
يتألف البرلمان الإسرائيلي من 120 مقعدًا، وستحتاج الأصوات المعارضة إلى 61 منها لتمرير المقترح، لذلك فإن التعويل يكون على اجتذاب أصوات من الائتلاف الحاكم الذي يمتلك 68 مقعدًا، وتحديدًا حزب شاس.
بالنسبة لحزب "إسرائيل بيتنا"، الذي يقوده السياسي القومي أفيغدور ليبرمان، فإن القرار واضح بأنهم سيدعمون اقتراح حل الكنيست، على غرار كل الأحزاب المعارضة، غير أن القرار الحاسم بات في يد الأحزاب الحريدية، وتحديدًا حزب شاس، المشارك في الائتلاف بـ 11 مقعدًا، وهو القادر على إسقاط الحكومة بمفرده. لكن هناك خلافًا حول قراءة موقفه، ففي حين يراه البعض غير معني بالقرار، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر رفيع فيه قوله إنه سيصوت على حل الكنيست أمس الثلاثاء، بعدما شعر "بخيبة أمل" من عدم تغيير قانون التجنيد.
Relatedأزمة تجنيد الحريديم تعصف بالحياة السياسية في إسرائيل.. هل تسقط حكومة نتنياهو؟تقرير: نتنياهو يوافق على صفقات دفاعية ضخمة بين شركات إسرائيلية وقطر إيران تؤكد أن الوثائق السرية تضمن حمايتها ونتنياهو يسعى لإقناع ترامب بوقف المفاوضات النوويةما خيارات نتنياهو؟أولًا: إقناع الحريديم بأهمية القضايا الأمنية
يسعى نتنياهو إلى إظهار أن إسرائيل تواجه تحديات دراماتيكية، خصوصًا فيما يتعلق بالملف الإيراني والتوترات في غزة.
ويأتي الإعلان عن اجتماع مجلس الوزراء بشأن قضية الأسرى في غزة، الخميس، إلى جانب الحديث عن إمكانية إرسال وفد تفاوضي جديد إلى الدوحة، كخطوات محسوبة ضمن هذه الاستراتيجية. في المقابل، يرى البعض أن هذه التحركات ليست سوى مقامرة سياسية أخرى من رئيس الوزراء.
ثانيًا: التعهد بصياغة جديدة لقانون التجنيد
يحاول نتنياهو طمأنة القيادات الحريدية بالتزامه إعادة صياغة القانون بما يراعي مصالحهم، مستفيدًا من هذه الورقة القوية لكسب تأييدهم، ويسعى أيضًا إلى دعم رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، للتوصل إلى تسوية، علماً أن هذه اللجنة هي المخولة بصياغة القانون.
خلاف بين الحريديم والأحزاب المعارضةفي المقابل، يبرز خلاف جوهري بين القيادات الحريدية نفسها، وكذلك مع الأحزاب اليسارية المعارضة التي تعيش توترًا مع الحريديم، حول الأهداف الحقيقية وراء إسقاط الحكومة.
فهناك من يدفع نحو الانتخابات لاعتبارات أمنية، مثل إنهاء الحرب في غزة ومعالجة تداعيات إخفاق 7 أكتوبر، بينما يسعى آخرون إلى التركيز على قضايا مثل تجنيد الحريديم أو مواجهة المحور الإيراني.
وحتى الآن، تتسارع الاصطفافات داخل الدولة العبرية، مما يزيد من غموض المشهد قبيل افتتاح الجلسة.
ماذا لو حل الكنيسيت؟يعتقد البعض أن اتخاذ الحريديم قرار إسقاط الحكومة سيكون صعبًا لأنهم حصلوا على امتيازات كبيرة من الائتلاف الحالي، كما أنه ليس مضمونًا، لو مضوا في إسقاطها، أن يحصلوا على قانون تجنيد أفضل من الذي يقدمه نتنياهو.
لكن في حال جرى التصويت على حل الكنيست، فتذهب إسرائيل إلى انتخابات تشريعية مبكرة، وهذه عملية معقدة ستمر بمراحل عديدة وستحتاج وقتًا طويلًا لإتمامها، وبالتالي ستصبح الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال لفترة غير محددة، وقد يستغل نتنياهو موضوع إطالة الحرب لمنع إجراء الانتخابات.
أما فيما يتعلق بالحرب على غزة، فيرى بعض المراقبين أن موضوع إسقاط الحكومة قد يؤثر عليها لكن ليس بالشكل المتوقع، فإيقافها يحتاج لقرار أمريكي في الأساس.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس سوريا واشنطن ضحايا إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس سوريا واشنطن ضحايا أفيغدور ليبرمان حكومة إسرائيل معارضة بنيامين نتنياهو الكنيست إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس سوريا واشنطن ضحايا قطاع غزة غزة بنيامين نتنياهو وفاة سياسة الهجرة حكم السجن إسقاط الحکومة حل الکنیست مقعد ا
إقرأ أيضاً:
إسرائيل على حافة الانفجار السياسي
"حلّ الكنيست بأمر من كبار الحاخامات".. جملة قالها وزير الإسكان الإسرائيلي مؤخرًا، لكنها دوّت كطلقة تحذير وسط مشهد سياسيّ مشحون.
في إسرائيل، حيث السياسة تُدار على الحافة دائمًا، كان هذا الإعلان بمثابة تذكير جديد بأن الأزمات هناك قلّما تجد لها حلولًا مستقرة.
ورغم صخب التصريحات الرسمية، يدرك العارفون بخفايا اللعبة الإسرائيلية أن الصورة الحقيقية لا تُرسم تحت أضواء قاعة الكنيست، بل في كواليس غارقة بالتسويات، حيث تُطبخ الاتفاقات على نار هادئة، بينما يتسابق الوسطاء لشراء الوقت وتفادي الانفجار.
الساعات الأخيرة شهدت مشهدًا دراماتيكيًا: من جهة تهديدات متكررة بحلّ الكنيست والدعوة لانتخابات مبكرة؛ ومن جهة أخرى تسريبات عن "أجواء إيجابية" ومفاوضات محمومة يقودها يولي أدلشتاين، رئيس لجنة الخارجية والأمن، في محاولة يائسة لوقف الانهيار.
وسط هذه الأجواء، تبدو إسرائيل وكأنها تمارس رقصة توازن مستحيلة بين أطراف ائتلاف هشّ، وبين مجتمع حريدي يتوجس من دفع أثمان سياسية أمام قاعدته لو اضطر إلى التنازل.
التهديدات.. من يخاطب مَن؟حين رفع وزير الإسكان راية حلّ الكنيست، كان يدرك جيدًا أن جمهوره الحقيقي ليس بين جدران الحكومة، بل في أوساط القواعد الحريدية التي تراقب كل خطوة.
إعلانهذه القواعد تطالب بحماية الامتيازات التاريخية وفي مقدمتها الإعفاء من الخدمة العسكرية، الذي يُعدّ بالنسبة لها مسألة هوية وكرامة دينية.
في المقابل، الشارع الإسرائيلي يشهد تصاعدًا غير مسبوق في الضغوط المطالبة بفرض التجنيد الكامل على الجميع.
وقد جاء قرار المحكمة العليا الأخير ليُضفي مزيدًا من التعقيد على هذا الملف الحارق. هكذا، وجدت الأحزاب الحريدية نفسها عالقة بين خيارين كلاهما مُرّ: القبول بتسوية تُعرّضها لانتقادات قاعدتها الصلبة، أو دفع البلاد نحو انتخابات مبكرة في توقيت شديد الحساسية.
لكن الصورة أبعد عمقًا مما تبدو عليه. فقيادات بارزة داخل الأحزاب الحريدية، كما أشار الصحفي شاحار غليك وآخرون، تُدرك أن الانتخابات المبكرة قد تهدد وجودها السياسي ذاته، وتُربك حساباتها في مشهد يتغير بسرعة.
أدلشتاين.. وسيط على حبل مشدودوسط هذه التعقيدات، برز يولي أدلشتاين كرقم صعب في المعادلة. ليس مجرد رئيس لجنة في الكنيست، بل وسيط سياسي بين الحريديم، ودوائر القرار في حزب الليكود.
مصادر عبرية مطّلعة تحدثت عن مفاوضات مكثفة يقودها أدلشتاين، وسط انفتاح حذر من قادة "يهدوت هتوراة" لقبول تسوية تحفظ ماء الوجه.
رهان أدلشتاين واضح: تمرير صيغة تُجنّب حلّ الكنيست في اللحظة الأخيرة، دون إثارة غضب الشارع العلماني، أو كسر تعهدات الحريديم لجمهورهم.
لكن مهمته ليست سهلة، بل محفوفة بالألغام السياسية. فالحاخامات باتوا يمارسون إشرافًا مباشرًا على مسار المفاوضات، مما يعقّد كل خطوة، ويُصعّب أي محاولة للوصول إلى تسوية مرضية لجميع الأطراف.
لماذا الآن؟في عمق الأزمة الراهنة يكمن سؤال جوهري: إلى أي مدى يمكن للمجتمع الحريدي الاستمرار في فرض معادلاته على دولة تعاني انقسامات داخلية حادة؟
ليس توقيت هذه الأزمة محض صدفة. فملفات مثل الإصلاح القضائي والتجنيد الإجباري أعادت رسم خطوط الصدع داخل الحكومة، وكشفت عمق الهوة بين مكونات الدولة.
إعلانالحديث عن حلّ الكنيست ليس مجرد أداة ضغط تكتيكية هذه المرة. بل هو انعكاس لصراع أشمل بين الهوية الدينية للدولة وبين مؤسساتها المدنية، صراع بلغ ذروة جديدة قد يكون من الصعب احتواؤها.
تسوية أم انفجار؟رغم المؤشرات الإيجابية التي رشحت مؤخرًا عن تقدم في المفاوضات، فإن الخطر لم يزُل. الحريديم بحاجة إلى مخرج مشرّف أمام جمهورهم. أدلشتاين يسابق الزمن لصياغة تسوية تُبقي الحكومة قائمة.
أما نتنياهو، فهو كعادته يناور بين الجميع، مدركًا أن تفكك الائتلاف في هذه اللحظة قد يُربكه سياسيًا في ظل بيئة داخلية وإقليمية مضطربة.
السيناريو الأكثر ترجيحًا؟في ساعات فجر اليوم، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن مقترح حلّ الكنيست الذي تقدّمت به قوى المعارضة لم ينجح في الحصول على الأغلبية المطلوبة، إذ صوّت ضده 61 نائبًا.
هذا بعدما أعلنت الكتل الدينية المتشددة (الحريديم) معارضتها مشروع القرار، وذلك في ضوء ما أعلنه رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، بشأن التوصّل إلى تفاهمات أولية تتعلق بمسودة قانون التجنيد الإجباري.
ومع ذلك فإن هشاشة المعادلة السياسية لن تختفي، بل ستُرحّل إلى الجولة القادمة من الصراع.
دروس من التاريخما يحدث اليوم يعيد إلى الأذهان أزمات مشابهة في تاريخ السياسة الإسرائيلية. لعل أبرزها أزمة 1990 التي أطاحت بحكومة الوحدة الوطنية.
آنذاك، كان ملف السلام هو محور الخلاف؛ أما اليوم، فالهوية العميقة للدولة هي التي تهتز أمام أعين الجميع.
وإن كان ثمة درس ثابت في المشهد الإسرائيلي، فهو أن الائتلافات المتجانسة ليست بالضرورة "متجالسة" ، إذ لا تنعم باستقرار طويل الأمد.
بل تعيش حالة دائمة من الهشاشة تحت ضغط الملفات الكبرى والصراعات الداخلية.
أسئلة مفتوحةهل تستطيع الأحزاب الحريدية مواصلة سياسة الابتزاز السياسي بلا ثمن؟
حتى الآن، نعم، لكن يبدو أنها تقترب من سقف القدرة على ذلك.
إعلانلقد لعبت الأحزاب الحريدية لعقود دور "بيضة القبان" في الحكومات الإسرائيلية.
لكن المعادلة تتغير: الشارع العلماني أكثر تنظيمًا واحتجاجًا، المحكمة العليا مصممة على فرض التجنيد، والجيش نفسه بات يُضغط باتجاه إنهاء الإعفاءات الجماعية.
كل جولة ابتزاز تكلّف الأحزاب الحريدية جزءًا من شرعيتها.
والسؤال: متى ستضطر الأحزاب الكبرى – وربما الليكود ذاته – إلى القبول بتحالفات جديدة لا تشمل الحريديم؟
ما مدى قدرة أدلشتاين على الاستمرار كوسيط فعّال؟
اليوم، أدلشتاين في ذروة نفوذه السياسي. هو شخصية مرنة تحظى باحترام واسع في الليكود، وغير محسوب بالكامل على نتنياهو. لكن هذه القدرة ليست أبدية.
لو تصاعد الصراع واضطر الحاخامات إلى تصعيد علني، قد يُتهم أدلشتاين بأنه "يتلاعب بالمقدسات"- تهمة ثقيلة في الشارع الحريدي. أي ورقته قوية الآن، لكنها قد تحترق سريعًا لو فشلت التسوية.
هل ستبقى ورقة "حلّ الكنيست" مجرد تهديد؟ حتى اللحظة، نعم.
الحريديم لا يريدون انتخابات مبكرة، وهم يدركون أن مثل هذه الانتخابات قد تُضعف مكاسبهم.
لكن هذا التهديد قد يتحول إلى واقع في حال واحدة: إذا فُرض التجنيد بقوة تشريعية صارمة لا يستطيعون تبريرها أمام جمهورهم.
عندها، سيكون حلّ الكنيست آخر ملاذ، رغم كلفته الباهظة.
في نهاية المطاف، دولة بلا ترف الاستقرار
نحن أمام معركة مفتوحة بين قوة الحاخامات وحسابات السياسة.
قد ينجو الكنيست من الحلّ، لكن الكلفة كانت وستبقى باهظة: المزيد من الهشاشة في ائتلاف هشّ بطبيعته.
ورقة "حلّ الكنيست" ما تزال مرفوعة على الطاولة. الجميع يشهرها، لكن لا أحد يريد أن يُطلق النار أولًا.
في هذا المشهد المتقلب، لا تملك إسرائيل ترف الاستقرار. كل تسوية اليوم مؤقتة، وكل تهديد قد يتحول إلى واقع في أي لحظة.
ويبقى السؤال معلقًا: إلى متى تستطيع الدولة أن توازن بين قوة التوراة وصوت البندقية دون أن تنفجر؟
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline