ضربة إسرائيلية تقلب الأسواق.. انهيار الأسهم العالمية وقفزة في الذهب والنفط
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
تسبب الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران في موجة اضطراب عالمية، انعكست فورًا على الأسواق المالية وأسعار الطاقة، في واحدة من أعنف الهزات الجيوسياسية التي يشهدها الشرق الأوسط منذ سنوات، وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 12%، وسط مخاوف من انقطاع إمدادات الخام وتوسع رقعة النزاع، في حين تراجعت أسواق الأسهم العالمية، واتجه المستثمرون نحو الملاذات الآمنة.
وسجّلت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية انخفاضًا بنحو 1.5%، بينما خسرت الأسهم الآسيوية 0.4% في المتوسط، مع تصاعد القلق بين المستثمرين،وارتفع الذهب، أحد أبرز أصول الملاذ الآمن، بأكثر من 1% متجاوزًا 3425 دولارًا للأونصة، كما ارتفع الين الياباني بنسبة 0.2% إلى 143.16 مقابل الدولار.
وفي سوق السندات، قفز الطلب على سندات الخزانة الأميركية، ما أدى إلى تراجع العائد على السندات لأجل عشر سنوات بثلاث نقاط أساس ليصل إلى 4.33%. في المقابل، تعرّضت العملات المشفرة لهبوط جماعي، قادته “بيتكوين” و”إيثريوم”، في ظل تجنّب المستثمرين للمخاطر عالية التقلب.
النفط يقفز بأعلى وتيرة منذ سنوات
النفط كان في صدارة مشهد الصدمة، إذ قفز سعر خام تكساس الوسيط بنسبة 12.6% ليصل إلى 76.61 دولارًا، بينما صعد خام برنت بنسبة 12.2% إلى 77.77 دولارًا، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 28% عن أدنى مستوياته في مايو، ومتجهًا نحو تحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ عام 2022.
ويتجه الخام الأميركي لتسجيل مكاسب أسبوعية تفوق 15%، بينما يتجه برنت نحو مكاسب بـنحو 14%، ما يعيد إلى الأذهان سيناريوهات أزمات الطاقة السابقة. وتأتي هذه القفزة مدفوعة ليس فقط بالمخاوف من تعطل الإمدادات، بل أيضًا بفقدان السوق الثقة في إمكانية احتواء التصعيد دبلوماسيًا.
وقالت هيبي تشن، المحللة في “فانتج ماركتس”: “الهجوم الإسرائيلي على إيران هو أكثر من تصعيد عسكري… إنه نقطة تحوّل عالمية تُجبر الأسواق على إعادة تسعير المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية معًا”، وأشارت إلى أن الأسواق باتت تواجه تهديدات مزدوجة من الحرب الباردة والساخنة في آنٍ واحد.
“هرمز” تحت المجهر… والمخاوف تتوسع
تصاعدت المخاوف أيضًا بشأن سلامة مضيق هرمز، الذي يمر عبره أكثر من 20% من تجارة النفط العالمية، أي تهديد للمضيق قد يشعل أزمة طاقة عالمية، ويدفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، خصوصًا مع تحذيرات إيران السابقة من إغلاقه في حال تعرضها لهجوم مباشر.
وقال تشــارو تشانانا من “ساكسو ماركتس”: “أي إشارة إلى رد انتقامي أو تعطيل في الإمدادات ستحافظ على التقلبات المرتفعة في الأسواق، مع دفع أسعار النفط وأصول الملاذ الآمن إلى مستويات أعلى”.
وبحسب بلومبرغ، يرى الخبراء أن ما يحدث يتجاوز حدود نزاع إقليمي، فالتصعيد بين إسرائيل وإيران قد يعيد رسم خريطة الاستقرار في الشرق الأوسط، ويزيد من هشاشة الاقتصاد العالمي في ظل تباطؤ النمو، تصاعد النزاعات التجارية، وتزايد التوترات السياسية بين القوى الكبرى.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أسعار الدولار أسعار النفط الضربات الإسرائيلية مضيق هرمز
إقرأ أيضاً:
شركة «متر» السعودية.. رائدة الخدمات الرقمية للهندسة والمساحة تقتحم الأسواق العالمية
في عالم تتسارع فيه وتيرة التحول الرقمي، تبرز شركة «متر» السعودية كقوة تقنية رائدة متعددة الجنسيات متخصصة في الخدمات الرقمية للهندسة والمساحة. الشركة تواصل ترسيخ مكانتها كشريك استراتيجي موثوق يربط بين «الخبرة الصينية» و»الاحتياجات السعودية”.
الرؤية الاستراتيجية: من السعودية إلى العالم
تقود شركة «متر» رحلة طموحة نحو العالمية، مسلحة برؤية واضحة وخبرة تقنية متراكمة. تحت قيادة أحمد الأنصاري، الرئيس التنفيذي لشركة متر، تتبنى «متر» فلسفة بناء شراكات عملية طويلة الأمد تحقق التنمية المتبادلة.
الأنصاري يحمل رؤية طموحة للمستقبل، حيث أكد أن الشركة «تأمل أن يحقق تعاونها مع شركات تشجيانغ ديتشينغ نتائج باهرة، تشمل تقنيات متقدمة في مجال المساحة ورسم الخرائط، وخبرة واسعة في الهندسة». هذه الرؤية تسعى لدمج المكاسب في المشاريع الكبرى في المملكة والشرق الأوسط، وتسخيرها للتعاون في المزيد من الدول.
التخصصات الجوهرية: قوة تقنية في الهندسة والمساحة
تتميز «متر» بتنوع تخصصاتها التقنية كشركة رائدة في مجال الخدمات الرقمية للهندسة والمساحة:
تقنيات المساحة ورسم الخرائط المتقدمة: تبرز الشركة كخبير معترف به في تطوير وتشغيل أنظمة معقدة تحول البيانات المساحية إلى رؤى قابلة للتطبيق.
الهندسة الرقمية المتطورة: مجال يتطلب دقة عالية وخبرة متراكمة، تمتلك فيه «متر» سجلاً حافلاً من المشاريع الناجحة والحلول المبتكرة.
نظم المعلومات الجغرافية: تطوير حلول ذكية تساهم في بناء المدن الذكية الجديدة والمشاريع الهندسية الكبرى.
الخدمات الرقمية المتكاملة: مجال يجمع بين الإبداع والدقة التقنية، تتفوق فيه الشركة من خلال فرق عمل متخصصة.
منصة «متر» الرقمية: جسر التعاون الدولي
في قلب عمليات الشركة تقف منصة «متر» الرقمية كنظام بيئي متكامل يربط بين الشركات السعودية والصينية في مجال الهندسة والمساحة. المنصة تعمل كحاضنة للابتكار والتعاون العابر للحدود، حيث تتلاقى فرق صينية وسعودية بانتظام لمواجهة تحديات التعاون الدولي.
هذا التفاعل المباشر يحسن الكفاءة والفعالية بشكل كبير، ويسهل على الشركات الطموحة التوسع عالميا من خلال حل المشكلات وجها لوجه بدلاً من التواصل عن بُعد.
المزايا التنافسية: موارد وأسواق استراتيجية
كلاعب رائد في مجال الخدمات الرقمية للهندسة والمساحة في المملكة العربية السعودية، تتمتع «متر» بالموارد والأسواق التي تمثل فائدة كبيرة للشركات الصينية الساعية للتوسع خارجيا. الشركة تستفيد من خطة البنية الأساسية السعودية بقيمة 27 تريليون دولار، مما يخلق فرصا استثمارية ضخمة للشراكات الدولية.
التوسع الاستراتيجي: الاستقرار في ديتشينغ
استقرار «متر» رسمياً في مدينة (هوتشو ديتشينغ) للمعلومات الجغرافية لم يأت بالصدفة. اللقاء الأول حدث في معرض بأستراليا في أبريل، وتطور التعاون بسرعة مذهلة ليتحول من فكرة إلى واقع في بضعة أشهر فقط.
مكتب منصة ومركز تطبيقات متر في (ديتشينغ) يمثل نقطة انطلاق استراتيجية للتوسع في السوق الآسيوية. الموقع في «البيت العالمي للمعلومات الجغرافية» يستفيد من التكتل الصناعي المتطور الذي يضم أكثر من 400 شركة متخصصة.
الشراكات الاستراتيجية: تحالف قوي للتوسع العالمي
انضمام أربع شركات صينية رسميا إلى منصة «متر» الرقمية يؤكد قوة الجذب التي تتمتع بها الشركة السعودية. من بين هذه الشراكات الاستراتيجية:
شركة مينغتو للتكنولوجيا: من أوائل الشركات المستقرة في ديتشينغ. لياو مينغ، رئيس مجلس الإدارة، أكد أن «استخدام هذه المنصة لبناء علاقات تعاونية مع المؤسسات الأجنبية، ومن ثم الترويج لمنتجاتنا وخدماتنا، ينبغي أن يكون مساراً جديداً لتطوير شركات المعلومات الجغرافية المحلية”.
شركة Zhejiang Zhaolong Interconnect Technology: يؤكد دينغ شيو وانغ، مدير التجارة الدولية، أن التعاون المباشر مع المنصة يحل مشكلات جودة المنتج والشهادات بفعالية أكبر من التواصل عن بُعد.
الدعم المؤسسي والحكومي: شراكة متكاملة
ني هان، رئيس جمعية العاملين في مجال العلوم والتكنولوجيا بمدينة ديتشينغ للمعلومات الجغرافية، يصف هذا التعاون بأنه «تطابق دقيق بين الخبرة الصينية والاحتياجات السعودية». المملكة العربية السعودية، بمشاريعها الهندسية الكثيرة ومدنها الذكية الجديدة، تحتاج إلى شركاء صينيين بشكل كبير.
ياو غووي، نائب مدير قسم التعاون والتبادل في مركز تطوير الجيوماتكس، يشبه (ديتشينغ) بـ»حاملة طائرات تقود العديد من السفن الصغيرة إلى البحر». هذا التشبيه يوضح الدور الاستراتيجي للمدينة في تسهيل التوسع العالمي للشركات المتخصصة.
نموذج (ديتشينغ): النظام البيئي التقني
مدينة ديتشينغ للمعلومات الجغرافية تضم أكثر من 400 شركة ذات صلة، بما في ذلك ما يقرب من ثلث أكبر 100 شركة في الصين. هذا التكتل الصناعي المتطور يشكل سلسلة صناعية متكاملة من البحث والتطوير التكنولوجي إلى تصنيع المعدات.
وصول صناعة البيانات الجغرافية المكانية في تشجيانغ إلى قيمة سوقية تقارب تريليون يوان، بمشاركة أكثر من 200 ألف شركة، يؤكد ضخامة الفرص المتاحة. «متر» تستفيد من هذا النظام البيئي المتطور لتعزيز قدراتها وتوسيع شبكة شراكاتها.
صناعة البيانات الجغرافية المكانية في تشجيانغ واجهت تحديات في التدويل بسبب عوامل مثل أمن المعلومات وقيود السياسات وحماية السوق. لكن التعاون مع «متر» يفتح مساراً جديداً للتوسع العالمي.
السوق والفرص: 27 تريليون دولار من الإمكانيات
أرقام خطة البنية الأساسية السعودية بقيمة 27 تريليون دولار تفتح أبوابا واسعة أمام الشركات المتخصصة في الهندسة والمساحة. هذا الاستثمار الضخم يجعل من «متر» شريكاً استراتيجياً مهماً للشركات الصينية الساعية للاستفادة من هذه الفرص.
الاستثمار ليس مجرد أرقام، بل مشاريع حقيقية تحتاج خبرات متقدمة وتقنيات حديثة. «متر» تقف في موقع مثالي لتكون الجسر الذي يربط بين التقنيات الصينية المتطورة والاحتياجات السعودية الضخمة.
الريادة في رؤية 2030: تجسيد للطموح السعودي
“متر» تمثل نموذجاً حياً لنجاح الشركات السعودية في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال التقنية والخدمات الذكية. الشركة لا تكتفي بالمساهمة في التحول المحلي، بل تصدر الخبرة السعودية للعالم.
هذا النجاح يؤكد قدرة الشركات السعودية على المنافسة عالمياً وتقديم حلول تقنية متطورة تلبي احتياجات الأسواق المختلفة.
المستقبل: رؤية طموحة تتجاوز الحدود
تواصل «متر» النظر للمستقبل بطموح وثقة. الخطوات القادمة تشمل توسيع نطاق الخدمات الرقمية للهندسة والمساحة وتطوير حلول جديدة تواكب التطورات التقنية المتسارعة.
التوسع لا يقتصر على الصين، بل يشمل المزيد من الدول، حيث تسعى «متر» لتسخير الخبرات المكتسبة للتعاون والتطوير في أسواق جديدة تحتاج لحلول هندسية ومساحية متطورة.
من المتوقع أن تعرّف ديتشينغ بأكثر من عشرة شركاء دوليين خلال العام، مما يؤكد نجاح هذا النموذج وقابليته للتوسع.
فصل جديد
شركة «متر» السعودية تكتب فصلاً جديداً في قصة نجاح الشركات السعودية عالميا. من خلال الجمع بين الخبرة المحلية والرؤية العالمية، تمكنت الشركة من ترسيخ مكانتها كشريك استراتيجي موثوق في مجال الخدمات الرقمية للهندسة والمساحة.
الاستقرار في (ديتشينغ) والشراكة مع الشركات الصينية المتخصصة يفتح آفاقاً جديدة للتوسع والنمو. مع استمرار التوسع الدولي واستفادة من خطة البنية الأساسية السعودية بقيمة 27 تريليون دولار، تبدو «متر» في طريقها لتصبح واحدة من أبرز الشركات السعودية التي تمثل المملكة بفخر في الساحة العالمية للتقنيات المتقدمة.
الشركة تثبت أن «الانطلاق في البحر بهذه الطريقة يمنح ثقة أكبر» للشركات الطموحة التي تسعى للعالمية، مجسدة بذلك نموذجاً ملهماً للنجاح السعودي في عصر التحول الرقمي العالمي.