خبير عسكري: إسرائيل لن تتحمّل استمرار الضربات الإيرانية بهذه القوة
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
#سواليف
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن #حاتم_كريم_الفلاحي إن الضربات الإيرانية الأخيرة على #إسرائيل تمثل تحولا خطيرا في طبيعة الردود الإيرانية، مشيرا إلى أن العملية تمت بشكل مفاجئ وتحت جنح الظلام لتفادي الرصد الاستخباراتي، ما يعكس تطورا في الأداء العملياتي الإيراني رغم ما تعانيه من اختراقات داخلية.
واعتبر الفلاحي، في تحليل عسكري للمواجهة بين إيران وإسرائيل، أن #طهران سعت إلى توجيه #ضربة_موجعة مستفيدة من عامل التوقيت وظروف الليل لتقليل أثر المراقبة عبر الأقمار الصناعية، في محاولة لإعادة فرض حضورها الإستراتيجي بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منظومات القيادة والسيطرة في الداخل الإيراني.
وكانت إيران قد أعلنت تنفيذ هجوم واسع ضد أهداف إسرائيلية، مؤكدة أنها أطلقت مئات الصواريخ، بعضها من غواصات للمرة الأولى، واستهدفت بعض المقار العسكرية والمراكز القيادية، بينها وزارة الدفاع في تل أبيب، فيما تحدثت القناة الـ13 عن دمار غير مسبوق في المدينة.
مقالات ذات صلةوأشار الفلاحي إلى أن فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية أمام هذا الكم الهائل من #الصواريخ يُعد مؤشرا على عجز في التصدي لما وصفه بـ”الإغراق الصاروخي”، موضحا أن الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، بدءا من #القبة_الحديدية حتى منظومة “حيتس” و”ثاد” الأميركية، لا تستطيع مواجهة هذا العدد الكبير من الصواريخ المتنوعة في آن واحد.
إعلان
وشدد على أن #إيران تعمّدت استخدام صواريخ بمديات وقدرات مختلفة، ما أربك المنظومات الدفاعية وجعل عملية التصدي مكلفة ومعقدة، خاصة أن الزمن المطلوب لوصول الصواريخ لا يتجاوز بضع دقائق، وهو ما شكّل ضغطا لوجيستيا كبيرا على منظومات الدفاع الإسرائيلية.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق 3 دفعات من الصواريخ وسقوط بعضها في مناطق متفرقة، منها وسط تل أبيب، ما أسفر عن إصابة عشرات الإسرائيليين وإلحاق أضرار بعشرات المباني والمركبات، بينما تحدثت وزارة الصحة عن وضع المستشفيات في حالة تأهب.
تطور #الرد_الإيراني
وأكد الفلاحي أن ما سُمي بعملية “الوعد الصادق 3” يمثل تطورا في طبيعة الرد الإيراني مقارنة بسابقتيها، إذ إن الصواريخ التي استُخدمت، لا سيما الفرط صوتية، جاءت بانقضاض مباشر من الفضاء بسرعة هائلة، ما جعل تأثيرها التدميري كبيرا، خاصة عندما تكون محملة برؤوس حربية يزيد وزنها عن 500 كيلوغرام.
وأوضح أن الصواريخ الاعتراضية، وإن سقطت داخل المدن الإسرائيلية، فإن ضررها عادة ما يكون محدودا مقارنة بالصواريخ الباليستية الهجومية التي تضرب أهدافها بشكل مباشر وفعّال، ما يفسر دمار بعض الأبنية في تل أبيب وتضرر طوابق كاملة.
وفي هذا السياق، أكد الحرس الثوري الإيراني أن العملية استهدفت عشرات المواقع، مشيرا إلى أنها جاءت ردا على مقتل قادة عسكريين وخبراء نوويين إيرانيين، فيما تعهّدت طهران بمواصلة الهجمات إذا استمرت الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها.
ويرى الفلاحي أن استمرار إيران في الرد، رغم الضربات التي طالت قيادتها العسكرية، يدل على تصميمها على فرض معادلة ردع جديدة، حتى وإن كانت الهجمات الحالية لا تزال غير مرتبة بالشكل الكافي نتيجة اضطراب منظومة القيادة الإيرانية جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة.
وأضاف أن الضربات المقبلة قد تصبح أكثر دقة وتركيزا بمجرد استعادة منظومة القيادة الإيرانية توازنها، لافتا إلى أن التصدي الإسرائيلي لم يكن منفردا، بل شهد مشاركة أميركية وفرنسية، ما يعكس حجم التحدي الذي فرضه الهجوم الإيراني.
وكان مسؤولون أميركيون قد أكدوا مشاركة قواتهم في صد الهجوم، في حين حذرت إسرائيل من رد على المواقع المدنية الإيرانية، وتوعدت طهران بالرد على أي استهداف لمنشآتها الاقتصادية أو البنية التحتية للطاقة.
تقلّص بنك الأهداف
وأشار الفلاحي إلى أن إسرائيل وضعت السكان في الملاجئ لساعات طويلة، في خطوة تعكس قلقها من تكرار الضربات، وهو ما أكدته تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تحدث عن استمرار العمليات العسكرية ضد إيران ونجاحها في استهداف قادة ومراكز نووية.
وأضاف الفلاحي أن بنك الأهداف الإسرائيلي تقلّص بعد الضربة الأولى، حيث تم تنفيذ هجمات على نحو 300 موقع، مما قد يدفع تل أبيب إلى التركيز لاحقا على منشآت نووية معينة، خاصة في آراك وفوردو وأصفهان، مستدركا بأن إيران قد تلجأ إلى تغيير مواقع هذه المفاعلات تحسبا لأي هجوم مستقبلي.
وأكد أن إيران باتت تهيئ نفسها لمعركة استنزاف طويلة، مشيرا إلى أن الهجمات قد تشمل طائرات مسيرة منخفضة الارتفاع يصعب رصدها، وهو ما قد يؤدي إلى خرق دفاعات إسرائيل والوصول إلى أهداف حيوية داخلها في ظل تشتت القوات الإسرائيلية.
وحذر الفلاحي من أن استمرار هذه الضربات سيضع إسرائيل في موقف حرج، مشيرا إلى أن تل أبيب قد لا تتمكن من مواصلة التصعيد بالوتيرة نفسها، لا سيما مع تزايد الضغط الداخلي بسبب الخسائر، مما قد يفتح الباب أمام وساطة دولية كما اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفيما حذر نتنياهو من استمرار الرد الإيراني، حاول توجيه رسائل إلى الشعب الإيراني، داعيا إياه للوقوف ضد النظام، واعتبر الفلاحي هذه التصريحات محاولة لزعزعة الجبهة الداخلية الإيرانية، لكنها لن تؤتي أُكُلها، خاصة بعد ما وصفه بـ”فشل إسرائيل في التصدي للضربة الإيرانية”.
ويرى الفلاحي أن تورط الولايات المتحدة المباشر في ضرب إيران قد يؤدي إلى توسيع المواجهة إقليميا، مرجحا أن ترد طهران بفتح جبهات أخرى إذا دخلت واشنطن على خط النار، وهو سيناريو وصفه بأنه لا يخدم الاستقرار في المنطقة ولا المصالح الأميركية على المدى الطويل.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حاتم كريم الفلاحي إسرائيل طهران ضربة موجعة الصواريخ القبة الحديدية إيران الرد الإيراني مشیرا إلى أن الفلاحی أن تل أبیب
إقرأ أيضاً:
جدل حول سلوك إسرائيل في غزة.. خبير قانوني: ما يحصل في القطاع لا يرقى لمستوى الإبادة الجماعية
يرى ستيفان تالمون، أستاذ القانون الدولي بجامعة بون الألمانية، أن ما يحدث في غزة يمثل بلا شك جرائم حرب، إلا أنه من "الصعب جدًا" إثبات نية الإبادة الجماعية وفقاً للتعريف المعتمد في القانون الدولي. اعلان
في وقت تتصاعد فيه الاتهامات بأن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة قد ترقى إلى جريمة إبادة جماعية، يحذر بعض خبراء القانون الدولي من التسرع في استخدام هذا المصطلح دون توفر الأدلة القانونية الكافية.
ويرى ستيفان تالمون، أستاذ القانون الدولي بجامعة بون الألمانية، أن ما يحدث في غزة يمثل بلا شك جرائم حرب، إلا أنه من "الصعب جدًا" إثبات نية الإبادة الجماعية وفقاً للتعريف المعتمد في القانون الدولي.
Related "الوحدة الشبح": شكوى دولية تتهم قنّاصيْن فرنسييْن-إسرائيلييْن بارتكاب جرائم حرب في غزة“خائفون من العودة”.. قلق في صفوف جنود إسرائيليين كنديين بعد فتح تحقيق بشأن جرائم حرب في قطاع غزةبلجيكا تحيل جنديين إسرائيليين إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب لا توجد نية واضحة للإبادة الجماعية حتى الآنبحسب تالمون، فإن مصطلح "الإبادة الجماعية" الذي صاغه المحامي اليهودي البولندي رافائيل ليمكين في عام 1944، تم ترسيخه في اتفاقية عام 1948، ويشمل ارتكاب أفعال محددة "بقصد التدمير الكلي أو الجزئي" لجماعة قومية أو عرقية أو دينية.
ويشير إلى أن الجريمة تتطلب نية واضحة ومحددة للتدمير، وهو ما يرى أنه لم يتم إثباته بعد في السياق الإسرائيلي-الفلسطيني. ويقول ليورونيوز: "ارتكبت إسرائيل جريمة الحرب المتمثلة باستخدام الجوع كسلاح، وهو ما يحرّمه القانون الدولي. لكن هذا لا يعني أنها ارتكبت إبادة جماعية".
وبدأ النزاع في 7 أكتوبر 2023، عندما نفذت حماس هجوماً على جنوب إسرائيل، أودى بحياة 1200 شخص وأسفر عن احتجاز مئات الرهائن. ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 60,000 فلسطيني، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وسط تزايد في مؤشرات المجاعة والتدمير الواسع للبنية التحتية.
في ديسمبر من نفس العام، رفعت جنوب إفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية، متهمةً إسرائيل بخرق اتفاقية عام 1948 وبارتكاب "أعمال إبادة جماعية متعمدة ضد الفلسطينيين في غزة". وفي عام 2024، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا يخلص إلى وجود "أدلة كافية" تشير إلى أن سلوك إسرائيل في غزة يرقى إلى الإبادة الجماعية.
كذلك، قالت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين وسياسات الحكومة تشير إلى "نية منهجية لتدمير المجتمع الفلسطيني في غزة
وفي مقابلة منفصلة، يقول الباحث في مجال الإبادة الجماعية والهولوكوست، عومير بارتوف ليورونيوز إنه وصف الحملة العسكرية الإسرائيلية بأنها إبادة جماعية في مايو 2024، عندما قرر الجيش الإسرائيلي تسوية رفح بالأرض بعد أن أمر سكانها بإخلاء المدينة الواقعة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة، ونقلهم إلى منطقة المواصي - وهي منطقة ساحلية لا يوجد فيها أي مأوى تقريبًا.
ولكن بالنسبة لخبير في القانون الدولي ومحامٍ مثل تالمون، لا يوجد دليل كافٍ على وجود نية واضحة لارتكاب إبادة جماعية في إسرائيل حتى الآن، وسيكون من "الصعب جدًا" على جنوب أفريقيا أو أي دولة أخرى إثبات أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية.
لشرح المعايير القانونية للإبادة الجماعية، يستشهد تالمون بمذبحة سريبرينيتسا عام 1995، التي اعتبرتها محكمة العدل الدولية جريمة إبادة جماعية واضحة، حيث أُعدم أكثر من 8,000 مسلم بوسني خلال يومين. وأوضح أن المحكمة توصلت إلى استنتاج الإبادة بناءً على النمط المتعمد للقتل الجماعي والنية المعلنة للتطهير العرقي.
ويضيف: "لم نشهد حتى الآن حادثة مماثلة من هذا النوع في غزة، رغم جسامة الجرائم التي وقعت".
كما يوضح تالمون أن غياب "النية الواضحة للتدمير" لا يلغي إمكانية محاسبة إسرائيل على جرائم أخرى، مثل جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية. فوفق ميثاق الأمم المتحدة، يُعرّف هذا النوع من الجرائم بأنه "هجوم ممنهج وواسع النطاق ضد مدنيين، مع العلم المسبق بطبيعته".
ويرى أن تضييق الخناق على المدنيين وقطع الإمدادات قد يدل على نوايا أخرى، لكنه لا يشكل بحد ذاته دليلاً قاطعاً على نية الإبادة الجماعية.
كما يشير إلى أن إثبات جريمة إبادة جماعية ضد إسرائيل لن يكون له فقط أثر قانوني، بل سيطال المجتمع الإسرائيلي ككل، الذي يرى نفسه إلى حد كبير ضحية للإبادة النازية.
ويقول: "إذا تم تصنيف أفعال إسرائيل على أنها إبادة جماعية، فلن يكون الجناة أفرادًا فحسب، بل سيُنظر إلى المجتمع الإسرائيلي بأكمله على أنه متواطئ". ويضيف: "هذا سيحوّل الناجين من الهولوكوست إلى جناة في نظر القانون الدولي".
وتأسست محكمة العدل الدولية عام 1945، وأصدرت خلال العقود الماضية أحكامًا ضد أفراد في قضايا إبادة جماعية، لكنها لم تصدر أي حكم حتى الآن ضد دولة بعينها. وتُعرف قضايا الإبادة بأنها معقدة جدًا، وقد تستغرق أكثر من عقد كامل للوصول إلى حكم نهائي.
في المقابل، تنفي إسرائيل بشكل قاطع جميع الاتهامات الموجهة إليها، وتقول إن هدف حملتها العسكرية هو القضاء على حماس، وإنها تتخذ "أقصى درجات الحذر" لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، بينما تتهم الحركة المسلحة باستخدامهم كدروع بشرية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة